الدرزية او مذهب التوحيد وأتباعها الدروز ومفردها درزي. طائفة دينية ذات أتباع في لبنان، سوريا،
فلسطين، الأردن، تجمعات في الولايات المتحدة، كندا، وأمريكا الجنوبية من المهاجرين من الدول آنفة الذكر،
يسمون بالدروز نسبة لنشتكين الدرزي الذي يقولون بزندقته ويعتبرون أن نسبتهم إليه خطا وأن إسمهم
هو الموحدون الدروز وهم اتباع الحاكم بأمر الله (الفاطمي) وان المسيح هو نبيهم واساس كل
الديانات.
التسمية
يشير الدروز إلى أنفسهم بإسم الموحدون نسبة إلى عقيدتهم الأساسية في “توحيد الله” أو بتسميتهم
الشائعة “بنو معروف” ويعتقد الباحثون أن هذا الإسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها
أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير ، أما إسم “دروز” فأطلق عليهم نسبة
إلى نشتكين الدرزي الذي يعتبرونه محرفا للحقائق ويكره الدروز هذا الإسم ويرفضونه بل يشيرون إلى
أن هذا الإسم غير موجود في كتبهم المقدسة ولم يرد تاريخيا في المراجع التي تكلمت
عنهم.
مذهب إسلامي أم ديانة مستقلة
رجل دين درزي يرتدي الزي الديني الرسمي
لقد كانت علاقة العقيدة الدرزية بالإسلام موضع بحث وتشكيك دائمين من قبل الباحثين والنقاد. تاريخيا
إنشقت الدرزية عن الفرقة الإسماعيلية بالأخص، أثناء الخلافة الفاطمية في القرن العاشر. إذن تاريخيا تعود
أصول الدرزية إلى أصول إسلامية، حسب هذا الرأي. أما عقائديا، فقد اختلفت آراء الباحثين حول
الموضوع فهناك من لا يعتبرونها من الإسلام، ومن الباحثين من اعتبر الدرزية مذهبا من المذاهب
الإسلامية. ومنهم من إعتبرها ديانة مستقلة بحد ذاتها حتى وصل الوضع إلى درجة عالية من
الضبابية حتى على أعلى المستويات فبعض المشايخ الدروز يقولون عن أنفسهم ورعاياهم إنهم مسلمون، مثلا
الشيخ محمد أبو شقرة وفي الوقت نفسه تعتبر الطائفة الدرزية في سورية مذهبا إسلاميا بالرغم
من وجود الأحكام المذهبية الخاصة بها والتي يعامل أبناء هذه الطائفة وفقها معاملة تختلف عن
معاملة باقي الطوائف الإسلامية في سوريا.
من جهة أخرى وعلى صعيد العالم الإسلامي أصدر الأزهر فتوى تقول بانتماء الدروز إلى الإسلام.
وفي نفس الوقت هناك العديد من الفتاوى التي تكفر الدروز وتخرجهم من البيت الإسلامي.
في سوريا مؤخرا صدرت فتوى من مفتي الجمهورية إعتبر فيها الدروز والعلويون والإسماعيليون مسلمين.
