الطلاق
الطلاق قضية اجتماعية كبرى المتضرر الأول والأخير فيها المرأة وفي كل الأحوال تعد الخاسر الأكبر..
فعلاوة على مايخلفه لها من مشكلات نفسية واجتماعية مزمنة قد تحتاج لوقت طويل كي تزول
وربما تدخلها في دوامة قد لا تستطيع الانعتاق منها إلى الأبد.. فإنها في المقابل قد
تخرج من بيتها وقد أهدرت كافة حقوقها.. ووأدت كل طموحاتها وأحلامها وبخاصة إذا كان الطليق
ممن نزعت من قلوبهم الرحمة.. وحلت مكانها القسوة وحب الانتقام.. في ظل غياب شبه كامل
لفرض ما يلزم الزوج بتسريح طليقته بإحسان وإعطائها كافة حقوقها طبقا لأحكام الشرع المطهر.
الوضع حاليا يؤكد أن الرجل في الغالب هو من يفرض الطلاق على المرأة وبشروطه التي
يمليها من موقع القوة حين يضيق عليها ويسيء معاملتها.. ويهدر حقوقها وما عليها في النهاية
سوى الرضوخ والرضا كرها بمصيرها المجهول رغبة في الفكاك من جحيم ذلك الزوج..
من هذه الشروط المجحفة بحق الطليقة أخذ الأولاد والبنات وحرمانها منهم أو حتى زيارتهم.. أو
التنازل عن النفقة وقد يضطرها بعضهم للتنازل قسرا ورغما عنها بالكثير مما تملك – ان
لم يكن كل ما تملك – من مجوهرات ومقتنيات وأموال.. أو المهر الذي دفعه بعد
أن قضى بسلامته سنوات مع بنت الناس تمتع خلالها بشبابها وخدمتها له ولأهله ولتخرج ببساطة
هكذا دون أن تجد من ينصفها بل ربما يأتي من يتهمها بأنها السبب فيما حدث
ولو أنها عاقلة على حد زعم أحدهم لحافظت على بيتها وحمت حياتها من الانهيار!!
كي نتصور مصائب الطلاق وكوارثه أرجو أن يضع كل واحد منا نفسه – أبا أو
أما – في الموقف ذاته – لاقدر الله – فماذا ستكون ردة فعل أحدنا حين
تدخل عليه ابنته أو أخته مطلقة ومعها جيش من الأطفال.. ونفسيتها منكسرة.. ودموعها تسيل على
خديها.. وحقوقها مهدرة.. والخوف يملا قلبها خشية لوم اللائمين وشماتة الشامتين.. وعيونها زائغة ولا تدري
تلك المسكينة أي مصير ينتظرها.. حيث مجتمع لا يرحم يعاني من فوبيا المطلقة والتي لا
تصلح في نظره أن تكون زوجة فمن ذا الذي يقبل بها إلا رجل مسن “هذه
هي النظرة المعوجة للمجتمع”.. والذي يتيح للرجل ما يحرمه على المرأة.. ويترك له الحرية ليتزوج
ويطلق براحته.. ومثل ما يقول بعضهم بخواء فكري مفزع “عيبه في جيبه”..
إحصاءات الطلاق مخيفة جدا.. فحالة طلاق واحدة تحدث في كل ثلاث زيجات.. أي أن النسبة
تتجاوز33% إجمالا.. وتصل النسبة في الفئة العمرية بين 20- 30سنة أكثر من 42%.. وكثير من
النساء في الانتظار يخشين من نفس المصير.. مادام البعض لا يجدون الردع والإلزام بدفع الحقوق
كاملة لطليقاتهم. .
لحل تلك المعضلات لابد من إنشاء جمعية – يعترف بها رسميا – تعنى بحقوق المطلقات
والدفاع عنهن في المحاكم.. وإنشاء محاكم مستعجلة للفصل السريع في هذه المشكلات.. وإلزام المطلق بالنفقة
ويمكن اقتطاع جزء من راتبه شهريا إذا كان موظفا.. أو إحضار ضمان بنكي.. وفي حالة
تنصله من مسؤولياته تعطى المرأة حق الولاية على أبنائها.. ويمكن فرض مؤخر صداق على كل
حالات الزواج يحفظ للمرأة حقها ويضمن مستقبلها.