د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسى
الحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة
الزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما
زوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة
والرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء , وضرورة ايضا لنمو الابناء فى
جو اسرى دافئ ومستقر ومطمئن , خاصة وان طفولة الانسان هى اطول طفولة بين المخلوقات
, ولذلك تحتاج لمحضن اسرى مناسب يمنح الابناء ما يحتاجونه من ماكل ومشرب وماوى وامان
وحب وتقدير ورعاية لكى يحققوا الغاية العظمى التى خلقوا من اجلها
ولكن للاسف يحدث فى بعض الاحيان خلل فى منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة فى
احد الزوجين او كليهما او مشكلة فى توافقهما او مشكلة فى طبيعة العلاقة بينهما .
ولكى نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض اهم اسباب ذلك الفشل من خلال
ارشيف العيادة النفسية , وصفحات الحياة اليومية :
[اسباب شخصية:
– اضطراب شخصية احد الزوجين او كليهما : وفيما يلى نستعرض بعض سمات الشخصيات الاقرب
للفشل فى الحياة الزوجية , وهذه السمات والانماط الشخصية قد توجد فى الزوج او الزوجة
على حد سواء , وننبه القارئ اننا سنستخدم صيغة المذكر فى اغلب الاحوال ( باستثناء
الشخصية الهستيرية التى يغلب وجودها فى النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على
الرجل او المراة على حد سواء:
– الشخصية البارانوية ( الشكاك , الغيور , المستبد , المتعالى )
– الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته , الانانى , المعجبانى , الطاووس , المتفرد
, الساعى الى النجومية والنجاح والتالق وحده على حساب الاخرين , الذى يستخدم الاخرين لتحقيق
نجاحه حتى اذا استنفذوا اغراضهم القاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )
– الشخصية السيكوباتية ( الكذاب , المحتال , المخادع , الساحر , معسول الكلام ,
الذى لا يلتزم بعهد ولا يفى بوعد , ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب
الاخرين , ولا يلتزم بقانون , ولا يحترم العرف , ولا يشعر بالذنب , ولا
يتعلم من خبراته السابقة فيقع فى الخطا مرات ومرات )
– الشخصية الهستيرية ( الدرامية , الاستعراضية , الزائفة , الخادعة والمخدوعة , السطحية ,
المغوية , التى تعد ولا تفى وتغوى ولا تشبع , الجذابة , المهتمة بمظهرها اكثر
من جوهرها , الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجى البراق الاخاذ , التى تجيد تمثيل
العواطف رغم برودها العاطفى , وتجيد الاغواء الجنسى رغم برودها الجنسى , ولا تستطيع تحمل
مسئولية زوج او ابناء , هى للعرض فقط وليست للحياة , كل همها جذب اهتمام
الجميع لها )
– الشخصية الوسواسية ( المدقق , الحريص بشدة على النظام , العنيد , البطئ ,
البخيل فى المال والمشاعر , المهتم بالشكل والنظام الخارجى على حساب المعنى والروح )
– الشخصية الحدية ( شديد التقلب فى ارائه وعلاقاته ومشاعره , سريع الثورة , كثير
الاندفاع , غير المستقر فى دراسته او عمله او علاقاته , يميل الى ايذاء نفسه
, ويميل الى الاكتئاب والغضب , ومعرض للدخول فى الادمان , ومعرض لمحاولات الانتحار )
– الشخصية الاعتمادية السلبية ( الضعيف , السلبى , الاعتمادى , المتطفل , اينما توجهه
لا ياتى بخير )
– الشخصية الاكتئابية ( الحزين , المهموم , المنهزم , اليائس , قليل الحيلة ,
المتشائم , النكد , المنسحب , المنطوى )
2- عدم التوافق ( رغم سواء الطرفين ) : قد يكون كلا من الزوجين سويا
فى حد ذاته , ولكنه فى هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكان هذه العلاقة
وهذه الظروف تخرج منه اسوا ما فيه .
