مواضيع للرجال للنساء

كتاب عن الحروب الصليبية

كتاب عن الحروب الصليبية 20160820 5471 1

كتاب عن الحروب الصليبية 20160820 5471

الحملات الصليبية او الحروب الصليبية بصفة عامة اسم يطلق حاليا على مجموعة من الحملات والحروب
التي قام بها اوروبيون ما بين اواخر القرن الحادي عشر الى الثلث الاخير من القرن
الثالث عشر (1096 – 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان ، واسميت بهذا الاسم لان
الذين اشتركوا فيها كانوا يخيطون على البستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش احمر
. كانت السبب الرئيس في سقوط البيزنطيين بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الاولى المارة
في بيزنطة(مدينة القسطنطينية) عاصمة الامبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها.

التسمية
سمي الصليبييون في النصوص العربية بالفرنجة او الافرنج و سميت الحملات الصليبية بحروب الفرنجة اما
في الغرب فقد سمي الصلييون بتسميات متعددة كمؤمني القديس بطرس (fideles Sancti Petri) او جنود
المسيح (milites Christ)، وراى من كان مندفعا بدافع الدين من الصليبيين انفسهم, على انهم حجاج
، واستخدم اسم “الحجاج المسلحين” لوصفهم في اشارة الى ان الحجيج لا يحمل السلاح في
العادة .وكان الصليبيون ينذرون او يقسمون ان يصلوا الى القدس ويحصلوا على صليب من قماش
يخاط الى ملابسهم ، واصبح اخذ هذا الصليب اشارة الى مجمل الرحلة التي يقوم بها
كل صليبي .
وفي العصور الوسطى كان يشار الى هذه الحروب عند الاوروبيين بمصطلحات تقابل الترحال والطواف والتجوب
(peregrinatio)والطريق الى الارض المقدسة (iter in terram sanctam) وظهر مصطلح “الحرب الصليبية” او “الحملة الصليبية”
على ما يبدو اول ما ظهر في بحث لمؤرخ بلاط لويس التاسع عشر ، لويس
ممبور سنة 1675.

