عن هذا الكتاب:
حقق كتاب ايقظ قدراتك الخفية اعلى المبيعات عند طرحه فى الاسواق وذلك لتميزه عن اقرانه
من الكتب العديدة فى هذا المجال حيث يعتبر الكتاب شامل لكل نواحى حياة القارئ الذهنية
و العاطفية وكذلك مستقبله الوظيفى ولذلك يعتبر هو المرجع الاشمل فى مجال التنمية البشرية
نعم، هذا الكتاب ليس من نوعية الكتب التي تقرا مرة واحدة ثم تهمل وتوضع بعيدا،
انه بالفعل موسوعة متكاملة عن النمو والتحسين المستمر في كل مناحي الحياة. قرات هذا الكتاب
حوالي اربع مرات ومراجعتي هذه تاتي بعد قرائتي له للمرة الخامسة ، وفي كل مرة
اكتشف في محتواه شيء جديدا مثيرا غاب عني ولم انتبه له!
توني روبنز هو خبير متمرس في مجال التدريب المحترف والتطوير الذاتي او ما يعرف بعلم
النجاح والتفوق البشري وهو ايظا من رواد علم البرمجة اللغوية العصبية وله اسهامات كبيرة فيه.
له عدة كتب في هذا المجال وقد اخترت ان ابدا رحتلي معه بهذا الكتاب. في
كتابه هذا لن تجد اسلوبا مملا يخبرك بما يتجوب عليك ان تفعل لكي تصبح “سعيدا”
و”ناجحا”، كعادة الكثير من كتب التنمية الذاتية الاخرى (والتي كانت لدي قراءات سريعة لها). اذا
ما الجديد والمثير الذي يقدمه توني روبنز هنا؟ هل ستقرا افكارا تقليدية عن النجاح والتفوق؟
كلا. هذا باختصار ليس كاي كتاب اخر قراته في مجال التنمية الذاتية حيث ان اكثر
ما يركز عليه توني روبنزهو حصولك على نتائج “فورية” و دائمة/طويلة الاجل، هذه النتائج التي
تتحرق للحصول عليها قد تخص مجال علاقاتك الشحصية او مستواك المالي او ربما تحسين حالتك
البدنية او اي تحسين اخر في اي مجال تريده بصفة دائمة، اليس هذا ما نريده
في نهاية المطاف؟ وكل ذلك بوسائل واستراتيجيات لم تتخيلها ولم تتصور مدى بساطتها ومفعولها القوي
في ذات الوقت! في كل فصل من فصول الكتاب تشعر وكان الكاتب يضع يده على
الجرح في مواضع كثيرة، فهو مثلا يخبرنا باننا جميعا جربنا التغير للحظات ثم ما لبثنا
ان عدنا الى حالتنا السابقة، معظمنا جرب الشعور بالسعادة، الثقة، حب الاخرين او ربما جربنا
الاقلاع عن عادة سيئة كالتدخين مثلا او الافراط في الاكل مثلا اخر، ثم و بشكل
محزن وبعد فترة وجيزة عدنا لما كنا عليه. توني روبنز يخبرك لماذا يحدث هذا بشكل
مذهل! ستندهش عنما تعلم لماذا انت وانا -واي شخص اخر- نفعل ما نفعل وماهي القوة
التي تحرك كل افعالنا ومشاعرنا وبالتالي مصيرنا- ما الذي يشكل سلوكنا نحن البشر؟ توني روبنز
يخبرك ويشرح لك بتفصيل دقيق بان كل افعالنا انما هي ناتجة عن رغبة منا في
الحصول على المتعة او لتجنب الالم.
الكتاب دسم فعلا ومليء بالافكار والتجارب والنتائج والتي هي حصيلة خبرات الكاتب في التعامل مع
مختلف انواع الناس في العالم لسنين طويلة، وهو بذلك لا بد ان يقرا بعناية مع
ورقة وقلم فهو مليء بالتمارين وحتما ستسجل العديد من الملاحظات والافكار والتي سترد اليك منذ
الفصل الاول. في الحقيقة، ان لم تؤدي التمارين التي يحتويها الكتاب فلن تحصل على اي
فائدة حقيقة من الكتاب، وحينها ستصدر احاكما خاطئة عن محتوى الكتاب ومؤلفه- وهذا وما حصل
لي جزئيا عند قرائتي له للمرة الاولى.
لن اقول اني وبعد قرائتي للكتاب وفهمي لافكاره الاساسية (بما يناسب مستواي ونضجي الفكري، على
الاقل) تمكنت من تحقيق التغييرت الجذرية التي وعد الكاتب بالحصول عليها، لم اشتري سيارتي البي
ام دبليو التي احلم بها ولم احقق ثراءا هائلا (لم تكن هذه “اهدافا” لي على
اية حال)، بل خرجت بدرس رائع ومنفعة عظيمة وهي ان اطبق مبدا التحسن المستمر، اي
ان التزم التزاما صادقا في كل يوم من ايام حياتي باحداث تغييرات منتظمة وصغيرة في
مناحي حياتي. قبل قرائتي للكتاب لم اضع سيجارة في فمي ولم اتناول الكحول قط ولم
ادمن على اي مادة من هذا القبيل كما لم اكن اعاني من البدانة المفرطة، بمعنى
انني كنت اصنف نفسي بمستوى متوسط، وهذا اشعرني بالارتياح فلم افكر بانني يمكن ان انتقل
بحياتي ووضعيتي الحالية الى مستوى ممتاز ومستقل مذهل. وبعد قرائتي للكتاب ازددت قناعة ويقينا بانني
لن افعل ذلك البتة، باذن الله، وان علي الانتقال الى المستوى التالي. سواء كنت شخصا
“عاديا” مثلي انا، او شخصا يعاني من الادمان او البدانة او تريد ان تكون “شخصا
ذا قيمية” او ربما تريد السيطرة على مشاعرك وافكارك، فهذا الكتاب لك. واحدة من الافكار
الرائعة التي يطرحها الكتاب هي ان النجاح لا يقاس بمقدار ما تحصل عليه من مال
او مادة، بل هو ذلك الشعور الراسخ الذي يكمن بداخلك والذي يتمثل بالقناعة والشعور بالرضا
و الحماس لمساعدة الاخرين وتغيير حياتهم للافضل، ذلك هو حقا النجاح.
