مواضيع للرجال للنساء

لقطعنا منه الوتين

لقطعنا منه الوتين 20160818 202 1

ثم لقطعنا منه الوتين

قال الله عز وجل :
{فلا اقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * انه لقول رسول كريم * وما
هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل
من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الاقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم
لقطعنا منه الوتين * فما منكم من احد عنه حاجزين * وانه لتذكرة للمتقين *وانا
لنعلم ان منكم مكذبين * وانه لحسرة على الكافرين * وانه لحق اليقين * فسبح
باسم ربك العظيم}{الحاقة:38-52}

وجاء في صحيح البخاري كتعليق :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه : ( يا
عائشة ، ما ازال اجد الم الطعام الذي اكلت بخيبر ، فهذا اوان وجدت انقطاع
ابهري من ذلك السم ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة او الرقم: 4428
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

زعم النصراني ان الوتين هو عينه الابهر .. وزعم ان ابهر النبي صلى الله عليه
وسلم انقطع حقيقة .. وبالتالي استنتج المسكين انه صلى الله عليه وسلم – وحاشاه –
تقول على الله عز وجل !!
ثم تقول النصراني على الهه ، اله البايبل ، بانه سيعاقب النبي الكاذب بالعقوبة التي
اخبر هذا الاخير ان الله سيعاقب بها النبي الكاذب ! .. تقول النصراني ذلك على
الهه بلا اي دليل من البايبل ثم ادعى ان ذلك ما وقع للنبي صلى الله
عليه وسلم !! .. ولم يعتمد النصراني في طرح شبهته هذه الا على الظنون والوساوس
.. {وان الظن لا يغني من الحق شيئا } ..

وللرد نقول :

اولا .. النصراني يجزم ان قوله صلى الله عليه وسلم “فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري
من ذلك السم” يعني ان ابهره انقطع حقيقة !

 

فانقطاع الابهر يستخدم كتعبير مجازي يراد به مجازا الموت باية طريقة كانت (سواء موت عادي
او موت بسبب المرض او بالسيف او … مثل قولي .. انقطع قلبي من الجري
.. او قولي .. النور اعمى عيني .. ولا اريد بذلك حقيقة ما اقول) او
يراد به مجازا غير ذلك ..

 

جاء في “اساس البلاغة” للزمخشري (1 /33-34) :
((ب ه ر
بهره: غلبه. وبهرا له: دعاء عليه بان يغلب. قال ابن ميادة:
((فبهرا لقومي اذ يبيعون مهجتي … بجارية بهرا لهم بعدها بهرا
ويقولون: بهرا له ما اسخاه، كما يقولون: تعسا له جميما. وسرينا حتى ابهار الليل اذا
انتصف من بهرة الشيء وهو وسطه.
ومن المجاز: قمر باهر وهو الذي بهر ضوءه ضوء الكواكب. وطاول الرجل صاحبه فبهره اي
طاله. وبهره الحمل او العدو فانبهر، وعلاه البهر فهو مبهور وبهير ومنبهر. وبهرت السيف فما
حاك فيه اي اكرهته في الضرب. ومازال يراجعه الالم حتى قطع ابهره اي اهلكه، وهو
عرق مستبطن الصلب اذا انقطع لم يبق صاحبه. قال بشر بن ابي حازم:
على كل ذي ميعة سابح … يقطع ذو ابهريه الحزاما

اي بطنه.))اه

وكتب عبد الملك بن ادريس الجزيري وهو في المعتقل كما جاء في “اعتاب الكتاب” لابن
الابار يقول :

 

في راس اجرد شاهق عالي الذرى * ما بعده لموحد من معمر
ياوي اليه كل اعور ناعب * وتهب فيه كل ريح صرصر
ويكاد من يرقى اليه مرة * في عمره يشكو انقطاع الابهر

 

وهذا من ابيات الشاعر الجاهلي بشر بن ابي خازم الاسدي المتوفي نحو 32 قبل الهجرة
:

