قصص الانبياء قصة بداية الخلق ثم خلق ادم عليه السلام-1
قبل ان نبدا بقصص الانبياء لابد ان نتكلم عن الخلق كيف بدا كان الله عز
وجل ولم يكن معه شيء فهو الاول جل وعلا اول شيء خلقه الرب عز وجل
العرش اول المخلوقات ثم بعده بزمن خلق الله عز وجل القلم فتكلم القلم قال الله
عز وجل له اكتب قال ما اكتب ما الذي اكتبه يارب قال الله عز وجل
له اكتب ما كان وما يكون الى ان تقوم الساعة كل شيء اكتبه ان كل
شيء خلقناه بقدر كل شيء كتبه الرب عز وجل قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين
الف سنة ثم بعد القلم بخمسين الف عام اذن الله عز وجل ان يخلق السموات
السبع والارضين والجبال والانهار وما فيها
خلق الله السموات والارض في ستة ايام وبعد ان خلق الرب عز وجل السموات والارض
والجبال والبحار وخلق الله عز وجل الشمس والقمر والكواكب والنجوم وزين السماء بها خلق الله
عز وجل خلقا على الارض سماهم الجن وكان الجن قوما مفسدون في الارض يسفكون الدماء
ويفسدون في الارض حتى ان الملائكة كانت تاتي وتبعدهم وكانت تاتي وتعاقبهم وكانت تحبسهم احيانا
في بعض الجزر في البحار ثم بعد الجن اذن الله عز وجل ان يخلق خلقا
جديدا { واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة }الملائكة تريد ان تسال
هل هذا الخلق الجديد سيكون مثل الجن في افساده وسفكه للدماء وفي تدميره لهذه الارض
{ قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك }
يارب اذا اردت خلقا يعبدك فنحن نعبدك يا رب لم تخلق خلقا يفعل كما فعلت
الجن قال الله عز وجل يرد على سؤال الملائكة { قال اني اعلم ما لا
تعلمون } لم تكن الملائكة تعلم ان من هذا الخلق الجديد سيكون انبياء وشهداء وصالحون
وصديقون واحباب للرحمان جل وعلا انه خلق جديد.
لما اراد الله عز وجل ان يخلق ادم عليه السلام امر ملكا من الملائكة ان
يذهب الى تراب الارض فياخذ من كل تراب الارض شيئا فجمع هذا التراب وكان التراب
منه الابيض والاسود والاحمر والاصفر فصار منه بنو ادم اختلفت الوانهم واختلفت طباعهم فصار منهم
الابيض والاسود والاحمر والاصفر وصار منهم السهل ومنهم الصعب ومنهم الطيب ومنهم الخبيث فخلق ادم
من تراب في يوم جمعة ثم بلل بالماء فصار طينا وضل على هذه الحال زمنا
ثم ازداد تماسكه فصار طينا ” لازبا ” ثم تغيرت رائحته فصار طينا ” مسنونا
” ثم بعد زمن صار كا الفخار الاجوف هكذا خلق ادم عليه السلام
ضل زمنا على هذه الحال { ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين } هذا
التراب الذي ندسوا عليه انه اصل خلقنا خلق الانسان من تراب ثم صار طينا {
واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون } هذا خلق
ادم عليه السلام قال الرب عز وجل { فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا
له ساجدين } هذا اصل خلق ادم لما خلق على هذا الحال ولم ينفخ فيه
الروح ضل سنوات على هذا الحال فكانت الملائكة تترقبه وتتوجس خيفة ما هذا المخلوق وكيف
سيكون بل ان ابليس بنفسه كان يحوم حوله ويدخل في جوفه ثم يخرج وينظر اليه
ويتخوف منه ويحسده ويقول للملائكة لا عليكم انه اجوف وان ربكم ليس باجوف لئن سلطت
عليه لاهلكنه ان ابليس يتحدى والملائكة تترقب والله يامر اذا نفخ فيه الروح فقعوا له
ساجدين كيف سينفخ فيه الروح وماذا سيحصل لادم عليه السلام اذا نفخ فيه من الروح.
