سورة الفاتحة هي اول سورة في القران الكريم، وحسب العقيدة الاسلامية لا تصح صلاة المسلم
بدونها، اذ ان قراءتها ركن من اركان الصلاة. وقد سمى نبي الله محمد هذه السورة
بام الكتاب و ام القران في عدة احاديث.
سورة الفاتحة: يقال لها الفاتحة اي فاتحة الكتاب، وبها تفتح القراءة في الصلوات، وهي اول
سور القران الكريم وهي سورة مكية من السور المثاني نزلت بعد سورة المدثر وهي سبع
ايات بلا خلاف. وقد اختلفوا في البسملة هل هي اية مستقلة من اولها كما هو
عند جمهور قراء الكوفة وقول جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين والتابعين او بعض
اية او لا تعد من اولها بالكلية كما هو قول اهل المدينة من القراء والفقهاء.
وقد سميت هذه السورة بالفاتحة لانها تفتتح القران اي انها اول سورة فيه. وسورة الفاتحة
تشمل جميع معاني القران الكريم ومقاصده. فهي كمقدمة للقران ككل. فقد تحدثت عن العقيدة، والعبادة
والايمان باليوم الاخر والايمان بالله عز وجل وصفاته، وافردت الله عز وجل بالعبادة والدعاء وطلب
الهداية الى الصراط المستقيم. ويؤمن المسلمون ان سورة الفاتحة تعلمهم كيفية التعامل مع الله.
اسماء السورة
لسورة الفاتحة كما ذكر السيوطي في كتابه “الاتقان في علوم القران” اكثر من عشرين اسما،
وهذا يدل على شرفها لان كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى. فمن اسمائها:
ام الكتاب.
الشفاء.
الوافية.
الكافية.
الحمد.
السبع المثاني.
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ام
القران هي السبع المثاني والقران العظيم”
بوابة القران الكريم
يدور محور السورة حول اصول الدين وفروعه، والعقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الاخر، والايمان بصفات
الله الحسنى، وافراده بالعبادة والاستعانة والدعاء، والتوجه اليه جل وعلا بطلب الهداية الى الدين الحق
والصراط المستقيم، والتضرع اليه بالتثبيت على الايمان ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين،
والاخبار عن قصص الامم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء ومنازل الاشقياء، والتعبد بامر الله سبحانه
ونهيه
سبب نزول السورة
عن ابي ميسرة ان رسول الله محمد كان اذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد
فاذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل: اذا سمعت النداء فاثبت حتى
تسمع ما يقول لك. فلما برز سمع النداء يا محمد فقال: لبيك. قال: قل اشهد
ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ثم قال قل: الحمد لله
رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين … حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول
علي بن ابي طالب.
فضل السورة
عن ابن عباس قال: “بينما جبريل قاعد عند النبي سمع نقيضا من فوقه فرفع راسه
فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط الا اليوم، فنزل منه
ملك فقال : هذا ملك نزل الى الارض، لم ينزل قط الا اليوم، فسلم وقال
: ابشر بنورين اوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة {البقرة}،
لن تقرا بحرف منهما الا اعطيته”[3] وقال: “ما انزلت في التوراة، ولا في الانجيل، ولا
في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وانها سبع من المثاني، والقران العظيم الذي اعطيته”[4]. عن
ابي سعيد الخدري قال: “كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت ان
سيد الحي سليم وان نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها
رجل ما كنا نابنه برقية فرقاه فبرا فامر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا
فلما رجع قلنا له اكنت تحسن رقية او كنت ترقي قال لا
ما رقيت الا بام الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى ناتي
او نسال النبي فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي
فقال وما كان يدريه انها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم”
سورة الفاتحة: تحتوي على خمس وعشرون كلمة وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا
سورة الفاتحة والصلاة
من اهمية سورة الفاتحة انه لا تصح اي صلاة بدونها فعن عائشة رضي الله عنها
قالت: سمعت رسول الله يقول: (كل صلاة لم يقرا فيها بفاتحة الكتاب فهو خداج) اي
ان كل صلاة من دونها غير كاملة. ويمكن للمصلي ان يكتفي بقراءة الفاتحة فقط في
كل ركعة وهي اقل مقدار مسموح به. وقد اخبر النبي محمد ان سورة الفاتحة المقروءة
في الصلاة مقسمة بين العبد وربه، كلما ذكر العبد منها اية رد الله عليه… ففي
الحديث عن ابي هريرة قال:
«سمعت رسول الله – – يقول: قال الله: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي
ما سال، فاذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، واذا قال:
الرحمن الرحيم، قال الله: اثنى علي عبدي، واذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي،
فاذا قال: اياك نعبد واياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سال، فاذا
قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين انعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا
لعبدي ولعبدي ما سال). »