يعتمد علماء الدروز على العديد من الأدلة لإثبات إسلامهم منها:
الحاكم بأمر الله كان مسلما (بنى الجوامع وأقام الصلاة في أوقاتها وأقام دعائم الإسلام)
التقاليد الاجتماعية الدرزية المشابهة تماما لنظيرتها الإسلامية، مثلا طقوس الزواج والعزاء وشعيرة عيد الأضحى
يقول الدروز أن رسائل الحكمة التي تعتبر من مصادر العقيدة الدرزية والتي يعتبرها الدروز تفسيرا
لكتاب القرآن لا تحتوي أي شيء يخالف القرآن, أما بعض الرسائل التي فيها بعض الشك
فيقول الدروز أنها “كتبت في عصور لاحقة بعد اختفاء الحاكم, وقد أثبت التحليل الكيميائي ذلك”
يعترف الدروز بالشهادتين وبالرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) والقرآن الكريم والقضاء والقدر واليوم الآخر
أما من كتاب تأريخ الفكر والمذاهب الإسلامية فإن العديد من الكتاب الإسلاميين أجمعوا على أن
الدروز مسلمون, في الكتب التي تحدثت عن تاريخ الإسلام أو المذهب الدرزي ومنهم عبد الله
النجار ، الدكتور محمد حسين كامل الدكتور عبد الرحمن بدوي
العقيدة
يعتقد الموحدون الدروز أن الله واحد أحد لا إله إلا هو ولا معبود سواه الواحد
الأحد الفرد الصمد المنزه عن الأزواج والعدد وهو الحاكم الفعلي والأزلي للكون وممثوله في القرآن
(على العرش استوى) و(أحكم الحاكمين) فهو الحاكم الأحد المنزه عن عباده ومخلوقاته فالله عن وصف
الواصفين وإدراك العالمين وهو في مواضع كثيرة من رسائل الحكمة، حاكم الحكام المنزه عن الخواطر
والأوهام جل وعلا فلا مجال لتشبيه لاهوته أو حلوله في أحد من البشر.
والغاية من علوم التوحيد هو رفع البشر إلى منازل عالية وهي تبدا من مرحلة الموحد
وهي إتباع حلال الحلال أي أفضله ومبادئ التوحيد الفضائل العفية والعدل والطهارة ثم منزلة حرف
الصدق ثم منزلة الحدود ثم منزلة المؤانسة أو الناسوت وهي سعادة السعادات وغاية الغايات من
خلق النفوس وهي جوهر التوحيد. بعد غيابه إنما عليهم في غيابه صيانة أنفسهم من المعاصي
وعمل الخير بين البشر.
الوصايا السبعة
صدق اللسان.
حفظ الإخوان.
ترك عبادة العدم والبهتان.
البراءة من الأبالسة والطغيان.
التوحيد لمولانا في كل عصر وزمان.
الرضى بفعل مولانا كيف ما كان.
التسليم لأمر مولانا في السر والحدثان.
نجمة الخمس حدود
“الحدود” في عقيدة التوحيد خمسة من كبار الأنبياء كان لهم الدور الأول والأساس في إرساء
دعائمها وإنشارها:
الأخضر: مولاي العقل – لقب لحمزة بن علي بن أحمد الزوزني
الأحمر: مولاي النفس – لقب لأبي إبراهيم بن محمد بن حامد التميمي
الأصفر: مولاي الكلمة – لقب لأبي عبد الله محمد بن وهب القرشي
الأزرق: مولاي السابق – لقب لأبي خير سلامة بن عبد الوهاب السامري
الأبيض: مولاي التالي – لقب لبهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المشهور “بالضيف”
الكتب المقدسة
يعترف الدروز بالقرآن لكن يفسرون معانيه تفسيرا باطنيا غير المعاني الواضحة في النص. ولهم كتاب
آخر يسمى رسائل الحكمة من تأليف حمزة بن علي بن أحمد وهو تفسير للقرآن يمنع
الإطلاع عليها لأي كان حتى أبناء الطائفة نفسها عدا شيوخ الطائفة.
ميثاق ولي الزمان
وهو مدخل ديانة التوحيد لدى الدروز وعهدهم الأبدي معها، وهو العهد أو القسم الذي به
يصبح الدرزي درزيا، وبإمامة حمزة وبرفض جميع الأديان والمذاهب والتبري منها، يختلف هذا الميثاق عن
ما يسبقه في الترتيب ضمن رسائل الحكمة إختلافا جوهريا ويعتقد أن من وضعه هو حمزة
بن علي، ويعتقد الدروز أن هذا الميثاق هو أزلي وأنه يتقمص مع روح الموحد حيث
يؤمن الدروز بالتقمص، وأن من وقع على الميثاق في زمن الكشف بقي موحدا وموقعا على
الميثاق في جميع أجياله وحيواته الللاحقة.
النشأة
في عام (996م / 386 ه) مات الخليفة الفاطمي الإمام العزيز بالله وتولى الخلافة بعده
ولي عهده، المنصور ومن بعده إبنه الملقب بأبي تميم أحمد، وكان له من العمر حوالي
إحدى عشر سنة. اتخذ الخليفة الصغير لنفسه لقب “الحاكم بأمر الله”. وكان قوي العزيمة وذو
شخصية استثنائية اثارت الجدل الكثير في عصره وحتى الآن.
