ان الاخلاص لله – تعالى – سبب لكل خير في الدنيا والاخرة، ولا بد من
توفر الاخلاص وصدق النية في الحوار؛ ذلك لان العمل المتقبل، لا بد ان يكون خالصا
لله-تعالى-وابتغي به وجهه، صوابا وموافقا لشريعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وقد جاءت دعوة الانبياء لاقوامهم، بصدقهم فيها، واخلاصهم وحسن مقصدهم، ولهذا وصف الله – تعالى
– نبيه يوسف – عليه السلام – بهذه الصفة:
1- قال تعالى: ﴿ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين ﴾ [يوسف:
24].
ومن النصوص الواردة في الاخلاص في الحوار: ما جاء في دعوة يوسف – عليه السلام
– للسجينين، ولامراة العزيز، ولاخوته، وصدقه وحسن نيته في حواره، وابداء النصح لهم والبلاغ ومراقبة
الله – تعالى – في السر والعلن:
2- قال تعالى: ﴿ وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت
لك قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون ﴾ [يوسف: 23].
فهنا يوسف – عليه السلام – في حواره مع امراة العزيز اعلن لها قطع الطريق
الموصل الى المعصية، مع وجود الداعي القوي فيه، وقدم مراد الله على مراد النفس الامارة
بالسوء، وقدم الخوف ومراقبة الله على الفعل القبيح؛ لانه على الحق ومن خالفه فهو على
الباطل.
3- قال تعالى: ﴿ ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل
الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين
القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ﴾ [يوسف: 40].
يلاحظ في حوار يوسف – عليه السلام – مع صاحبي السجن انه وطن نفسه، وروضها
على الاخلاص لله في دعوته معهما، فدعاهما لعبادة الله وحده، واخلاص الدين له، والتبرؤ من
كل ما سوى الله – تعالى -.
4- قوله تعالى:- عندما صارح يوسف اخوته في حواره معهم بالحقيقة : ﴿ قال هل
علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون * قالوا اانك لانت يوسف قال انا
يوسف وهذا اخي قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع
اجر المحسنين * قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين * قال لا
تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين ﴾ [يوسف: 89-92].
يتضح جليا كمال يوسف – عليه السلام – في نصحه وصدق نيته، وتصفية قلبه مع
اخوته – مع ما بدر منهم – بعيدا عن الجدل والنزاع والفتنة، وهكذا سار الانبياء
في حواراتهم مع اقوامهم ودعوتهم ومضيهم الى طرق القلوب وتليينها واستمالتها