مواضيع للرجال للنساء

من اهوال يوم القيامة

من اهوال يوم القيامة 20160818 5002 1

من اهوال يوم القيامة 20160818 5002

اهوال يوم القيامة والمراحل التي يمر بها الانسان من الموت وحتى منزلتة
اقتضت حكمة الله تعالى ان يجعل الدنيا دار عمل، فاذا انتهى الناس من الاعمال اقيم
لهم بعد موتهم يوم يحاسبون ويجازون فيه باعمالهم، وذلك اليوم هو اليوم الاخر، وتبدا مشاهده
من لحظات فراق الدنيا، فحينئذ يعلم العبد ما هو مقبل عليه من امره، وقد اخبرنا
الله تعالى واخبرنا رسوله صل الله عليه وسلم عن اليوم الاخر باخبار مليئة بالاحداث والمشاهد
والصور المفزعة، ولا شك ان ذلك كله حادث، وسيعقبه الجزاء الاخير على العمل، فاهل الصلاح
الى جنة النعيم والرضوان، واهل الشقاء الى الجحيم والنيران.
تميز القران والسنة بتفصيل احوال يوم القيامة واهواله
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا اله الا الله
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد: فحديثنا في هذه الوريقات
بعنوان: (احوال واهوال)، وهذا الموضوع نحتاج اليه في هذا الزمان؛ لان الفتن تنوعت طرائقها، وامتحان
القلوب تعددت مداخله، في ظل عولمة مادية طاغية تريد ان تهلك الحرث والنسل، وان تدخل
الى البيوت والقلوب لتغيرها وتفسد ما بقي فيها من خير وايمان وطاعة لله سبحانه وتعالى.
كان المصطفى صل الله عليه واله وسلم يعلم اصحابه ان يتعرفوا على تلك الاحوال والاهوال،
وجاء في كتاب الله تبارك وتعالى وفي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام التفصيلات الكاملة التي لا توجد
في غيرهما، فاذا جئت الى التوراة والى الانجيل وما يتبعهما من الكتاب المقدس عند اليهود
والنصارى لا تجد الحديث عن هذه الاحوال والاهوال الا حديثا هو نزر قليل، ومن ثم
راينا في عالم اليوم -وخاصة عند النصارى وهم الكثرة الغالبة اليوم -راينا مادية طاغية تظهر
اثارها مشرقا ومغربا. اما نحن المسلمين فقد اكرمنا ربنا سبحانه وتعالى وانعم علينا بالاسلام الذي
جاءت فيه تفاصيل تلك الاحوال والاهوال وكانما نراها راي العين، لمن القى السمع وهو شهيد.
وما يكون لمثلي وانا العبد الفقير المذنب المقصر ان انقل اليك بعضا من هذه الاحوال
والاهوال، واسال الله تبارك وتعالى ان يجعلني واياك في تلك الاحوال والاهوال من العاملين الفرحين
المسرورين الفائزين. ايها الاخ المسلم! سنتحدث ان شاء الله تعالى عن بعض من مظاهر هذه
الاحوال والاهوال، ولكن ينبغي ان يستقر في نفس كل واحد منا وهو يقرا عرضا مختصرا
عن بعضها واحداثها استشعار حقائق تلك الاهوال والاحوال، ويصور نفسه وكانه ذلك الذي تتحدث عنه
الحادثة، او تشرح حاله الاية، او يبين امره حديث المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.
اظنك عرفت المقصود بالاحوال والاهوال، فانها -والله- ما زال يعيشها ويعيش احداثا منها اناس من
ابائنا وامهاتنا واخواننا واقرب الناس الينا، فان بعض الاحداث من تلك الاحوال والاهوال عاشها من
سبقنا، ولكن بقينا نحن وبقيت في الاحوال والاهوال احداث قادمة سيقدم عليها جميع العباد. وسنقف
وقفات قصيرة ولمحات؛ لان الاحوال والاهوال يطول بعرضها المقام، ولذا سننتخب منها انتخابا، ونسال الله
تبارك وتعالى ان يوقظ قلوبنا جميعا، وان يرزقنا الاخلاص في الاقوال والاعمال والنيات. سنتحدث عن
احوال واهوال حول الموت والقبور ويوم القيامة والجنة والنار، فهل تحركت القلوب لتلك الحقائق التي لا شك فيها كما انكم تنطقون.