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة ايجابية وسلبية : فهناك
بعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة , وعندما لا يحقق الشريك
هذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو
ويحبونه كما هو , وانما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له , فان لم يحققها سخطوا
عليه وعلى الحياه , وهؤلاء يفشلون فى رؤية ايجابيات الشريك لانهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الاخر بشكل خاص : فالمراة لها احتياجات خاصة فى
الحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل او لا ينتبه اليها ( رغم حسن نواياه احيانا
) , والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المراة او لا
تنتبه اليها ( رغم حسن النوايا غالبا )
5- عدم القدرة على التعايش مع اخر : فهناك افراد ادمنوا العيش وحدهم , وهم
لا يتحملون وجود اخر فى حياتهم , فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على
اى شئ , ويعتبرون وجود اخر قيد على حريتهم وحياتهم , لذلك يفشلون فى حياتهم
الزوجية ويهربون منها فى اقرب فرصة متاحة .
6- العناد : قد يكون احد الزوجين او كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز
اى موقف او اى ازمة لان الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية ,
وهذا يجهد الطرف الاخر ويجعل حياته جحيما .
7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة )
, او جسدى ( الضرب ) , وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية
ويجعله اقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .
والاسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص فى هذه الايام نظرا لما يرتديه الناس
من اقنعة تخفى حقيقتهم , ونظرا لعدم او ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ,
وصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الاقارب او الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد
لديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .
:k:اسباب عاطفية :
– غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج
لان تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة ( لفظية وغير لفظية ) والتى تصل
الى الطرف الاخر فتسعده وتشعره بالامان والرغبة فى الاستمرار اللانهائى .
– الغيرة الشديدة : فعلى الرغم من ان الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص
وتنبيه رقيق للطرف الاخر , الا ان الغيرة الشديدة المرضية هى بمثابة سم زعاف ينتشر
فى جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لانها تحول الحياة الزوجية الى نكد وعذاب لا يحتمله
الطرف الاخر فيضطر للهروب .
– الشك : وهو مرحلة اخطر من الغيرة لانه اتهام للطرف الاخر ينتظر اقامة الدليل
لاذلاله او اهانته او انهاء العلاقة به .
– الرغبة في التملك : وهى تدفع الطرف المتملك الى خنق الطرف الاخر حيث يحوطه
من كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الاسباب .
اسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من احدى او كلا العائلتين : ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية
والثنائية فى العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وافكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سئ
النية .
2- تاخر الفطام العائلي لاحد الطرفين : وهذا يجعل الزوج او الزوجة شديد الارتباط والاعتماد
على اسرة المنشا , وكان الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم
قدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن اسرة المنشا فهو يريد
ان يقضى كل وقته او معظمه لديهم , وياتى ذلك على حساب شريك الحياة الذى
يجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة : فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق , ويجعل الهجر
سهلا , ويؤكد ان الحياة بدون شريك ممكنة .
اسباب دينية :
1- عدم فهم وادراك قداسة العلاقة الزوجية : تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج
من القداسة ويجعلها اصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل : ” وكيف تاخذونه وقد افضى
بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ” … ” ومن اياته ان خلق لكم
من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” …. ” هن لباس لكم
وانتم لباس لهن ” .
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية : السكن بمعنى الطمانينة والاستقرار ,
والمودة جامعة لكل معانى الحب والرعاية والحنان ( خاصة فى حالة الرضا ) , والرحمة
جامعة لكل معانى التسامح والغفران ونسيان الاساءة والتغاضى عن الزلات ( وخاصة فى حالة الغضب
)
3- عدم وضوح دور الرجل والمراة وواجباتهما في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة : فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المراة
وانتهاكا لكرامتها , فى حين ان القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة
.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا : فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا , لذلك
يصبح صبرنا على الاخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار
الحياة الزوجية السعيدة .
6- عدم القدرة على التسامح : فلا يوجد انسان ( او انسانة ) بلا زلات
او اخطاء , وبالتالى فلا بد من وجود الية مثل التسامح لكى تستمر الحياة .
7- النشوز : وهو استعلاء طرف على اخر وتمرده عليه وعصيانه له , ولا يوجد
انسان سوى يحب من يستعلى او يتمرد عليه او يعصيه احتقارا او استهزاءا .
