كانت لرسول الله محمد بن عبد الله معجزات ما كانت لغيره من الانبياء:
يعتبر المسلمون ان القران هو كتاب الله وانه اعجوبة باعجازه وبحد ذاته۔ ، وان فيه
اعجاز او معجزات۔
الاعجاز مشتق من العجز۔
والعجز: الضعف او عدم القدرة۔
والاعجاز مصدره اعجز: وهو بمعنى الفوت والسبق۔
والمعجزة في اصطلاح العلماء: امر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة۔
واعجاز القران : يقصد به: اعجاز القران الناس ان ياتوا بمثله. اي نسبة العجز الى
الناس بسبب عدم قدرتهم على الاتيان بمثله۔
وقد تحدى الله المشركين ان ياتوا بمثل القران او ان ياتوا بعشر سور من مثله،
فعجز عن ذلك بلغاء العرب، واذعنوا لبلاغته وبيانه وشهدوا له بالاعجاز، وما زال التحدي قائما
لكل الانس والجن۔ {ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم
من دون الله ان كنتم صادقين}. سورة هود اية 13 { قل لئن اجتمعت الانس
والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
سورة الاسراء اية88
ثم ارخى لهم حبل التحدي ووسع لهم فيه غلية التوسعة فتحداهم ان ياتوا ولو بسورة
واحدة من مثله، اي سورة ولو من قصار السور، فقال: ((ام يقولون افتراه قل فاتوا
بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين)). سورة يونس اية 38
وبقي ذلك التحدي قائما، منذ ذلك الوقت ليومنا الحاضر وقد ادرك اصحاب اللغة مقدار قوة
الاسلوب القراني وحلاوته، ولم يدركه الا من كان مرهف الحس، وهذا الذي حدا باحد المختصين
ان يقول بان الذي احس به من ذلك الاسلوب معنى لا يمكن تفسيره، وقد قرر
ايو سليمان الخطابي من قبله عدم قدرة العلماء عن ابراز تفاصيل وجوه الاعجاز، فقال: ذهب
الاكثرون من علماء النظر الى وجوه الاعجاز من جهة البلاغة لكن صعب عليهم تفصيلها، واصغوا
فيه الى حكم الذوق.
وقال العلامة ابن خلدون: الاعجاز تقصر الافهام عن ادراكه وانما يدرك بعض الشيء منه من
كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من اعجازه على قدر ذوقه.
وكما ان الله ايد انبياءه ورسله بالايات المعجزات، فقد انعم الله على رسوله محمد بمعجزات
كثيرة راها الذين عاصروه، فامن من امن وكفر من كفر، وترك محمد المعجزة الخالدة الباقية،
كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، القران.
وظهرت ايات بينات في اعجاز القران من الناحية اللغوية والبلاغية بينها الكثير من علماء اللغة
قديما وحديثا وكتبوا المتون والفوا الاسفار، ولم تزل هذه المعجزة القرانية باقية تتحدى كل البشر
على ان ياتوا بمثله.
وظهرت مؤلفات اسلامية كثيرة في العصر الحالي بينت اوجه الاعجاز من الناحية العلمية وسميت بالاعجاز
العلمي للقران لكونها تفسر الايات من الناحية العلمية الحديثة كما يفهمها الناس الان لكون العلم
هو لغة العصر الحالي.
تحقق البشارات ببعثته
انشقاق القمر له
قال الله تعالى في القران: اقتربت الساعة وانشق القمرسورة القمر الاية 1. وقد ورد في
السنة الكثير من الاحاديث الصحيحة منها
عن انس بن مالك رضي الله عنه ان اهل مكة سالوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم اية فاراهم القمر شقتين حتى
راوا حراء بينهما
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان القمر انشق على زمان
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد شاهد الناس هذه المعجزة في انحاء الجزيرة العربية.فان اهل مكة لم يصدقو وقالوا: سحرنا
محمد؛ ثم استدركوا قائلين:انظروا ما ياتيكم به السفار فان محمد لا يستطيع ان يسحر الناس
كلهم وفى اليوم التالى سالوا من وفد اليهم من خارج مكة فاخبرو انهم قد راوه.
وقد شاهد الناس انشقاقه خارج الجزيرة العربية. قد يقال “ان انشقاق القمر ليس شيئا مستحيلا
فالعالم قد شاهد انشقاق مذنب بروكس؛ شقين سنة1889م. وكذلك انقسام مذنب (بيلا)الى جزئين سنة 1846
م.كما ذكر الفلكى (سبنسر جونز) في فصل المذنبات والشهب من كتاب ((عوالم بلا نهاية)).. وفى
الاجابة يقال ((الفرق بين انشقاق القمر وانشقاق هذين المذنبين انهما لم يلتئما بعد الانشقاق؛ (والقمر
التام) وهو الفرق المنتظر بين الظاهرة الفلكية في الفطرة والمعجزة الفلكية على يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم لان المعجزة تزول بزوال وقتها وتحقق الغرض منها؛ ولو استمرت لكانت
ظاهرة طبيعية صرفة ولخرجت من دائرة المعجزات .
