لا شك ان الاحالة الى التقاعد مرحلة مهمة في حياة كل موظف خاصة ممن امضى
السنوات الطوال باذلا كل ما يستطيع في سبيل اداء مهمته على الوجه الاكمل ولا شك
اننا نشعر بالم الفراق عند رحيل احدنا عن عمله بعد ان الف الله بين قلوبنا
في تلك المهمة التي اديناها سويا وكنا لا نكاد نفترق الا قليلا.
غير ان عمل المسلم لا ينقضي باحالة الى تقاعد بل هو في عمل دؤوب الى
الممات وقد يستمر بعد الممات الى يوم القيامة (صدقة جارية او علم ينتفع به او
ولد صالح يدعو له) كما اخبر بذلك الصادق المصدوق – عليه الصلاة والسلام – ولعلنا
في الميدان التربوي ننالها جميعا باذن الله.
فيا احبتي ! يامن احيلوا الى التقاعد (واخص بالذكر هنا الزميلين الفاضلين الاستاذ / عوض
النجبي والاستاذ / عبدالله كشاري) انكم تبداون حياة جديدة، حياة لا رقيب عليكم فيها الا
الله، حياة ملؤها التفاؤل والامل والجد والعمل، حياة يرجى ان تكون خيرا من سابقتها. فاداء
المسلم في تحسن مستمر فهو يسعى الى الافضل دوما كيف لا وهو طالب جنة عرضها
السماوات والارض، فها انتم فرغتم من بعض الارتباطات الوظيفية وبعض المهام الادارية غير ان مهمتكم
في الدعوة الى الله لم تنته بعد، مهمتكم في الاحسان الى المحتاجين ومساعدة المعوزين واسداء
النصح الى الغافلين وارشاد التائهين والدعوة الى الله بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة وافادة الاخرين من
خبراتكم الجيدة وتجاربكم الناجحة فهذه وغيرها – كثير – ما زال بمقدوركم عمله بعد التقاعد.
فالله الله في بذل ما تستطيعون ابتغاء وجه الله وطاعة لرسوله الكريم – عليه الصلاة
والسلام – ومحبة لاخوانكم المسلمين.
دخل الوليد بن عبدالملك المسجد فراى شيخا هد كيانه الزمن واحنى ظهره الكبر فاقترب منه
وقال له مداعبا : الا تؤثر الموت يا شيخ ؟ قال الرجل : لا يا
امير المؤمنين، لقد ذهب الشباب وشره واتى الكبر وخيره وانا اذا قمت الان حمدت الله
واذا قعدت ذكرته واحب ان تدوم لي هاتان الخلتان.
لا اقول وداعا بل الى لقاء قريب باذن الله ايها المربيان الفاضلان الاستاذ / عوض
النجبي والاستاذ / عبدالله كشاري، على الخير نلتقي وفي الله نحب ونرتقي، واسال الله لكما
التوفيق والسعادة والسداد في حياتكما الجديدة جعلها الله في تجدد مستمر الى مافيه الخير لكما
واعانكما على ذكره وشكره وحسن عبادته.
- كلمات في مرحلة التقاعد