السياق التاريخي
جردت الحملات الصليبية في الاصل لاغراض غير محاربة الاسلام و المسلمين اذ كان هدفها في
البداية محاربة البابا لمخالفيه ، فقد جاء الصليبيون من شمال فرنسا الى جنوبها لكى يقاتلوا
الهراطقة الالبيجنسيين . فمنذ نهاية القرن الحادى عشر بدات بوادر المقاومة ضد الكنيسة البابوية في
روما و سيطرتها على شئون الحياة الاوربية ، وعند نهاية القرن الثانى عشر ذاعت الافكار
التى اخذ يواقيم الفلورى Jouchim Flora يدعو لها ، وقد لاقت افكاره الدينية الذيوع بسرعة
ملحوظة . و سار يواقيم على نهج سان برنار الذى زعم ان العالم قد دخل
عصر المسيح الدجال الذى يسبق قيام القيامة . و على حين اكتفى سان برنار بادانة
كبار الاساقفة على اعتبار انهم اسرى الشيطان ، فان يواقيم جعل البابوية نفسها هى المسيح
الدجال . و قلب بذلك حق وراثة بابا روما للمسيح راسا على عقب . وحاز
شعبية واسعة لدى جميع الفرق المخالفة ، ونتج عن افكاره هذه ان ظهرت عصبة جمعت
حولها عددا ضخما من الاتباع في جنوب فرنسا تدعى الكارتاريون Czthari اى الاطهار او الالبيجنسيون
نسبة الى بلدة Albi في مقاطعة تولوز و التى كانت معقلا لهم . و عند
نهاية القرن الثانى عشر كان سكان المدن الاثرياء و نبلاء تولوز و بروفانس اما اعضاء
في الكنيسة الالبيجانسية و اما من المتعاطفين مع قادتها . و كانت البابوية في روما
سنة 1200م ترى في السيطرة الالبيجنسية على جنوب فرنسا سرطان ينهش في جسد العالم المسيحى
يجب استئصالهباى ثمن ، لانها رات فيها ديانة مختلفة . و تطورت الاحداث بالشكل الذى
ادى الى اعلان بابا روما قرار حرمان على ريموند السادس امير تولوز ، و اباحة
اراضيه و املاك الالبيجنسيين ، فتحمس لذلك امراء شمال فرنسا و اندفعوا في حملة صليبية
سنة 1209 قضت على الامراء الاقطاعيين في جنوب فرنسا ، و اقتسموا اقطاعاتهم.كذلك يمكن ان
نصور الغزو الجزئى الذى قام به الانجلو نورمان لايرلندا على انه نمط من انماط الحروب
الصليبية رغم ان ضحاياه كانوا من الكاثوليك .
جاءت بداية الحروب الصليبية في فترة كانت فيها اوروبا قد تنصرت بالكامل تقريبا بعد اعتناق
الفايكينج والسلاف والمجر للمسيحية .فكانت طبقة المحاربين الاوروبيين قد اصبحوا بلا عدو لقتاله ، فاصبحوا
ينشرون الرعب بين السكان ، وتحولوا الى السرقة وقطع الطرق والقتال في ما بينهم ،
فكان من الكنيسة ان حاولت التخفيف بمنع ذلك ضد جماعات معينة في فترات معينة من
اجل السيطرة على حالة الفوضى القائمة .وفي ذات الوقت افسح المجال للاوربيين للاهتمام بموضوع الارض
المقدسة التي سيطر عليها المسلمون منذ عدة قرون ولم يتسن للاوربيين الالتفات لها لانشغالهم بالحروب
ضد غير المسيحيين من الفايكنج والمجريين الذين كانوا يشكلون المشكلة الاقرب جغرافيا سابقا ، وكذلك
بدات الكنيسة تلعب دورا في الحرب الاستردادية في اسبانيا ، حيث قام البابا الكسندر الثاني
عام 1063 بمباركة المحاربين الذاهبين الى الاندلس ، الامر الذي لعب دورا كبيرا في تكوين
فكرة الحرب المقدسة.
كذلك كانت جذور الفكرة الصليبية قد بدات بالظهور عندما بدا ان المسلمين يضطهدون المسيحيين في
الديار المقدسة عندما هدمت احدى الكنائس في القدس ، وان كان قد اعيد بناؤها فيما
بعد. وفي هذه الظروف التاريخية ، كان شن حروب الى ما وراء البحار باسم هداية
الناس الى الطريق الصحيح والدفاع عن الاخوة في الارض المقدسة فكرة لاقت ترحيبا في صفوف
الاوروبيين.

دوافعها
الدوافع الدينية
كانت دعوة الباباوية للحروب الصليبية التي بداها البابا اوربان الثاني في نوفمبر 1095 بعقده مجمعا
لرجال الدين في مدينة كليرمون فران الفرنسية ، وكان الكثير من الحملات قد بررت بتطبيق
“ارادة الرب” عن طريق الحج الى الارض المقدسة للتكفير عن الخطايا ، وكانت الدعوات تروي
عن اضطهاد الحكم الاسلامي للمسيحيين في الارض المقدسة وتدعو الى تحريرهم ، وتراجعت هذه الدوافع
الدينية مع مرور الوقت لتصل الى حد تدمير مدينة القسطنطينية المسيحية الشرقية في الحملة الصليبية
الاولى و الرابعة على ايدي الصليبيين انفسهم .

الدوافع الاجتماعية
كان قانون الارث المطبق في اوروبا ينص على ان يرث الابن الاكبر عقارات والده وعبيده
بعد موته ، وتوزع المنقولات بين ابنائه ، وبسبب هذا القانون نشات طبقة من النبلاء
او الاسياد الذين لم يكونوا يملكون اقطاعيات ، فشاعت بينهم القاب مثل “بلا ارض” و”المعدم”
دلالة على عدم ملكيتهم لقطعة ارض ، وراى الكثير من هؤلاء فرصتهم في الحملات الصليبية
للحصول على اراض في الشرق ، وراى اخرون فيها فرصة لتوسيع املاكهم بضم املاك جديدة
، كما كان الفقراء يجدون فيها فرصة لحياة جديدة افضل ووسيلة تخرجهم من حياة العبودية
التي كانوا يعيشونها في ظل نظام الاقطاع السائد في ذلك الوقت.

