مواضيع للرجال للنساء

سيرة الصحابة والتابعين

سيرة الصحابة والتابعين 20160819 281 1

سيرة الصحابة والتابعين 20160819 281

حكيم بن حزام

“ان بمكة لاربعة نفر اربا بهم عن الشرك و ارغب لهم في الاسلام… احدهم حكيم
بن حزام”

(محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم )

حكيم بن حزام رضي الله عنه هو الصحابي الذي ولد في جوف الكعبة ، نص
على ذلك

مسلم في صحيحه: فقال: ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة وعاش مئة وعشرين سنة.

مسلم – كتاب البيوع – باب : المتصدق في البيع والبيان .

صحابي جليل ولد في جوف الكعبة واشترى دارا في الجنة

هل اتاك نبا هذا الصحابي؟!.

لقد سجل التاريخ انه المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة المعظمة…

اما قصة ولادته هذه، فخلاصتها ان امه دخلت مع طائفة من اترابها الى جوف الكعبة
للتفرج عليها…

و كانت يومئذ مفتوحة لمناسبة من المناسبات.

و كانت والدته انذاك حاملا به، ففجاها المخاض و هي في داخل الكعبة، فلم تستطع
مغادرتها…

فجيء لها بنطع فوضعت مولودها عليه…

و كان ذلك المولود حكيم بن حزام بن خويلد…

و هو ابن اخي ام المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و ارضاها.

* * *

نشا حكيم بن حزام في اسرة عريقة النسب، عريضة الجاه، واسعة الثراء.

و كان الى ذلك عاقلا سريا فاضلا، فسوده قومه، و اناطوا به منصب الرفادة.

فكان يخرج من ماله الخاص ما يرفد به المنقطعين من حجاج بيت الله الحرام في
الجاهلية…

و قد كان حكيم صديقا حميما لرسول الله صلوات الله و سلامه عليه قبل ان
يبعث.

فهو و ان كان اكبر من النبي الكريم – صلى الله عليه و سلم –
بخمس سنوات، الا انه كان يالفه، و يانس به، و يرتاح الى صحبته و مجالسته،
و كان الرسول – صلى الله عليه و سلم – يبادله ودا بود، و صداقة
بصداقة.

ثم جاءت اصرة القربى فوثقت ما بينهما من علاقة، و ذلك حين تزوج النبي –
صلى الله عليه و سلم – من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

* * *

و قد تعجب بعد كل الذي بسطناه لك من علاقة حكيم بالرسول عليه الصلاة و
السلام اذا علمت ان حكيما لم يسلم الا يوم الفتح، حيث كان قد مضى على
بعثة الرسول صلوات الله و سلامه عليه ما يزيد على عشرين عاما!!.

فقد كان المظنون برجل مثل حكيم بن حزام حباه الله ذلك العقل الراجح، و يسر
له تلك القربى القريبه من النبي صلوات الله عليه، و ان يكون اول المؤمنين به،
و المصدقين لدعوته، و المهتدين بهديه.

و لكنها مشيئة الله…

و ما شاء كان…

* * *

و كما نعجب نحن من تاخر اسلام حكيم بن حزام، فقد كان يعجب هو نفسه
من ذلك.

فهو ما كاد يدخل الاسلام و يتذوق حلاوة الايمان، حتى جعل يعض بنان الندم على
كل لحظة قضاها من عمره و هو مشرك بالله مكذب لنبيه.

فلقد راه ابنه بعد اسلامه يبكي، فقال: “ما يبكيك يا ابتاه؟!.”

قال: “امور كثيرة كلها ابكاني يا بني:

اولها بطء اسلامي مما جعلني اسبق الى مواطن كثيرة صالحة حتى لو انني انفقت ملء
الارض ذهبا لما بلغت شيئا منها.

ثم ان الله انجاني يوم “بدر” و “احد” فقلت يومئذ في نفسي:

لا انصر بعد ذلك قريشا على رسول الله – صلى الله عليه و سلم –
و لا اخرج من مكة، فما لبثت ان جررت الى نصرة “قريش” جرا.

ثم انني كنت كلما هممت بالاسلام، نظرت الى بقايا من رجالات قريش لهم اسنان و
اقدار متمسكين بما هم عليه من امر الجاهلية، فاقتدي بهم و اجاريهم…

و ياليت اني لم افعل..

فما اهلكنا الا الاقتداء بابائنا و كبرائنا…

فلم لا ابكي يا بني؟!!.”

