ملازم دراسية

انتشرت خلال العقدين الاخيرين ظاهرة الاعتماد على الملازم المدرسية التي يعمد فيها عدد من اساتذة
المواد الدراسية الى تلخيص ما موجود في المنهج الدراسي في عدة صفحات غالبا ما تكون
قليلة من اجل تسهيل وتبسيط المادة الدراسية وجعلها اكثر يسرا وسهولة بالنسبة للطالب.
وتباينت اراء الطلاب بخصوص الملازم المدرسية , فقد عدها البعض انها اهم من الكتاب المدرسي
ووصفوها بانها جزء مهم في العملية التعليمية ولا يمكن الاستغناء عنها فيما قال اخرون ان
الملزمة المدرسية لا تعني لهم شيئا لانهم يعتمدون بصورة كبيرة على الكتاب والدفتر المدرسي.
في الوقت نفسه تذمر اولياء امور الطلبة من هذه الظاهرة وعدوها عبئا جديد يضاف الى
ما تحتاجه دورة التعليم لابنائهم .
اذ قالت ام سارة ولديها اربعة ابناء في مراحل دراسية مختلفة قالت «ان المستلزمات المدرسية
بصورة عامة باهظة الثمن والملازم عبء جديد يقع على عاتقنا بالاضافة الى تكاليف الدفاتر المدرسية
والقرطاسية وملابس الزي الموحد”.
واضافت «ترتفع الاسعار بصورة عامة مع بداية كل عام دراسي جديد , الملابس المدرسية والقرطاسية
نحن اصحاب الدخل المحدود لا نستطيع توفير كل هذه المستلزمات , ونحن لا نتقاضى اي
راتب حكومي ولا غير حكومي”.
وقال الطالب محمد عبد القادر وهو طالب في مرحلة الخامس العلمي ان “الملزمة تختلف من
مدرس لاخر,وهنالك مدرس يقوم بوضع ملزمه خاصة به ليقوم بتدريسها لطلابه في المدرسة , والنوع
الاخر هو الملازم التجارية التي تقوم مكتبات ومطابع خاصة بطباعة هذه الملازم ولكل المراحل الدراسية
وغرضها تجاري خالص”.
الكتب المدرسية تبعيدة عن مواكبة التطور
وقال ابوسلام، وهومدرس متقاعد,»ان استخدام الملزمة الدراسية سببها خلل في المنهاج الدراسي العائد للتخطيط في
وزارة التربية حيث ان الكتب المدرسية لا تراعي احتياجات الطالب العلمية والعملية بالتالي تكون مثالية
زيادة عن اللازم ومثال ذلك ان اغلب الطلاب يعانون من مادة اللغة الانكليزية وهذا ما
يتطلب شراء ملازم دراسية خاصة بتلك المادة” .
وقالت الطالبة علياء خضير وهي طالبة في المرحلة الثانوية ان ” اسعار الملازم الدراسية غالية
جدا , وتتراوح اسعارها بين 2000 دينار الى 8000 الاف دينار للملزمة الواحدة ’ ويكون
سعرها حسب عدد اوراقها”.
واضافت “اعتمد بصورة كبيرة على الملزمة لانها تختصر الوقت والجهد , فانا اجد التعارف والاسئلة
واجاباتها جاهزة في الملزمة , وان الكتاب المدرسي معقد جدا ، والمعلومات كثيرة ومتشابهه ويصعب
قراءتها.
صاحب مكتبة الياسمين في منطقة الشعب قال ان « الطلب على الملازم المدرسية كبير جدا
في بداية كل عام دراسي جديد ,وترتفع اسعارها مع بداية العام الدراسي”.
واضاف « نحن نتعامل مع بعض المدرسين الذين يقومون بتلخيص الكتاب المدرسي ونقوم بطباعة الملزمة
ونبيعها على الطلاب , وهامش الربح بالنسبة لنا ربح بسيط.
واضاف ” لا علاقة لنا بنوعية المادة الدراسية في الملزمة , وعملنا فقط هو ترتيب
وطباعة الملزمة بصورة جيدة من حيث الشكل والخط “.
العمل على تحديث الكتب المدرسية
الاستاذ عبد الاله قاسم , ويعمل مدرس في المرحلة الاعدادية قال «ان الضعف في مستوى
الطالب العلمي يرجع الى اسباب عديدة من ضمنها اعتماد الطالب على الملازم , وابتعادهم عن
الكتاب المدرسي الذي يحتوي على معلومات اثرائية وقيمة ، وعادة هنالك لجان في وزارة التربية
تقوم بتاليف وتنقيح الكتب المدرسية مهمتها تحديث المناهج، ومواكبتها للتطورات العلمية الحديثة”.