العلاقة مع الاسلام
كانت العلاقات الخارجية لاوروبا مع المد الاسلامي لا تبعث على الطمانينة .فالمسلمون الذين كانوا قد
قاتلوا البيزنطيين منذ القرن السابع الميلادي قد وصلوا الى جبال البيرينية في شمال اسبانيا وجنوب
فرنسا بعد ان سيطروا على شمال افريقيا ، فكانت المناطق الاوروبية المتاخمة لحدود دولة الاندلس
الاسلامية بشبه جزيرة ايبيريا وجزيرة صقلية تشعر بتهديد السيطرة الاسلامية عليها مما ساهم في تجنيد
الاوروبيين بدافع الحماية والدفاع عن مناطقهم.

التوترات بين روما والقسطنطينة
رات البابوية في السيطرة على الارض المقدسة دعما كبيرا لنفوذها ، كما رات ايضا ،
في السيطرة على الكنيسة الشرقية بالقسطنطينية وسيلة لاعادة توحيد الكنيسة تحت ظلال البابوية ، ولعبت
العوامل الاقتصادية والتنافسية دورا بدا واضحا في الحملة الصليبية الرابعة. مما ادي الى التضاؤل المستمر
في دفاع الصليبيين عن الامبراطورية البيزنطية.

الحملات الرئيسية
يصعب الفصل بين الاحداث التي وقعت في فترة الحروب الصليبية . لكن المؤرخين يقسمون الحملات
الصليبية الى الحملات التالية:

حملة الفقراء او حملة الشعب
للمقال الكامل راجع حملة الفقراء
حملة قام بها الفقراء والاقنان وجمهور قليل من الفرسان ، حيث كان الوعد الكنسي بالخلاص
والفوز بالغنائم سببا مقنعا لمغادرة حياتهم البائسة والتوجه الى تحرير القدس. وهذه الحملة قادها بطرس
الناسك حتى وصولها الى القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزطية. وكانت الجموع تندفع دون توقف ودون انتظار
اوامر القيادة، خلفت وراءها خرابا ونهبا في المجروالصرب واليونان واسيا الصغري، حتى سحقتهم قوات السلاجقة
الاتراك في 21 اكتوبر عام 1096 م. وكان عدد الصليبيين 25 الف رجل.

الحملة الاولى
صورة:Croisade1 et 2.jpg
الحرب الصليبية الاولى و الحرب الصليبية الثانية[1]تحركت في اغسطس عام 1096 من اللورين ،طوابير قادها
غودفري دي بويون الرابع ، وانضم اليها اتباعه (اخوه الاكبر الكونت يفتسافي من بولون واخوه
الاصغر بودوان من بولون ايضا ، كما انضم بودوان له بورغ ابن عم غودفري ،
والكونت بودوان من اينو والكونت رينو من تول) على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة
الفقراء ، مشت هذه الفصائل على طريق الراين-الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء.
حتي وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096 .

واسفرت الحملة الاولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة القدس اللاتينية بالاضافة الى عدة
مناطق حكم صليبية اخرى ،كالرها(اديسا) وامارة انطاكية وطرابلس بالشام .
ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا في الهزيمة التي تعرضوا لها ، كالخلافات
بين الفاطميين بالقاهرة ،والسلاجقة الاتراك بنيقية بالاناضول وقتها .وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير
الافضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه فر بعدها امام الجحافل الصليبية التي استكملت السيطرة على
بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.

