مواضيع للرجال للنساء

زوجة ثانية سعيدة

زوجة ثانية سعيدة 20160817 6011 1
زوجة ثانية سعيدة 20160817 6011
خلف ابواب مغلقة , تقبع معاناة خفية , لا تستطيع صاحبتها الاعلان عما يؤلمها او
يزعجها , كيف وهي من ارتضت ان تتسبب في ذلك بنفسها , اذ وافقت ان
تكون زوجة ثانية ..
لقد اولى ديننا العظيم الرعاية والعناية لكل امراة مؤمنة , وامر باعطائها كل حقوقها كاملة
غير منقوصة , وامر برعايتها والرفق بها .
وربما كانت تلك الزوجة الثانية مطلقة او ارملة , لها تجربة في الحياة قاسية ,
وارادت من زواجها تحسين ظروفها, وطاعة ربها , والاستمرار في اكمال دورها كزوجة صالحة وام
صالحة وصاحبة مسئولية مؤثرة .
ولكن هل تجد فعلا في الحياة الجديدة السعادة التي تبحث عنها ؟ وكيف تجدها رغم
كل ما تتعرض له من معاناة سواء من المجتمع المحيط بها , او اضطهاد من
الزوجة الاولى او من نظرات النساء ممن حولها .
وانا هنا ساحاول ان اقف مع معاناة الزوجة الثانية وقفات عابرات لعلنا ان نهتم بمعاناتها
ونرفق بالامها , انها وقفات نصح وارشاد لها كما انها وقفات بيان وتبيين لمن حولها
:
اولا : قد يسعد الزوج بالزوجة الثانية في اول الزواج , وتكون عنده مفضلة على
الزوجة الاولى باعتبار ان كل ما هو جديد جاذب , ولكن بعد فترة زمنية من
الزواج ومشاكل الحياة تصبح الحياة الروتينية هنا مثل هناك , ففي هذه الحالة عليها ان
تعلم انه في كثير من الاحوال يرق الزوج لزوجته الاولى , فعليها الا تصدم من
ذلك وان تتوقعه , وان تستقبله بروح طيبة , ولتعلم انه اذا لم يكن به
خير في بيته الاول فلن يكون به خير في بيته الثاني , فلتامره بالعدل معهما
, وبالرفق مع زوجته الاولى , وتهيىء نفسها لحياة مستقيمة بينهما معا .
ثانيا : عليها ان تعلم ان الحياة الزوجية التي رسمها الزوج معها والسعادة التي بات
يحلم بها بعد قراره بالزواج منها قد تتحقق فعلا وقد لا تتحقق , وهذا الامر
يعود اليها الى حد بعيد , فيمكن لها ان تجعل بيتها سعيدا , وربما جعلت
هذا الزوج يندم على ارتباطه بها , ويتمنى ان يرجع به الزمن الى الوراء اسفا
على ما فعل , فالزوجة هي سر سعادة البيت , فلترتب لنفسها من البداية على
طرائق في استمرار السعادة , واول واهم هذه الطرائق هي الحكمة , وكبت الغيرة ,
وطلب العدل , وكل ذلك لا ياتي الا بالتقوى والعلاقة بالله سبحانه .
ثالثا : على الزوجة الثانية ان تعلم انها في نظر الزوجة الاولى دخيلة عليها ,
لان الزوجة الاولى تؤكد دوما انها هي التي بدات مع الزوج طريق حياته خطوة بخطوة
حتى علا شانه ووصل لما هو فيه , ولم يخطر ببالها ولم تتخيل ان تاتي
انسانة فجاة وتهدم كل التي قامت ببنائه .

ورغم ان تلك الزوجة الاولى تعلم ان للثانية كل الحقوق مثلها تماما , لكنها قلبها
ينقبض منها , وشعورها بالانكسار والصدمة يغلب عليها فيكسوها بالهموم والاحزان .