:k:اسباب اجتماعية :
– ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين او احدهما شديد الحساسية وقابل
للانفجار , فالمراة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الاسرة ومساعدة الابناء فى واجباتهم
الدراسية , والرجل يعمل فى اكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الاسرة
– تهديد التفوق الذكوري : فالمراة التى تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها او منصبها او
حسبها , انما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها , وتنزع منه قيمة يعتز بها
, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.
:k:اسباب اقتصادية :
– الضغوط المادية الخانقة : والتى تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة
يصعب معها الاحساس بالمشاعر الرقيقة .
– الفقر الشديد او الغنى الفاحش : فكلاهما يؤديان الى حالة من عدم التوازن النفسى
لدى احد الطرفين او كليهما خاصة فى حالة عدم النضج وعدم القدرة علبى التواؤم مع
النقص الشديد او الزيادة الشديدة فى المال .
:k:فشل او اضطراب العلاقة الجنسية :
وهذا هو السبب الخفى ( والاهم فى نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية
, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم اهميته , وانما ياتيان للعيادة الزوجية او
لمحاضر الصلح العائلى او لمحكمة الاسرة باسباب فرعية هامشية , ولكن السبب الاصلى للشقاق يكون
كامنا فى العلاقة الخاصة بينهما , وقد وجدت بعض الدراسات ان هذا السبب يكمن وراء
70-90% من حالات الطلاق , ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون , ومن
هنا نستطيع ان نقول دون مبالغة ان نجاح الحياة الزوجية يبدا من الفراش , وان
فشلها يبدا ايضا من الفراش
:k:العلامات المبكرة للفشل :
1- الاحساس السلبي بالاخر , وذلك يبدو فى صورة عدم الارتياح فى وجوده , وتمنى
البعد عنه قدر الامكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة او المستمرة , واختلافات وجهات النظر حول كل شئ , وكان
كل منهما يسير دائما عكس اتجاه الاخر
3- فقد او جفاف الاحساس بالاخر , فكانه غير موجود , حيث اصبحت المستقبلات النفسية
ترفض وتنكر وجوده .
الارتباطات الشرطية واثرها :نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معا وجودا مؤلما او على
الاقل غير مريح . وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة
, والتى تجعل ظهور اى طرف امام الاخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز
, مع ما يصاحب ذلك من الام جسمانية , او رغبة فى القئ او صداع
او دوار .
:k:محاولات الانقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا
ليتدبرا اسباب ذلك دون ان يلقى ايهما المسئولية على الاخر . وهذا الحل ينجح فى
حالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية واعادتها الى مسارها
الصحيح دون تدخل اطراف خارجية .
– دخول طرف ثالث : من احد الاسرتين او كليهما ، استشارة زواجية ، علاج
زواجي او عائلي . ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة اصرار او عناد احد
الطرفين او كليهما , وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى
الحياة الزوجية بعد احداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال اقناع او ضغط او ضمانات
خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الاخر .
2- تعلم مهارات حل الصراع : فالحياة عموما لا تخلو من اوجه خلاف , وحين
نفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت الى صراعات , ولهذا نحتاج ان نتعلم مهارات
اساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشا حتى لا يهدد حياتنا ةاستقرارنا , وهذه المهارات
تتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة .
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين : مثل : تغييرات في
البيئة المحيطة بهما كان ينتقلا من مكان لاخر اكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الاكبر
– تخفيف الضغوط المادية او الاجتماعية او ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء
اوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة ) ، تخفف من حدة الصراع
وتهئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره : وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة او
التهديد او كشف الاسرار الزوجية .
6- تجنب استخدام الابناء كادوات في الصراع للى الذراع او الضغط على الطرف الاخر .
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة او ذات المصلحة ( الشعورية او غير الشعورية ) في
الانفصال
8- اعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الاخربعيدا عن الاحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
9- الكف عن الانتقاد او اللوم المتبادل , فهما يقتلان اى عاطفة جميلة .
