مقتطفات من اروع الكتب
قال:
– سارحل واريد ان تعلمي انني ساعود، انا احبك لان …
– لا تقل شيئا قاطعته فاطمة اننا نحب لاننا نحب، لايوجد سبب اخر كي نحب.
مع ذلك فقد استانف:
– احبك لانني رايت حلما، ثم التقيت ملكا، بعت الزجاجيات، عبرت الصحراء، ثم تقاتلت العشائر،
وجئت قرب بئر لاعلم اين يسكن خيميائي، احبك لان الكون كله قد تضافر ليوصلني اليك.
تعانقا، وكانت تلك المرة الاولى التي يتلامس فيها جسداهما.
– ساعود قال الشاب ايضا.
– من قبل، عندما كنت انظر الى الصحراء، فقد كنت انظر اليه بشوق،اما الان فسوف
يستحيل هذا الشوق الى امل، فقد سافر والدي ذات يوم، لكنه عاد الى امي، ومايزال
يعود في كل مرة يسافر فيها.
لم يقولا شيئا بعد، وانما مشيا قليلا وسط صريمة النخيل ثم اوصلها حتى مدخل خيمتها.
– ساعود مثلما عاد ابوك الى امك قال لها، وقد لاحظ ان عينيها قد اغرورقتا
بالدموع.
– انت تبكين؟
– صحيح انني بنت الصحراء اجابت وهي تخفي وجهها لكنني امراة فوق كل اعتبار.
عادت فاطمة الى خيمتها، بينما كانت الشمس تشرف على الشروق، وعند مطلع النهارستخرج لتفعل ماكانت
تفعله منذ سنوات، لكن كل شيء قد تغير، فالشاب لم يعد في الواحة.
الخيميائي
باولو كويلو
انا لا اقاتل كي انتصر، بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث ابدا ان ظلت
امة منتصرة الى الابد. انا اخاف شيئا واحدا: ان ننكسر الى الابد، لان الذي ينكسر
الى الابد لا يمكن ان ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على الا تهزموا الى الابد
من رواية زمن الخيول البيضاء – ابراهيم نصرالله
– انا لا اقاتل كي انتصر، بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث ابدا ان
ظلت امة منتصرة الى الابد. انا اخاف شيئا واحدا: ان ننكسر الى الابد، لان الذي
ينكسر الى الابد لا يمكن ان ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على الا تهزموا الى
الابد
-لقد خلق الله الحصان من الريح والانسان من التراب. (والبيوت من البشر)!!
– ان عمر الرجال اطول من عمر الامبراطوريات
– هذه البلاد بحجم القلب لاشي فيها بعيد ولاشي فيها غريب
-( فنحن ننسى ، الله كم ننسى، ياعيبنا كم ننسى ، كيف نسينا انهم خدعونا
عام 1936 كيف؟ كيف ننسى؟ ارسلوا لنا جيوشا صنعها الانجليز ويقودها الانجليز لنقاتل الانجليز واليهود
، الذين يحميهم الانجليز، كيف صدقنا؟ كيف صدقنا؟)
من رواية زمن الخيول البيضاء – ابراهيم نصرالله
كنا نلهو فوق ثلج عمرنا قبل ان يتسخ
وتسلينا ببناء سور
ثم اكتشفنااننا بنينا السور فيما بيننا
ومن يومها وانا اناديك وانت تناديني من خلف السور
كيف استحالت النكتة البيضاء الى ثلج اسود ؟!!
ختم الذاكرة بالشمع الاحمر
غادة السمان
ما كان لي صديق لاخسره. اصدقائي سقطوا من القطار. عندما تغادر وطنك, تولي ظهرك لشجرة
كانت صديقة, ولصديق كان عدوا. النجاح كما الفشل, اختبار جيد لمن حولك, للذي سيتقرب منك
ليسرق ضوءك, والذي سيعاديك لان ضوءك كشف عيوبه, والذي حين فشل في ان ينجح, نذر
حياته لاثبات عدم شرعية نجاحك. الناس تحسدك دائما على شيء لا يستحق الحسد, لان متاعهم
هو سقط متاعك. حتى على الغربة يحسدونك, كانما التشرد مكسب وعليك ان تدفع ضريبته نقدا
وحقدا, وانا رجل يحب ان يدفع ليخسر صديقا. يعنيني كثيرا ان اختبر الناس واعرف كم
اساوي في بورصة نخاستهم العاطفية. البعض تبدو لك صداقته ثمينة وهو جاهز ليتخلى عنك مقابل
500 فرنك يكسبها من مقال يشتمك فيه, واخر يستدين منك مبلغا لا يحتاجه وانما يغتبط
لحرمانك منه, واخر اصبح عدوك لفرط ما احسنت اليه ” ثمة خدمات كبيرة الى الحد
الذي لا يمكن الرد عليها بغير نكران الجميل”. ولذا لا بد ان تعذر من تنكر
لك, ماذا تستطيع ضد النفس البشرية؟
رواية عابرسرير
في صور الحروب التي اصبحت حرب صور، ثمة من يثرى بصورة، وثمة من يدفع ثمنا
لها.
