اولا: بالنسبة لتارك الصلاة فلا يخفاك ان اهل العلم قد اختلفوا في حكم تارك الصلاة
عمدا من غير ان ينكر وجوبها، فبعضهم كفره كفرا يخرج من ملة الاسلام، ويعتبرونه مرتدا,
ويرون انه يستتاب ثلاثة ايام فان تاب فيها فحسن؛ والا قتل لردته، وقالوا لا تجوز
الصلاة عليه, ولا يدفن في مقابر المسلمين, ولا يسلم عليه حيا او ميتا, ولا يرد
عليه السلام, ولا يستغفر له, ولا يترحم عليه, ولا يرث, ولا يورث ماله, بل يجعل
ماله فيئا في بيت مال المسلمين، سواء كثر تاركو الصلاة عمدا ام قلوا، فالحكم لا
يختلف بكثرتهم وقلتهم, مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” العهد الذي بيننا وبينهم
الصلاة فمن تركها فقد كفر ” وقوله صلى الله عليه وسلم : ” بين الرجل
وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ” اخرجه الامام مسلم في صحيحه مع احاديث اخرى في
ذلك.
وبعضهم يرى ان من تركها كسلا مؤمنا بوجوبها فهو مرتكب كبيرة, غير انه لا يخرج
بها من ملة الاسلام, وتجب استتابته ثلاثة ايام, فان تاب فالحمد لله, والا قتل حدا
لا كفرا، وعلى هذا يغسل, ويكفن, ويصلى عليه, ويدعى له بالمغفرة والرحمة, ويدفن في مقابر
المسلمين, ويرث ويورث، وبالجملة تجري عليه احكام المسلمين العصاة حيا وميتا, وهذا يظهر لك عظم
الامر الذي تركته ومدى خطورته.
ثانيا: ثق ان في جوفك من الخير الشيء الكثير, وانك محب لله ورسوله, ومريد للخير,
وانك غير راض عما انت فيه, ومن داخلك تتمنى زوالها، ولكن تجهل طريقة ذلك، لذلك
نوصيك ان لا تتعامل مع الصلاة على انها تكليف, بل تعامل معها على انها صلة
تروح بها عن نفسك, ولقاء بينك وبين من تحب، لقاء بينك وبين الله عز وجل
الذي خلقك فسواك فعدلك.
كما نوصيك ان تصحب بعضا من اهل الفضل والعلم, فان المرء ضعيف بنفسه قوي باخوانه,
كذلك نوصيك بكثرة الدعاء بينك وبين الله ان يفتح قلبك لحب الصلاة, وان يقويك على
ذلك.