د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسى
الحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة
الزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما
زوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة
والرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء , وضرورة ايضا لنمو الابناء فى
جو اسرى دافئ ومستقر ومطمئن , خاصة وان طفولة الانسان هى اطول طفولة بين المخلوقات
, ولذلك تحتاج لمحضن اسرى مناسب يمنح الابناء ما يحتاجونه من ماكل ومشرب وماوى وامان
وحب وتقدير ورعاية لكى يحققوا الغاية العظمى التى خلقوا من اجلها
ولكن للاسف يحدث فى بعض الاحيان خلل فى منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة فى
احد الزوجين او كليهما او مشكلة فى توافقهما او مشكلة فى طبيعة العلاقة بينهما .
ولكى نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض اهم اسباب ذلك الفشل من خلال
ارشيف العيادة النفسية , وصفحات الحياة اليومية :
:k:* اسباب شخصية :
– اضطراب شخصية احد الزوجين او كليهما : وفيما يلى نستعرض بعض سمات الشخصيات الاقرب
للفشل فى الحياة الزوجية , وهذه السمات والانماط الشخصية قد توجد فى الزوج او الزوجة
على حد سواء , وننبه القارئ اننا سنستخدم صيغة المذكر فى اغلب الاحوال ( باستثناء
الشخصية الهستيرية التى يغلب وجودها فى النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على
الرجل او المراة على حد سواء:
– الشخصية البارانوية ( الشكاك , الغيور , المستبد , المتعالى )
– الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته , الانانى , المعجبانى , الطاووس , المتفرد
, الساعى الى النجومية والنجاح والتالق وحده على حساب الاخرين , الذى يستخدم الاخرين لتحقيق
نجاحه حتى اذا استنفذوا اغراضهم القاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )
– الشخصية السيكوباتية ( الكذاب , المحتال , المخادع , الساحر , معسول الكلام ,
الذى لا يلتزم بعهد ولا يفى بوعد , ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب
الاخرين , ولا يلتزم بقانون , ولا يحترم العرف , ولا يشعر بالذنب , ولا
يتعلم من خبراته السابقة فيقع فى الخطا مرات ومرات )
– الشخصية الهستيرية ( الدرامية , الاستعراضية , الزائفة , الخادعة والمخدوعة , السطحية ,
المغوية , التى تعد ولا تفى وتغوى ولا تشبع , الجذابة , المهتمة بمظهرها اكثر
من جوهرها , الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجى البراق الاخاذ , التى تجيد تمثيل
العواطف رغم برودها العاطفى , وتجيد الاغواء الجنسى رغم برودها الجنسى , ولا تستطيع تحمل
مسئولية زوج او ابناء , هى للعرض فقط وليست للحياة , كل همها جذب اهتمام
الجميع لها )
– الشخصية الوسواسية ( المدقق , الحريص بشدة على النظام , العنيد , البطئ ,
البخيل فى المال والمشاعر , المهتم بالشكل والنظام الخارجى على حساب المعنى والروح )
– الشخصية الحدية ( شديد التقلب فى ارائه وعلاقاته ومشاعره , سريع الثورة , كثير
الاندفاع , غير المستقر فى دراسته او عمله او علاقاته , يميل الى ايذاء نفسه
, ويميل الى الاكتئاب والغضب , ومعرض للدخول فى الادمان , ومعرض لمحاولات الانتحار )
– الشخصية الاعتمادية السلبية ( الضعيف , السلبى , الاعتمادى , المتطفل , اينما توجهه
لا ياتى بخير )
– الشخصية الاكتئابية ( الحزين , المهموم , المنهزم , اليائس , قليل الحيلة ,
المتشائم , النكد , المنسحب , المنطوى )
2- عدم التوافق ( رغم سواء الطرفين ) : قد يكون كلا من الزوجين سويا
فى حد ذاته , ولكنه فى هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكان هذه العلاقة
وهذه الظروف تخرج منه اسوا ما فيه .
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة ايجابية وسلبية : فهناك
بعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة , وعندما لا يحقق الشريك
هذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو
ويحبونه كما هو , وانما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له , فان لم يحققها سخطوا
عليه وعلى الحياه , وهؤلاء يفشلون فى رؤية ايجابيات الشريك لانهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الاخر بشكل خاص : فالمراة لها احتياجات خاصة فى
الحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل او لا ينتبه اليها ( رغم حسن نواياه احيانا
) , والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المراة او لا
تنتبه اليها ( رغم حسن النوايا غالبا )
5- عدم القدرة على التعايش مع اخر : فهناك افراد ادمنوا العيش وحدهم , وهم
لا يتحملون وجود اخر فى حياتهم , فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على
اى شئ , ويعتبرون وجود اخر قيد على حريتهم وحياتهم , لذلك يفشلون فى حياتهم
الزوجية ويهربون منها فى اقرب فرصة متاحة .
