حديثا عن اروع قصص الحب و لكن من المحب ؟ و من المحبوب ؟ و
ما نوع الحب ؟
اما المحب فالشجر و الحجر و والجبل و السهل و الحيوان و الطير , و
الحديث عن حب البشر له فشيء اخر و حديث اخر ما بالكم بحب اعين اكتحلت
بالنظر الى وجهه الكريم و اذان تلذذت بسماح حديثه ما بالكم بحب من جالسه و
عاشره صلى الله عليه و سلم لا شك انه حب لم يشهد مثله على وجه
البسيطة.
اما المحبوب فهو خير من مشى على الارض و خير من طلعت عليه الشمس بل
هو شمس الدنيا و ضياؤها بهجتها و سرورها ريقه دواء و نفثه شفاء و عرقه
اطيب الطيب اجمل البشر و ابهى من الدرر ياسر القلوب و يجتذب الافئدة متعة النظر
و شفاء البصر اذا تكلم اساخت له لقلوب قبل الاسماع فلا تسل عما يحصل لها
من السعادة و الامتاع كم شفى قلبا ملتاعا و كم هدى من اوشك على الهلاك
و الضياع .
قال ابن الجوزي رحمه الله في وصفه : [ من تحركت لعظمته السواكن فحن اليه
الجذع ، و كلمه الذئب ، و سبح في كفه الحصى ، و تزلزل له
الجبل كل كنى عن شوقه بلسانه يا جملة الجمال ، يا كل الكمال ، انت
واسطة العقد و زينة الدهر تزيد على الانبياء زيادة الشمس على البدر ، و البحر
على القطر و السماء على الارض . انت صدرهم و بدرهم و عليك يدور امرهم
، انت قطب فلكهم ، و عين كتبهم و واسطة قلادتهم ، و نقش فصهم
و بيت قصدهم .
ليلة المعراج ظنت الملائكة ان الايات تختص بالسماء فاذا اية الارض قد علت .
ليس العجب ارتفاع صعودهم لانهم ذوو اجنحة ، انما العجب لارتفاع جسم طبعه الهبوط بلا
جناح جسداني … ] .
المحبوب هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم .
اما نوع الحب فيكفي انه حب انطق الحجر و حرك الشجر و ابكى الجذع و
اسكب دمع البعير فما بالك بانسان له جنان يفيض بالحب و الحنان ؟
فهيا اخي المبارك نتجول في بستان المحبة نختار من قصص الحب اروعها و نقتطف باقة
عطرة من ذلك البستان الذي ملئ باجمل الازهار و اعبقها :
القصة الاولى : الجذع يحن :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( كان المسجد مسقوفا على
جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خطب يقوم الى جذع منها
فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي
صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت ) رواه البخاري
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقوم يوم الجمعة الى شجرة او نخلة فقالت امراة من الانصار او رجل يا رسول
الله الا نجعل لك منبرا قال ان شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة
دفع الى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها
اليه تئن انين الصبي الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر
عندها ) رواه البخاري
و زاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال : ( اما و الذي نفس محمد
بيده لو لم التزمه لما زال هكذا الى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى
الله عليه و سلم ) فامر به فدفن .
كيف ترقى رقيك الاولياء *** يا سماء ما طاولتها سماء
انما مثلوا صفاتك للناس *** كما مثل النجوم الماء
حن جذع اليك و هو جماد *** فعجيب ان يجمد الاحياء
كان الحسن رحمه الله يقول : يا معشر المسلمين الخشبة تحن الى رسول الله صلى
الله عليه و سلم شوقا الى لقائه فانتم احق ان تشتاقوا اليه .
عن عمرو بن سواد عن الشافعي رحمه الله : ما اعطى الله نبيا ما اعطى
محمدا فقلت : اعطى عيسى احياء الموتى . قال: اعطي محمدا حنين الجذع حتى سمع
صوته فهذا اكبر من ذلك .
يحن الجذع من شوق اليك **** و يذرف دمعه حزنا عليك
و يجهش بالبكاء و بالنحيب **** لفقد حديثكم و كذا يديك
فمالي لا يحن اليك قلبي **** و حلمي ان اقبل مقلتيك
و ان القاك في يوم المعاد **** و ينعم ناظري من وجنتيك
فداك قرابتي و جميع مالي **** و ابذل مهجتي دوما فداك
تدوم سعادتي و نعيم روحي **** اذا بذلت حياتي في رضاك
حبيب القلب عذر لا تلمني **** فحبي لا يحق في سماك
ذنوبي اقعدتني عن علو **** و اطمح ان اقرب من علاك
لعل محبتي تسمو بروحي **** فتجبر ما تصدع من هواك