كثيرة هي مشاكل الابناء امام الاباء، خصوصا في مقتبل العمر، ورغم ان كثيرا منها بسيطة
الا ان كثرتها تجعلها مقلقة، ومن تلك المشاكل تشاجر الاشقاء من البنين والبنات، ولكل مشكلة
اسباب وحلول وايجابيات وسلبيات، وبحسب موقف الوالدين وسلوكهما تترتب الحلول.ومما يلاحظ ان هذه المشاجرات تقل
كلما تقدم الاولاد في العمر الى سن الخامسة عشرة حتى تنتهي، الا ان الاخذ باسباب
تخفيفها هو المطلوب، واما القضاء عليها فهو من غير الممكن.
هذهجملة من الارشادات والاساليب المفيدة لتقليل المجادلات والمشاجرات بين الاخوة في جميع الاعمال: – تجاهل
منازعات الاطفال البسيطة حتى يكون تدخلك فيما بعد اكثر فعالية. – قم بدور الحكم غير
المتحيز، ودون اصدار احكام مسبقة على احد الطفلين. – اصدر حكما عندما يكون لديك سبب
للاعتقاد بوضوح ان احد الاطفال هو الملوم، او ان الاطفال غير قادرين على حل مشكلتهم
بانفسهم، فقد يكون عليك ان تقوم بدور القاضي.
– كافئ الاطفال كلما استمروا في اللعب دون شجار، واكد لهم بانك سوف تستمر في
مكافاتهم كلما ابتعدوا عن الشجار فيما بينهم. – اعزل الاطفال عن بعضهم كلما تشاجروا، خاصة
اذا كانوا في حالة تشاحن دائما ولم تصلح معهم الطرق الاخرى، وقم باستبعاد ما تشاجروا
عليه عنهم.
اجعل من الواضح لاطفالك -باستخدام عبارات مؤكدة- بانك لن تسمح لهم بايذاء بعضهم بعضا جسميا
بالضرب، او بالكلمات كالسخرية والالقاب، وانك لن تتسامح تحت اي ظرف تجاه استخدام العنف المادي
بين اطفالك او اي شكل من اشكال الاغاظة الهدامة.- ابذل جهدا جادا لفهم الاسباب الكامنة
وراء الاغاظة الهدامة، واعمل على انهاء الاسباب الواقعية التي تجعل احد الاطفال يشعر بالغيرة من
طفل اخر.
– اغرس السلوك الديني وادابه في نفوس الاطفال، واشبع حاجاتهم النفسية من مشاعر الامن والطمانينة
في جو من الحب والاحترام.- حقق العدالة في معاملة الاطفال، فالتفضيل في المعاملة هو من
اهم اسباب غرس بذور الغيرة والحقد بين الاخوة وتنشئة بعض الاطفال على النقمة على الوالدين
وبعض افراد الاسرة، والتي قد تنتقل الى النقمة على المجتمع عموما.- تجنب الاهتمام بابراز الفروق
بين الاطفال عن طريق عقد المقارنة؛ لكون الطفل يقارن نفسه عادة بغيره من اخوته من
حيث الجنس ذكرا او انثى، او من حيث السن صغيرا او كبيرا، او من حيث
القدرات العقلية والبدنية، او من حيث الجمال الطبيعي وغير ذلك.
ولذا فمن الخطا اهتمام الاباء بالمقارنة بابراز هذه الفروق، وان كان لا بد من وضع
افضلية للخلق والتدين والجد في الدراسة.
نصائح تربوية عامة
نختم هذا الحديث بنصائح تربوية عامة للاباء تفيد في قضية تشاجر الاشقاء وايضا في غيرهاانه
من الخطا ان يتوقع الاباء ان يتصرف الابناء بعقلية الاباء، فعقلية الاباء هي خلاصة خبراتهم
وتجاربهم لسنوات طويلة، وان نفسية الاطفال تختلف عن نفسية الكبار، ولذلك يجب على الاباء مراعاة
ما يلي:- ان تحافظ الام على هدوئها بقدر الامكان اثناء ثورة الغضب التي يجتازها ابنها،
وان تشعره بانها تعلم انه غاضب، وان من حقه ان يغضب، ولكن من الخطا ان
يعبر عن الغضب بهذا الاسلوب، وانه يجب ان يعدل سلوكه ويصبح كالاخرين،
اي: يغضب ولكن دون ان ينفعل وينفجر بالبكاء ويلجا الى الرفس والضرب، كما عليها ان
تؤكد له دائما ان ما فعله لن يؤثر على علاقتها به، وانه لا يزال ابنها
المحبوب لتعلمه التسامح.- ان يكون الاباء قدوة حسنة للاطفال، فيقلعون عن عصبيتهم وثورتهم لاتفه الامور
امام الابناء، ويعملون جهدهم لضبط النفس قدر الامكان حتى لا يقلدهم الاطفال، بل ينبغي عليهم
استعمال الاساليب التي تلتزم جانب الهدوء والصبر والفهم في مواجهة الامور وحلها حلا معقولا بالطرق
السلمية، حتى يتعلم الاطفال مواجهة الحياة باسلوب مرن حكيم غير انفعالي.
