مواضيع للرجال للنساء

عظمة الخالق

بالصور عظمة الخالق

بالصور عظمة الخالق

كيف اصف الطبيعة الغناء، كيف اصف زقزقة العصافير الشجية، كيف اصف الروعة الاخاذة للكون، كيف
اصف زخرفاته وجمال حلله، تعجز الكلمات ويجف حبر القلم عن تعديد خوالج النفس تجاه هذه
الايات الربانية المعجزة.

 

ان العين لتدمع، وان القلب ليخشع في لحظة تامل صادقة لما يحيط بنا من جمال
وروعة الكون، يملا القلوب بالعنفوان، يريحها بنسيم عليل، ينير الابصار بزرقة السماء، ويقذف فينا السلام
بسحبها البيضاء.

 

تلك المروج الخضراء، تلك الازهار اليانعة، تلك البحار المائجة، من خلقها؟ من صورها؟ من ابدعها؟
انه الله – سبحانه وتعالى – ربنا ورب كل شيء، لا معبود لنا سواه، هو
الرزاق، هو المنان، هو المغدق علينا بنعمه ظاهرة وباطنة، يقول الشاعر في ابياته البليغة:

ربي لك الحمد العظيم لذاتك
حمدا وليس لواحد الاك
يا مدرك الابصار والابصار لا
تدري له ولكنهه ادراكا
ان لم تكن عيني تراك فانني
في كل شيء استبين علاك

هلا جربتها ولو لمرة واحدة في حياتك؟ لحظة تامل صادقة، ستشعر بلذاتها وطعمها ان استشعرت
معانيها، الخلوة بربك ولو لثوان معدودة تراجع فيها نفسك وتحسب فيها خطواتك، تمسح اثار قساوة
قلبك وضياع روحك، يقول نفس الشاعر ايضا:
لا بد ان يدرك كل انسان قيمة نفسه، وحقارة شانه امام الائه ونعمائه، ان يتذكر
الانسان انه خرج هو والبول من مكان واحد، ان اوله نطفة قذرة، واخره جيفة نتنة،
وانه بين ذلك يحمل العذرة، فبم يتكبر الانسان؟!

قد يتطور العلم، وقد نقف مشدوهين ازاء انجازاته، لكن من اوجد هذا العقل؟ من وهبه
ملكاته؟ قطعا انه الله، لم لا يكون اذا ذلك سبيلا لعودتنا الى رحابه! الى رحاب
الايمان به والتسليم والانقياد لامره، في كل حركة حركت بها اوصالنا.

 

ان شواهد الخالق تنادينا، تنادي صدق كل قلب فينا، فلنعقل خطابها في كل قطرة ماء
زلال نازلة من السماء، وفي كل نبتة تنبت في الارض، وفي كل سمكة تسبح في
البحر، اه لو نفقه هذه الكلمات، لانعتقنا من اصناف قيودنا التي كبلتنا، واغلقت ابواب رحمات
كثيرة في وجوهنا، يقول – تعالى -: ﴿ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ﴾
[ال عمران: 191].

 

الا ايها الانسان المسكين، الا ايها العبد الضعيف، الا ايها المخلوق الخليفة في ارض ربه،
اعرف قيمتك، ادرك حجمك، ما خلقت من تراب الا لتعود اليه، تتكبر وتتجبر، ثم ياتي
اليوم الذي تصعق فيه بهول الامور، اغتنم فرصتك الذهبية اليوم، اللحظة، الساعة، من يدري؟! قد
لا تعيش ثانية اخرى بعدها ولن تدرك نفسك قبل فوات الاوان، حينئذ تكون قد خسرت
خسرانك المبين الذي ستبكيه امدا ليس بالقصير، فارجع الى ربك واغتنم فرصتك.

 

  • صباح روعة الخالق
السابق
سعودي سيل
التالي
الممثل الهندي روشان