6- العناد : قد يكون احد الزوجين او كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز
اى موقف او اى ازمة لان الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية ,
وهذا يجهد الطرف الاخر ويجعل حياته جحيما .
7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة )
, او جسدى ( الضرب ) , وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية
ويجعله اقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .
والاسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص فى هذه الايام نظرا لما يرتديه الناس
من اقنعة تخفى حقيقتهم , ونظرا لعدم او ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ,
وصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الاقارب او الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد
لديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .
:k:اسباب عاطفية :
– غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج
لان تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة ( لفظية وغير لفظية ) والتى تصل
الى الطرف الاخر فتسعده وتشعره بالامان والرغبة فى الاستمرار اللانهائى .
– الغيرة الشديدة : فعلى الرغم من ان الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص
وتنبيه رقيق للطرف الاخر , الا ان الغيرة الشديدة المرضية هى بمثابة سم زعاف ينتشر
فى جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لانها تحول الحياة الزوجية الى نكد وعذاب لا يحتمله
الطرف الاخر فيضطر للهروب .
– الشك : وهو مرحلة اخطر من الغيرة لانه اتهام للطرف الاخر ينتظر اقامة الدليل
لاذلاله او اهانته او انهاء العلاقة به .
– الرغبة في التملك : وهى تدفع الطرف المتملك الى خنق الطرف الاخر حيث يحوطه
من كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الاسباب .
اسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من احدى او كلا العائلتين : ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية
والثنائية فى العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وافكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سئ
النية .
2- تاخر الفطام العائلي لاحد الطرفين : وهذا يجعل الزوج او الزوجة شديد الارتباط والاعتماد
على اسرة المنشا , وكان الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم
قدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن اسرة المنشا فهو يريد
ان يقضى كل وقته او معظمه لديهم , وياتى ذلك على حساب شريك الحياة الذى
يجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة : فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق , ويجعل الهجر
سهلا , ويؤكد ان الحياة بدون شريك ممكنة .
اسباب دينية :
1- عدم فهم وادراك قداسة العلاقة الزوجية : تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج
من القداسة ويجعلها اصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل : ” وكيف تاخذونه وقد افضى
بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ” … ” ومن اياته ان خلق لكم
من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” …. ” هن لباس لكم
وانتم لباس لهن ” .
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية : السكن بمعنى الطمانينة والاستقرار ,
والمودة جامعة لكل معانى الحب والرعاية والحنان ( خاصة فى حالة الرضا ) , والرحمة
جامعة لكل معانى التسامح والغفران ونسيان الاساءة والتغاضى عن الزلات ( وخاصة فى حالة الغضب
)
3- عدم وضوح دور الرجل والمراة وواجباتهما في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة : فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المراة
وانتهاكا لكرامتها , فى حين ان القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة
.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا : فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا , لذلك
يصبح صبرنا على الاخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار
الحياة الزوجية السعيدة .
6- عدم القدرة على التسامح : فلا يوجد انسان ( او انسانة ) بلا زلات
او اخطاء , وبالتالى فلا بد من وجود الية مثل التسامح لكى تستمر الحياة .
7- النشوز : وهو استعلاء طرف على اخر وتمرده عليه وعصيانه له , ولا يوجد
انسان سوى يحب من يستعلى او يتمرد عليه او يعصيه احتقارا او استهزاءا .
:k:اسباب اجتماعية :
– ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين او احدهما شديد الحساسية وقابل
للانفجار , فالمراة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الاسرة ومساعدة الابناء فى واجباتهم
الدراسية , والرجل يعمل فى اكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الاسرة
– تهديد التفوق الذكوري : فالمراة التى تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها او منصبها او
حسبها , انما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها , وتنزع منه قيمة يعتز بها
, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.