الحملة الثانية
المقال الرئيسي: حملة صليبية ثانية و الحملة الصليبية الثانية
بدات الحملة الثانية عام 1147 وانتهت عام 1149 . وكانت قد اعقبت فترة من الهدوء
، دعا اليها برنارد دي كليرفو ، وكان قادتها لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث
هوهنشتاوفن امبراطور الجرمان(المانيا) ، وهي اول حملة يشترك فيها الملوك ، تعرضت فيها الجحافل الالمانية
لضربة قوية تمثلت في الجوع والمرض بعد هزيمة لحقت بها امام فصائل الخيالة التابعة لسلطان
قونية السلجوقي جوار ضورليوم ، كما منيت القوات الفرنسية بهزيمة خطرة بجوار خونة . انهك
السلاجقة الصليبيين بغاراتهم المتواصلة. وفي 24 يونيو 1147 تلاقى لويس السابع وكونراد الثالث ووصية العرش
ميليساندا مع اعيان القدس . ومضوا لحصار دمشق الحصينة ، لان فتحها كان يبشر بغنائم
وفيرة .دام الحصار خمسة ايام (من 23 الى 27 يوليو ). لكنه فشل . و
تخلي ملك القدس بودوان وبارون طبرية عن مطلبهما بعد تدهور موقعهم العسكري بسبب مناورة عسكرية
او لعله برشوة قدمها لهما الوزير الدمشقي معين الدين نور.

معركة حطين
في 4 يوليو 1187 وقعت معركة حطين التاريخية والمحورية . حيث انتصر فيها السلطان صلاح
الدين الايوبي سلطان مصر . فحرر القدس في 2 اكتوبر 1187 ، الامر الذي دفع
بالبابا غريغوريوس الثامن الى الدعوة الى حملة صليبية جديدة.

الحملة الثالثة
للمقال الكامل اقرا الحملة الصليبية الثالثة
دعا اليها البابا غريغوريوس الثامن ، عام 1187 ردا علي استرداد صلاح الدين للقدس وعودتها
للمسلمين .وقاد الجيوش الصليبية ملك فرنسا فيليب اوغست الثاني ، وملك انجلترا ريتشارد الاول الذي
كان يلقب برتشارد قلب الاسد ، وملك الجرمان (المانيا) فريدريك الاول برباروسا . لكن برباروسا
غرق في 1190 في نهر اللامس . فتشردت صفوف قواته .اما الفرنسيون والانجليز ، فلم
ينتهوا من الاستعداد للحملة حتى 1190 ، وفي الطريق عمل ريتشارد الاول على توسيع نفوذه
في صقلية مما وتر العلاقات مع الملك الفرنسي واضعف التحالف بينهما.
قام الصليبيون بحصار عكا التي استسلمت في 12 يونيو 1191 . وغادر فيليب عائدا الى
فرنسا ، وجرت مذبحة بامر ريتشارد وتحت قيادته في عكا . بعدها تمت محاولاته لاحتلال
مدن اخرى .لكنها باءت كلها بالفشل ، وفي عام 1192 .عقد الصلح مع صلاح الدين
، واحتفظ الصليبيون بشريط ساحلي يمتد من صور الى يافا ، وسمح صلاح الدين للحجاج
والتجار بزيارة مدينة القدس والاماكن المقدسة .

الحملة الرابعة
للمقال الكامل اقرا الحملة الصليبية الرابعة
دعا اليها البابا اينوقنتيوس الثالث في 1202 . وكانت خطة الصليبيين الاولية تتلخص في دفع
القوات الى مصر, لضرب القوة الاسلامية الكبري في المنطقة .ثم شن الحرب منها باتجاه القدس
.لكن البندقيين الذين تولوا امر توجيه وتوفير وسائل النقل والغذاء للحملة مقابل 85 الف مارك
ذهبي ، اثروا في مسار الحملة ووجهوها الى القسطنطينية عمدا . لان الصليبيين لم يوفروا
المبلغ المتفق عليه . واسفرت الحملة عن تخريب وتدمير القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية ومركز الثقافة
الاغريقية العريقة ، ولم تتخذ البابوية اجراءات فعلية تجاه هذا الحدث . وكانت تلك الحملة
تمثل انحطاط الحملات الصليبية التي اصبحت فيما بعد بحاجة الى تبرير مقنع ، بعدما كانت
امرا الهيا باسم الكنيسة.