بدات لحظة عظيمة تاريخ جديد للبشر بل هو بداية تاريخ البشر بدات لحظة النفخ في
الروح لادم عليه السلام كل من في الملاء الاعلى ينتظر انها لحظات عظيمة انه احتفال
رهيب وموقف عظيم لحظات مشهودة بدات الروح تسري في راس ادم عليه السلام بدا ينظر
فتح عينيه يلتفت يمنة ويسرة ماذا ينظر انها الجنة انها ثمارها انها اشجارها وانهارها وصلت
الروح الى انف ادم فعطس فقالت الملائكة يا ادم قل الحمد لله فقال الحمد لله
فقال الرب عز وجل يرحمك ربك نزلت الروح الى جوف ادم عليه السلام اشتهى ثمار
الجنة اشتهى الاكل منها فاذا بادم عليه السلام يسب وثبة والروح ما وصلت الى قدميه
يريد ان يصل الى ثمار الجنة عجلان { خلق الانسان من عجل } خلق الانسان
من عجل فلما اكتملت الروح في ادم عليه السلام وبدا يمشي والملائكة تنظر والكل يترقب
قال الرب عز وجل يا ادم انظر الى اولئك النفر من الملائكة اذهب اليهم فقل
السلام عليكم فمشى ادم ووصل الى الملائكة فقال السلام عليكم فردت الملائكة قائلة وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته استانست الملائكة بادم عليه السلام يالها من لحظات انها بداية تاريخ البشر
استانس ادم واستانست الملائكة فقال الرب عز وجل يا ادم انها تحيتك وتحية ذريتك من
بعدك فمسح الرب عز وجل على ظهر ادم فنزلت كل ذريته من ادم الى ان
تقوم الساعة تخيلوا كم هي ذرية ادم من خلقه الى ان تقوم الساعة كم هي
المليارات التي نزلت ارواحها انا وانت وانت وكل من نسمع نزلنا في ذلك اليوم اهل
الجنة واهل النار نظر اليهم ادم عليه السلام فقررهم الرب عزوجل يخاطب كل ذرية ادم
عليه السلام
يقول لها الست بربكم فقال كل البشر بلى نشهد على هذا فقال الرب عز وجل
لهم لا تاتوا يوم القيامة لتقولوا ان كنا عن هذا غافلين انه الفطرة المركوزة في
القلوب { واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست
بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين } فطرة
في القلوب لا تنكرها يوم القيامة لما استوى خلق ادم الان جاء تنفيذ الامر اي
امر اذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فاذا الملائكة كلها كل من في
السماء كل الملاء الاعلى كل الملائكة على راسهم جبريل كلهم سجدوا لادم احتراما له تكريما
لهذا المخلوق واستجابة لامر الله عز وجل
{ فسجد الملائكة كلهم اجمعون } تخيلوا هذا المنظر تخيلوا هذا المشهد { فسجد الملائكة
كلهم اجمعون } الا مخلوق واحد مخلوق غريب وحقير لم يكن من الملائكة جعله الله
عز وجل معهم ضل قائما ضل مستويا ينظر الى من حوله ينظر الى الملائكة ساجدين
الا هو ضل قائما بكبر وحقد وحسد ساله الرب عز وجل وهو اعلم به يا
ابليس { ما لك الا تكون مع الساجدين } وربنا اعلم به انظروا الى الاجابة
الوقحة { قال لم اكن لاسجد لبشر } انا اسجد لهذا المخلوق { قال لم
اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال } انا المخلوق من نار اسجد لمن خلق من
طين انه الكبر انه الكبر قبحه الله ماذا يفعل باصحابه اول معصية عصي الله بها
في السماء ممن من ابليس الذي رفعه الرب وجعله في الملاء الاعلى فرد الرب عز
وجل على ابليس { قال فاخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة الى يوم الدين
} اخرج من اي شيء ابليس لعنه الله رفعه الرب عز وجل مع الملائكة وهو
ليس من الملائكة هو من الجن رفعه الرب عز وجل واعلا من شانه وجعله مع
الملائكة لكنه لما ابى لما استكبر وانظروا الى موقفه وكل الملائكة سجدوا الا هو قائم
ويعترف بكبره ويعترف بحسده قال انا خير منه
{ قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } فاذا بربنا عز
وجل يطرده من الملاء الاعلى يطرده من هذه المكانة العالية التي كان فيها ابليس كرم
لسنوات عديدة ولزمن طويل حتى جعله الله عز وجل يعيش مع الملائكة لكنه الان يطرد
منها { قال فاخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة الى يوم الدين } امر
واحد لم يستجب فيه ابليس لربه عز وجل حلت عليه اللعنة الى متى الى يوم
القيامة امر واحد جعلت اللعنة تصيب صاحبها لما خالفها ما بالكم بمن يعصي الله عز
وجل كل يوم وكل ليلة جهارا نهارا مستكبرا معاندا لعن ابليس وطرد من الملاء الاعلى
وانزل من هذه المكانة لانه يستحق هذه المنزلة لكبره وحسده.