:k:اسباب اقتصادية :
– الضغوط المادية الخانقة : والتى تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة
يصعب معها الاحساس بالمشاعر الرقيقة .
– الفقر الشديد او الغنى الفاحش : فكلاهما يؤديان الى حالة من عدم التوازن النفسى
لدى احد الطرفين او كليهما خاصة فى حالة عدم النضج وعدم القدرة علبى التواؤم مع
النقص الشديد او الزيادة الشديدة فى المال .
:k:فشل او اضطراب العلاقة الجنسية :
وهذا هو السبب الخفى ( والاهم فى نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية
, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم اهميته , وانما ياتيان للعيادة الزوجية او
لمحاضر الصلح العائلى او لمحكمة الاسرة باسباب فرعية هامشية , ولكن السبب الاصلى للشقاق يكون
كامنا فى العلاقة الخاصة بينهما , وقد وجدت بعض الدراسات ان هذا السبب يكمن وراء
70-90% من حالات الطلاق , ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون , ومن
هنا نستطيع ان نقول دون مبالغة ان نجاح الحياة الزوجية يبدا من الفراش , وان
فشلها يبدا ايضا من الفراش
:k:العلامات المبكرة للفشل :
1- الاحساس السلبي بالاخر , وذلك يبدو فى صورة عدم الارتياح فى وجوده , وتمنى
البعد عنه قدر الامكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة او المستمرة , واختلافات وجهات النظر حول كل شئ , وكان
كل منهما يسير دائما عكس اتجاه الاخر
3- فقد او جفاف الاحساس بالاخر , فكانه غير موجود , حيث اصبحت المستقبلات النفسية
ترفض وتنكر وجوده .
الارتباطات الشرطية واثرها :نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معا وجودا مؤلما او على
الاقل غير مريح . وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة
, والتى تجعل ظهور اى طرف امام الاخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز
, مع ما يصاحب ذلك من الام جسمانية , او رغبة فى القئ او صداع
او دوار .
:k:محاولات الانقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا
ليتدبرا اسباب ذلك دون ان يلقى ايهما المسئولية على الاخر . وهذا الحل ينجح فى
حالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية واعادتها الى مسارها
الصحيح دون تدخل اطراف خارجية .
– دخول طرف ثالث : من احد الاسرتين او كليهما ، استشارة زواجية ، علاج
زواجي او عائلي . ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة اصرار او عناد احد
الطرفين او كليهما , وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى
الحياة الزوجية بعد احداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال اقناع او ضغط او ضمانات
خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الاخر .
2- تعلم مهارات حل الصراع : فالحياة عموما لا تخلو من اوجه خلاف , وحين
نفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت الى صراعات , ولهذا نحتاج ان نتعلم مهارات
اساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشا حتى لا يهدد حياتنا ةاستقرارنا , وهذه المهارات
تتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة .
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين : مثل : تغييرات في
البيئة المحيطة بهما كان ينتقلا من مكان لاخر اكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الاكبر
– تخفيف الضغوط المادية او الاجتماعية او ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء
اوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة ) ، تخفف من حدة الصراع
وتهئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره : وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة او
التهديد او كشف الاسرار الزوجية .
6- تجنب استخدام الابناء كادوات في الصراع للى الذراع او الضغط على الطرف الاخر .
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة او ذات المصلحة ( الشعورية او غير الشعورية ) في
الانفصال
8- اعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الاخربعيدا عن الاحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
9- الكف عن الانتقاد او اللوم المتبادل , فهما يقتلان اى عاطفة جميلة .
د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسى
الحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة
الزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما
زوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة
والرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء , وضرورة ايضا لنمو الابناء فى
جو اسرى دافئ ومستقر ومطمئن , خاصة وان طفولة الانسان هى اطول طفولة بين المخلوقات
, ولذلك تحتاج لمحضن اسرى مناسب يمنح الابناء ما يحتاجونه من ماكل ومشرب وماوى وامان
وحب وتقدير ورعاية لكى يحققوا الغاية العظمى التى خلقوا من اجلها
ولكن للاسف يحدث فى بعض الاحيان خلل فى منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة فى
احد الزوجين او كليهما او مشكلة فى توافقهما او مشكلة فى طبيعة العلاقة بينهما .
