تشكل اورام الرحم الليفية اكثر اورام الرحم غير السرطانية انتشارا عند النساء في سن الانجاب،
فالاورام الليفية تتشكل من خلايا عضلية ومن انسجة اخرى تنمو داخل وحول جدار الرحم. ان
سبب الاورام الليفية غير معروف. لكن البدينات و النساء من اصل افريقي معرضات لخطر الاصابة
اكثر من باقي النساء.
لا تظهر عند كثير من النساء اعراض تدل على وجود الاورام الليفية، واذا ظهرت الاعراض
فقد يكون من بينها:
• تكون الدورة الشهرية غزيرة ومؤلمة او قد يظهر النزف بين دورتين
• الشعور “بالامتلاء” في اسفل البطن
• تكرار التبول
• الم خلال الجماع
• الم في اسفل الظهر
• مشاكل في الانجاب، مثل عدم الاخصاب او تكرار الاجهاض او الولادة المبكرة
تستطيع معظم النساء المصابات بالاورام الليفية ان يحملن بشكل طبيعي، اما عند اللواتي لا يستطعن
الحمل فقد تساعدهن علاجات نقص الخصوبة على الحمل. تتضمن علاجات اورام الرحم الليفية تناول الادوية
التي تبطئ او توقف نمو الانسجة الليفية، او اجراء عملية جراحية لاستئصال الليف. اما اذا
لم تظهر اي اعراض فقد لا تحتاج المراة الى اي علاج.
مقدمة
الاورام الليفية هي اورام شائعة حميدة، تنمو في الرحم. ويمكنها ان تسبب الما شديدا ونزفا
غير طبيعي.
توجد الاورام الليفية عند نحو ثلث النساء، لكن معظمهن لا تظهر لديهن اية اعراض.
يشرح هذا البرنامج التثقيفي طبيعة الاورام الليفية في الرحم واسبابها واعراضها وتشخيصها وسبل معالجتها.
لمحة تشريحية
الاعضاء التناسلية عند المراة هي:
المهبل.
الرحم.
قناتا فالوب.
المبيضان.
تقع الاعضاء التناسلية للمراة بين المثانة والمستقيم.
للمبيضين وظيفتان:
انتاج هرمونات متخصصة، مثل الاستروجين والبروجستيرون.
الاباضة، اي تحرير البويضات اللازمة للتكاثر او الانجاب.
تعد الهرمونات التي ينتجها المبيضان ضرورية من اجل انتظام مواعيد الاباضة، كما انها تهيئ بطانة
الرحم لاستقبال البويضة الملقحة واحتضان الحمل.
بعد تحرر البويضة، تهبط الى الرحم عبر قناة فالوب، حيث يمكن ان يتم تلقيحها. واذا
لم تلقح البويضة، فانها تطرح مع بطانة الرحم الى خارج الجسم في اثناء الطمث.
الرحم عضو على شكل الاجاصة، يبلغ طوله نحو سبعة سنتيمترات، ويتالف جداره من ثلاث طبقات؛
تدعى الطبقة الداخلية من جدار الرحم بطانة الرحم.
مع اقتراب سن الياس، تضطرب دورة الطمث، ثم تتوقف في النهاية. وبعد حدوث سن الياس،
يتوقف المبيضان عن انتاج الهرمونات والبويضات.
حين تحمل المراة، يبقى الجنين في الرحم حتى الولادة. والرحم قابل للتمدد كثيرا. والطبقة الوسطى
العضلية في الرحم هي التي تولد تقلصات المخاض التي تدفع الجنين الى الخارج.
يدعى الجزء السفلي من الرحم عنق الرحم، وهو ينفتح على المهبل. وينفتح المهبل على الوسط
الخارجي بين الاحليل (فتحة المثانة) والمستقيم.
تقع المثانة امام المهبل والرحم، حيث تفرغ الكليتان البول الى المثانة عبر انبوبين هما الحالبان.
تقع الامعاء والمستقيم فوق المهبل والرحم وخلفهما.
الاورام الليفية
الاورام الليفية في الرحم هي اورام حميدة، تنمو في الطبقة العضلية التي تسبب التقلصات في
اثناء المخاض.
الورم هو نمو غير طبيعي للخلايا والانسجة. والاورام الحميدة هي اورام غير سرطانية، ولا تنتشر.
اما السرطانات فتدعى اوراما خبيثة، لانها تنتشر الى اجزاء اخرى من الجسم.
تتالف الاورام الليفية في الرحم من عقيدات من الخلايا العضلية الملساء ومن نسيج ليفي ينمو
في جدار الرحم. ويمكن ان ينمو الورم الليفي بشكل عقيدة وحيدة او مجموعة من العقيدات.
ويتراوح قطره من ميليمترات قليلة حتى عشرين سنتيمترا. ويمكن ان تنمو الاورام الليفية ضمن جدار
الرحم، او على الجهة الداخلية من جدار الرحم، او على سطحه الخارجي.