حماية الملائكة له
عن ابي هريرة قال : قال ابو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين اظهركم
؟ (اي هل يصلي جهارة امامكم)، فقيل : نعم. فقال : واللات والعزى لئن رايته
يفعل ذلك لاطان على رقبته او لاعفرن وجهه في التراب. فاتى الرسول محمد (صلى الله
عليه وسلم) وهو يصلي ليطا على رقبته، فما فاجاهم منه الا وهو ينكص على عقبيه،
واخذ يقي وجهه بيديه، فقيل له : ما لك ؟ قال : ان بيني وبينه
خندقا من نار وهولا واجنحة !!!. فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : لو دنا
مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا. (ومعنى عضوا عضوا اي الملائكة تاخذه عظمة عظمة) وانزل الله
في القران: {كلا ان الانسان ليطغى} سورة العلق من الاية 6 الى اخر السورة.
سماعه لاهل القبور
عن انس بن مالك قال :” بينما الرسول محمد وبلال يمشيان بالبقيع فقال الرسول محمد:
يا بلال تسمع ما اسمع ؟ قال: لا والله ما اسمعه قال : الا تسمع
اهل القبور يعذبون “،
مخاطبته لقتلى بدر
عن انس ان الرسول محمد قال ليلة بدر : ” هذا مصرع فلان ان شاء
الله غدا ووضع يده على الارض، هذا مصرع فلان ان شاء الله غدا ووضع يده
على الارض، فوالذي بعثه بالحق ما اخطاوا تلك الحدود، جعلوا يصرعون عليها، ثم القوا في
القليب وجاء الرسول محمد فقال : يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان، هل
وجدتم ما وعد الله حقا ؟ قالوا :يا رسول الله تكلم اجسادا لا ارواح فيها
؟! فقال : ما انتم باسمع منهم ولكنهم لا يستطيعون ان يردوا علي ”
حنين جذع النخلة
كان النبي محمد يخطب على جذع، فلما صنع له منبرا ترك الجذع وصعد المنبر وراح
يخطب، فاذا بالجذع يئن انينا يسمعه اهل المسجد جميعا، فنزل من على خطبته وقطعها وضم
الجذع الى صدره وقال : هدا جذع، هدا جذع، ان اردت ان اغرسك فتعود اخضرا
يؤكل منك الى يوم القيامة او ادفنك فتكون رفيقي في الاخرة. فقال الجذع : بل
ادفني واكون معك في الاخرة “.
يقول انس بن مالك: “حينما توفي النبي محمد كنا نقول: يا رسول الله ان جذعا
كنت تخطب عليه فتركته فحن اليك، كيف حين تركتنا لا تحن القلوب اليك ؟.
اهتزاز جبل احد
يقول علي بن ابي طالب: بعد غزوة احد ابتعد كثير من المسلمين عن جبل احد
لانه استشهد في سفحه وسهله سبعون من خيار الصحابة، وذهب رسول الله فوقف يوما على
احد وصلى على شهداء احد ومعه ابو بكر وعمر وعثمان وفي رواية عمر وعلي. وبينما
نحن على احد اذ باحد يهتز واذا بالرسول يبتسم ويرفع قدمه الطاهرة ويضربها على الجبل
ويقول: اثبت. لما اهتز الجبل يا ترى ولما ثبت بعد الضربة ؟. فالجبل حينما شعر
ان قدم الحبيب محمد(ص) مسته راح يرتجف من الطرب ولله در القائل.
نبوع الماء من بين اصابعه
معجزة نبوع الماء من بين اصابعه رواها البخاري عن انس بن مالك قال: (رايت رسول
الله وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فاتى رسول الله بوضوء فوضع رسول
الله يده في ذلك الاناء فامر الناس ان يتوضؤوا منه فرايت الماء ينبع من تحت
اصابعه، فتوضا الناس حتى توضؤوا من عند اخرهم). وروى البخاري عن جابر بن عبد الله
قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي بين يديه ركوة (اي اناء صغير من جلد) يتوضا
فجهش الناس نحوه (اي تجمعوا) قال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضا ولا نشرب
الا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين اصابعه كامثال
العيون، فشربنا وتوضانا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة الف لكفانا، كنا خمس عشرة
مائة. والروايات في هذه المعجزة مشهورة بين الصحابة وقد رواها جمع كثير منهم انس بن
مالك وجابر بن عبد الله وابن عباس، والبراء بن مالك وابو قتادة ،وغيرهم وخبرها متواتر
مستفيض.
اضاءة المدينة المنورة لقدومه وظلامها لموته[عدل] عن انس بن مالك قال : ” لما كان
اليوم الذي قدم فيه النبي محمد المدينة، اضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي
مات فيه اظلم منها كل شيء. وقال : ما نفضنا عن الرسول محمد الايدي حتى
انكرنا قلوبنا “، (اي فقدنا انوار قلوبنا التي كنا نشعر بها، ورسول الله فينا).
- معجزات الرسول
- القمرسورة
- قصة الرسول سماعة لاهل القبور