الحملات الطفولية
للمقال الكامل انظر الحملات الصليبية الطفولية
حدثت في حدود عام 1212 وكانت هذه الحركة شبيهة بحملة الفقراء الاولى قبل 1096م ،
يختلف حولها المؤرخون لقلة ما كتب عنها.
يرى بعض المؤرخين ان هاتين الحملتين لم تكونا سوى جموعا من الاقنان والفقراء الذين استاءوا
من الفشل الذي لاقته الحملات السابقة بقيادة الاسياد ، وان تسميتهم بالحملة الطفولية او حملة
الاطفال جاءت كاستعارة صورية لهذه الجموع .ولم تكن ترتبط حقيقة بكون المشاركين فيها من الاطفال
. لكنها تصوير لفظي اصبح فيما بعد وهما تاريخيا . ويرى البعض من المؤرخين انها
كانت حملتين اشترك فيها اعداد كبيرة من الاطفال ،وان لم تقتصر عليهم.
مات العديد من المشاركين بسبب الجوع والظروف القاسية ، وتفرقت الجموع وركب بعضهم السفن فوقعوا
في ايدي القراصنة وبيعوا كعبيد في اسواق النخاسةز ولم يصل المشاركون في اي من الحملتين
الى الارض المقدسة.

الحملة الخامسة
للمقال الكامل انظر الحملة الصليبية الخامسة
سعى البابا اينوشنتيوس الثالث الى بدء حملة صليبية جديدة عام 1213 . فبدا بحملة وعظ
دامت حتى انعقاد المجمع اللاتيني الرابع عام 1215 الذي اتخذ سلسلة من الاجراءات التي تتعلق
بتنظيم الحملات الصليبية . تحركت قوات مجرية وجنوب المانية بقيادة اندارش الثاني وقوات نمساوية .ووصلت
الى عكا .وتوقفت هناك حتى انضمت اليها قوات المانية وهولندية . فتوجهوا الى مدينة دمياط
في شمال شرق الدلتا بمصر علي النيل . واستولوا عليها عام 1219 . وتحت الحاح
نائب البابا اونوريوس الثالث والقاصد الرسولي بيلاجيوس استكمل الهجوم نحو المنصورة .وفي ذلك الوقت بالذات
بدا فيضان النيل.وفتح المصريون السد علي النهر . وقطع المسلمون طريق التراجع على الصليبيين .وحاصرت
قوات المسلمين الصليبيين باعداد كبيرة .وغرق المئات بمياه الفيضان . واسر الملك لويس التاسع بدار
ابن لقمان بالمنصورة فطلب الصليبييون الصلح واطلاق سراح الملك لويس .وقبلت الملكة شجر الدر زوجة
السلطان الكامل الايوبي الصلح ادراكا منها بخطر المغول في المشرق . وكان الكامل قد مات
ليلة معركة المنصورة ووقع الصلح في 30 اغسطس 1221 لمدة 8 سنوات ، وكان على
الصليبيين مغادرة دمياط ، ونفذوا ذلك في اوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية
الخامسة بالفشل الذريع.

الحملة السادسة
للمقالة الكاملة اقرا الحملة الصليبية السادسة
قادها الامبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الالماني الذي اراد ان يحقق مقاصده دون ان يسحب سيفه
من غمده في صيف 1228 ، ولم تحظ هذه الحملة بمباركة البابوية بل حرم الامبراطور
من الكنيسة لتاخره في تنفيذ نذره باخذ الصليب .تفاوض فيها فريدريك مع السلطان الكامل مما
اسفر في فبراير 1229 عن صلح لمدة 10 سنوات تنازل بمقابله السلطان عن القدس باستتثناء
منطقة الحرم ، وبيت لحم والناصرة وقسم من دائرة صيدا وطورون (تبنين حاليا) وكانت الحملة
الاولى التي لا تبارك انطلاقها البابوية.