……
الموت واهواله
تعال نقف -ايها الاخ-ايتها الاخت- مع بعض تلك الاحوال والاهوال، ونبداها بذلك الامر الذي كتبه
الله على جميع الخلائق، انه الموت الحق الذي لا شك فيه، والدليل الذي نشاهده كل يوم باعيننا،
نودع فيه اناسا كثيرين من الاحباب والاصحاب، بل حتى من الاعداء؛ لان سنة الله سبحانه
وتعالى فيه ان الله كتبه على الجميع فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون
[الاعراف:34]. ……
من اهوال يوم القيامة 20160818 5003
لحظات الوفاة
واول حدث من احداث الموت هو ان الانسان اذا جاءه الموت فقبل قبض روحه تحضر ملائكة الموت، فملائكة الموت تاتي المؤمن
في صورة حسنة جميلة، وتاتي الكافر والمنافق في صور فظيعة مخيفة. ففي حديث البراء بن
عازب عند ابي داود وغيره -وهو حديث صحيح- يقول فيه الصادق المصدوق صل الله عليه
واله وسلم: (ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل
اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كان وجوههم الشمس، معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط
-وهو الطيب وما يتبعه مما يوضع بين الاكفان- من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد
بصره)، وهذا كله قبل الموت عند حضور موت المؤمن، وهذا دليله قول الله تبارك وتعالى ان الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي
كنتم توعدون [فصلت:30]، انها حالة الموت يبشر بها المؤمن بالله سبحانه وتعالى، ويا لها من حالة ما
اطيبها للمؤمن وان كان اهله واحبابه من ورائه في الم شديد، لكن شتان بين الحالتين،
اولاد واحباب يبكون، والميت مبتسم يستقبل الملائكة بهذه الاشكال الطيبة، انه فرح مسرور في لحظة
هي من اشد اللحظات التي تمر على الانسان.قال صل الله عليه واله وسلم: (ثم يجيء ملك الموت عليه السلام
حتى يجلس عند راسه فيقول: يا ايتها النفس الطيبة -وفي رواية: يا ايتها النفس المطمئنة-
اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان. قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء
فياخذها)، هذه حالة للمؤمن الصادق. اخي في الله! تعال الى حالة مقابلة لها، هي من
الاهوال الفظيعة، يقول الصادق المصدوق في نفس الحديث: (وان العبد الكافر -وفي رواية: الفاجر- اذا
كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة ، نزل اليه من السماء ملائكة غلاظ
شداد سود الوجوه، معهم المسوح)، والمسوح هي ما يلبس من الشعر من الالبسة والاكسية الغليظة،
تلك التي يلبسها البعض تقشفا؛ قال: (معهم المسوح من النار، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى
يجلس عند راسه، فيقول: يا ايتها النفس الخبيثة! اخرجي الى سخط من الله وغضب، قال:
فتفرق في جسده)، يعني ان الروح يصيبها الرعب من هذا الخطاب الرهيب فتنكص الى الجسد
لا تريد ان تخرج؛ لانها انما تقبل على غضب من الله، قال: (فتفرق في جسده
فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، قال: فتتقطع معها العروق والعصب)، يعني ان ملك الموت ينزع
هذه الروح الخبيثة نزعا من اعماق العروق والعصب، ويا لها من رحلة لهذه الروح حين
تخرج هذا المخرج الذي وصفه لنا رسولنا صلى الله عليه واله وسلم.ومصداق حضور الملائكة سود
الوجوه قول الله تبارك وتعالى: ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم
وذوقوا عذاب الحريق *ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد [الانفال:50-51].
