الانسان السعيد والناجح والحكيم هو ذلك الانسان الذي يعرف كيف يقسم وقته وفيم يقضيه ،
هناك من يملا يومه كله بالعبث واللهو والفوضى ، وهناك من يقضيه بالنوم والتكاسل وعدم
الحركة ما بين اكل وشرب ونوم واحاديث وثرثرات لا تغني ولا تسمن من جوع ،
وهناك من يملا يومه كله بالدرس المتواصل او العمل المتواصل دون ان يرفه عن نفسه
بجزء من الوقت لاعادة تجديد الروح فيه ، وافضل منهم جميعا هو ذلك الانسان الذي
يعرف كيف يقسم وينظم يومه ويوزعه بانصاف لخدمة روحه وقلبه وعقله وذاته والاخرين .
اعمل جدولا للواجبات والالتزامات ، يقابله جدول لحقوق بدنك وروحك وعقلك وقلبك عليك .
اولا : الالتزام بتحديد ساعات محددة لاداء عملك المناط بك ، بحيث تؤديه حقه في
وقته المخصص له ، وعود نفسك ان لا تتجاوز فيه الوقت المخصوص له .
ثانيا : عدم المبالغة في اطالة مدة العبادة ، ومعروف حديث الرسول : ” ان
لبدنك عليك حقا ” .
ثالثا : تخصيص وقت كاف للاسرة والمعارف وعدم المبالغة فيه بالنقصان او الزيادة .
رابعا : تخصيص وقت كاف للقيام بالاعمال المنزلية ، والحرص هنا ايضا على عدم التقتير
او التقصير او التبذير في ذلك الوقت .
خامسا : تخصيص وقت لتنمية قدرات الذات الذهنية والعقلية والفكرية والجسدية والروحية ، من قراءة
ومشاهدة تلفاز ومتابعة انترنت ، وممارسة رياضة ، والترويح عن النفس بدون غلو او استهتار
.
خامسا : جميل هو التخيل ، ولكن لا تصرف الساعات الطوال على التخيل والتخطيط والحلم
فقط بدون انتاج او تطبيق .
سادسا : لا تضيع نفسك بمراقبة الناس ، فمن راقب الناس مات هما ، فسر
مع القافلة ولا تابه لنباح الكلاب.
سابعا : كي لا تجعل وقتك منزوع منه البركة ، اذكر الله في سرك واعلم
ان لك هدف سام في هذه الحياة كانسان ، وتيقن ان ربك لم يخلقك ولم
يخلق كل هذا الكون للعبث ، وان هناك غاية من وجودك في الوجود ، فاملا
وقتك ويومك بما هو خير لك وللناس اجمعين.