وحدها صورة الحاكم الذي لا يمل من صورته، تمنحك راحة البال ,ان كان لك شرف
مطاردته يوميا في تنقلاته لالتقاطها. لكنك متورط في الماساة، وفي تاريخ كان ينادى فيه
للمصور كما في اليمن السعيد في الخمسينات، ليلتقط لحظات اعدام الثوار وتخليد مشهد
رؤوسهم المتطايرة بضربات السيوف في الساحات. ايامها، كان قطع الرؤوس اهم انجاز،
وعلى المصور الاول والاوحد في البلاد ان يبدا به مهنته.
رواية عابرسرير
” الفاجعة .. ان تتخلى الاشياء عنك , لانك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها .
عليك الا تتفادى خساراتك . فانت لا تغتني باشياء ما لم تفقد اخرى . انه
فن تقدير الخسائر التي لابد منها . ولذا , انا كصديقي الذي كان يردد ”
لا متاع لي سوى خساراتي . اما ارباحي فسقط متاع ” , اؤثر الخسارات الكبيرة
على المكاسب الصغيرة . احب المجد الضائع مرة واحدة ”
عابر سرير
ان كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، و ان كنت لا تملك وسيلة نقل
فسواك مبتور القدمين ، وان كنت تشكو من الام فغيرك يرقدون على الاسرة البيضاء ومن
سنوات ، وان فقدت ولدا فغيرك فقد عددا من الاولاد و في حادث واحد ..
لانك مسلم امنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الاخرو القضاء خيره و شره
لا تحزن .. لا تحزن ان اذنبت فتب ، و ان اسات فاستغفر ، وان
اخطات فاصلح ، فالرحمة واسعة والباب مفتوح ، و الغفران جم ، و التوبة مقبولة
.. لا تحزن لان القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، و الاقلام جفت ،
و الصحف طويت ، و كل امر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئا
و لا يؤخر، و لا يزيد فيه شيئا ولا ينقص .. لا تحزن لانك بحزنك
تريد ايقاف الزمن ، وحبس الشمس ، وايقاف عقارب الساعة ، والمشي الى الخلف و
رد النهر الى مصبه .. لا تحزن لان الحزن كالريح الهوجاء تفسد الهواء و تبعثر
الماء و تغير السماء ، و تكسر الورود اليانعة في الحديقة الغناء .. لا تحزن
و انت تملك الدعاء ، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، و تحسن المسكنة
على ابواب ملك الملوك ، و معك الثلث الاخير من الليل ، ولديك ساعة تمريغ
الجبين في السجود .. لا تحزن فان الله خلق لك الارض و ما فيها ،
وانبت لك حدائق ذات بهجة ، و بساتين فيها من كل زوج بهيج ، و
نخلا باسقات لها طلع نضيد ، و نجوما لامعات ، و خمائل و جداول ،
و لكنك تحزن .. لا تحزن فانت تشرب الماء الزلال ، وتستنشق الهواء الطلق ،
وتمشي على قدميك معافى ، و تنام ليلك امنا .. لا تحزن .. اما ترى
السحاب الاسود كيف ينقشع ، و الليل البهيم كيف ينجلي ، و الريح الصرصر كيف
تسكن ، والعاصفة كيف تهدا ؟! اذا فشدائدك الى رخاء ، و عيشك الى هناء
، ومستقبلك الى نعماء .. لا تحزن لهيب الشمس يطفئه وارف الظل ، و ظما
الهاجرة يبرده الماء النمير ، و عضة الجوع يسكنها الخبز الدافيء ، و معاناة السهر
يعقبها نوم لذيذ ، و الام المرض يزيلها لذيذ العافية ، فما عليك الا الصبر
قليلا والانتظار لحظة .. لا تحزن فان عمرك الحقيقي سعادتك و راحة بالك ، فلا
تنفق ايامك في الحزن ، و تبذر لياليك في الهم ، و توزع ساعاتك على
الغموم ، و لا تسرف في اضاعة حياتك فان الله لا يحب المسرفين
من كتاب لا تحزن – عائض القرني
- صور من روائع القديمة