لذلك لابد على الزوجة الثانية ان تقدر مشاعر الزوجة الاولى , وتحترم معاناتها , وتعلم
ان الزوجة الاولي هي البداية , فعليها – ان ارادت ان تعيش سعيدة – ان
تدفع الزوج دفعا , وتشجعه تشجيعا نحو الاهتام بالاولى وباولادها , وتفقد احوالهم , حتى
ولو على حساب نفسها ولتحتسب ذلك لوجه الله تعالى , ولتعلم تماما ان الله تعالى
سيكافئها على ذلك .
رابعا : عليها ان تعلم ان الزوج اذا زارها فوجد كثرة الشكوى , وكثرة المطالب
بما لا يستطيعه او يقدر عليه , فقد يصيبه الملل , وربما يهرب منها كما
هرب اليها من قبل , لكنها عليها ان تلفت نظره لفتا لطيفا لما تريده مرة
او مرتين على الاكثر , واذا لم يستجيب الزوج لمطالبها فعليها ان تصبر.
كما عليها ان تجعل اللحظة التي ياتي اليها فيها افضل الاوقات حتى يحب ذلك اللقاء
, فالزوج عندما اختارها كان يريد ويبحث عن راحة البال , وراحة بال الزوج تبدا
من الزوجة بالبشاشة عند اللقاء والشكر في شتى الحالات .
خامسا : كثير من هؤلاء الزوجات بعد زواجهن , كانهن يدخلن حربا مع الزوجة الاولى
منذ بداية الزواج , لذلك على الزوجة الثانية ان تراقب ربها وان تعلم ان كل
ما تفعله من خير او شر فسوف تراه , وتحاسب عليه امام الله .
و رغم انها قد ترى تعنتا ومشقة من الزوجة الاولى , فننصحها ان تلتمس لها
العذر , وان تعيش بصدر متسع اذا ارادت الحياة الزوجية الهادئة , لا تخلق معوقا
امام كل موقف , لكن عليها ان تكون اكبر من ذلك ,لا تعمل الا لله
, ولتستقبل السيئة بالحسنة حتى تنال رضى الله , فاذا رضي الله عنها ارضى عنها
زوجها وكل الناس .
سادسا : احيانا تشعر الزوجة الثانية ان الزوج اختارها على الاولى لصغر سن مثلا او
لجمال , وذلك قد يسبب وقوع الغيره بين الزوجتين , فلا داع لاظهار اي شيء
من ذلك امام الزوجة الاولى , ولا داع لاستفزاز الزوجة الاولى باى شكل ,ولا تجعل
الشطان يسول بينهما البغض والكره و العداوة , ولكن عليها ان تعامل الاولى معاملة طيبة
, وعليها ان تعلم ان الكيد الذي تكيده للزوجة الاولى لا يعود عليها الا احزانا
وكابة وعبوسا .

نعم قد يكون نشوء المحبة بين الزوجتين صعبا , لكن الذي يمكن ان يحسن العلاقة
لين المعاملة وعدم الظلم احد , وعدم تدبير المكائد و وعدم الغيبة , او النميمة
, وعدم ذكر النقائص , وعدم تلصص كل من الزوجتين على اخطاء الاخرى , وليكن
التعاون على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان .

سابعا : على الزوجتين الاولى والثانية ان تتقيا الله في القول والعمل ,ولتعلما ان الله
يطلع عليهما , ويعلم ما في القلوب , ويعلم السر والعلن .
فبالتقوى يجعل لهما من الاحزان والهموم مخرجا .. ومن الضيق فرجا .. و يخرجهما من
الفقر الى الغنى , ويرزقهما من خير الدنيا والاخرة لقوله تعالى , “ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب “
ثامنا : كل من الزوجتين الثانية والاولى تعاني معاناة تختلف عن الاخرى , وتشعر باحزان
, وتتالم , فعليهن البحث عن باب للفرار من هذا الهم و الالم , ولا
افضل من باب اللجوء الى الله سبحانه بذكره , فالذكر يغير حال بحال لقوله تعالى
“الا بذكر الله تطمئن القلوب ” , ولاشك ان الذي يرجع البسمة والبشاشة للوجه سواء
للزوجة الاولى او الثانية هو الوصال المستمر به عز وجل فلتسع كل منهما سعيها للوصول
لمحبته تعالى بالعمل الصالح , والمحافظة على الصلوات , وكثرة التوبة , والاستغفار , ولتكثر
من الدعاء له سبحانه خاصة في جوف الليل , فالله تعالى قريب مجيب الدعاء .
تاسعا : على كل منهما ان تعلما ان هذه الحياة مهما طالت فلا بد ان
تنتهي , وسوف تقف كل منهما امام الله تعالى وبيدها سجل الاعمال , فلا داع
ان تظلم احداهما الاخرى فتسود سجلها بما يثقل عليها , ولا تنسى قول الله تعالى
” واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا
يظلمون ” 281 البقرة
السابق
مشاكل اسريه
التالي
اكلات رجيم جديدة