حالات الناس في السكرات
حالة اخرى هي سكرات الموت، ويكفي في بيان سكرات الموت ان سيد المرسلين صل الله عليه واله
وسلم لما جاءه الموت كانت عنده ركوة فيها ماء، فكان صل الله عليه واله وسلم يدخل يده
في الركوة ويمسح بها جبينه ويقول: (لا اله الا الله، ان للموت لسكرات)، واذا كان
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بحال من عداه، ثم كيف بنا نحن
المساكين المذنبين! ومن هنا فان اعظم من يعاني من السكرات الكفار، فانهم يعانون من السكرات
اشدها، وتلك عقوبات تكون لهؤلاء معجلة؛ لانهم كفروا بالله وبيوم الحساب. وفي حال السكرات تكون
للناس حالتان: الحالة الاولى: الكافر والعاصي يتمنيان الرجعة، قال الله تعالى: حتى اذا جاء احدهم
الموت قال رب ارجعون *لعلي اعمل صالحا فيما تركت [المؤمنون:99-100]، فالكافر يتمنى العودة ليسلم ويؤمن
بالله، واما العاصي فانه يتمنى العودة ليتوب مما فرط فيه من الذنوب والمعاصي في حياته
الدنيا. اما الحالة الثانية: فان المؤمن يفرح بلقاء ربه، وكيف لا يفرح والملائكة تتنزل عليه
بتلك الصور المشرقة تبشره؟ روى البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول
الله صل الله عليه واله وسلم انه قال: (من احب لقاء الله احب الله لقاءه،
ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). انه حديث مؤثر في النفس؛ لاننا جميعا نكره الموت ونفر
من الموت، فهل نحن جميعا من الصنف الثاني؟ لا. لقد كانت بصائر اصحاب رسول الله
صل الله عليه واله وسلم على نور من ربها، فعندما قال المصطفى هذا الحديث قالت
عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! انا لنكره الموت. تعني: ما الصنيع؟ فاذا كنت
تقول: (من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)
فاننا نكره الموت بالطبيعة والجبلة، فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام موضحا ومفرجا للهموم: (ليس كذلك، ولكن المؤمن
اذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء احب اليه مما امامه، فاحب لقاء الله واحب
الله لقاءه)، وعليه فالموت هو عنوان اللقاء، واللقاء انما يكون يوم القيامة، فالمؤمن يبشر بالرضوان
فيفرح ويستبشر فيحب ما امامه ويفرح به، فاذا احب لقاء الله احب الله لقاءه؛ قال:
(واما الكافر اذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء اكره مما امامه، فكره لقاء
الله فكره الله لقاءه). وروى ابو سعيد الخدري -كما في صحيح البخاري – ان النبي
صل الله عليه وسلم قال: (ان الجنازة اذا احتملها الرجال ان كانت صالحة قالت: قدموني.
وان كانت غير صالحة قالت لاهلها -واهلها في الغالب هم حملة نعشها-: يا ويلها اين
يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء الا الانسان، ولو سمع الانسان لصعق)، انها حالة الموت وسكرات الموت،
فاين تختار يا عبد الله ويا امة الله؟ حالتان للموت لا ثالثة لهما، حالة البشرى
والسعادة، وحالة البؤس والشقاء، اما المشمرون في مسالة سكرات الموت، فقد روى الترمذي في حديث
حسن عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم انه قال:
(الشهيد لا يجد الم القتل الا كما يجد احدكم الم القرصة) انها المجازاة، قدم نفسه
لربه تبارك وتعالى فاعاضه الله الا يكون معه من السكرات الا الم القرصة، فنسال الله
تبارك وتعالى ان يجعلنا واياكم ممن يرزق الشهادة في سبيله.