 

على كل ذي ميعة سابح
يقطع ذو ابهريه الحزاما
ولهذا استدل ابن قتيبة بالحديث الذي رواه البخاري في تفسيره لقوله تعالى {ثم لقطعنا منه
الوتين} على ان قطع الوتين هو ايضا من المجاز .. قال الامام ابن القيم رحمه
الله : (( وبقوله {ثم لقطعنا منه الوتين} والوتين نياط القلب وهو عرق يجري في
الظهر حتى يتصل بالقلب اذا انقطع بطلت القوى ومات صاحبه هذا قول جميع اهل اللغة
قال ابن قتيبة ولم يرد انا نقطع ذلك العرق بعينه ولكنه اراد لو كذب علينا
لامتناه او قتلناه فكان كمن قطع وتينه قال ومثله قوله ما زالت اكلة خيبر تعاودني
وهذا اوان قطعت ابهري والابهر عرق يتصل بالقلب فاذا انقطع مات صاحبه فكانه قال فهذا
اوان قتلني السم فكنت كمن انقطع ابهره))اه . “التبيان في اقسام القران” ص184 .

 

ومما يرجح ايضا ان قوله صلى الله عليه وسلم “فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري من
ذلك السم” هو مجاز ليس على حقيقته (اي ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد
انه حان اجله وليس ان ابهره سينقطع حقيقة) .. هو عدم تعجب العلماء قديما من
قوله صلى الله عليه وسلم هذا .. فشبهة مثل هذه لم تكن لتمر عليهم مرور
الكرام .. وهذا يدل على انهم فهموا ان ذلك من المجاز لا يراد به حقيقته
.. نعم هناك بعض العلماء قالوا انه صلى الله عليه وسلم توفي شهيدا .. لكنهم
قصدوا بذلك انه صلى الله عليه وسلم مات متاثرا بالسم ولم يقولوا ان ابهره انقطع
حقيقة واكدوا على ذلك جزما به ..

 

ثانيا .. النصراني يجزم ان الابهر هو عينه الوتين ! .. فهل عندما نتكلم عن
الابهر لا نقصد الا الوتين وعندما نتكلم عن الوتين لا نقصد الا الابهر ؟!

 

النصراني المسكين ظن انه لمجرد اشتراك الوتين والابهر في كونهما يتصلان بالقلب وانه اذا انقطع
احدهما مات صاحبه .. وانه جاء في احد القواميس ان الوتين يسمى الابهر .. اذن
فالوتين هو الابهر والابهر هو الوتين !

 

عند التحقيق نجد ان الوتين والابهر متغايران .. جاء في “تاج العروس من جواهر القاموس”
.. حرف الراء .. بهر :
((واجمع من ذلك قول ابن الاثير فانه قال : الابهر عرق منشؤه من الراس ويمتد
الى القدم وله شرايين تتصل باكثر الاطراف والبدن فالذي في الراس منه يسمى النامة ومنه
قولهم : اسكت الله نامته اي اماته ويمتد الى الحلق فيسمى فيه الوريد ويمتد الى
الصدر فيسمى الابهر ويمتد الى الظهر فيسمى الوتين والفؤاد معلق به ويمتد الى الفخذ فيسمى
النسا ويمتد الى الساق فيسمى الصافن والهمزة في الابهر زائدة انتهى))اه .

 

من قول ابن الاثير يتبين ان الابهر والوتين متغايران ..ونلاحظ شيئا اخر من قول ابن
الاثير “الابهر عرق منشؤه من الراس ويمتد الى القدم …” وهو ان الوتين قد يعتبر
مجرد جزء صغير من الابهر .. ولهذا السبب جاء في بعض القواميس ان الوتين قد
يسمى ايضا بالابهر .. وذلك باعتبار انه جزء من الابهر .. لكن العكس غير صحيح
.. اي اننا لا يمكننا دائما القول عن الابهر انه الوتين .. فتنبه .. وبعبارة
اخرى .. نحن عندما نتكلم عن الابهر .. فلا يعني ذلك اننا لا نقصد الا
الوتين .. ولكن يمكن القول عن الوتين انه ابهر .. لذلك النصراني مهمته هنا صعبة
.. فهو عليه ان يثبت لنا ان الابهر المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم
“فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم” هو الابهر منطقة الوتين لا غير .

