علاج العين بالملح

صورة-1

الحمد لله رب العالمين

الحمد للة رب العالمين و صلي الله علي نبينا محمد و علي الة و صحبة اجمعين, اما بعد:

فقد شاع فالاونه الاخيره و انتشر كلام حول استخدام الملح و تاثيرة علي الجن و الشياطين و لتوضيح هذة المساله اقول مستمدا من الله العون:

ان الملح من الامور النافعه المباحة، و ربما ثبت تاثيرة فالرقية، و ايضا تاثيرة علي الجان، فيستخدم الماء و الملح شربا و اغتسالا و رشا، و يكفى فثبوت جواز استخدامة دلاله التجربه و الحس علي ذلك الامر؛ لان مسائل العلاج و الرقي ليست من الامور التوقيفية، و لا تدخل فباب البدع، و يدل لذا عموم قولة – علية الصلاه و السلام – فحديث عوف بن ما لك عند مسلم: “لا باس بالرقي ما لم تكن شركا “.

صباح كيوت

وعلي هذا, يجوز استعمال الملح و جميع مباح ثبت نفعة بالحس و التجربة، و كنت ربما سالت الشيخ عبدالله بن جبرين – رحمة الله – عن استعمال الماء و الملح فالرقيه شربا و اغتسالا و رشا فاجاب بجواز ذلك، و علي هذا، فان من الغلط ما نشر فبعض المواقع او تناقلة الناس عن طريق و سائل الاتصال المتنوعه من ان استعمال الملح فمقالات العلاج و الرقيه و ما يتصل فيها من امور الجن و العين و الحسد يعد من الشرك، و ان ذلك الاسباب =و هذة الوسيله لم يدل عليها شرع و لا قدر، و بالتالي فان جعلها سببا لعلاج العين و ايذاء الشياطين يصبح من باب الشرك الاصغر، فاقول:

اما دلاله القدر – و المقصود بة الحس و التجربه هنا -، فقد ثبت عندى و عند غيرى من المتخصصين فالرقيه فعاليه العلاج بالملح فامور العين و المس و السحر و ايذاء الشياطين و حرقهم، و اما من حيث الشرع، فقد ذكر ابن القيم – رحمة الله – فكتابة زاد المعاد ما يدل علي اثر الملح فالرقية، حيث قال – رحمة الله -:

روي ابن ابى شيبه ف“مسنده”، من حديث عبدالله بن مسعود قال: ( «بينا رسول الله – صلي الله علية و سلم – يصلي، اذ سجد فلدغتة عقرب فاصبعة فانصرف رسول الله – صلي الله علية و سلم – و قال: “لعن الله العقرب ما تدع نبيا و لا غيره”، قال: بعدها دعا باناء فية ماء و ملح فجعل يضع موضع اللدغه فالماء و الملح، و يقرا: {قل هو الله احد} [الاخلاص:1] و المعوذتين حتي سكنت» ). اه.

ثم ذكر كلاما طويلا فشرح الاخلاص و المعوذتين، و ذكر ايضا بعض اسرار و فائدة الملح, و ربما ذكر عبدالملك الالبيرى القرطبى فكتابة (مختصر فالطب) العلاج بالاغذيه و الاعشاب فبلاد المغرب فباب ما جاء فالسحر و علاجة صفحه 76 ما نصه:

” و عن محمد بن المنكدر ان امراه قالت لعائشه يا ام المؤمنين هل على من جناح اقيد جملى فقالت اخرجوا عنى الساحره بعدها امرت بمكانها فصب علية ماء و ملح قال عبدالملك تعنى بقولها اقيد جملى ان تسحر زوجها و كانت عائشه تامر بدفن الاظفار و الشعر و دم المحاجم مخافه ان يسحر فية “.

وقد اورد ذلك الاثر العلامه اللالكائى فكتابة (شرح اصول اعتقاد اهل السنه و الجماعة), الجزء:7 -صفحة:1288 , الاثر رقم (2278) بلفظ احدث حيث قال:

“حدثنا محمد بن عثمان قال : حدثنا سعيد بن محمد الحناط قال : حدثنا اسحاق بن ابى اسرائيل قال : سمعت سفيان يذكر عن سليمان بن اميه – شيخ من ثقيف من و لد عروه بن مسعود – دخل علي عائشه سمع امة و جدتة : سمع امراه تسال عائشه هل على جناح ان ازم جملى ؟ قالت : لا , قالت : يا ام المؤمنين انها تعنى زوجها قالت : ردوها على فقالت : ملحه ملحه فالنار اغسلوا علي اثرها بالماء و السدر”.

ومن هنا ندرك ان للملح اثر فعلاج السحر,وكون عائشه رضى الله عنها و هى من فقهاء الصحابه امرت بغسل موضع الساحره بالماء و الملح و فالروايه الاخري بالماء و السدر, ذلك الفعل يدرك مغزاة من يمارس الرقيه الشرعيه و هذا ان الساحر او من يذهب الي ساحر لعمل سحر لاخر فانة يصبح برفقتة بعض شياطين هذا الساحر و صب الماء و الملح او الماء و السدر فالموضع الذي كان جالسا فية يمحو الاثار الشيطانيه المصاحبه له.

فما تقدم من الحديث و الاثر يدلك بوضوح علي تاثير الملح فالرقيه و تاثيرة فعلاج السحر و القضاء علي اثاره.

واما الروابط التي احالت الي بعض الفتاوي فان الفتوي اشترطت عدم ثبوت تاثير الملح عند المتخصصين، قلت: المتخصصون هم الرقاة، و هم اعلم الناس بتاثير الملح علي الجن و ما يتصل بذلك من العين و المس و السحر، ذلك و اسال الله ان يبصرنا بالحق و يوفقنا للعمل بة و ان يجنبنا ان نتقول علية بلا علم و صلي الله علي نبينا محمد و الحمد للة رب العالمين.