حالات الناس في حسن الخاتمة وسوئها
وفي لحظة الموت تبرز حالتان كبريان ينقسم اليهما الناس: الاولى منهما: حسن الخاتمة. والثانية: سوء الخاتمة. وابدا
بسوء الخاتمة، اسال الله ان يعافني واياكم منها. سوء الخاتمة -ايها الاخ في الله- ان
ياتي الموت الانسان وهو غير مستعد له، واعظم ما يكون من سوء الخاتمة الموت وهو على ضلالة وكفر ونفاق،
او على معصية، نسال الله السلامة والعافية، فسوء الخاتمة على درجتين: اعلاهما واخطرهما: ان يموت
على شرك او كفر، او يموت جاحدا او شاكا في دين الاسلام، او تاركا للصلاة
ونحو ذلك، فهذه خاتمة عنوانها هو الخسران المبين. وحالة اخرى دونها: وهي ان يموت على
الاسلام، لكن يموت مصرا على المعاصي غير تائب، فهذا له الحسرة بحسب ذلك، وحسبك بانسان
يموت وهو على مسكر، او على عقوق والدين، او ذاهب لخنى وفجور، او يردد اغنية
ماجنة، او غير ذلك من احوال سوء الخاتمة، نسال الله السلامة والعافية. وسوء الخاتمة لها
اسباب يجب ان يقف عندها كل مسلم، ومنها فساد الاعتقاد، والاصرار على المعاصي، وسلوك طريق
اهل الاعوجاج، والتعلق بالدنيا وعبادتها، ونسيان الاخرة، ومرافقة اصحاب السوء الذين قد يموت الانسان وهو
معهم. اما الحالة الاخرى: فهي حسن الخاتمة التي تكون للمؤمنين الموفقين، وكم سمعنا من احوال الصالحين الطيبة،
ذلك الصالح الذي احسن الله له الختام فاستعد لما امامه بتوبة لربه سبحانه وتعالى، فذاك
يموت في سبيل الله، واخر يموت مهاجرا الى الله ورسوله، وثالث يموت وهو ذاهب الى
الحج او راجع منه، ورابع يموت وهو ذاهب الى الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. وقد
اخبرت عن مجموعة من الاخيار ذهبوا الى الدعوة الى الله سبحانه وتعالى في اقصى هذه
البلاد، وبينما هم مسافرون لخطبة الجمعة والقاء بعض الدروس اذا بالحادث ياتي فيموت اثنان منهم
ويصاب الثالث، اسال الله تبارك وتعالى ان يتغمد الميتين برحمة منه وفضل، وان يرزق الثالث
الشفاء العاجل، انها علامة -فيما نحسبهم والله حسيبهم- على حسن الخاتمة. حال يموت فيها مؤمن
وهو يصلي لله رب العالمين، رجل خطب الجمعة ثم لما صلى بالناس مات في السجود
في الركعة الثانية، واخر جلس يصلي لصلاة الظهر وبينما هو يصلي اذا به في الركعة
الثالثة يسجد السجود الاخير، انها من علامات حسن الخاتمة، واخر ينتظر الصلاة فتذهب الروح الى
ربها سبحانه وتعالى وهو يسبح لله رب العالمين. احوال طيبة مباركة، احوال خيرة، ما اسعد
اصحابها ايها الاخ في الله! اما الاستعداد لحسن الخاتمة فمن وفقه الله تبارك وتعالى لذلك
فليبادر الى مسيرة جديدة، والى توبة نصوح قبل ان ياتيه الموت، ولا بد انه ات
اذا جاء اجلهم فلا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون [يونس:49] .
اهوال القبور واحوالها
ثانيا: القبور اهوالها واحوالها: مات الميت واحتمله اهله، مات الميت وسارع بحمله اهله، فاحب الناس
اليه يسارعون في نقله الى ظلمة القبر، هل رايت حالة اعجب من هذه الحالة ايها
الاخ في الله؟! هل رايت حالة اعجب من ان يسارع الى انزاله في ظلمة القبر
احب الناس اليه؟! هل تدبرت هذه الحال وتصورت انك انت صاحب الحال؟ القبر حقيقة لا
شك فيها، لكن تعال لنقف عند بعض اهوالها واحوالها: القبر مظلم، وقد ثبت عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام سمع بامراة كانت
تقم المسجد انها ماتت، ولم يعلموه بموتها، فسال عنها، ثم ذهب الى قبرها فصلى عليها
بعد دفنها، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (ان هذه القبور مليئة ظلمة على اهلها، وان
الله عز وجل منورها لهم بصلاتي عليهم)، فصلى الله على هذا النبي الكريم الذي يسال
عن امة سوداء ماتت لم يعرف بموتها الا القليل. ظلمة القبر هي التي اقضت مضاجع الصالحين، كان
عثمان بن عفان رضي الله عنه اذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته، فقيل
له: يا امير المؤمنين! تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟! فقال رضي الله
عنه: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: (القبر اول منازل الاخرة،
فان نجا منه فما بعده ايسر منه، وان لم ينج منه فما بعده اشد منه).