واضاف ان ” الملازم لا تغني عن الكتاب المدرسي اطلاقا , وان الطالب في الوقت
الحاضر يعتمد على كل شيء جاهز،ويحاول اقتصار قراءته على الحد الادنى من المعلومات التي يعتقد
بانها تساعده على النجاح فقط , ولا يهتم للمعلومات والمعارف التي تساعده على بناء شخصية
متكاملة من النواحي العلمية والادبية والثقافية ،وباختصار ان هم الطالب الاول والاخير هو النجاح فقط
ولا يهتم بالثقافة العامة”.
مواد الكتاب عصية على الفهم
فيما قالت الست امتثال محمد ” ان الملازم الدراسية هي بمثابة مختصر للكتاب , ولا
يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسي وتستخدم الملزمة من قبل طلبة الدراسات المسائية , والطلبة الذين
يمتحنون خارجي, لان الطالب الخارجي بسبب عدم وجود المدرس الذي يشرح لهم المادة , وعدم
امتلاكهم دفاتر تساعدهم على حل التمارين والامثلة الموجودة بالكتاب ،لذلك يستعين الطالب الخارجي او المسائي
بالملزمة,ولا يمكن ان تستخدم الملزمة من قبل طالب المدرسة الاعتيادي لان من المفروض هنالك مدرس
في المدرسة مهمته الاولى والاخيرة هي شرح المادة الدراسية للطلبة , وحل التمارين والامثلة في
الدفتر المدرسي ولا داعي لاستخدام الملزمة في هذه الحالة”.
اما طالبة المرحلة الثانوية نور هادي ,فكان لها راي مغاير,حيث اكدت «ان المشكلة ليست في
الملزمة نفسها بل ان المشكلة في الاستاذ والمدرس الذي يعتمد بصورة رئيسة على الملزمة في
تدريسه للمناهج المقررة فالمدرس يقول لنا,اشتروا الملزمة الفلانية فهي افضل واوضح من المنهج المقرر وفيها
شرح وافي ومختصر حيث يعتمد المدرس على الملزمة وينصح الطلبة في اللجوء اليها”.
مكاتب الطباعة والاستنساخ تحقق ارباحا طائلة سنويا
عبد الرضا كامل صاحب مكتب استنساخ قريب من احدى المدارس,تحدث قائلا”ان 90% من عملنا يعتمد
على طباعة واستنساخ الملازم وانا لا استطيع ان احصر اجمالي الارباح سنويا، لكن اؤكد لك
ان ما يحققه صاحب مكتب الاستنساخ سنويا يعد بكل المقاييس ارباحا جيدة جدا فهي تجارة
جيدة “. واضاف ” هناك اقبال كبير من قبل طلبة المدارس والكليات والمعاهد لا بل
يشمل حتى المرحلة الابتدائية،فالطالب اصبح يعتمد على الملزمة بشكل كبير جدا وهذا ما يزيد من
ارباحنا سنويا».
تقتل حب المطالعة لدى الطالب
ووصف عبد الخالق الجيزاني (مدير مدرسة الاشراق) الوضع بالكارثة حين قال “ان الملازم قتلت هوية
المطالعة لدى الطالب ومن النادر ان تجد الان طالبا يقرا كتابا خارجيا وهناك عشوائية كبيرة
في طبع الملازم ويجب على وزارتي التربية والتعليم العالي التحرك بصورة سريعة لمواجهة هذه الكارثة
الفكرية فالسنوات الماضية هدمت اركان التعليم وكان من افرازاتها المستمرة … الملازم والتدريس الخصوصي اللذان
افرغا التعليم من محتواه الحقيقي”.
واضاف الجيزاني “ان اهم اسباب انتشار الملزمة هو المستوى العلمي الهزيل لاعداد كبير من المدرسين
او المعلمين ويجب على التربية ان تكون جادة في ادخال هؤلاء المدرسين في دورات اجبارية
حول اختصاصاتهم وتقويتهم فيها والا سيبقى التعليم ينحدر شيئا فشيئا ومن سيئ الى اسوء”.
لوزارة التربية طرق عدة للحد من انتشار الملازم
من جهته اكد مصدر مسؤول في وزارة التربية رفض الكشف عن اسمه “ان الملزمة الدراسية
انتشرت في السنوات الاخيرة بصورة كبيرة بين الطلبة، واضاف “ان قانون الوزارة ومنهاج التعليم يحتم
علينا رفض تدوال الطلبة للملازم وان الوزارة مستمرة في محاسبة كل مدرس او معلم يصدر
ملزمة ويبيعها للطلبة كونها اساس فشل الطالب والمدرس في ان واحد”.وبين ان “للوزارة عدة طرق
للحد من انتشار الملازم منها التوعية ومتابعة تدريس المدرسين والاهتمام بكفاءة المدرس والا فان الطالب
سيبقى باحثا عمن يرشده الى النجاح باية طريقة وخاصة اذا كانت سهلة المنال”.

• صور تستخدم في الملازم المدرسية