هي لغة القران الكريم ولغة الرسول فلذلك يجب علينا ان نتفاخر بهذه اللغة العظيمة الذي
انزل بها ربنا الكريم قراننا العظيم فقد قام روادنا العرب بتطوير هذه اللغة وهي اصعب
لغة ايضا .
وهي ايضا لغة الفرد هي هويته القومية، وهي مسرح تفكيره، ومجال وجدانه … فيجدر بالفرد
منا ان ينطقها في المستويات الرسمية سليمة الاداء صحيحة العبارة… ننطقها في لغة تانف من
لهجة السوق – هذه اللهجة التي لا تتجاوز مفرداتها الف مفردة، كما ان الحروف في
هذه تلفظ بمخارج صوتية متباينة تبعا للمنطقة الجغرافية.
اقول ذلك، وانا اعي سلاسة العامية على اسلات الالسنة – في مخاطباتنا البيتية، وفي فكاهاتنا
وفي اغانينا، وفي سرعة توصيلها واتصالها، بل في ضرورتها وحيويتها.
وان لغة الثقافة لدى اي شعب ترتقي صعدا ما ارتقت افكاره، ومبنى الجملة يتطور تبعا
لغنى هذا الشعب ثقافيا …
اما النحو اساس الاشكال فارى ان نجرب في دورات مكثفة تدريس المرفوعات والمجرورات فقط فيعرف
الطالب المنصوبات بعد ذلك، دون جهد ….على كل هذه التجربة لم تمرر ، ولا نستطيع
الحكم على خيبتها مقدما …
واما التراكيب المستجدة فلا ارى غضاضة في اخذ الكثير منها ( مع ان بعضهم يرميها
بالركاكة او يصمها بالعجمة)، فكل تركيب نستضيفه هو اثراء للغتنا في بنيتها، وخاصة ما كان
ضمن المجاز والكناية المعاصرة ….
اسال نفسي احيانا:
لماذا نفتقد المراجع الاكاديمية في المواضيع العلمية باللغة العربية؟
لماذا نفتقد المسؤولية الجماعية او الرسمية ازاء اللغة العربية؟
من هنا اصل الى نقطة هامة ، وفي تقديري هي جوهر المسالة : وهي اننا
– عامة – لا نوقر لغتنا ، ولا نجل اربابها بما يليقون به ، فقد
نسمع اللفظ الهزيل الكليل ، وقد نسمع اللاحن تلو اللاحن ( وانتبه في حفلات التابين
– مثلا ) ، ونمر على ذلك مر الكرام ….بل قد نجد بيننا من يسخر
منك ان حاولت ان تنقد لغة هذا الزعيم او ذاك ، فتصبح انت الهزاة ،
فالسياسيون وشخصيات المجتمع اهم من اللغة واعرابها…
ولا غرابة اذا راينا – من جهة اخرى – من يحسن عربيته ويبدع فيها، فلا
يحظى باية مزية او ميزة، وبراعته لا تجديه ولن تجزيه شيئا …. ثم ان بعض
المسرحيات تستخدم الفاظا عن سابق قصد – لاثارة السخرية اللاذعة من هذه اللغة الفصيحة، فيظهرونها
وكانها التشدق والتفيهق، وما مثله عادل امام وقوله “الححت اصرارا …واصررت الحاحا” الا نموذج على
ذلك.
اذن ما العمل؟
يقول فاروق شوشة:
“ان لغتنا ظلت عبر القرون الطويلة بفضل انفتاحها المستمر على الحضارات والثقافات واتجاهها الدائم للمستقبل،
وانها كانت تفقد جدتها وحيويتها ونبضها عندما يتوقف انفتاح اصحابها على الجديد – الذي تزخر
به حياتهم، وينغلقون على انفسهم مضغا واجترارا، وعندما يصبح الماضي هو مثلهم الاعلى المقدس تتجه
اليه رؤوسهم، دون ان تتجه الى حيث الهدف الطبيعي والغاية الاصيلة – المستقبل (لغتنا الجميلة،
ص 8)
من هنا يجب ان نحترم لغتنا ونعتز بمكانتها، بحيث يستطيع المراقب ان يلمس مدى النفع
اثر الاهتمام بها، ويلمس الضرر اثر التخلي عنها…. فمادة العربية هي مادة وجودنا وقوام حياتنا
الروحية، فاذا التزم معلمونا بتدريس موادهم بعربية سليمة ولا غضاضة ان تجنح الى التسكين (
على طريقة بني ربيعة ) على طريقة ” سكن تسلم ! ” – ) ولكن
بجد – هذه المرة –، ……يستثنى من ذلك ما كان ضرورة بسبب الوصل والتبعية للكلمة
اللاحقة، نحو غرفة الصف، فشكل اخر (غرفة) ضروري، لانه لا يمكن تسكين اخرها …
ان لغة القران تدعونا الى ان ندرس طرق التجديد في اللغة – في القياس والنحت
والتوليد والاختصار والاقتراض ……
والى ان يتم ذلك ادعو المعلمين (كلا في مجاله)الى ان يقترحوا ترجمات لهذه الكلمات الاجنبية
التي تغزو بحدة وبتواتر، وان يستشيروا من يثقون بلغتهم العربية، وان يتعاونوا مع اللجنة العليا
لشؤون اللغة العربية والمجمع اللغوي في البلاد، وفيهما اساتذة يشهد لهم بالغيرة على اللغة والحرص
على رقيها. وكم يحسن ان تكون الالفاظ المقترحة من غير المشترك، اذ كفانا ما لدينا
من مشترك وتضاد وترادف ومثنيات لها اكثر من تفسير – كل ذلك في عصر يتطلب
الدقة والتحديد والفهم الجامع المانع.
ان لغتنا هي نحن، وكل تغيير فيها يستوجب اولا تغييرا منا في الاتجاه وفي الرؤية”
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم”.