بعد ان طرد الله ابليس من الملكوت الاعلى ولعنه لم يطلب هذا اللعين الخبيث من
ربه الصفحة ولا العفو ولا المغفرة لو طلبها من ربه وندم لقبلها الله عز وجل
منه لو تاب لتاب الله عليه لكنه لم يطلب العفو ولا الصفحة ولا ندم على
فعله انما طلب امرا اخر ما ذا طلب { قال ربي انظرني } اخرني يارب
لم والى متى قال { قال ربي انظرني الى يوم يبعثون } اخرني يا رب
ليس الى النفخة الاولى بل الى النفخة الثانية الى يوم البعث اخرني يارب طول عمري
هو يؤمن بربه ويؤمن بيوم البعث ويؤمن بالجنة والنار لكنه استكبر لكنه تكبر على امر
الله عز وجل
فاستجاب الله له مع انه كافر مع انه لعين واعطاه الله ما اراد { قال
انك من المنظرين } اعطاه الله الانظار والامهال والتاخير فهو يعيش الى النفخة الثانية ثم
بعدها قال لربه رب لم اخرتني ماذا سوف افعل لادم وذريته قال يارب { ثم
لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم } لم لم يقل من
فوقهم لانه يعلم ان الله فوقهم { ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن
ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين } قال الله عز وجل اخرج منها مذؤما
مدحورا لمن تبعك منهم اي واحد من الانس يتبعك يابليس لاملان جهنم منكم اجمعين لاملان
جهنم منك يابليس وممن اتبعك من بني ادم اجمعين
واعطاه الله عزل وجل ذرية في الارض واعطاه الله عز وجل ذرية من الشياطين كلهم
تبع لابليس فهو يملك جيشا عظيما من الشياطين كلها لحرب ادم وبنيه { واستفزز من
استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان
الا غرورا } ابليس الذي لعن وطرد من الملكوت الاعلى هذا المخلوق يتحدى ربه انه
يغر بني ادم وانه يصرفهم عن طاعة الله عز وجل ويزين لهم المعاصي ويحرفهم عن
طاعة الله جل وعلا والله عز وجل لما قال ابليس له هذا الكلام قال رب
بعزتك وجلالك لاضلنهم رد الله عز وجل على ابليس قال يا ابليس وعزتي وجلالي لاغفرن
لهم ما استغفروني.
اما ادم عليه السلام فقد ادخله الله عز وجل الجنة ياكل من ثمارها ويشرب من
انهارها ويستظل بظلالها ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تضما فيها ولا
تضحى اي نعيم هذا الذي يعيش فيه ادم عليه السلام مع كل هذا النعيم الا
ان ادم عليه السلام قد استوحش وجاءه بعض الهم كيف اعيش في هذا النعيم لوحدي
نام ادم عليه السلام نومة فلما استيقظ راى امراة عنده من انت انا امراة من
الذي جاء بك خلقني الله عز وجل ولم خلقك خلقني لتسكن الي { يا ايها
الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } ادم { وخلق منها زوجها }
سالت الملائكة ادم عليه السلام قالت يا ادم ما اسمها تريد ان تختبره هل يعلم
الاسماء كلها ام لا يا ادم ما اسمها قال ادم عليه السلام انها حواء قالت
الملائكة ولم حواء قالت لانها خلقت من شيء حي فقد خلقت حواء من ضلع ادم
عليه السلام انه يتنعم الان مع حواء مع تلك الزوجة في هذه الجنة الانهار الاشجار
الثمار النعيم ما احلى هذه الجنة التي يسكن فيها ادم وزوجته حواء { ويا ادم
اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما } كل شيء لكما حلال في هذه
الجنة انهارها ثمارها خيرتها ظلالها كل شيء حلال الا امر واحد وما هو ارايت هذه
الشجرة لا تقتربا منها اياكما والاقتراب منها { ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين
}
لم ينهما الله عز وجل عن الاكل بل قال لا تقربا منها اما الاكل فهو
اعظم من مجرد القرب من هذه الشجرة ويا ادم انت وحواء احذرا من شخص ثالث
سيعيش بينكما هو العدو الذي توعد ان يخرجكما من هذه الجنة سيوسوس ويمكر ويغري ويغركما
فاياك وزوجتك ان تصدق كلامه ويا ادم { ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما
من الجنة فتشقى } اعلم يا ادم ان المعركة صعبة وان هذا العدو هذه جولته
الاولى وسوف يحرص على ان تاكل هذه الشجرة فاياك وزوجتك ان تقربا من هذه الشجرة
هل سيقتنع ادم عليه السلام بامر الله عز وجل ويقنع بالجنة ويترك هذ الشجرة ام
انه سيسقط بحبل هذا الشيطان وابليس ويقع بمكره وياكل من هذه الشجرة