ان السحلب ، والمتعارف عليه في بلاد الشام ، هو من مشتقات الحليب العديدة والمختلفة
والمتعددة ، فكما اننا نحصل من الحليب على الجبن واللبن واللبنة والزبدة والسمن والكريما ،
فاننا كذلك من خلاله نحصل على السحلب والمهلبية وغيرها من اشكال الطعام العديدة واللذيذة والنافعة
، وسبحان الذي علم الانسان ما لم يعلم ، ومنحه ميزة الاجتهاد والقياس والابتكار والاختراع
والتطوير . وهناك نوع اخر من السحلب وهو عبارة عن نبات خاص ينمو بشكل عشوائي
وطبيعي في بعض الدول ، ومن ثماره يستخرج مادة السحلب الغنية بالمواد الصمغية والبروتينات ،
ويتم مزجه مع العسل والفستق والحليب .
ان السحلب ، ونقصد به هنا السحلب الشائع حاليا ،هو ذلك السائل المكثف الساخن المتماسك
اللذيذ ، والذي يعتبر من الذ الحلويات التي يتناولها الانسان وخصوصا في فصل الشتاء ،
لانه يمد الجسم بمعظم العناصر الغذائية الغنية بالفوائد والتي يحتاجها الانسان من اجل تجديد طاقته
وخلاياه ، ويمده ايضا بالطاقة والدفء والشعور بالحميمية والنشوة والسعادة ، فمم يتكون السحلب ،
وما هي طريقة تحضيره ؟
يتم تحضير السحلب بتسخين كمية من الحليب الحيواني السائل – بقر ، غنم ، ماعز
، جاموس – وخلطه مع مقدار معين من النشا والسكر ، وتحريكه على نار هادئة
والاستمرار في تحريكه حتى لا يتكور وتنتج فيه تكتلات غير مذابة ومتكاتفة مع المزيج العام
، وعندما نشعر بتكاتف وتمازج المزيج نزيله عن النار ونقوم في سكبه باكواب ونرش عليها
مسحوق القرفة وجوز الهند ومطحون الفستق او غيرها من المكسرات حسب الشهية .
ومن الملاحظ ان كثيرا من الناس توجد لديهم حساسية ذوق تنفر من الحليب بحد ذاته
، ولكنها لا تجد اية مشكلة في تناول مشتقاته الاخرى ، والعكس صحيح .
كما ويعتبر السحلب شراب مفيد جدا لتماسك المعدة وعلاج الامساك والاسهال على حد سواء ،
ويعمل السحلب كذلك على جلي المريء والحبال الصوتية والحنجرة ، كما انه مفيد لتنقية الامعاء
وتنظيفها وتطوير وتنشيط ادائها لمهماتها كذلك .