فتعالوا بنا ايها الاحبة ولتمشي اقدام المحبة على ارض الاشتياق الى جنة اسماء ربنا تبارك
وتعالى ، ولندخل بساتينها النضرة ، ولنقطف من فضائلها زهرة ، ولنرتشف من عسلها قطرة
.
– اولا : (( الاسماء الحسنى من اعظم اسباب دخول الجنة )) :
لمن عرفها وامن بها وادى حقها . فعن ابي هريرة (( رضي الله عنه ))
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لله تسعة وتسعون اسما مائة الا
واحدة لا يحفظها احد الا دخل الجنة )). وفي رواية : (( من احصاها دخل
الجنة ”
ثانيا : الاسماء الحسنى تعرفك بالله عز وجل :
عن ابي بن كعب رضي الله عنه ان المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم
: يا محمد ، انسب لنا ربك ، فانزل الله تعالى : { قل هو
الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
}.
ثالثا : معرفة الاسماء الحسنى اصل عبادة الله تبارك وتعالى :
قال ابو القاسم التيمي الاصبهاني في بيان اهمية معرفة الاسماء الحسنى : قال بعض العلماء
: اول فرض فرضه الله على خلقه معرفته ، فاذا عرفه الناس عبدوه ، وقال
تعالى : { فاعلم انه لا اله الا الله } [ محمد : 19 ]
. فينبغي للمسلمين ان يعرفوا اسماء الله وتفسيرها ، فيعظموا الله حق عظمته .
قال : ولو اراد رجل ان يتزوج الى رجل او يزوجه او يعامله طلب ان
يعرف اسمه وكنيته ، واسم ابيه وجده ، وسال عن صغير امره وكبيره ، فالله
الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطته اولى ان نعرف اسماءه ، ونعرف
تفسيرها.
فمثلا : فمن عرف انه حيي كريم قوي فيه رجاؤه وازداد فيه طمعه ، فقد
قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( ان ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من
عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا ))
رابعا : الاسماء الحسنى اعظم الاسباب لاجابة الدعاء :
قال تعالى : { ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها } [ الاعراف : 180 ]
.
فدعاء الله باسمائه الحسنى هو اعظم اسباب اجابة الدعوة وكشف البلوة ، فانه يرحم ؛
لانه الرحمن ، الرحيم ، ويغفر ؛ لانه الغفور ، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يسال الله باسمائه الحسنى ويتوسل اليه بها ، فكان يقول : (( اسالك بكل
اسم هو لك ، سميت به نفسك ، او علمته احدا من خلقك ، او
انزلته في كتابك ، او استاثرت به في علم الغيب عندك ؛ ان تجعل القران
ربيع قلبي … ))
وقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، فسمع رجلا يقول : اللهم
اني اسالك اني اشهد انك انت الله لا اله الا انت ، الاحد الصمد الذي
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد . فقال : (( لقد سالت
الله بالاسم الذي اذا سئل به اعطى ، واذا دعي به اجاب )) . وفي
رواية فقال : (( والذي نفسي بيده ، لقد سال الله باسمه الاعظم الذي اذا
دعي به اجاب ، واذا سئل به اعطى )) . وفي رواية لاحمد : انه
سمع رجلا يقول بعد التشهد : اللهم اني اسالك يا الله الاحد الصمد ، الذي
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ان تغفر لي ذنوبي ، انك
انت الغفور الرحيم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد غفر
له ، قد غفر له )). ثلاثا “.
خامسا : ان الله يحب من احب اسماءه الحسنى :
عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية
، وكان يقرا لاصحابه في صلاتهم ، فيختم ب { قل هو الله احد }
، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( سلوه
لاي شيء يصنع ذلك ؟ )) فسالوه ، فقال : (( لانها صفة الرحمن ،
وانا احب ان اقرا بها )) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((
اخبروه ان الله يحبه )).
وفي حديث اخر ، قال الرجل : اني احبها . فقال : (( حبك اياها
ادخلك الجنة )).
سادسا: دعاء الله باسمائه الحسنى اعظم اسباب تفريج الكروب وزوال الهموم:
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال
: (( ما اصاب احدا قط هم ولا حزن ، فقال : اللهم اني عبدك
، ابن عبدك ، ابن امتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل
في قضاؤك ، اسالك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، او علمته
احدا من خلقك ، او انزلته في كتابك ، او استاثرت به في علم الغيب
عندك ، ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ،
وذهاب همي ، الا اذهب الله همه وحزنه وابدل مكانه فرحا )) . فقيل :
يا رسول الله ، افلا نتعلمها ؟ فقال : (( بلى ينبغي لكل من سمعها
ان يتعلمها )).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو
عند الكرب يقول : لا اله الا الله العظيم الحليم ، لا اله الا الله
رب السماوات والارض ورب العرش العظيم.
وفي رواية للنسائي وصححه الحاكم عن علي: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء
الكلمات وامرني ان نزل كرب او شدة ان اقولها .
سابعا : الاسماء الحسنى اصل كل شيء :
قال تعالى : { هو الاول والاخر والظاهر والباطن } [ الحديد : 3 ]
.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم انت الاول ، فليس قبلك
شيء ، وانت الاخر فليس بعدك شيء … ))
فان الله هو الاول فلم يسبقه شيء ، وكل شيء دونه انما هو من خلقه
ومن ثمرة افعاله ومن اثار اسمائه وصفاته .
قال ابن القيم رحمه الله : وكما ان كل موجود سواه فبايجاده ، فوجود من
سواه تابع لوجوده ، تبع المفعول المخلوق لخالقه ، فكذلك العلم بها اصل للعلم بكل
ما سواه ، فالعلم باسمائه تبارك وتعالى واحصاؤها اصل لسائر العلوم ، فمن احصى اسماءه
كما ينبغي للمخلوق احصى جميع العلوم ؛ اذ احصاء اسمائه اصل لاحصاء كل معلوم ؛
لان المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها
. ومن امثلة ذلك :
الاصل في الخلق ان الله هو (( الخالق )) ، فلا يوجد خلق غير خلقه
، ولا يوجد خالق سواه . قال تعالى : { الله خالق كل شيء }
[ الرعد : 16 ] .
والاصل في الرزق ان الله هو الرزاق . قال تعالى : { ان الله هو
الرزاق ذو القوة المتين } [ الذاريات : 58 ] . فهو الرزاق ولا رازق
سواه ، وكل رزق انما هو رازقه ، وما من عطاء الا وهو الذي اعطاه
، قال تعالى على لسان نبيه موسى : { ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه
ثم هدى } [ طه : 50 ] .
والاصل في الرحمة ان الله تبارك وتعالى هو الرحمن والرحيم ، فكل رحمة مشتقة من
رحمته ، فها هي الرحم قد اشتق اسمها من اسمه الرحمن ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال : (( انا
الرحمن وهي الرحم شققت لها اسما من اسمي … ”
اخوتاه : كل ما نراه من رحمات بين الخلائق ليست الا اثار رحمة واحدة لرب
الارض والسماوات ؛ الله الرحمن الرحيم تبارك وتعالى . قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( ان الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة )) – وفي حديث
اخر : (( كل رحمة طباق ما بين السماء والارض – فامسك عنده تسعا وتسعين
رحمة ، وارسل في خلقه كلهم رحمة واحدة )) . وفي رواية : (( ان
لله مائة رحمة ، انزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوام ، فبها
يتعاطفون وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها – وفي رواية : حتى ترفع
الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه ، واخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها
عباده يوم القيامة )).
فكل رحمة مهما عظمت انما هي من الله على الحقيقة ، فاعظم الناس رحمة بالناس
هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد وصفه الله بقوله : { بالمؤمنين
رءوف رحيم } [ التوبة : 128 ] ، فما هذه الرحمة العظيمة والاخلاق الكريمة
الا نسيم من رحمة الله عز وجل . قال تعالى : { وما ارسلناك الا
رحمة للعالمين } [ الانبياء : 107 ] . وقال تعالى : { فبما رحمة
من الله لنت لهم } [ ال عمران : 159 ] .
اخوتاه :
كل الرحمات من الله ، فلا يرسلها غيره ولا يمسكها سواه . قال تعالى :
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له
من بعده } [ فاطر : 12 ] .
فاذا لم يرحم الله فمن اذا الذي يرحم !!
مددت يدي اليك ربي تضرعا
فاذا رددت فمن ذا يرحم
والاصل في المغفرة ان الله هو الغفار ، والغفور ، قال تعالى : { ومن
يغفر الذنوب الا الله } [ ال عمران : 135 ] .
وكل عفو ومغفرة انما يكون من مغفرة الله وعفوه ، وهو الذي علم عباده كيف
يعفون ويغفرون .
قال تعالى: { وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم } [ النور :
22 ].
ثامنا: معرفة الله باسمائه وصفاته هي اصل خشيته تبارك وتعالى:
ان العلم باسماء الله جل ثناؤه وصفاته ومعرفة معانيها يحدث خشية ورهبة في قلب العبد
، فمن كان بالله اعرف فهو منه اخوف ، ومن كان به اعلم كان على
شريعته اقوم ، قال تعالى : { انما يخشى الله من عباده العلماء } [
فاطر : 28 ] .
قال ابن جرير الطبري في تفسير الاية : انما يخاف الله فيتقي عقابه بطاعته العلماء
بقدرته على ما يشاء من شيء وانه يفعل ما يريد”
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ليس العلم عن كثرة الرواية ، ولكن العلم
الخشية ، { انما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ]
.
ولذلك فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد الناس خشية لله تبارك وتعالى
؛ لانه كان اعلم الناس به ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية )). وفي حديث اخر قال صلى الله عليه
وسلم : (( ان اتقاكم واعلمكم بالله انا ))
فمعرفة الله عز وجل اساس تعظيمه وخشيته واعظم اسباب البعد عما يغضبه . فقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (( ان الله اذن لي ان احدث عن ديك
قد مرقت رجلاه الارض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول : سبحانك ما اعظمك ربنا
، فيرد عليه : لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا )) . اي :
لو علم الحالف بالله كذبا عظمة الله جل جلاله لخشيه واتقاه وما اجترا على هذا
الفعل وامثاله .
تاسعا : من عرف الاسماء الحسنى كما ينبغي فقد عرف كل شيء :
ايها الاحبة في الله ، ان اسماء الله الحسنى كلها حسن وبركة ، ومن حسنها
انها تعرفك بكل شيء على حقيقته من غير افراط ولا تفريط . فمن عرف ان
الله عز وجل هو الخالق ، عرف ان كل ما دونه مخلوق ، قال تعالى
: { الله خالق كل شيء } [ الرعد : 16 ] .
ومن عرف ان الله عز وجل هو الرزاق علم ان كل ما دونه مرزوق ،
قال تعالى : { وما من دابة في الارض الا على الله رزقها } [
هود : 6 ] ، وكذلك يعلم انه لا يملك الرزق سواه ، قال تعالى
: { ومن يرزقكم من السماء والارض ائله مع الله } [ النمل : 64
] .
ومن عرف ان الله تبارك وتعالى هو الملك ، عرف ان كل ما دونه مملوك
، قال تعالى : { ولله ملك السموات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء }
[ المائدة : 17 ] .
ولذلك قيل : من عرف ربه فقد عرف نفسه .
فمن عرف ربه بالغنى ، عرف نفسه بالفقر . قال تعالى : { يا ايها
الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد } [ فاطر : 15 ]
.
ومن عرف ربه بالبقاء عرف نفسه بالفناء . قال تعالى : { كل من عليها
فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام } [ الرحمن : 26، 27 ]
.
ومن عرف الله بالعلم ، عرف نفسه بالجهل ، قال تعالى : { والله يعلم
وانتم لا تعلمون } [ البقرة : 216 ] .
وحين ركب الخضر مع موسى عليهما السلام السفينة ، نظر الى عصفور قد نقر في
البحر نقرة او نقرتين ، فقال الخضر لموسى (( عليهما السلام )) : (( ما
علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ))
فمن عرف الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ، علم انه بالكمال موصوف ،
وبالاحسان والجمال والجلال معروف ، وعرف ايضا نفسه بكل نقص وعيب ، الا ان يرزقه
الله عز وجل كمال الايمان وصالح الاعمال فيورث له ذلك عبودية صادقة بالانكسار بين يدي
الجبار تبارك وتعالى ، فيذل لعزته ويخضع لقوته .
وهذا هو داب الانبياء والمرسلين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، فها هو رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتعبد لربه بذلك فيقول : (( اللهم انت ربي ،
لا اله الا انت ، خلقتني وانا عبدك … ))
فلما عرف ان الله هو ربه والهه وخالقه ، عرف نفسه بعبوديته له ، فقال:
(( وانا عبدك … )) . وقال ايضا في دعاء الاستخارة : (( فانك تقدر
ولا اقدر ، وتعلم ولا اعلم ، وانت علام الغيوب … )) .
عاشرا : حسن الظن بالله عز وجل :
ويعد حسن الظن بالله تعالى ثمرة للفضيلة السابقة . فمن عرف غنى الله وفقر خلقه
، وقدرة الله وعجز خلقه ، وقوة الله وضعف خلقه ، عرف مقدار افتقار الخلق
لغنى الله ، وضعفهم لقوته ، وتواضعهم لعظمته ، وذلتهم لعزته ، تبارك وتعالى .
فاذا تبين له ذلك على الحقيقة حال اذن يعظم الله وحده ويخافه ويصبح عبدا له
وحده ، فمن دخل قلبه اليقين على قدرة الله ، خرج منه اليقين على قدرة
الخلق ، ومن خشي الله تبارك وتعالى خرجت من قلبه خشية من سواه ، فورث
له ذلك حسن ظنه بالله عز وجل واعتصام به دون سواه وتوكل عليه دون غيره
وسلم له في كل امره ، وهذا بعينه ما حدث لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وصاحبه رضي الله عنه في الغار حين احاط بهم المشركون ، فقال ابو بكر
رضي الله عنه : لو نظر احدهم اسفل قدميه لرانا ، فقال عليه الصلاة والسلام
: (( ما ظنك باثنين الله ثالثهما )).
الحادية عشرة : لا يضر مع اسم الله شيء :
ومن فضائل اسماء الله الحسنى انها يستجلب بها الخير ويستدفع بها الشر. فاسم الله يدفع
الضرر ويرفعه.
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( عليه الصلاة
والسلام ) يقول : (( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ، ومساء
كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في
السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات فيضره شيء ))
الثانية عشرة : الاسماء الحسنى واثرها في الحلال والحرام :
ولم تقتصر فضائل الاسماء الحسنى وبركتها على حياة القلوب وتفريج الكروب ، بل وكذلك كان
لها اعظم الاثر في الفقه ، فترى ان ذكر اسم الله على شيء قد يفرق
بين الحلال والحرام . فاحل الله عز وجل الذبيحة التي ذكر اسمه عليها ، بل
وامر بالاكل منها . قال تعالى : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان
كنتم باياته مؤمنين } [ الانعام : 118 ] . وعاتب من لا ياكل مما
ذكر اسم الله عليه ، قال تعالى : { وما لكم الا تاكلوا مما ذكر
اسم الله عليه } [ الانعام : 119 ] .
وعن عدي بن حاتم قال : سالت النبي صلى الله عليه وسلم قلت : ارسل
كلابي المعلمة ؟ قال : (( اذا ارسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فامسكن فكل
)).
وقد نهى عن اكل اللحم او الصيد الذي لم يذكر اسم الله عليه ، قال
تعالى : { ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق } [
الانعام : 121 ] .
الثالثة عشرة : العلم باسماء الله الحسنى اعظم العلوم واشرفها :
ان اشرف العلوم هي العلوم الشرعية ، واشرف العلوم الشرعية هو العلم باسماء الله الحسنى
، وصفاته العلى ؛ لتعلقها باشرف من يمكن التعلم عنه ؛ وهو الله سبحانه وتعالى
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : والقران فيه من ذكر اسماء الله
وصفاته وافعاله ، اكثر مما فيه من ذكر الاكل والشرب والنكاح في الجنة ، والايات
المتضمنة لذكر اسماء الله وصفاته اعظم قدرا من ايات المعاد ، فاعظم اية في القران
اية الكرسي المتضمنة لذلك – اي لاسماء الله وصفاته – كما ثبت ذلك في الحديث
الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لابي بن كعب
: (( اتدري اي اية من كتاب الله معك اعظم ؟ )) . قال :
قلت : { الله لا اله الا هو الحي القيوم } [ البقرة : 255
] )) . قال : فضرب في صدري وقال : (( والله ليهنك العلم ابا
المنذر )).
وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من غير وجه ان { قل
هو الله احد } تعدل ثلث القران
الرابعة عشرة : بركة الاسماء الحسنى في المعيشة :
قال تعالى : { تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام } [ الرحمن : 78
] .
ومن بركة الاسماء الحسنى ان الشيطان لا يقرب ما ذكر عليه اسم الله ، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند
دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ))
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((
قال ابليس : يا رب ، ليس احد من خلقك الا جعلت له رزقا ومعيشة
، فما رزقي ؟ قال : ما لم يذكرعليه اسمي ))
الخامسة عشرة : بركة الاسماء الحسنى تلحق الذرية :
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنهما
: (( لو ان احدكم اذا اراد ان ياتي اهله فقال : بسم الله ،
اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فانه ان يقدر بينهما ولد في ذلك
لم يضره شيطان ابدا )).
السادسة عشرة : اسماء الله اعظم اسباب شفاء :
فان الله تبارك وتعالى هو خالق البدن ويعلم دائه ، وبيده وحده شفاؤه ، ودواؤه
، وخير دواء ، واعظم شفاء هو اسماء الله عز وجل ، ولذلك حين عاد
جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه لم يجد سببا للشفاء
خيرا من ان يرقيه باسم الله عز وجل .
فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان جبريل عليه السلام اتى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : يا محمد ، اشتكيت ؟ قال : (( نعم )) .
قال : (( بسم الله ارقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل
نفس او عين حاسد ، الله يشفيك ، بسم الله ارقيك )).
السابعة عشرة : النجاة من الوسوسة :
فمن عرف الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ثبت ايمانه وصدق يقينه ، فكان
لمجاهدة الشيطان اشد وعلى دفع الوساوس اقوى .
فعن ابي زميل قال : سالت ابن عباس ، فقلت : ما شيء اجد في
صدري؟ قال : ما هو ؟ قلت : والله ما اتكلم به ، قال :
فقال لي اشيء من شك ؟ قال : وضحك ، قال : ما نجا من
ذلك احد . قال حتى انزل الله عز وجل : { فان كنت في شك
مما انزلنا اليك فاسال الذين يقرءون الكتاب من قبلك } الاية [ يونس : 94
] ، قال : فقال لي : (( اذا وجدت في نفسك شيئا ، فقل
: { هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } [ الحديد :
3 ] ))
* * *
- اسماء الله الحسنى
- احاديث نبوية عن اسماء الله الحسنى