مواضيع للرجال للنساء

علاقة السكر بضغط الدم

بالصور علاقة السكر بضغط الدم

بالصور علاقة السكر بضغط الدم

مرض ارتفاع ضغط الدم أكثر أمراض العصر انتشارا، حيث يصيب حوالى 65 % من الناس
فوق سن الخامسة والستين، وبالتالى تزداد نسبة حدوث المرض مع تقدم السن بسبب تصلب الشرايين
.

وعن كيفية تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم تقول، يعتبر ضغط الدم طبيعيا إذا كان أقل
من 140/90، وإذا كانت القراءة الصغرى بين 90-104 كان ارتفاع الضغط بسيطا، أما إذا كانت
القراءة الصغرى من 105-114 كان ارتفاع الضغط متوسطا. وتعتبر القراءة أكثر من 115 ارتفاعا شديدا
فى ضغط الدم، وهنا تكمن الخطورة.

ولا يوجد سبب واضح لارتفاع ضغط الدم عند 95% من الحالات المصابة، أما النسبة الباقية
من الحالات فترجع إلى أسباب مرضية، ومن هنا تأتى أهمية تشخيص هذه الحالات، حيث إنه
من الممكن شفاء المريض إذا تم علاج سبب ارتفاع ضغط الدم.

وقد ترتفع القراءة الكبرى لضغط الدم أكثر من 160 دون ارتفاع القراءة الصغرى، ويحدث ذلك
فى حالات السن المتقدمة نتيجة لتصلب الشريان الأورطى أو فى حالات زيادة إفرازات الغدة الدرقية
أو الأنيميا أو ارتجاع الصمام الأورطى بالقلب.

من أكثر الأمراض ارتباطا بمرض السكر هو ارتفاع ضغط الدم الذى يزداد انتشاره بدرجة كبيرة
بين الناس على المستويين العالمى والمحلى، والعلاقة بين المرضين علاقة فى اتجاهين بمعنى أن من
يعانى من ارتفاع ضغط الدم هو عرضة للإصابة بمرض السكر، بل إن وجود أحد أقرباء
الدرجة الأولى مصابا بالضغط المرتفع قد يكون مؤشرا لاحتمال الإصابة بالسكر، ومن ناحية أخرى فإن
كل من يعانى من مرض السكر معرض فى أى وقت للإصابة بمرض ارتفاع الضغط.

ثبت علميا أن ارتفاع ضغط الدم يكون فى كثير من الحالات مصاحبا بما يسمى حالة
مقاومة لمفعول هرمون الأنسولين، حيث يرتفع مستوى الأنسولين بالدم لكى يستطيع أن يؤدى وظيفته على
الوجه الأكمل. والمريض فى هذه الحالة يكون غالبا ممن يعانون من السمنة، وارتفاع نسبة الكوليسترول
والدهنيات بالدم، ولذلك فهم فى خطر مستمر من ظهور مرض السكر، ولكن يظل السؤال قائما:
ما سبب هذه المقاومة لمفعول هرمون الأنسولين عند هؤلاء المرضى بالتحديد؟ والإجابة الحاسمة لم تظهر
بعد ولكن المؤشرات تتجه نحو العوامل الوراثية واحتمال وجود جينات معينة تكون مسئولة عن هذه
التغيرات المرضية.

أما عندما نتحدث عن العوامل التى تساعد على حدوث ارتفاع فيمكن أن نشير إلى وجود
العامل الوراثى، حيث تكثر الإصابة به فى أفراد بعض العائلات، مما يؤكد أهمية دور الوراثة.

ثانى هذه العوامل هو السمنة، فمن المعروف أن كل عشرة كيلو جرامات زيادة فى الوزن
تؤدى إلى ارتفاع 6 ملليميتر زئبق فى ضغط الدم، ويؤدى أيضا زيادة تناول الصوديوم على
شكل ملح الطعام أو المعلبات المحفوظة والمياة الغازية وخلافه إلى المساعدة على ارتفاع ضغط الدم.

والعلاقة بين السكر وارتفاع ضغط الدم وثيقة للغاية، ومثبتة علميا فى العديد من الأبحاث، حيث
أشارت هذه الأبحاث إلى أن حوالى 50-60% من مرضى السكر يصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم،
حيث تتشابه الأسباب المؤدية إلى المرضين بشكل كبير.

ومن الناحية الأخرى فإن مريض السكر يتعرض لمؤثرات كثيرة قد تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم
فى كثير من الأحيان مثل ارتفاع نسبة السكر بالدم وما يصاحب ذلك من اتحاد الجلوكوز
مع بعض البروتينات ثم ترسيب الناتج الكيماوى على جدران الأوعية الدموية، ما يؤدى إلى الإصابة
المبكرة بتصلب الشرايين ثم ارتفاع الضغط، وهناك أيضا زيادة نسبة هرمون الأنسولين فى الدم فى
كثير من المرضى على الرغم من قلة كفاءته، وهناك شك فى وجود علاقة بين زيادة
نسبة الأنسولين فى الدم وتصلب الشرايين، وأخيرا فإن إصابة الكليتين قد تؤدى فى نهاية المطاف
إلى ارتفاع ضغط الدم.

ولا يمكن أن يتوقف الحديث عن ارتفاع الضغط دون الإشارة إلى ما يحدث فى الكلى
عند مريض السكر، فبعد سنوات قليلة من المرض تبدا بعض الظواهر المرضية فى الظهور فى
وظيفة الكلى، فنجد فى البداية بعض التضخم البسيط فى حجم الكلية ثم يبدا تسرب الزلال
فى البول بكميات بسيطة لا تدرك بالتحليل المعتاد للبول، وتتطلب تحليلا خاصا يسمى بالزلال الميكروسكوبى
وهو تحليل ذو أهمية خاصة؛ لأنه يشير إلى بدء إصابة الكليتين عند مريض السكر فى
مراحله المبكرة، ما يعطى وقتا كافيا للتدخل قبل أن تتفاقم حالة الكليتين وبعد عدة سنوات
يبدا الزلال فى الظهور بكميات كبيرة فى البول نتيجة زيادة الخلل فى وظيفة الكليتين وعندها
يرتفع ضغط الدم وغالبا ما تكون شبكية العين قد تأثرت هى الأخرى، ما يزيد الاحتمال
بوجود رابطة بين هذه التغيرات بعضها ببعض ومن هنا تظهر أهمية الاكتشاف المبكر لخلل الكلى
عند مريض السكر عن طريق تحليل البول الخاص بالزلال الميكروسكوبى.

مما سبق تبين لنا أن ارتفاع الضغط من الأمراض المصاحبة فى كثير من الأحيان لمريض
السكر ومن الأهمية بمكان السيطرة على ضغط الدم بقدر الإمكان جنبا إلى جنب مع تنظيم
نسبة الجلوكوز بالدم تجنبا للمخاطر المشتركة للمرضين على الشرايين الرئيسية للجسم والتى تتمثل فى الإصابة
بالجلطة والنزيف وتصلب الشرايين.

ويحتاج علاج الضغط المرتفع لدى مريض السكر إلى رعاية خاصة بحيث يجب ألا يتخطى مستوى
ضغط الدم فى هذه الحالة 130/80 مع اختيار المجموعات الدوائية المناسبة لمرض السكر.

السابق
قصة حياة ارنستو تشي جيفارا
التالي
البلح الاسود والرجيم