اعراض الاورام الليفية
لا تظهر اية اعراض في معظم الاورام الليفية؛ ويمكن ان تكتشف خلال الفحوص الروتينية.
قد تعاني بعض النساء المصابات باورام ليفية في الرحم من بعض الاعراض، مثل:
نزف مؤلم او غزيز في اثناء الطمث.
نزف بين فترات الطمث.
شعور بالثقل في اسفل البطن.
من الاعراض الاخرى للاورام الليفية:
تكرار التبول بسبب ضغط الورم الليفي على المثانة.
الم في اثناء الجماع.
الم في اسفل الظهر.
مضاعفات الاورام الليفية
في حالات نادرة، يمكن ان يضغط الورم الليفي على قناة فالوب، فيمنع تخصيب البويضة وانتقالها
الى الرحم، مما يؤدي الى العقم. وتعود الخصوبة بعد استئصال الورم الليفي عادة.
اسباب الاورام الليفية
لا تزال العوامل التي تسبب نمو الاورام الليفية في الرحم غير معروفة.
تظهر معظم الاورام الليفية في اثناء فترة الخصوبة من عمر المراة، اي عند النساء اللواتي
يحدث لديهن الطمث؛ حيث تصيب الاورام الليفية نحو ربع عدد النساء في هذه الفترة من
العمر.
تكون نسبة الاصابة بالاورام الليفية عند النساء الرياضيات اقل من نسبة الاصابة عند النساء اللواتي
لا يمارسن الرياضة.
كما ان المراة التي تعاني من زيادة الوزن تكون اكثر تعرضا للاصابة بالاورام الليفية. ويبدو
ان النساء اللواتي سبق لهن الحمل والولادة اقل تعرضا لخطر الاورام الليفية.
تشخيص الاورام الليفية
يمكن ان يشخص طبيب العائلة وطبيب الامراض النسائية الاورام الليفية بسهولة، من خلال القصة المرضية
وفحص منطقة الحوض؛ فالاورام الليفية من اكثر الاورام التي يجري تشخيصها في حوض المراة.
يمكن اللجوء الى التصوير بالامواج فوق الصوتية لرؤية الاورام الليفية بصورة افضل.
كما يمكن اللجوء الى الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب.
علاج الاورام الليفية
لا تسبب معظم الاورام الليفية اية اعراض، ولا تستدعي اي اجراء علاجي سوى المراقبة الطبية
الدورية.
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من الام او انزعاج عارض في الحوض، يكفي تناول مسكنات او
مضادات التهاب خفيفة تصرف من دون وصفة طبية. اما الحالات المزعجة، فقد تحتاج الى ادوية
اقوى تصرف بموجب وصفة طبية.
اذا كانت الاورام الليفية مؤلمة كثيرا، او كان لها اثر سلبي في الخصوبة، فان الطبيب
الجراح قادر على استئصالها من غير استئصال الرحم. وتسمى هذه العملية استئصال الورم الليفي؛ وهي
قد تسبب ضعفا في جدار الرحم، مما يعني ان الولادات التي تعقب العملية يجب ان
تتم عن طريق العملية القيصرية.
قد يقرر الطبيب احيانا ان ازالة الرحم كله مع الاورام الليفية هي العلاج الافضل؛ وتدعى
هذه العملية استئصال الرحم.
لا يمكن للمراة ان تنجب بعد استئصال الرحم. ولذلك، على المراة التي تفكر في استئصال
الرحم ان تناقش مع طبيبها سلبيات هذه العملية وايجابياتها.
يمكن اعطاء المريضة علاجا هرمونيا اذا لم تستجب للمسكنات وكانت العملية الجراحية غير واردة؛ حيث
ينقص العلاج الهرموني مستويات الاستروجين، مما يؤدي الى انكماش الرحم والاورام الليفية.
هناك طرق علاجية جديدة للاورام الليفية، وهي:
الحل العضلي.
سد الشريان الذي يغذي الورم الليفي في الرحم.
الاستئصال بالامواج فوق الصوتية المركزة.
الحل العضلي هو عملية يتم فيها ادخال ابرة كهربائية الى الرحم، عبر شق صغير في
البطن، لاتلاف الاوعية الدموية التي تغذي الاورام الليفية.
سد الشريان الذي يغذي الورم الليفي هو معالجة تهدف الى قطع الدم عن الرحم وعن
الاورام الليفية بحيث تنكمش. وتعد هذه الطريقة خيارا بديلا عن استئصال الرحم واستئصال الورم الليفي.
وفي هذه الحالة، تكون مدة النقاهة اقصر، ويقل خطر الحاجة الى نقل الدم بالمقارنة مع
العمليات الجراحية الاخرى. ومن الممكن ان تجري المراة عملية سد الشريان الذي يغذي الورم الليفي،
وان تغادر المستشفى في اليوم نفسه.
