(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون , انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ,
مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم , وافئدتهم هواء). .
والرسول [ ص ] لا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون . ولكن ظاهر الامر
يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون , ويسمع بوعيد الله , ثم لا يراه
واقعا بهم في هذه الحياة الدنيا . فهذه الصيغة تكشف عن الاجل المضروب لاخذهم الاخذة
الاخيرة , التي لا امهال بعدها . ولا فكاك منها . اخذهم في اليوم العصيب
الذي تشخص فيه الابصار من الفزع والهلع , فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة , ماخوذة بالهول
لا تطرف ولا تتحرك . ثم يرسم مشهدا للقوم في زحمة الهول . . مشهدهم
مسرعين لا يلوون على شيء , ولا يلتفتون الى شيء . رافعين رؤوسهم لا عن
ارادة ولكنها مشدودة لا يملكون لها حراكا . يمتد بصرهم الى ما يشاهدون من الرعب
فلا يطرف ولا يرتد اليهم . وقلوبهم من الفزع خاوية خالية لا تضم شيئا يعونه
او يحفظونه او يتذكرونه , فهي هواء خواء . .
هذا هو اليوم الذي يؤخرهم الله اليه . حيث يقفون هذا الموقف , ويعانون هذا
الرعب . الذي يرتسم من خلال المقاطع الاربعة مذهلا اخذا بهم كالطائر الصغير في مخالب
الباشق الرعيب:
(انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم , لا يرتد اليهم طرفهم ,
وافئدتهم هواء). .
- دعاء لاتحسبنا ان الله غافلا
- صور ولا تحسبن الله عما يعمل
- ولاتحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون