Warning: file_put_contents(/home/cuteecc/public_html/wp-content/cache/489763647-672d601e9d6d51.21259302.tmp): Failed to open stream: No space left on device in /home/cuteecc/public_html/wp-content/object-cache.php on line 803
Warning: rename(/home/cuteecc/public_html/wp-content/cache/489763647-672d601e9d6d51.21259302.tmp,/home/cuteecc/public_html/wp-content/cache/900/wp-opcache-63713366102b469e32142af0172bd283.php): No such file or directory in /home/cuteecc/public_html/wp-content/object-cache.php on line 812
قصص عن الخاتمة
نحن اليوم مع قصه النهاية 00 نعم النهاية التي لطالما غفلنا او تغافلنا عنها مع
اننا مستيقنين بها . انها اللحظات الاخيرة من عمر لعله يكون طويلا او قصيرا..
انها اللحظات التي قال المولى عز وجل : { كلا اذا بلغت التراقي وقيل من
راق } . نعم عباد الله انه الفراق … انه ليس فراقا عاديا وليست رحله
عاديه يودع فيها المرء اهله وذويه فترة ثم يعود اليهم وليست تجربه حرة يؤديها الانسان
فان فشل فيها لجا الى غيرها حتى يرتاح الى نتائجها .انها تجربة نادرة مع المرء
.. ورحلة الى عالم اخر وفراق في غاية الالم والحرقة .
انها لحظات تكون فيها حالة الزفير اطول من الشهية ويضيق مجرى التنفس حتى وكان المرء
بتنفس من ثقب ابرة والمهم هنا وقبيل توديع الحياة في اللحظات الاخيرة .. في الدقائق
الاخيرة من العمر .. بماذا يتلفظ الانسان ؟
مما يشار اليه هنا ان المرء لا يقدر ان يتلفظ بما خطط له في حياته
ولا يستطيع ان يقول الكلمات التي دبلجها سابقا الله اكبر ما اعظمها من لحظات .
القصة الاولى
انه يقرا القران
شخص يسير بسيارته سيرا عاديا , وتعطلت سيارته في احد الانفاق المؤدية الى المدينة .
ترجل من سيارته لاصلاح العطل في احد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة
السليمة . جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط مصابا اصابات بالغة .
يقول احد العاملين في مراقبة الطرق : حضرت انا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا
بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متدين يبدو ذلك من مظهره . عندما
حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة
وسرنا .. سمعنا صوتا مميزا انه يقرا القران وبصوت ندي .. سبحان الله لا تقول
هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هو على ما
يبدو على مشارف الموت .
استمر يقرا القران بصوت جميل .. يرتل القران .. لم اسمع في حياتي مثل تلك
القراءة . احسست ان رعشة سرت في جسدي وبين اضلعي . فجاة سكت ذلك الصوت
.. التفت الى الخلف فاذا به رافعا اصبع السبابة يتشهد ثم انحنى راسه قفزت الي
الخلف .. لمست يده .. قلبه .. انفاسه . لا شيء فارق الحياة .
نظرت اليه طويلا .. سقطت دمعة من عيني..اخفيتها عن زميلي.. التفت اليه واخبرته ان الرجل
قد مات.. انطلق زميلي في بكاء.. اما انا فقد شهقت شهقة واصبحت دموعي لا تقف..
اصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.
وصلنا المستشفى.. اخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثيرون تاثروا من الحادثة موته وذرفت
دموعهم.. احدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع اصروا على عدم الذهاب حتى
يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.اتصل احد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان
المتحدث اخوه.. قال عنه.. انه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد
الارامل والايتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والاشرطة الدينية.. وكان يذهب
وسيارته مملوءة بالارز والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوى الاطفال لا ينساها ليفرحهم بها..وكان يرد على
من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق..انني استفيد من طول الطريق بحفظ القران ومراجعته..
وسماع الاشرطة والمحاضرات الدينية.. وانني احتسب عند الله كل خطوة اخطوها..
من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد ان
انتهينا من الصلاة حملناه الى المقبرة .. ادخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..
استقبل اول ايام الاخرة .. وكانني استقبلت اول ايام الدنيا *
الزمن القادم عبد الملك القاسم .
القصة الثانية
وهذا شاب في سكرات الموت يقولون له : قل لا اله الا الله .فيقول: اعطوني
دخانا. فيقولون: قل لا اله الا الله .
فيقول: اعطوني دخانا. فيقولون : قل لا اله الا الله عله يختم لك بها. فيقول
: انا برئ منها اعطوني دخانا .
شريط الشيخ على القرني / الايمان والحياة
القصة الثالثة
وشاب اخر كان صادا ونادا عن الله سبحانه وتعالى وحلت به سكرات الموت التي لابد
ان تحل بي وبك .
جاء جلاسه فقالوا له : قل لا اله الا الله . فيتكلم بكل كلمة ولا
يقولها . ثم يقول في الاخير اعطوني مصحفا ففرحوا واستبشروا وقالوا : لعله يقرا اية
من كتاب الله فيختم له بها
فاخذ المصحف ورفعه بيده وقال:
اشهدكم اني قد كفرت برب هذا المصحف .
المصدر السابق
القصة الرابعة
توبة شاب .. معاكس
حدثت هذه القصة في اسواق العويس بالرياض . يقول احد الصالحين : كنت امشي في
سيارتي بجانب السوق فاذا شاب يعاكس فتاة , يقول فترددت هل انصحه ام لا ؟
ثم عزمت على ان انصحه , فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة والشاب خاف توقعوا
اني من الهيئة ,فسلمت على الشاب وقلت : انا لست من الهيئة ولا من الشرطة
وانما اخ احببت لك الخير فاحببت ان انصحك . ثم جلسنا وبدات اذكره بالله حتى
ذرفت عيناه ثم تفرقنا واخذت تلفونه واخذ تلفوني وبعد اسبوعين كنت افتش في جيبي وجدت
رقم الشاب فقلت: اتصل به وكان وقت الصباح فاتصلت به قلت : السلام عليكم فلان
هل عرفتني , قال وكيف لا اعرف الصوت الذي سمعت به كلمات الهداية وابصرت النور
وطريق الحق . فضربنا موعد اللقاء بعد العصر, وقدر الله ان ياتيني ضيوف, فتاخرت على
صاحبي حوالي الساعة ثم ترددت هل اذهب له او لا . فقلت افي بوعدي ولو
متاخرا, وعندما طرقت الباب فتح لي والده . فقلت السلام عليكم قال وعليكم السلام ,
قلت فلان موجود , فاخذ ينظر الي , قلت فلان موجود وهو ينظر الي باستغراب
قال يا ولدي هذا تراب قبره قد دفناه قبل قليل . قلت يا والد قد
كلمني الصباح , قال صلى الظهر ثم جلس في المسجد يقرا القران وعاد الى البيت
ونام القيلولة فلما اردنا ايقاظه للغداء فاذا روحه قد فاضت الى الله . يقول الاب
:ولقد كان ابني من الذين يجاهرون بالمعصية لكنه قبل اسبوعين تغيرت حاله واصبح هو الذي
يوقظنا لصلاة الفجر بعد ان كان يرفض القيام للصلاة ويجاهرنا بالمعصية في عقر دارنا ,
ثم من الله عليه بالهداية .
ثم قال الرجل : متى عرفت ولدي يا بني ؟
قلت : منذ اسبوعين . فقال : انت الذي نصحته ؟ قلت : نعم
قال : دعني اقبل راسا انقذ ابني من النار
شريط نهاية الشباب منوع
القصة الخامسة
سقر وما ادراك ما سقر
وقع حادث في مدينة الرياض على احدى الطرق السريعة لثلاثة من الشباب كانوا يستقلون سيارة
واحدة توفي اثنان وبقي الثالث في الرمق الاخير يقول له رجل المرور الذي حضر الحادث
قل لا اله الا الله . فاخذ يحكي عن نفسه ويقول :
انا في سقر .. انا في سقر حتى مات على ذلك . رجل المرور يسال
ويقول ما هي سقر ؟ فيجد الجواب في كتاب الله {ساصليه سقر . وما ادراك
ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لواحة للبشر …} { ما سلككم في
سقر . قالوا لم نك من المصلين …}
شريط كل من عليها فان .. منوع
القصة السادسة
توبة محمد
يقول احد الشباب :
نحن مجموعة من الشباب ندرس في احدى الجامعات وكان من بيننا صديق عزيز يقال له
محمد . كان محمد يحيي لنا السهرات ويجيد العزف على الناي حتى تطرب عظامنا.
