تشكل الأسرة المسلمة نواة المجتمع المسلم، ويعكس أطفالها الأخلاق والمبادئ التي يربون عليها، فوضح الإسلام
حقوقا لكل فرد، سواء كان رجلا مسنا، امرأة، أو طفلا. يعد الإسلام أول من حرص
على رعاية حقوق الإنسان جميعا، كيف لا والإسلام منهج رحيم بالبشرية جمعاء من رب رحيم.
كان للأطفال الحظ الوفير من الحقوق التي يجب أن يحظوا بها، ويتناول هذا المقال بعضا
من هذه الحقوق ومواقف أثبتت منا أكد عليه الإسلام.
الحق في اختيار الزوجة لزوجة صالحة، لتكون أما صالحة، واختيار الزوجة رجلا صالحا، ليكون أبا
صالحا.
إن من أول ما اعتنى به الإسلام، هو اختيار الوالدين الصالحين لأبنائهم، فمن هنا تنشا
أسرة حاضنة لأبناء صالحين يكبرون على طاعة الله والخلق الحسن، فلا تكون أمه امرأة سوء
أو ذات خلق شين، ولا يكون والده رجل سوء أو ذا خلق شين، فقد قال
رسولنا الكريم فيما ورد عنه في السنة الصحيحة: (تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن،
أو أخواتهن). وقال أيضا موصيا أهل الزوجة أن يزوجوها إذا جاءها رجل يرضون أخلاقه ودينه.
وفيما قيل عن اختيار الزوجة، بالاكتراث أولا وأخير لصاحبة الدين، لا ذات الجمال والحسب والمال.
وحرص الإسلام أيضا على الاغتراب في الزواج حتى لا يصيب الجنين ضر في بطن أمه،
وهذا ما أثبتته الدراسات في العلم الحديث.
حق الطفل الجنين في الحياة وهو في بطن أمه، فحرم الإجهاض عمدا، ورعاية الحامل طيلة
فترة حملها. وعدم تنفيذ أي حكم قضائي بالإعدام في حق الحامل حتى تتم حملها وتضع
جنينها وتتم رضاعته التي حددها الإسلام.
حق الطفل الجنين في الميراث، فحض الإسلام على حفظ حق الجنين في الميراث، وألا توزع
التركة حتى يعلم الأهل جنس الجنين.
حق الطفل في التسمية الحسنة، فاختيار الإسم المناسب للطفل وتجنب الأسماء القبيحة والأسماء التي تأتي
لصاحبها بالاستهزاء والإهانة نهى عنها الإسلام، حتى يعتز باسمه ولا ينقم على والديه الذين كانوا
السبب في ذلك.
حق الطفل في التربية، فحق الطفل على والديه التربية الحسنة على أفضل الأخلاق، وآداب الإسلام
الحنيف، وتعليمه آداب السلوك والتصرف مع الآخرين من أفراد أسرته والأصدقاء والمجتمع، حتى إذا ما
كبر، كان رجلا صالحا ولا يجلب لأهله المهانة والمشاكل.
حق الطفل في الإسلام، أوجبت الشريعة الإسلامية أهل الطفل بالنفقة عليه سواء كان والده أو
والدته، ويتضمن ذلك الإنفاق على رعايته الصحية وملبسه وطعامه وشرابه وشتى أنواع الاحتياجات التي يطلبها.
حق الطفل في التعليم، حض الإسلام على تعليم الأبناء، سواء علوم القرآن ومختلف العلوم أيضا،
فطلب العلم كما ورد فريضة على كل مسلمة.
حق الطفل في الترفيه، وأقر ذلك عمر بن الخطاب عندما أمر بتعليم الأبناء الرماية والسباحة
وركوب الخيل.
الإهتمام برعاية حقوق الأطفال أمر أساسي كان لابد من أن تتطرق له الشريعة الإسلامية من
باب الوجوب، فهذه البذرة ستنمو لتغدو شجرة تطرح ثمرا يعود نفعه على المجتمع الإسلامي ويعكس
صورة الإسلام.