 

ثالثا .. نحن سنفرض جدلا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قطع وتينه فمات !

 

قال شيخ الاسلام بن تيمية :
(( {ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم
من احد عنه حاجزين}، هذا بتقدير ان يتقول بعض الاقاويل، فكيف بمن يتقول الرسالة كلها))اه
. كتاب “النبوات” (2 /897)

 

فاذا فرضنا جدلا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قطع وتينه فمات .. فيكفي لرد
الشبهة ان نقول للنصارى وهل انتم ترون ان محمدا صلى الله عليه وسلم تقول على
الله “بعض” الاقاويل فقط ام ترون انه تقول الرسالة كلها ؟! .. انتم لا تؤمنون
بانه نبي اصلا .. وبالتالي ترون انه تقول الرسالة كلها فيكون في زعمكم الكاذب تقول
على الله الكثير والكثير وليس بعضه فقط .. القران وما قاله مما روي عنه ولم
يروى عنه من غير القران .. وهذا يستلزم : اما ان تختلف العقوبة كما وكيفا
.. واما ان تكون العقوبة قبل حادثة السم بسنين كثيرة (اي في بداية الدعوة) ..
وكلاهما لم يحدث .. وبالتالي لا توجد شبهة . .فقوله تعالى {ولو تقول علينا بعض
الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين} ..
يلزم منه التعجيل بعقاب النبي الكاذب بقطع وتينه .. اي يجب ان تكون العقوبة في
بداية تقوله على الله حيث لا يزال لم يتقول على الله الا بعض الاقاويل فقط
.. اما اذا العقوبة تاخرت فهي يجب ان تضاعف .. والعقوبة بقطع الوتين لا تضاعف
الا بان تزيد كما وتختلف كيفا ..

 

خلاصة القول .. عقوبة قطع الوتين هي لمن يتقول بعض الاقاويل وليس لمن يتقول الرسالة
كلها .. فمن يسرق بعض المال القليل من الخزنة ليس كمن يسرق كل الخزنة !!

 

والنبي صلى الله عليه وسلم بقي 23 سنة وهو يدعو الى الله عز وجل ..
وبلغ عن الله الكثير والكثير .. وجاءت حادثة السم متاخرة .. بل وبعد حادثة السم
لم يتوفى النبي صلى الله عليه وسلم حينها .. بل بقي بعد ذلك اكثر من
ثلاث سنوات ولم يتوفاه الله الا بعد ان نزلت عليه بعرفة {اليوم اكملت لكم دينكم
واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} .. ونزل عليه في ثاني ايام التشريق {اذا
جاء نصر الله والفتح * ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد
ربك واستغفره انه كان توابا}{النصر:1-3}

 

كما ان قوله تعالى {ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه
الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين} فيه عقوبتين متتابعتين ..

 

العقوبة الاولى : الاخذ باليمين ( اي اخذ النبي الكاذب بالقوة او اخذه بيمينه والبطش
به ) .
العقوبة الثانية : قطع الوتين .فاين قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ما يدل على
حدوث العقوبة الاولى فضلا عن العقوبة الثانية كما يزعم النصارى كذبا ؟ .. بل في
السنوات الاخيرة قبل وفاته صلى الله عليه وسلم تحقق له اعظم النصر .. تحقق له
ما لم يتحقق في كل السنين السابقة التي قضاها في الدعوة الى الله عز وجل
.. فتمت في السنوات الاخيرة فتوحات كثيرة واعظمها فتح مكة .. وجاءته بعد فتح مكة
وبعد حادثة السم الوفود الكثيرة جدا من كل انحاء جزيرة العرب ليعلنوا توحيدهم واسلامهم لله
عز وجل ومنها وفد نجران ووفد بني حنيفة وغيرها الكثير .. وبدا الناس يدخلون في
دين الله افواجا .. وكانت في العام التاسع (اي قبل حوالي سنتين من وفاته صلى
الله عليه وسلم) السيادة الكاملة للاسلام على كافة انحاء الجزيرة العربية ..

