قصيدة العوده للشاعر ابراهيم ناجي
هذه الكعبة كنا طائفيها والمصلين صباحا ومساء
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها كيف بالله رجعنا غرباء
دار احلامي وحبي لقيتنا في جمود مثلما تلقى الجديد
انكرتنا وهي كانت ان راتنا يضحك النور الينا من بعيد
رفرف القلب بجنبي كالذبيح وانا اهتف: يا قلب اتئد
فيجيب الدمع والماضي الجريح لم عدنا؟ ليت انا لم نعد !
لم عدنا؟ او لم نطو الغرام وفرغنا من حنين والم
ورضينا بسكون وسلام وانتهينا لفراغ كالعدم؟!
ايها الوكر اذا طار الاليف لا يرى الاخر معنى للمساء
ويرى الايام صفرا كالخريف نائحات كرياح الصحراء
اه مما صنع الدهر بنا او هذا الطلل العابس انت !
الخيال المطرق الراس انا؟ شد ما بتنا على الضنك وبت !
اين ناديك واين السمر اين اهلوك بساطا وندامى
كلما ارسلت عيني تنظر وثب الدمع الى عيني وغاما
موطن الحسن ثوى فيه السام وسرت انفاسه في جوه
واناخ الليل فيه وجثم وجرت اشباحه في بهوه
والبلى! ابصرته راي العيان ويداه تنسجان العنكبوت
صحت يا ويحك تبدو في مكان كل شيء فيه حي لا يموت !
كل شيء من سرور وحزن والليالي من بهيج وشجي
وانا اسمع اقدام الزمن وخطى الوحدة فوق الدرج
ركني الحاني ومغناي الشفيق وظلال الخلد للعاني الطليح
علم الله لقد طال الطريق وانا جئتك كيما استريح
وعلى بابك القي جعبتي كغريب اب من وادي المحن !
فيك كف الله عني غربتي ورسا رحلي على ارض الوطن !
وطني انت ولكني طريد ابدي النفي في عالم بؤسي !
فاذا عدت فللنجوى اعود ثم امضي بعدما افرغ كاسي !
- ابراهيم ناجي رفرف القلب بجنبي كالذبيح
- رفرف القلب بجنبي كالذبيح ابراهيم ناجي
- شعر ناجي ابراهيم رفرف القلب بجنبي كالذبيح