في قديم الزمان في فرنسا كانت فتاة جميلة جدا تدعى ” فيكتورين لافوركاد ” وكانت
من اسرة ثرية ونبيلة , وكانت ” فيكتورين ” تقيم في قصر كبير وبالغ الفخامة
, وكانوا دائما يقيمون الحفلات في هذا القصر ويدعون على هذه الحفلات نجوم المجتمع الفرنسي
, وفي احدى الحفلات التقت ” فيكتورين : بشاب وسيم يدعى ” جوليان بوسويه ”
, وكان ” جوليان ” بارع في الحديث ومحبوب جدا ولكنه كان فقير , احب
” جوليان ” الفتاة الثرية ” فيكتورين ” وتقدم لخطبتها ولكنها رفضت وفضلت عليه شابا
ثريا من اسرة عريقة يدعى ” رينيل ” .
وتزوجت ” فيكتورين ” من الشاب الثري ” رينيل ” , وبعد الزواج اكتشفت انه
فظ وغليظ القلب وقاسي جدا وانه سيء التعامل , فلم تحتمل ” فيكتورين ” كل
هذا ومرضت مرضا خطيرا , وبقيت في فراشها حتى ظهرت عليها علامات الموت , فدفنوها
في مقبرة القرية القريبة من القصر والتي ولدت فيها .
علم ” جوليان ” بخبر وفاتها , وذهب الى قبرها وكان يتمنى ان يحتفظ بشيء
من اثرها , فخطرت بباله ان ياتي للمقبرة بعد منتصف الليل وان يفتح التابوت وياخد
خصلة من شعرها , وفعل ” جوليان ” ذلك , وعندما اقترب من راس ”
فيكتورين ” لياخذ خصلة من شعرها فاذا ب ” فيكتورين ” تهتز وترتعش ومن ثم
فتحت عيناها , صعق ” جوليان ” ولكنه تمالك قواه وحملها بين ذراعيه وذهب الى
بيته واسعفها .
عاد ” جوليان ” الى المقبرة واغلق التابوت حتى لا يعلم احد بان ” فيكتورين
” مازالت على قيد الحياة , بقيت ” فيكتورين ” في منزل ” جوليان ”
عدة اسابيع حتى استرجعت صحتها , وثم اتفقت ” فيكتورين ” و ” جوليان ”
على السفر الى امريكا ليبدان حياة جديدة .
بعد عشرين سنة عادا الى باريس بعد شوق وليقضيا اجازة قصيرة , وفي احدى الحفلات
كانت ” فيكتورين ” و ” جوليان ” مدعوين , وارتشعت ” فيكتورين ” عندما
شاهادت ” رينيل ” واقفا ينظر اليها , وتقدم نحوها وقال لها : انك تشبهين
كثيرا سيدة اعرفها . فزعت ” فيكتورين ” , وبفي ” رينيل ” يحدق اليها
ويتامل جسدها , وتوقف نظره الى يدها اليسرى , تجمد الدم في عروق ” فيكتورين
” لانها تذكرت انه قذفها مرة بقطعة حديد اصابت يدها اليسرى وتركت اثارا . عرفها
” رينيل ” من الجرح الذي بيدها وقال لها انها ” فيكتورين ” , فما
كان امام ” فيكتورين ” الا الاعتراف بكل شيء , وغضب ” رينيل ” كثيرا
وطلقها , وبهذا اصبح بامكانها ان تتزوج من ” جوليان ” , واقاما حفل زفاف
كبير واكملا حياتهما بسعادة تامة وعادا الى امريكا .
فى قديم الزمان حيث لم يكن على الارض بشر بعد كانت الفضائل والرذائل , تطوف
العالم معا وتشعر بالملل الشديد , ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية اقترح الابداع لعبة
واسماها الاستغماية او الغميمة , احب الجميع الفكرة والكل بدا يصرخ : اريد انا ان ابدا
.. اريد انا ان ابدا , الجنون قال :- انا من سيغمض عينيه ويبدا العد وانتم
عليكم مباشرة الاختفاء , ثم انه اتكا بمرفقيه على شجرة وبدا واحد , اثنين ,
ثلاثة وبدات الفضائل والرذائل بالاختباء.
وجدت الرقه مكانا لنفسها فوق القمر , واخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة , وذهب
الولع بين الغيوم ومضى الشوق الى باطن الارض , الكذب قال بصوت عال :- ساخفي نفسي
تحت الحجارة ثم توجه لقعر البحيرة , واستمر الجنون :- تسعة وسبعون , ثمانون , واحد
وثمانون , خلال ذلك اتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها ماعدا الحب كعادته لم يكن صاحب
قرار وبالتالي لم يقرر اين يختفي وهذا غير مفاجيء لاحد , فنحن نعلم كم هو
صعب اخفاء الحب .
تابع الجنون :- خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون , وعندما وصل الجنون في
تعداده الى :- المائة قفز الحب وسط اجمة من الورد واختفى بداخلها فتح الجنون عينيه وبدا
البحث صائحا :- انا ات اليكم , انا ات اليكم .
كان الكسل اول من انكشف لانه لم يبذل اي جهد في اخفاء نفسه ثم ظهرت
الرقه المختفية في القمر , وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس واشار الجنون
على الشوق ان يرجع من باطن الارض , الجنون وجدهم جميعا واحدا بعد الاخر ماعدا
الحب كاد يصاب بالاحباط والياس في بحثه عن الحب واقترب الحسد من الجنون , حين
اقترب منه الحسد همس في اذن الجنون قال :- الحب مختفا بين شجيرة الورد التقط الجنون
شوكة خشبية اشبه بالرمح وبدا في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ولم يتوقف الا عندما
سمع صوت بكاء يمزق القلوب .
ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين اصابعه
, صاح الجنون نادما :- يا الهي ماذا فعلت بك ؟ لقد افقدتك بصرك ماذا افعل
كي اصلح غلطتي بعد ان افقدتك البصر ؟ اجابه الحب :- لن تستطيع اعادة النظر لي
, لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لاجلي ) كن دليلي ( . وهذا ماحصل
من يومها يمضي الحب الاعمى يقوده الجنون ولهذا عندما نحب احدا نقول له احبك بجنون
" .
- روايات رومانسية قصيرة