امر الله تعالى نبيه نوح بصنع السفينة ، و ان يركبها و ياخذ معه فيها
كل من امن من قومه و اهله ، و ان يحمل معه في سفينته ايضا
زوجين اثنين من كل صنف من النباتات و الحيوانات
كان قوم نوح مصرين على ايذئه و تكذيبه و عبادة الاصنام بدلا من التوجه الى
الله في عبادتهم ، و نتيجة لذلك ، فنح الله ابواب السماء بماء منهمر ،
و تفجرت عيون الارض ، و حينها ركض نوح الى السفينة حاملا معه كل ما
امره الله تعالى به، و قد بلغ عدد من معه ثمانين مؤمن ، الا زوجته
و ابنه
اشفق سيدنا نوح على ابنه الذي كان يدعى بكنعان ، و ناداه ان يؤمن به
و يركب معه ، لكنه ابى زاعما انه سيلجؤ الى جبل يعصمه و يحميه من
الماء ، و لما رفض ابنه ذلك ، توجه الى الله تعالى بالدعاء طالبا منه
ان ينجي له ولده ، فرد عليه ربه بان ابنه ليس من اهله و عاتب
الله نوح في ذلك بانه ساله ما ليس له به علم ، فاعتذر نوح من
ربه طالبا منه المغفرة عما بدر منه
سارت السفسنة بعد ذلك مخترقة الامواج ، الى ان رست على جبل من ديار بكر
على الحدود التركية يدعى بالجودي ، و خرج كل من على السفينة الى اليابسة فتزاوجوا
و ملاوا الارض و كانت في ذريتهم البركة
و بذلك فقد اغرق الله تعالى قوم نوح الكفرة بالطوفان و انجى عباده المؤمنين ،
و قد جاء ذلك بالايات التالية من سورة هود حتى اذا جاء امرنا وفار التنور
قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن
وما امن معه الا قليل وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور
رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني
اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا
عاصم اليوم من امر الله الا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وقيل
يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل
بعدا للقوم الظالمين ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق
وانت احكم الحاكمين قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا
تسالن ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين قال رب اني
اعوذ بك ان اسالك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكن من
الخاسرين قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وامم سنمتعهم
ثم يمسهم منا عذاب اليم