والمتفق عليه عندنا ان سهرة بدون محمد سهرة ميتة لا انس فيها.
مضت الايام على هذا الحال. وفي يوم من الايام جاء محمد الى الجامعة وقد تغيرت
ملامحه ظهر عليه اثار السكينة والخشوع فجئت اليه احدثه فقلت : يا محمد ماذا بك؟
كان الوجه غير الوجه. فرد عليه محمد بلهجة عزيزة وقال :
طلقت الضياع والخراب واني تائب الى الله. فقال له الشاب على العموم عندنا الليلة سهرة
لا تفوت وسيكون عندنا ضيف تحبه انه المطرب الفلاني . فرد محمد عليه : ارجو
ان تعذرني فقد قررت ان اقاطع هذه الجلسات الضائعة فجن جنون هذا الشاب وبدا يرعد
ويزبد . فقال له محمد:
اسمع يا فلان . كم بقي من عمرك؟ ها انت تعيش في قوة بدنية وعقلية
. وتعيش حيوية الشباب فالى متى تبقى مذنبا غارقا في المعاصي . لما لا تغتنم
هذا العمر في اعمال الخير والطاعات وواصل محمد الوعظ وتناثرة باقة من النصائح الجميلة .
من قلب صادق من محمد التائب. يا فلان الى متى تسوف؟ لا صلاة لربك ولا
عبادة . اما تدري انك قد تموت اليوم او غدا . كم من مغتر بشبابه
وملك الموت عند بابه كم من مغتر عن امره منتظرا فراغ شهره وقد ان انصرام
عمره . كم من غارق في لهوه وانسه وما شعر . انه قد دنا غروب
شمسه . يقول هذا الشاب : وتفرقنا على ذلك وكان من الغد دخول شهر رمضان
. وفي ثاني ايام رمضان ذهبت الى الجامعة لحضور محاضرات السبت فوجدت الشباب قد تغيرت
وجوههم . قلت : ما بالكم ؟ قال احدهم:
محمد بالامس خرج من صلاة الجمعة فصدمته سيارة مسرعة .. لا اله الا الله توفاه
الله وهو صائم مصلي الله اكبر ما اجملها من خاتمة .
قال الشاب : صلينا على محمد في عصر ذلك اليوم واهلينا عليه التراب وكان منظرا
مؤثرا
المصدر السابق
القصة السابعة
مصيبة
اتوا بشاب الى جامع الراجحي بالرياض بعد ان مات في حادث لكي يغسل . وبدا
احد الشباب المتطوعين يباشر التغسيل وكان يتامل وجه ذلك الشاب. انه وجه ابيض وجميل حقا
لكان هذا الوجه بدا يتغير تدريجيا من البياض الى السمرة . والسمرة تزداد حتى انقلب
وجهه الى اسود كالفحم . فخرج الشاب الذي يغسله مسرعا خائفا وسال عن ولي هذا
الشاب . قيل له هو ذاك الذي يقف في الركن ذهب اليه مسرعا فوجده يدخن
. قال : وفي مثل هذا الموقف تدخن ماذا كان يعمل ابنك؟
قال : لا اعلم . قال : اكان يصلي؟ قال: لا والله ما كان يعرف
الصلاة. قال: فخذ ابنك والله لا اغسله في هذه المغسلة ثم حمل ولا يعلم اين
ذهب به .
المصدر السابق
القصة الثامنة
الرحيل ..
بدت اختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم.. لكنها كعادتها تقرا القران الكريم .. تبحث عنها تجدها
في مصلاها راكعة ساجد رافعة يديها الى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفي
جوف الليل لا تفتر ولا تمل ..
كنت احرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. اشاهد الفيديو بكثرة لدرجة
اني عرفت به.. ومن اكثر من شيء عرف به.. لا اؤدي واجباتي كاملة , ولست
منضبطة في صلواتي ..