ولكى نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض اهم اسباب ذلك الفشل من خلال
ارشيف العيادة النفسية , وصفحات الحياة اليومية :
:k:* اسباب شخصية :
– اضطراب شخصية احد الزوجين او كليهما : وفيما يلى نستعرض بعض سمات الشخصيات الاقرب
للفشل فى الحياة الزوجية , وهذه السمات والانماط الشخصية قد توجد فى الزوج او الزوجة
على حد سواء , وننبه القارئ اننا سنستخدم صيغة المذكر فى اغلب الاحوال ( باستثناء
الشخصية الهستيرية التى يغلب وجودها فى النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على
الرجل او المراة على حد سواء:
– الشخصية البارانوية ( الشكاك , الغيور , المستبد , المتعالى )
– الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته , الانانى , المعجبانى , الطاووس , المتفرد
, الساعى الى النجومية والنجاح والتالق وحده على حساب الاخرين , الذى يستخدم الاخرين لتحقيق
نجاحه حتى اذا استنفذوا اغراضهم القاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )
– الشخصية السيكوباتية ( الكذاب , المحتال , المخادع , الساحر , معسول الكلام ,
الذى لا يلتزم بعهد ولا يفى بوعد , ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب
الاخرين , ولا يلتزم بقانون , ولا يحترم العرف , ولا يشعر بالذنب , ولا
يتعلم من خبراته السابقة فيقع فى الخطا مرات ومرات )
– الشخصية الهستيرية ( الدرامية , الاستعراضية , الزائفة , الخادعة والمخدوعة , السطحية ,
المغوية , التى تعد ولا تفى وتغوى ولا تشبع , الجذابة , المهتمة بمظهرها اكثر
من جوهرها , الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجى البراق الاخاذ , التى تجيد تمثيل
العواطف رغم برودها العاطفى , وتجيد الاغواء الجنسى رغم برودها الجنسى , ولا تستطيع تحمل
مسئولية زوج او ابناء , هى للعرض فقط وليست للحياة , كل همها جذب اهتمام
الجميع لها )
– الشخصية الوسواسية ( المدقق , الحريص بشدة على النظام , العنيد , البطئ ,
البخيل فى المال والمشاعر , المهتم بالشكل والنظام الخارجى على حساب المعنى والروح )
– الشخصية الحدية ( شديد التقلب فى ارائه وعلاقاته ومشاعره , سريع الثورة , كثير
الاندفاع , غير المستقر فى دراسته او عمله او علاقاته , يميل الى ايذاء نفسه
, ويميل الى الاكتئاب والغضب , ومعرض للدخول فى الادمان , ومعرض لمحاولات الانتحار )
– الشخصية الاعتمادية السلبية ( الضعيف , السلبى , الاعتمادى , المتطفل , اينما توجهه
لا ياتى بخير )
– الشخصية الاكتئابية ( الحزين , المهموم , المنهزم , اليائس , قليل الحيلة ,
المتشائم , النكد , المنسحب , المنطوى )
2- عدم التوافق ( رغم سواء الطرفين ) : قد يكون كلا من الزوجين سويا
فى حد ذاته , ولكنه فى هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكان هذه العلاقة
وهذه الظروف تخرج منه اسوا ما فيه .
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة ايجابية وسلبية : فهناك
بعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة , وعندما لا يحقق الشريك
هذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو
ويحبونه كما هو , وانما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له , فان لم يحققها سخطوا
عليه وعلى الحياه , وهؤلاء يفشلون فى رؤية ايجابيات الشريك لانهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الاخر بشكل خاص : فالمراة لها احتياجات خاصة فى
الحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل او لا ينتبه اليها ( رغم حسن نواياه احيانا
) , والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المراة او لا
تنتبه اليها ( رغم حسن النوايا غالبا )
5- عدم القدرة على التعايش مع اخر : فهناك افراد ادمنوا العيش وحدهم , وهم
لا يتحملون وجود اخر فى حياتهم , فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على
اى شئ , ويعتبرون وجود اخر قيد على حريتهم وحياتهم , لذلك يفشلون فى حياتهم
الزوجية ويهربون منها فى اقرب فرصة متاحة .
