الطفولة هي البسمة البريئة، ورؤية الحياة بسيطة سهلة خالية من المشاكل والهموم، وهي عالم وردي
تملأه الأحلام السعيدة، وهي القلب الأبيض الذي لايشوبه شيء ولا يمتلئ إلا بالحنان والحب، وهي
المسامحة والعفوية في كل شيء .
الطفولة من أجمل مراحل الحياة وأعذبها؛ حيث يكون الطفل في منتهى البراءة والصفاء، لايهمه في
هذا العالم الكبير من حوله أي شيء، ولايشغل تفكيره سوى ألعابه ومحيطه، وهي الضحكة البريئة
والقلب الصافي؛ حيث لا أحقاد ولا تفكير ولا حساب إلا لليوم الذي يعيشه الطفل وليس
هناك أجمل و لا أروع من مشاكسة الأطفال وحيلهم والحجج التي يقدمونها للتهرب من شيء
ما، مثل: عدم شرب الدواء أو الغياب عن المدرسة.
الطفولة هي ربيع الحياة وبراعمه المتفتحة التي تملا الدنيا بروائح زكية عطرة، وهي الأحلام والأمل،
وهي كقطرات الندى فوق الورود الجميلة في صباحات الحياة المشرقة .
وقد تعددت الكلمات التي تصفهم، وهذه أجمل الأشعار عن الطفولة:
شعر أبو القاسم الشابي
يا قطعة من كبدي فداك يومي وغدي
وداد يا أنشودتي البكر ويا شعري الندي
يا قامة من قصب السكر رخص العقد
حلاوة مهما يزد يوم عليها تزد
توقدي في خاطري وصفقي وغردي
تستيقظ الأحلام في نفسي وتسقيها يدي
عشرون قل للشمس لا تبرح وللدهر اجمد
عشرون يا ريحانة في أنملي مبدد
عشرون هلل يا ربيع للصبا وعيد
وبشر الزهر بأخت الزهر واطرب وأنشد
وانقل إلى الفرقد ما لم نمده عن فرقد
يا قطعة من كبدي فداك يومي …. وغدي
شعر عبد الله بسام عن الأطفال
هلا وسهلا بالنسيم
أهلا به في الدار
النسيم قد دخل
بعد أن فتحنا له باب الدار
رأيت براعما صغارا
بسمتهم كروعة الأزهار
طابت أشكالهم جمالا
دموع براءتهم كانت كالأمطار
وتذكرت أطفالا صغارا
من فلسطين المحتلة ماتوا على يد الكفار
وأطفالا آخرين من العراق
ماتوا … خطفوا .. والله أعلم بكل ما بهم قد صار
رأوني الأطفال أرفع كفي لله
لأتجه لله بالدعاء لنسيم قد دخل الدار
وبدأت دعائي للأطفال البراعم الصغار
وقلت اللهم نج الأطفال من النار
وأدخلهم برحمتك جنات عدن
قد جرت من تحتها الأنهار
قصيدة المدرسة
قضينا وقتنا فيها
ومن صبح إلى عصر
لكي نجني بها علما
نراه أعز من تبر
حسابات وأرقام
كهندسة وكالجبر
فنون كلها نفع
كرسم كان أو شعر
لغات الناس نعرفها
وأحداث لها تجري
فذا علم يؤهلنا
لجلب الخير للبشر
لشرع كان أو طب
ونفع جل عن حصر.
شوقي بغدادي
هنا في فراغ القلب طاروا وحوموا
فراشات حقل في عيوني تدوم
أراهم مدى عمري فكل قصيدة
أغني قوافيها التي تشتهى هم
أحبهم في العيد فرحة بيتنا
مع الفجر قاموا، وارتدوا ثم سلموا
أحبهم عند الشتاء إذا غدوا
فضج بهم صف وناء معلم
فإن رجعوا فالبيت منهم قصائد
تعاد، وأرقام مئات تنظم
وأعينهم إذا علقت في حكاية
توقد من وهج الحديث وتحكم
وخمشاتهم في وجنة الأم لذة
تسيل من الظفر الحبيب وتنعم
لأمثالهم نبني ونرفع عالما
على الأرض يحيا الطفل فيه ويسلم
شعر عائض القرني
سلام على عهد الطفولة إنه
أشد سرور القلب طفل إذا حبا
ويا بسمة الأطفال أي قصيدة
توفي جلال الطهر وردا ومشربا
فيا رب بارك بسمة الطفل كي نرى
على وجهه الريان أهلا ومرحبا
ويا رب كفكف دمعه برعاية
ولطفك بالجسم الصغير إذا كبا
وحببه للأجيال تحضن طهره
وتقبس منه الطهر عطرا مطيبا
ويا رب في بيتي عصافير دوحة
فقلبي من خوف الفراق تشعبا
أخاف على عش الطفولة جائرا
يرون به فظا ووجها مقطبا
وكنت أداري عنهم الضيم جاهدا
وأستقبل الأحداث نابا ومخلبا
تجرعت غيظا دونهم وأمضني
زمان فألقيت المقادة مجنبا
ولولاهم ما سامني الدهر خطة
وشابهت في دفع الظلامة مصعبا
وأستمهل الموت اللحوح مخافة
على صبيتي أن يرعوا الروض مجدبا
وكم ليلة أضنى أنين بكائهم
فؤادي أراعي الليل نجما وكوكبا
ولي من تواقيع الغرام شواهد
غدت قبلا لو لاقت الجدب أعشبا
شعر عن الطفولة
لله ما أحلى الطفولة إنها حلم الحياة
عهد كمعسول الرؤى ما بين أجنحة السبات
ترنو إلى الدنيا وما فيها بعين باسمة
وتسير في عدوات واديها بعين حالمة
الشاعر بدوي الجبل
وسيما من الأطفال لولاه لم أخف
على الشيب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز من حنان ورحمة
نعيمي أن يغرى بهن وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبب
ولم أر قبل الطفل ظلما محببا
ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنا
من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنيت أنني
فداء له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي وكأنه
بإيجازه دلا أعاد و أسهبا
يزف لنا الأعياد عيدا إذا خطا
وعيدا إذا ناغى وعيدا إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صاديا
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعما
وأظما في النعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريرا من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يظله
ويا ليتها كانت أحن وأحدبا
وحملني أن أقبل الضيم صابرا
وأرغب تحنانا عليه وأرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شعبا واحدا فتشعبا
ويا رب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقا ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويا رب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجها مقطبا
وهيء له في كل قلب صبابة
وفي كل لقيا مرحبا ثممرحبا
- قصيدة عن الطفل
- خاتمة عن الطفولة في شعر بدوي الجبل