الحملة السابعة
للمقالة الكاملة اقرا الحملة الصليبية السابعة
كان الهزيمة التي لحقت بقصائل الصليبيين عام 1244 وخسارتهم التامة للقدس ادت الى ترتيب الحملة
الصليبية السابعة ، فقادها الملك الفرنسي لويس التاسع وتوجه بها الى مصر واستمرت الحملة بين
عامي 1248 و1254 ، فسيطروا في البدء على دمياط ثم المنصورة ، ولكن المسلمين بقيادة
الملك المعظم طوران شاه نجحوا في تدمير قواتهم وفي حصر بقاياها في المنصورة حتى استسلموا
، ووقع لويس في الاسر حتى تم فديه عام 1250 فعاد الى عكا وبقي فيها
4 سنوات قبل العودة الى فرنسا بخفي حنين.

الحملة الثامنة
للمقالة الكاملة اقرا الحملة الصليبية الثامنة
انطلق في هذه الحملة لويس التاسع ملك فرنسا في عام 1270 بعد حوالي 3 سنوات
من التاخير ، وقد قام بها عدد قليل من البارونات والفرسان الفرنسيون ، اذ ان
فشل الحملات الجلي وانحطاط سمعتها صدهم عنها ، حتى ان مؤرخ سيرة حياة لويس التاسع
الذي رافقه في حملته السابقة رفض الانضمام اليه هذه المرة ، ويروي هذا المؤرخ ان
نبا الحملة الجديدة كان مفاجئا للغاية بالنسبة له شخصيا وبالنسبة للاشخاص الاخرين المقربين من الملك
، وانه اذهل البارونات ، وكانت المعارضة مجمع عليها تقريبا واضطر الملك الى شراء حماسة
الاسياد بالمال ، ونذر مع الملك النذر الصليبي ابناءه الثلاثة وبعض تابعي الملك الاخرين ،
واتفق على ان توجه الحملة نحو تونس.
بدات المفاوضات مع المستنصر امير تونس ولما نزل الصليبيون في تونس وصلت المفاوضات الى طريق
مسدود ، وعندها انضم شارل الاول كونت انجو ، الاخ الاصغر للويس وملك مملكة نابولي.
واستولوا على قلعة قرطاجا القديمة ، ولكن وباء دب في صفوف الفرسان ، وتوفي على
اثره الملك وافراد العائلة المالكة المرافقة باستثناء فيليب الابن البكر للملك الذي شفي ، وفي
نفس يوم وفاة الملك وهو 25 اغسطس 1270 وصل اخاه شارل الاول ، وخاضت قواته
برفقة قوات لويس بقيادة خلفه فيليب بضع معارك ناجحة ضد قوات امير تونس ، وفي
اول نوفمبر 1270 وقعت معاهدة صلح مع المستنصر الزمته بدفع جزية مضاعفة الى ملك الصقليتيين
، كما شملت حقوقا تجارية متبادلة ، وبعد 17 يوما من التوقيع ، ركب الصليبييون
السفن وغادرو تونس.
وقد حدثت حملات صليبية اخرى غير رئيسية منها:
الحملة على الهراطقة الالبيجيين في جنوب فرنسا بين عام 1209 و 1229 ،
الحملة الصليبية على الاسكندرية بين عامي 1365 و 1369 بقيادة الملك بطرس الاول ملك قبرص
،
حملة نيقيا عام 1396 ،
وفي القرن الرابع عشر حدث اكثر من 50 حملة ضد البروسيين الهادينيشيين ومدينة ليتاور نظمها
الحاكمون في مناطق المانيا ، وفي القرن الخامس عشر حدثت 4 حملات صليبية ضد الهوسيين
التشيكيين ، ومن 1443 الى 1444 حدثت اخر حملة صليبية ضد الامبراطورية العثمانية.