 

رابعا .. غباء صاحب الشبهة !!

اولا .. يقول احد الاخوة بارك الله فيه :
(( سؤال ساذج :

من اين عرفنا بان نبي الله قد مات بقطع الابهر ؟

الجواب : منه هو نفسه .

مش كده ولا ايه ؟

طيب ..

سؤالين مهمين باه :

السؤال الاول : ماذا لو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا بان
ابهره سينقطع ؟

يعني : اذا كان محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القران وهو الذي قال
: “ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين”- اي :
الابهر ، ايه باه اللي يخليه ييجي يفضح نفسه في الاخر ويقول بان ابهره سينقطع
؟

ماهو كان ممكن مايقولش .. وساعتها محدش هيعرف حاجة .))

وصدق هذا الاخ هنا .. فالنبي صلى الله عليه وسلم عند اقتراب وفاته كان حريصا
على ان يبلغ كل ما اخبره به الله عز وجل .. وان يوصي امته من
بعده .. فنهى وهو على فراش الموت عن اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد مثل ما
فعل اليهود والنصارى .. واوصى صلى الله عليه وسلم باخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب
.. وكان اخر كلامه الوصية بالمحافظة على الصلاة .. فكيف يعقل ان يفضح نفسه قبل
وفاته ويقول ان ابهره سينقطع ان لم يكن نبيا كما زعم النصراني كذبا ؟!

ثانيا .. يقول احد الاخوة ايضا بارك الله فيه :
(( اذا صغنا شبهة النصارى منطقيا تصير هكذا :

المقدمة الاولى : نبي الاسلام اخبر بموت النبي الكاذب بقطع الوتين ..
المقدمة الثانية : نبي الاسلام مات بقطع الوتين [بزعمهم] ..

النتيجة : اذن نبي الاسلام كاذب ! [وحاشاه] ..

فلو سلمنا بصحة النتيجة – كما يريد النصارى – لكان هذا تكذيب للمقدمة الاولى التي
انتجتها .. لانه اذا كان نبي الاسلام كاذبا – وحاشاه – فكيف عرف تقدير الله
بقطع وتين النبي الكاذب ؟!

وبعبارة اخرى : لو صدقنا ان نبي الاسلام كاذب – وحاشاه – لان الله قطع
وتينه، لكان يلزم صدق نبوءة نبي الاسلام بخصوص اهلاك النبي الكاذب .. وهذا تناقض لان
النبي الكاذب لا يخبر بنبوءة صادقة على هذه الدرجة من التفصيل ..

فان قال اهل الكتاب : قد علم نبي الاسلام هذا التقدير الالهي من النبوات السابقة
..
قلنا : فانتم تزعمون انكم تملكون اسفار هذه النبوات ، نبئونا اين نجد فيها ان
النبي الكاذب يقطع الله وتينه بهذا التفصيل الواضح ؟!))

والمقصود من كلام الاخ هنا ان اصل الشبهة ذاته به تناقض .. فيه ان محمدا
صلى الله عليه وسلم نبي اثبت الله صدق نبوته ، وفيه ايضا النقيض ، اي
ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليس نبيا من عند الله !

لقطعنا منه الوتين 20160818 202

  • ماهو الوتين
  • الوتين الأبهر
  • عرق الوتيت
السابق
وصفة سريعة لتبييض الاسنان
التالي
ديكور مجالس مودرن