قال رضي الله عنه: وسمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: (ما رايت منظرا
قط الا والقبر افظع منه) رواه الترمذي و ابن ماجة ، وهو حديث صحيح. ظلمة
القبر ومنظر القبر حقيقة ستكون داخلها -اخي في الله- قرب الزمان او بعد، فاعد لذلك
المقام مقالا، فسيدخل الانسان في قبره، فالمؤمنون يدخلون القبور، بل سيد المرسلين صلى الله عليه
وسلم دفنه احبابه في القبر واهالوا عليه التراب، ولما رجعوا قالت فاطمة رضي الله عنها:
كيف سمحت لكم نفوسكم ان تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟! هذا
القبر يدفن فيه كذلك الكفار؛ لان غالب الكفار يستخدمون القبور الا النادر منهم، ثم ان
القبر حالة برزخية لا ينفك عنها من دفن ومن لم يدفن، ولذا فان من اهوال
القبر ضمة القبر، روى النسائي وغيره -وهو حديث صحيح- في قصة موت سعد بن معاذ
رضي الله عنه الذي اهتز عرش الرحمن لموته انه قال: (لقد ضم ضمة ثم فرج
عنه) ، وقال عليه الصلاة والسلام: (لو نجا احد من ضمة القبر لنجا سعد بن
معاذ) ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان للقبر ضغطة لو
كان احد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ) رواه الامام احمد ، فهل ينجو
منها احد؟ عن انس مرفوعا ان النبي صل الله عليه وسلم قال: (لو افلت احد
من ضمة القبر لنجا هذا الصبي)، فما موقعك -يا عبد الله- اذا وضعت في القبر
وضمك القبر ضمة، هل تراك ناجيا بعد ذلك؟! وفي القبر فتنة القبر وسؤال الملكين، فلا
ينجو من السؤال احد، تسال الاسئلة الكبرى: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فالناس على
حالتين: مجيب يتحول القبر بعده الى روضة من رياض الجنة، يفتح له فيه مد بصره،
ويفتح له باب الى الجنة، فياتيه من روحها وطيبها وريحانها. واخر لا يجيب على الاسئلة
الواضحة وضوح الشمس، فيضرب بمطرقة من حديد فيصرخ صرخة يسمعها جميع المخلوقات الا الثقلين، ولو
سمعناها ما تدافنا، كما قال صلى الله عليه وسلم. وهنا -ايها الاخ- يكون عذاب القبر
ونعيمه، حالتان من حالات القبر تستمران مع عباد الله الى يوم يبعثون، فالكفار يتحول القبر
عليهم الى حفرة من حفر نار جهنم النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة
ادخلوا ال فرعون اشد العذاب [غافر:46]، الكفار في لهيب النار، وان كنا اذا نظرنا الى
القبر لا نرى شيئا، فهو عذاب برزخي، اما المؤمنون الصادقون فما اطيب مقعدهم! احباب الميت
يرجعون الى بيوتهم اسفين حزينين، والواحد منهم ربما رجع من الباب الاخر فرحا انه نجا
من الموت، ولكنه لم يعلم ان اخاه الذي مات على الايمان والطاعة احسن حالا واطيب
منزلا من قصره المعمور، حالة حقيقية لا شك فيها وهي ان قبر المؤمن يتحول الى
روضة من رياض الجنة. …… القي اعجابك هنا ليصلك كل جديد …

 

  • تنزل أحدأث ألقيأمه جديد فدي
  • اهوال يوم القيامة بتفصيل
  • من أهوال يوم القيامة
السابق
احاديث عن المراة المسلمة
التالي
افكار للستائر جميلة