تاثيرات الحملات الصليبية
كان للحملات الصليبية تاثير كبير على اوروبا في العصور الوسطى ، في وقت كان السواد
الاعظم من القارة موحدا تحت راية البابوية القوية ، ولكن بحلول القرن الرابع عشر الميلادي
، تفتت المبدا القديم للمسيحية ، وبدا تطور البيروقراطيات المركزية التي شكلت فيما بعد شكل
الدولة القومية الحديثة في انجلترا وفرنسا والمانيا وغيرها.
كان تاثر الاوروبيين بالحضارة العربية والاسلامية كبيرا في فترة الحروب الصليبية ، ولكن يرى العديد
من المؤرخين ان التاثير الاعظم وانتقال المعارف الطبية والمعمارية والعلمية الاخرى كان قد حدث في
مناطق التبادل الثقافي والتجاري التي كانت في حالة سلام مع الولايات الاسلامية ، مثل الدولة
النورمانية في جنوب ايطاليا ومناطق التداخل العربي- الاسلامي مع اوروبا في الاندلس ومدن الازدهار التجاري
في حوض المتوسط كالبندقية وجنوه والاسكندرية ، ولكن ما من شك بتاثر الاوروبين بالعرب خلال
الحملات الصليبية ايضا ، فكان تطور بناء القلاع الاوربية لتصبح ابنية حجرية ضخمة كما هي
القلاع في الشرق بدلا من الابنية الخشبية البسيطة التي كانت في السابق ، كما ساهمت
الحملات الصليبية في انشاء المدن- الدول في ايطاليا التي استفادت منذ البدء من العلاقات التجارية
والمبادلات الثقافية مع الممالك الصليبية والمدن الاسلامية.
وكان للحملات الصليبية اثارا دموية ، فبالاضافة الى سفك الدماء في الحروب في الشرق ،
كانت الاقليات من غير المؤمنين تعاني الامرين ، فكان الهراطقة الالبيجيين في جنوب فرنسا واليهود
في المانيا وهنغاريا قد تعرضوا لمذابح بوصفهم “كفرة” او “قتلة المسيح” ، وادى ذلك الى
تنمية التمييز العرقي بين شعوب اوروبا الذي كان تكتل اليهود في اوروبا وعزلهم من نتائجه
، الامر الذي الهم فيما بعد الفكر النازي والفاشي في فترة مراهقة الدول القومية في
اوروبا.

الحروب الصليبية في الذاكرة الانسانية
ترى الشعوب التي تم السيطرة عليها من قبل الصليبيين اثناء الحروب الصليبية على انها كانت
شكل استعماري وفترة قمع وتاخر ، ويرى المسلمون في شخصيات كصلاح الدين والظاهر بيبرس ابطالا
محررين ، وكذلك يرى الاوروبيون الشخصيات المشاركة في الحروب الصليبية ابطالا مغامرين محاطين بهالة من
القداسة ، فيعتبر لويس التاسع قديسا ويمثل صورة المؤمن الخالص في فرنسا ، ويعتبر ريتشارد
قلب الاسد ملك صليبي نموذجي ، وكذلك فريدريك بربروسا في الثقافة الالمانية.
كما ينظر الى مسمى حملة صليبية في عديد من الثقافات الغربية نظرة ايجابية على انه
حملة لاجل الخير او لهدف سامي ويعمم المصطلح احيانا ليتخطى الاطار الديني، فقد ترد عبارات
ك”بدا فلان حملة صليبية لاطعام الجياع”، كما استخدم المصطلح من قبل الرئيس الامريكي جورج بوش
لوصف ما اسماه الحرب على الارهاب في 16 سبتمبر 2001 في عبارة مثيرة للجدل “This
crusade, this war on terrorism is going to take a while.” اي “هذه الحملة الصليبية،
هذه الحرب على الارهاب سيستلزمها وقت.”

  • حملة الاطفال 1212pdf
  • صور حروب الصليبيين
  • مراجع عن الحمله الصليبيه الثالثه
السابق
كيف اعرف اني زوجي يحبني
التالي
البوم صابر الرباعي اجمل مختصر