في سنة 408 ه استدعى الامام الحاكم كبير دعاته وأحد المقربين اليه وهو حمزة بن
علي وأمره أن يذهب إلى بلاد الشام ليتسلم رئاسة الدعوة الإسماعيلية فيها ويجعل مقره (وادي
التيم) بسبب الإضطرابات الحاصلة في تلك المنطقة بذلك الوقت. وتمكن حمزة في خلال وقت قصير
من السيطرة على الاضطراب وعمل جاهدا لتوسيع وانتشار الدعوة الإسماعيلية في بلاد الشام. حتى لقبه
الإمام الحاكم بالسند الهادي.
في 23 فبراير 1021م خرج الحاكم بامر الله ليلا وبدون حراسة كعادته ولم يعد. واختلفت
المصادر في تفسير الأمر الذي حصل في تلك الليلة لكن تبقى الحقيقة أن الحاكم بامر
الله قد اختفى من دون أثر.
إضطر الإسماعيليون في القاهرة إلى إعلان وفاة الحاكم بأمر الله وإعلان إبنه الظاهر لإعزاز دين
الله إماما وحاكما للدولة الفاطمية. إلا أن حمزة بن علي رفض التسليم بموت الحاكم. وقال
أن الحاكم اختفى ليعود في وقت لاحق ليملئ الأرض عدلا.
لذلك فهو رفض الاعتراف بإمامة إبنه الظاهر وأعلن هو ومن إتبعه في بلاد الشام عن
إنشقاقهم عن الدولة الفاطمية.
نشتكين الدرزي
في البداية أقر نشتكين الدرزي بالدعوة نجح في استقطاب عدد كبير من الناس وكان ذلك
في عدة وسائل ملتوية وأحيانا بالقوة. وعندما كثر أتباعه تمادى في نشاطه ولقب نفسه “بسيف
الإيمان”.على أفعال الدرزي، لكن الدرزي رفض تحذير وأخذ يعلي من شأنه فدعا نفسه “بسيد الهادين”
وذلك نكاية إزداد عدد أتباع الدرزي الذين استجابوا طمعا في مال أو جاه، وتمادوا في
أعمالهم السيئة مما أثار غضب الناس عليهم.
غضب الحاكم بأمر الله من الانحرافات والمخالفات التي أثارت النزاعات وسببت العداء وفي آخر يوم
من سنة 409 هجري * 1018م زحف الدرزي وأتباعه، على مسجد ريدان قرب قصر الخليفة،
ولم يكن مع حمزة بن علي داخل المسجد سوى إثنى عشر نفرا، بينهم إسماعيل بن
محمد التميمي، ومحمد بن وهب القرشي وسلامه بن عبد الوهاب السامري، وكان معهم بهاء الدين
علي بن أحمد الطائي وأيوب بن علي، ورفاعة بن عبد الوارث ومحسن بن علي.
موت الدرزي
لم يفلح المهاجمون في اقتحام المسجد طيلة النهار. وكان عدد أنصار حمزة بن علي إثنا
عشر خمسة منهم غير مقاتلين بالمقابل كان عدد أنصار الدرزي عشرون ألف ومع ذلك انتصر
حمزة بن علي على هؤلاء المرتدين ولما ظهر الحاكم بأمر الله على شرفة القصر المطل
على المسجد خاف المحاصرون لهيبته وتفرقوا. وفي اليوم التالي، أول يوم من سنة 410 هجري
/ 1018م قتل الدرزي على يد حمزة بن علي.
سارة
عندما نكث سكين وكان داعيا لمذهب التوحيد في وادي التيم وانحرف عن الدعوة، رأى بهاء
الدين أن يتدبر الأمر بالحسنى ويحاول قطع الطريق على هذا الداعي المنحرف، فأرسل إليه السيدة
سارة، وكانت تدعى بصاحبة العفة والطهارة وعرفت بالتقوى والعلم وقوة الحجة.
