خلق الله الحياة على هذه الارض ، وامدها بالطرق التي من شانها ان تجعل الكائنات
الحية قادرة على ان تعيش فيها بدون ان تعاني بشكل او باخر ، وخلق السماوات
العلى ، وخلق الملائكة والجن ، التي اراد الله منهم ان يعبدوه ويسبحوه على الدوام
، فالحياة كان الهدف منها ، وما زال ، هي للعبادة ، والتطوع من اجل
الله سبحانه وتعالى ، و رغم انه ليس بحاجة لاحد من عباده الا انه يريدنا
ان نقوم بما اراد هو تماما ، فخلق كل ما هو حولنا ، وجعل الامور
تبدو بسيطة وسهلة ، وفي يوم ما جمع الله الملائكة وابليس ،واخبرهم انه يريد ان
يخلق ادم ، وعندما خلقه الله امر الله الملائكة وابليس بان يسجدوا لادم ، فسجدت
الملائكة بكل اذان صاغية لحكم الله عز وجل ، ولكن ابليس ابى ورفض ، واستعلى
على الله سبحانه وتعالى ، وعصى امره ، لان في اعتقاده انه افضل ان الله
قد خلقه من نار ، وخلق ادم من طين ، ففي نظره ان النار افضل ،
فلعنه الله وطرده من رحمته ، ولم يبق سواه الا ان يتبع ادم ، ويعمل
على ايذائه ، حتى يطرده من الرحمة كما فعل به الله سبحانه وتعالى ، و
كان الله على علم بكل شيء ، ولكنه ترك الامر ليرى ما سيفعله العباد من
بعده .
خلق حواء:
قال الله تعالى: “يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق
منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء ، و اتقوا الله الذي تساءلون
به و الارحام ، ان الله كان عليكم رقيبا “.
خلقت امنا حواء عليها السلام من احد اضلاع ابينا ادم “عليه السلام” ، وكان الله
يريد ان يخلق لادم انثى ، حتى يانس لها ويعيش معها في هذه الحياة ،
وتكون هي السند والقدر الذي يريد ان يعيش به في هذه الحياة الكبيرة ، ومنها
فقد ذكر الله سبحانه انه خلق حواء من ادم نفسه ، كما ذكرت انفا ،
ولكن الحقيقة ان خلقها كان ليكون صعبا ، وفيه من الالم على ادم عليه السلام
، ولذلك لم يرد الله ان يجعل ادم يتوجع ، ويتالم من خلق امنا حواء
فخلقها منه بينما هو نائم .
لماذا خلقت حواء وادم نائم :
خلق الله سبحانه وتعالى حواء عليها السلام ، وكان ادم نائما ، وكان السبب واضحا
وجليا ان الرجل بطبيعته يكره الامور التي تجعله يتالم ، ويتوجع ، فلم يرد الله
ان يكره ادم حواء ، فاراد ان يكون خلقها على ادم هينا ، حتى يكون
لها سكنا وروحا ، وعلى النقيض فان المراة ان توجعت فانها تحب ، ولذلك ترك
الله الام الولادة لتشعر بها المراة ، حتى تتعلق باطفالها على الدوام .
- فحباءكتحوء