* * *

و كما عجبنا نحن من تاخر اسلام حكيم بن حزام، و كما كان يعجب هو
نفسه من ذلك ايضا، فان النبي صلوات الله و سلامه عليه كان يعجب من رجل
له مثل حلم حكيم بن حزام و فهمه، كيف يخفى عليه الاسلام ،و كان يتمنى
له و للنفر الذين هم على شاكلته ان يبادروا الى الدخول في دين الله.

ففي الليلة التي سبقت فتح مكة قال عليه الصلاة و السلام لاصحابه:

(ان بمكة لاربعة نفر اربا بهم عن الشرك، و ارغب لهم في الاسلام)

قيل: “و من هم يا رسول الله؟“.

قال: (عتاب بن اسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن
عمرو.)

و من فضل الله عليهم انهم اسلموا جميعا…

* * *

و حين دخل الرسول صلوات الله و سلامه عليه مكة فاتحا، ابى الا ان يكرم
حكيم بن حزام فامر مناديه ان ينادي:

“من شهد ان لا اله الا الله، وحده لا شريك له، و ان محمدا عبده
و رسوله فهو امن…

و من جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو امن..

و من اغلق عليه بابه فهو امن…

و من دخل دار ابي سفيان فهو امن…

و من دخل دار حكيم بن حزام فهو امن…”

و كانت دار حكيم بن حزام في اسفل مكة، و دار ابي سفيان في اعلاها.

* * *

اسلم حكيم بن حزام اسلاما ملك عليه لبه، و امن ايمانا خالط دمه و مازج
قلبه…

و الى على نفسه ان يكفر عن كل موقف وقفه في الجاهلية، او نفقة انفقها
في عداوة الرسول – صلى الله عليه و سلم – بامثال امثالها.

و قد بر بقسمه…

من ذلك انه الت اليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ…

ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلبة، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم لياتمروا برسول
الله – صلى الله عليه و سلم – .

فاراد حكيم بن حزام ان يتخلص منها – و كانه كان يريد ان يسدل ستارا
من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة الف درهم، فقال له قائل من
فتيان قريش:

“لقد بعت مكرمة قريش يا عم“.

فقال له حكيم: “هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق الا التقوى، و
اني ما بعها الا لاشتري بثمنها بيتا في الجنة…

و اني اشهدكم انني جعلت ثمنها في سبيل الله عز و جل.”

* * *

و حج حكيم بن حزام بعد اسلامه، فساق امامه مئة ناقة مجللة بالاثواب الزاهية ثم
نحرها جميعها تقربا الى الله…

و في حجة اخرى وقف في عرفات، و معه مئة من عبيده و قد جعل
في عنق كل واحد منهم طوقا من الفضة، نقش عليه:

عتقاء لله عز و جل عن حكيم بن حزام.

ثم اعتقهم جميعا…

و في حجة ثالثة ساق امامه الف شاة – نعم الف شاة – و اراق
دمها كلها في “منى”، و اطعم بلحومها فقراء المسلمين تقربا لله عز و جل.

* * *

و بعد غزوة “حنين” سال حكيم بن حزام رسول الله – صلى الله عليه و
سلم – من الغنائم فاعطاه، ثم ساله فاعطاه، حتى بلغ ما اخذه مئة بعير –
و كان يومئذ حديث اسلام – فقال له الرسول صلوات الله و سلامه عليه:

“يا حكيم:

ان هذا المال حلوة خضرة…

فمن اخذ بسخاوة نفس بورك له فيه…

و من اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه، و كان كالذي ياكل ولا يشبع…

و اليد العليا خير من اليد السفلى”

فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من الرسول عليه الصلاة و السلام قال:

“يا رسول الله، و الذي بعثك بالحق لا اسال احدا بعدك شيئا…

و لا اخذ من احد شيئا حتى افارق الدنيا…”

و بر حكيم بقسمه اصدق البر.

ففي عهد ابي بكر دعاه الصديق اكثر من مرة لاخذ عطائه من بيت مال المسلمين
فابى ان ياخذه…

و لما الت الخلافة الى الفاروق دعاه الى اخذ عطائه فابى ان ياخذ منه شيئا
ايضا…

فقام عمر في الناس و قال:

“ اشهدكم يا معشر المسلمين اني ادعو حكيما الى اخذ عطائه فيابى.”

و ظل حكيم كذلك لم ياخذ من احد شيئا حتى فارق الحياة…

السابق
تويتر صور مضحكه
التالي
صور حلويات جزائرية