سكين
وكانت مهمة السيدة سارة محفوفة بالمخاطر فقد سبقها الداعي عمار فأوقع به جماعة سكين وقتلوه.
استجاب البعض من جماعة سكين إلى السيدة سارة وعادوا إلى مسلك التوحيد، غير أن سكين
مع نفر من الفاسقين رفضوا دعوتهاوأضمر معهم لها الشر، وخططوا للايقاع بها.لكن ذلك فشل إذ
قاد الأمير معضاد بن يوسف، أمير من أمراء الغرب في جبل لبنان، حملة عسكرية وهاجم
سكين وأعوانه وهزمهم ولم ينج إلا القليل، وكان سكين قد هرب من المعركة شبه عار
وظل يسير إلى أن وجد منزل متطرف في إحدى قرى جبل الشيخ وتدعى قرية عرنة
وكانت قربه امرأة موحدة تخبز على التنور، فأقترب منها وطلب أن تدفئه وتطعمه، فغافلته ودفعته
إلى التنور فمات حرقا بعد أن الهمها الله بانه عاصي مرتد.
الظاهر
اعتلى عرش الخلافة الفاطمية الأمير علي الملقب بالظاهر. حقد الخليفة الجديد، الظاهر.
زمن المحنة
أراد الظاهر الفتك بالموحدين مع أنه كان قد تعهد للحاكم بأمر الله بعدم التعرض للموحدين
بأربعين قسم فأراد الظاهر وأقام الظاهر على الموحدين محنة هدر فيها دمائهم في أنحاء مملكته،
من أنطاكيا شمالا إلى الإسكندرية جنوبا، مما جعل بهاء الدين يقوم بحجب الدعوة أكثر أيام
المحنة. أهم محنتان تعرض لهم الموحدون في هذه الفترة هما؛ محنة حلب ومحنة إنطاكية، حيث
قتل الألوف منهم بعد العذاب والتنكيل. فكان رجال الظاهر يذبحون الموحدين ويرفعوا رؤوسهم على الرماح،
أو يحرقونهم في النار، أو يعملوا فيهم السيف ويبقرون البطون ويقطعون القلوب والأكباد. وكانوا يصلبون
الرجال على الصلبان، ويسلبونهم أموالهم، ويسبون النساء والأولاد ويذبحون الأطفال الرضع في أحضان أمهاتهم. دامت
المحنة سبعة سنوات.
عودة المحنة
سنة 1035م (426 هجري) عاد الخليفة الظاهر إلى الفتك بالموحدين وذلك للقضاء على نشاطهم في
بث التوحيد. سنة 1036م (427 هجري) مات الظاهر وتسلم الخلافة إبنه المستنصر بالله. ينقسم المجتمع
عند الدروز عادة إلى عقال (يكونون قد اتبعوا المسلك الديني) وجهال (يعلمون بأمور عقيدتهم لكنهم
غير متبعين طريق الزهد أو المسلك الديني).
الزواج والطلاق في دين الدروز الموحدين
يوجب على الموحدين (الدروز) أن يتزوجوا من بعضهم ولا يجوز من غيرهم. والزواج في مذهب
التوحيد يجب أن يكون مبني على القبول.المحبة، الائتلاف، الإنصاف، العدل والمساواة. لذلك منع تعدد الزوجات
لأن ذلك يقضي على الإنصاف حسب زعمهم. وشروط الزواج هي أن يتعرف الزوجين على حقيقة
بعضهم البعض، سواء من حيث الحالة الصحية أو الروحية أو العقلية. وإذا حصل الزواج وجب
أن يعامل الزوجين كلاهما الآخر بالمساواة والعدل. واجب الزوج أن يساوي زوجته بنفسه وينصفها مما
يملك. ولكلا الزوجين الحق في طلب الطلاق، وبعد الطلاق لا يحق لهم الزواج من بعضهم
البعض. إذا طلب أحد الزوجين الطلاق من دون أسباب موجبة يحق للآخر أن تحصل أو
يحصل على نصف ما يملكه أو تملكه طالب أو طالبة الطلاق.
- معني الديانة الدرزية