اخيرا، هل هناك نقاط سلبية في ما طرحه الكاتب؟ هناك ثلاث امور يجب ان تعلمها
قبل وحين وبعد قراءتك للكتاب: (1) قد يبدو لك المحتوى مكررا بصورة كبيرة وانك سمعت
هذا الكلام في مصادر اخرى وهذا ماشعرت به انا ايضا. توني روبنز يسمي نفسه مدربا،
وهو يخبرك بان المدرب قد لا يخبرك باشياء جديدة لا تعرفها، بل هو غالبا يخبرك
باشياء تعرفها ويحثك على تطبيقها ويزودك باستراتيجات واليات لضمان الحصول على نتائج نوعية ومستمرة. شعرت
بالفعل وانا اقرا المحتوى بانني سمعت هذا الكلام من مصادر اخرى، ولكن ثق بانك لن
تقرا كلاما روتينيا مملا، توني روبنز لديه اسلوبه المميز والجذاب وستشعر بان تلتهم الكتاب التهاما.
(2) انتبه: ليس كل ما في هذا الكتاب يعتبر صالحا لك! بل ان الكاتب يخبرك
في مطلع الكتاب بانه ليس عليك ان تصدق كل ما ورد فيه، انتق الجزء الذي
تراه مناسبا وطبقه وهذا كفيل بالحصول على النتائج التي تريدها. شخصيا لم اجد فيه ما
يخالف عقيدتي كمسلم. قد نختلف مع الكاتب في مواضع معينة، ولكنها حتما لخسارة كبرى ان
لا نخرج من هذا الكتاب سوى بذم الكاتب والنقاش في شخصه، او نسف المحتوى بالكامل
ووصفه بانه وهم او هراء! هذه بحق خسارة فادحة.. (3) ارى بان توني روبنز قد
بالغ كثيرا في اشهار نفسه بصورة مبالغ فيها عندما عرض اقتباسته في كتابه هو بجانب
اقتباسات لمشاهير امثال المهاتما غاندي ومارتن لوثر كنج وهنري فورد وغيرهم، وهذا للاسف جعلني اشعر
بان الكاتب مصاب بالغرور والفخر الزائدين عندما يعرض نفسه بهذه الطريقة. ما غطى على هذه
النقطة السلبية، هو انه يخبرك في مواضع عدة من الكتاب بانه يفشل ويتعثر وانه عانى
من اوقات حرجة ولحظات الم في حياته.
ماخذي الاكبر على الكتاب على الكتاب هو ان محتواه مكرر بصورة واضحة من محتوى “قدرات
غير محدودة” الذي سبقه لنفس الكاتب- العديد من النقاط والقصص خاصة معاد ذكرها باسلوب اعادة
الصياغة والتحديث، تشعر وكان الكاتب وضع نسخة من “قدرات غير محدودة” بجواره حين الف “ايقظ
قواك الخفية” او على الاقل استحضر الكثير من افكار الاول ليعيد عرضها في الثاني وما
يزيد هذا وضوحا هو ذكر اجزاء من محتوى “قدرات غير محدودة” والاشارة اليها والى عناوين
فصولها في مواضع عديدة من “ايقظ قواك الخفية” -وهذا ما ساوضحة اكثر عند كتابة مراجعتي
للاول، باذن الله-. مع ذلك، هناك اختلاف جوهري في محتوى الكتابين، و ارى بان قراءة
احدهما لا تغنى عن قراءة الاخر ولو بصورة سريعة.
الترجمة كانت موفقة، ولكن اسلوب ترجمة الاقتباسات الواردة في الكتاب لم يكن سليما تماما، تشعر
وكان هذه الاقتباسات قد جردت من معناها، وهذا ما ازعجني قليلا. ايضا، عندما اطلعت على
النسخة الانجليزية من الكتاب وجدت ان المترجمة حذفت واضافت بعض العبارات لاسباب يبدو بجلاء انها
عقائدية.
شخصيا، فتح لي هذا الكتاب مدخلا واسعا ورائعا للقراءة اكثر في مجال البرمجة اللغوية العصبية
والتنمية الذاتية، وارى انه نقطة انطلاق مثالية لمن يرغب في الدخول في هذين المجالين والتعمق
فيهما.
ختاما، انصح كل من قرا هذه المراجعة باقتناء الكتاب وقراءته بعناية وتاني. اقرا هذا الكتاب
اذا كانت لديك رغبة حقيقية لاحداث تغييرات نوعية ودائمة في حياتك عاطفيا، وبدنيا، وماليا و
اجتماعيا، وكنت مستعدا لبذل اقصى ما لديك في سبيل ذلك. ثق بي، اقراه ولن تندم.
22 likes · Like ∙ flag