بعد ان اغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت افلاما منوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. ها هو
ذا الاذان يرتفع من المسجد المجاور .. عدت الى فراشي .
تناديني من مصلاها .. قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل ان تصلي الفجر ..
اوه.. بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الاذن الاول بنبرتها الحنونة هكذا هي
حتى قبل ان يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش نادتني : تعالي يا هناء الى
جانبي .. لا استطيع اطلاقا رد طلبها ..تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين ؟ اجلسي
.. ها قد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة }.
سكتت برهة .. ثم سالتني: الم تؤمني بالموت ؟.. بلى مؤمنة الم تؤمني بانك ستحاسبين
على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
يا اختي الا تخافين من الموت وبغتته ؟
انظري هندا اصغر منك وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة وفلانة .. الموت لا يعرف
العمر وليس مقياسا له ..
اجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم ..
انني اخاف من الظلام واخفتيني من الموت .. كيف انام الان؟
كنت اظن انك وافقتي على السفر معنا هذه الاجازة .
فجاة .. تحشرج صوتها واهتز قلبي ..
لعلي هذه السنة اسافر سفرا بعيدا.الى مكان اخر..ربما يا هناء الاعمار بيد الله .. وانفجرت
بالبكاء..
تفكرت في مرضها الخبيث وان الاطباء اخبروا ابي سرا ان المرض ربما لن يمهلها طويلا
.. ولكن من اخبرها بذلك .. ام انها تتوقع هذا الشيء ؟
ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ..
هل تعتقدين اني اقول هذا لاني مريضة ؟ كلا .. ربما اكون اطول عمرا من
الاصحاء .. وانت الى متى ستعيشين ؟ ربما عشرين سنة .. ربما اربعين .. ثم
ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا, كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا اما الى
الجنة او الى النار ..
تصبحين على خير هرولت مسرعة وصوتها يطرق اذني هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحا اسمع طرقا على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء ..
واصوات .. ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها ابي الى المستشفى ..
انا لله وانا اليه راجعون ..
لا سفر هذه السنة , مكتوب علي البقاء هذه السنة في بيتنا ..
بعد انتظار طويل .. بعد الواحدة ظهرا هاتفنا ابي من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الان
.. هيا بسرعة..
اخبرتني امي ان حديث ابي غير مطمئن وان صوته متغير ..
ركبنا في السيارة .. امي بجواري تدعو لها ..انها بنت صالحة ومطيعة .. لم ارها
تضيع وقتا ابدا ..
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلم بسرعة . قالت الممرضة : انها في
غرفة العناية المركزة وساخذكم اليها , انها بنت طيبة وطمانت امي انها في تحسن بعد
الغيبوبة التي حصلت لها .. ممنوع الدخول لاكثر من شخص واحد . هذه غرفة العناية
المركزة .
وسط زحام الاطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة ارى عيني اختي نورة تنظر
الي وامي واقفة بجوارها , بعد دقيقتين خرجت امي التي لم تستطع اخفاء دمعتها .
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط ان لا اتحدث معها كثيرا .
كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنت بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
اجابتني بعد ان ضغطت على يدي : وان الان والحمد لله بخير كنت جالسة على
حافة السرير ولامست ساقها فابعدته عني قلت اسفة اذا ضايقتك .. قالت : كلا ولكني
تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * الى ربك يومئذ المساق }
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما استقبل عن ما قريب اول ايام الاخرة .. سفري
بعيد وزادي قليل .
سقطت دمعة من عيني بعد ان سمعت ما قالت وبكيت ..
لم انتبه اين انا .. استمرت عيناي في البكاء .. اصبح ابي خائفا علي اكثر
من نورة .. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتنا .. دخلت عليه
ابنة خالتي .. ابنة عمتي
احداث سريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الاصوات .. شيء واحد عرفته ………
نورة ماتت .
لم اعد اميز من جاء .. ولا اعرف ماذا قالوا ..
يا الله .. اين انا ؟ وماذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمتني رحم امي , فنحن توامان .. تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت
من نفست عني كربتي .. من
دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب ..
الله المستعان .. هذه اول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها ونور لها قبرها
.. هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي ساخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على ايامي الضائعة .. بكيت بكاء متواصلا ودعوت الله ان يتوب علي ويعفو
عني .. دعوت الله ان يثبتها في قبرها كما كانت تحب ان تدعو .