– على الاباء ان لا يذيقوا الطفل حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر الطفل باكيا
من اجلها وغضب، ذلك لان ذلك يشجعه على ان تصبح هذه طريقته، او وسيلته المفضلة
في الحصول على ما يريد. – يجب ان يكون الاباء حذرين للغاية من ربط بين
مصلحة نفعية يكسب منها الطفل امتيازا عن طريق لجوئه الى حدة الطبع والغضب السريع، فلا
مكافاة الا عندما يظهر سلوكا وخلقا هادئا وطبعا رقيقا.- عدم التدخل المبالغ فيه في حياة
الابناء، وان من الواجب اهتمام الاباء بهم ورعايتهم الرعاية اللازمة، بشرط عدم التدخل المبالغ فيه
في شئونهم الخاصة، فعلى الاباء عدم التدخل المبالغ فيه في حياة الابناء، كان يرسموا لهم
كيف ينفقون مصروف اليد وينتقوا لهم لون ملابسهم.
– ان تدخل الاباء يجب ان يكون تدخلا مرنا باسلوب التوجيه وليس باسلوب الامر الذي
لابد ان يطاع، ان الطاعة العمياء بمجرد الطاعة تخلق من الطفل فردا لا شخصية له،
وعلى هذا الاساس يجب على الاباء الاقلال كلما امكن من التدخل في اعمال الاطفال وحركاتهم،
حتى لا يشعروا بكابوس الكبار، ويثوروا غضبا، او يلجئوا الى العناد، وحتى لا يلجئوا الى
استعمال نفس اساليب الاباء مع اخوتهم واقرانهم من الاطفال فيتشاجرون، ولكن ليس معنى ذلك ابدا
ان نترك الحبل على الغارب، خاصة فيما يتعلق بصحة الطفل او المحافظة على حياته.
– ايضا مساعدة الطفل قدر الامكان في تحقيق رغباته المشروعة، والتنفيس عن مشاريعه المكبوته بمنجزات
ابتكارية، وذلك بتحويل نشاط الطفل الى بعض الهوايات، او الاشغال اليدوية، او التلوين، او اللعب
بالطين والصلصال والنجارة وغيرها، واللعب مع رفاق من سنه.ان الطفل الغضوب هو في الواقع طفل
عذبه الشعور بالاحباط والكبت، ومثل هذه الانشطة تجعله ينفس عن هذا الاحباط، وان كان قليل
من الشعور بالاحباط مفيدا لبناء الشخصية السوية، وكثير منه يؤدي الى المرض النفسي، لذلك كلما
امكننا مساعدة الطفل على اكتساب الخبرات دون احباطه كلما امكنه مواجهة مشاكل الحياة باسلوب سوي.
– وكذلك عدم التوبيخ، خصوصا امام طفل اخر، او امام الضيوف، بل لا تجوز مناقشة
الطفل او مشاكله مع غيره على مسمع منه، كما لا يجوز استعمال النقد او العنف
او الشدة كوسيلة لارغام الطفل على طاعتنا.
– ايضا لا يجوز ان نعبث بممتلكات الطفل او نسمح لغيره من الاطفال بذلك، كما
لا يجوز ان نحرمه منها لمجرد غضبنا منه لسبب ما، وفي الوقت نفسه لا نظهر
امامه الضعف او التراخي او الاهمال او الشدة من احد الابوين والليونة او التدليل من
الاخر، فكلما كانت سياستنا مع الاطفال ثابتة ومرنة وبدون قلق كلما منعنا نوبات الغضب والعناد
والتشاجر عند الاطفال. – يجب ان يسود الاسرة روح التعاون والود والتسامح، فكلما شعر الطفل
بالاستقرار والهدوء النفسي، وكلما وجه نشاطه وطاقته وحيويته وجهة اجتماعية تساعده على تعلم اساليب الاخذ
والعطاء وتجعله ينمو نموا سويا، كلما كف عن اساليب الطفولة الاولى التي تتميز بالغضب والعناد
والتشاجر احيانا، وعند تشاجر الاطفال من سن متقاربة يحسن -ما امكن- تركهم ليحلوا مشاكلهم بانفسهم،
واذا كانت هناك ضرورة لتدخل من الكبار فيجب ان تكون للتوجيه والصلح الهادئ دون تحيز
لطفل.
– في الواقع ان الدراسات العلمية اثبت ان كثيرا من حالات الغضب والعناد وكثرة التشاجر
عند الاطفال مرجعها في الغالب الاباء انفسهم، اي ان الاباء كثيرا ما يكونون مصدر هذه
المشاكل بسلوكهم الذي يتسم بالحزم المبالغ فيه، والسيطرة الكاملة على الطفل، ورغبتهم في طاعة اوامرهم
طاعة عمياء، وبثورة الاباء وشجارهم في المنزل لاتفه الاسباب.
مثل هؤلاء الاباء يجب ان يدركوا انه من الواجب اصلاح انفسهم حتى يمكن اصلاح ابنائهم
وعلاجهم من مشاكلهم النفسية او السلوكية كالغضب والعناد والتشاجر، بعبارة اخرى: ينبغي الاهتمام بتربية الاباء
قبل الاهتمام بتربية الابناء.اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، سبحانك -اللهم- ربنا وبحمدك، اشهد
ان لا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك.
- chijar albanat
- زوج وزوجة تنشب شجار بينهم ماهوسبب لارادي
- شيجار البنات
- موقع لشجار البنات