هناك خطر بسيط لاصابة الورم الليفي المعالج بالعدوى، ولكن يمكن تلافي هذا الخطر عادة باعطاء
المضادات الحيوية. وتبين دراسات حديثة ان الاورام الليفية المعالجة بطريقة سد الشريان لا تعاود النمو،
رغم اننا نحتاج الى معلومات متابعة الحالات لفترة اطول بعد العلاج.
لا يمكن معالجة كل الاورام الليفية عن طريق سد الشريان؛ بل يجب اولا تقييم حالة
كل مريضة بواسطة التصوير بالامواج فوق الصوتية او بالرنين المغناطيسي، وذلك للتاكد من ان الاورام
الليفية سوف تستجيب لهذا العلاج.
ينصح بهذا العلاج للنساء اللواتي:
لديهن اورام ليفية تسبب نزفا غزيرا.
لديهن اورام ليفية تسبب الالم او تضغط على المثانة او المستقيم.
لا يرغبن باستئصال الرحم.
لا يرغبن بانجاب المزيد من الاطفال.
احيانا، وبعد العلاج عن طريق سد الشريان الذي يغذي الورم الليفي في الرحم، قد تنتقل
الجزيئات المحقونة في الورم الليفي لقطع التروية الدموية عنه الى المبيضين. وعند ذلك، يتوقف المبيضان
عن العمل عند بعض النساء، وذلك لفترة قصيرة او بصورة دائمة.
يعلم الباحثون ان عملية سد الشريان يمكن ان تؤثر في وظيفة المبيضين، لكنهم لا يعرفون
بالضبط كيف تؤثر هذه العملية في الخصوبة؛ فاذا كانت المريضة تريد اطفالا في المستقبل، فان
عليها ان تناقش مع طبيبها خطر حدوث سن ياس مبكر عندها، فهو خطر محتمل وان
كان قليلا.
بسبب قلة عدد النساء اللواتي حملن بعد خضوعهن لعملية سد الشريان، لم يتوصل الباحثون حتى
الان الى معرفة ما اذا كان من المحتمل ان تزداد مخاطر مضاعفات الحمل بعد هذه
العملية.
الاستئصال بالامواج فوق الصوتية المركزة الاستئصال بالامواج فوق الصوتية المركزة اجراء طبي يستعمل صور الرنين
المغناطيسي لتوجيه هذه الامواج حتى تستهدف الاورام الليفية في الرحم وتتلفها.
يهدف هذا الاجراء الى معالجة النساء اللواتي اكتفين من الانجاب، او النساء غير الراغبات في
الحمل. ويعد الاستئصال بالامواج فوق الصوتية المركزة عملية غير جراحية (غير باضعة)، فهي لا تؤذي
الرحم؛ بل انها بديل عن استئصال الورم الليفي او استئصال الرحم او الانتظار مع المراقبة
او العلاج بالهرمونات او عملية سد الشريان الذي يغذي الاورام الليفية.
يجمع الاستئصال بالامواج فوق الصوتية المركزة بين نظامين: جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لرؤية تفاصيل الحالة
وتحديد حجم النسيج الليفي الذي يجري علاجه ومراقبة درجة حرارة نسيج الرحم بعد تسخينه، وجهاز
اصدار الامواج فوق الصوتية المركزة الذي يقوم بتسخين النسيج الليفي واتلافه باستخدام امواج صوتية عالية
التواتر وعالية الطاقة.
تحتاج المعالجة الى تكرار استهداف وتسخين النسيج الليفي في اثناء استلقاء المريضة في جهاز الرنين
المغناطيسي. ويمكن ان تستمر هذه العملية ثلاث ساعات.
يمكن استخدام هذه الطريقة لمعالجة بعض الاورام الليفية، وليس جميعها؛ فالاورام الليفية القريبة من اعضاء
حساسة، مثل الامعاء او المثانة، او الاعضاء الواقعة خارج مجال الصورة، لا يمكن معالجتها بهذه
الطريقة.
الخلاصة
الاورام الليفية في الرحم اورام رحمية غير خبيثة، وهي شائعة جدا. ومعظم النساء المصابات باورام
ليفية لا يحتجن الى اي علاج.
اما بالنسبة للنساء اللواتي يحتجن الى العلاج، فقد يكون تناول المسكنات كافيا. وتعد المعالجات الجراحية
وغير الجراحية ناجحة جدا في الحد من حجم الاورام الليفية او استئصالها مع الرحم اذا
اقتضى الامر.
بفضل التقدم الطبي، يمكن للنساء المصابات باورام ليفية ان يعشن حياة عادية وصحية!
- العلاج الهرموني لأورام الرحم الليفي
- عوارض اليفة بعد انقطاع الحيض
- كيف انضف الرحم من اليف