الزمن القادم عبد الملك القاسم
القصة التاسعة
يريد ان يجدد العلاقة مع ربه
يقول من وقف على القصة : ذهبنا للدعوة الى الله في قرية من قرى البلاد
فلما دخلناها وتعرفنا على خطيب الجامع فيها قال خطيب الجامع: ابنائي اريد منكم احد ان
يخطب عني غدا الجمعة . يقول فتشاورنا , فكانت الخطبة علي انا . فتوكلت على
الله . وقمت في الجمعة خطيبا ومذكرا وواعظا, وتكلمت عن الموت وعن السكرات وعن القبر
وعن المحشر وعن النار وعن الجنة . يقول : فاذا البكاء يرتفع في المسجد فلما
انتهينا من الصلاة فاذا شاب ليس عليه سمات الالتزام يتخطى الناس وياتي الي وكان حليق
اللحية مسبل الثوب رائحة الدخان تنبعث من ثيابه فوضع راسه على صدري وهو يبكي بكاء
مرا , ويقول : اين انتم اخي ؟ اريد ان اتوب مللت من المخدرات مللت
من الضياع . اريد ان اتوب يريد ان يجدد العلاقة مع الله , يريد ان
يمسك الطريق المستقيم
يقول فاخذناه الى مكان الوليمة الذي اعد لنا . فاعطيناه رقم الهاتف .. واتصل بنا
بعد ايام وقال : لا بد ان اراكم . يقول فذهبنا اليه واخذناه الى محاضرة
. وبعد ايام اتصل بنا ايضا وقال ساتيكم .
يقول : فيا للعجب عندما رايناه وقد قصر ثوبه وارخى لحيته وترك الدخان , يقول
والله لقد رايت النور يشع من وجهه .
يقول : ثم ذهب من قريته الى مدينة اخرى في نجد . ذهب الى امه
. جلس معها عند اخيه فاذا هو بالليل قائم وبالنهار صائم لمدة ثلاثة اشهر وفي
رمضان قال لامه : اريد ان اذهب الى افغانستان .. لا يكفر ذنوبي الى الجهاد
. قالت امه:
اذهب بني .. اذهب رعاك الله .
قال : بشرط ان اذهب بك الى العمرة قبل ان اذهب الى افغانستان . فاذا
باخيه يقول له : اخي لا تذهب بسيارتي الى العمرة فقد اشتريتها باقساط ربويه .
قال : والله لن اذهب الى مكة ولكن سوف اذهب الى الرياض لابيع هذه السيارة
واشتري لك سيارة خيرا منها .
وفي طريقه الى الرياض تنقلب به السيارة ويموت وهو صائم .. ويموت وهو يحمل القران
.. ويموت ذاهب الى افغانستان .. ويموت وهو بار بامة .. ويموت وهو بنية العمرة
شريط نهاية الشباب .. منوع
القصة العاشرة
من يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار
** ذكر هشام عن ابي حفص قال :
دخلت على رجل بالمصيصة {مدينة على شاطيء جيحان} وهو في الموت . فقلت : قل
لا اله الا الله . فقال : هيهات حيل بيني وبينها .
** وقيل لاخر : قل لا اله الا الله . فقال : شاه رخ {
اسمان لحجرين من احجار الشطرنج لانه في حياته كان مفتونا به} غلبتك . ثم مات
.
** وقيل لاخر : قل لا اله الا الله. فجعل يهذي بالغناء ويقول تاتنا تنتنا
حتى مات .
** وقيل لاخر : قل لا اله الا الله . فقال : ما ينفعني ما
تقول ولم ادع معصية الا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها .
** وقيل لاخر ذلك . فقال : وما يغني عني وما اعرف اني صليت لله
صلاة ثم قضي ولم يقلها .
** وقيل لاخر ذلك فقال : هو كافر بما تقول وقضي
من كتاب :الجزاء من جنس العمل د/ سيد حسين العفاني
- قصص عذاب القبر للنساء
- قصص عذاب القبر
- قصة عن عذاب القبر
- قصص عن عذاب القبر