6- العناد : قد يكون احد الزوجين او كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز
اى موقف او اى ازمة لان الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية ,
وهذا يجهد الطرف الاخر ويجعل حياته جحيما .
7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة )
, او جسدى ( الضرب ) , وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية
ويجعله اقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .
والاسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص فى هذه الايام نظرا لما يرتديه الناس
من اقنعة تخفى حقيقتهم , ونظرا لعدم او ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ,
وصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الاقارب او الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد
لديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .
:k:اسباب عاطفية :
– غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج
لان تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة ( لفظية وغير لفظية ) والتى تصل
الى الطرف الاخر فتسعده وتشعره بالامان والرغبة فى الاستمرار اللانهائى .
– الغيرة الشديدة : فعلى الرغم من ان الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص
وتنبيه رقيق للطرف الاخر , الا ان الغيرة الشديدة المرضية هى بمثابة سم زعاف ينتشر
فى جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لانها تحول الحياة الزوجية الى نكد وعذاب لا يحتمله
الطرف الاخر فيضطر للهروب .
– الشك : وهو مرحلة اخطر من الغيرة لانه اتهام للطرف الاخر ينتظر اقامة الدليل
لاذلاله او اهانته او انهاء العلاقة به .
– الرغبة في التملك : وهى تدفع الطرف المتملك الى خنق الطرف الاخر حيث يحوطه
من كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الاسباب .
اسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من احدى او كلا العائلتين : ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية
والثنائية فى العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وافكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سئ
النية .
2- تاخر الفطام العائلي لاحد الطرفين : وهذا يجعل الزوج او الزوجة شديد الارتباط والاعتماد
على اسرة المنشا , وكان الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم
قدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن اسرة المنشا فهو يريد
ان يقضى كل وقته او معظمه لديهم , وياتى ذلك على حساب شريك الحياة الذى
يجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة : فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق , ويجعل الهجر
سهلا , ويؤكد ان الحياة بدون شريك ممكنة .
اسباب دينية :
1- عدم فهم وادراك قداسة العلاقة الزوجية : تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج
من القداسة ويجعلها اصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل : ” وكيف تاخذونه وقد افضى
بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ” … ” ومن اياته ان خلق لكم
من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” …. ” هن لباس لكم
وانتم لباس لهن ” .
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية : السكن بمعنى الطمانينة والاستقرار ,
والمودة جامعة لكل معانى الحب والرعاية والحنان ( خاصة فى حالة الرضا ) , والرحمة
جامعة لكل معانى التسامح والغفران ونسيان الاساءة والتغاضى عن الزلات ( وخاصة فى حالة الغضب
)
3- عدم وضوح دور الرجل والمراة وواجباتهما في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة : فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المراة
وانتهاكا لكرامتها , فى حين ان القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة
.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا : فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا , لذلك
يصبح صبرنا على الاخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار
الحياة الزوجية السعيدة .
6- عدم القدرة على التسامح : فلا يوجد انسان ( او انسانة ) بلا زلات
او اخطاء , وبالتالى فلا بد من وجود الية مثل التسامح لكى تستمر الحياة .
7- النشوز : وهو استعلاء طرف على اخر وتمرده عليه وعصيانه له , ولا يوجد
انسان سوى يحب من يستعلى او يتمرد عليه او يعصيه احتقارا او استهزاءا .
:k:اسباب اجتماعية :
– ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين او احدهما شديد الحساسية وقابل
للانفجار , فالمراة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الاسرة ومساعدة الابناء فى واجباتهم
الدراسية , والرجل يعمل فى اكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الاسرة
– تهديد التفوق الذكوري : فالمراة التى تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها او منصبها او
حسبها , انما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها , وتنزع منه قيمة يعتز بها
, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.
:k:اسباب اقتصادية :
– الضغوط المادية الخانقة : والتى تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة
يصعب معها الاحساس بالمشاعر الرقيقة .
– الفقر الشديد او الغنى الفاحش : فكلاهما يؤديان الى حالة من عدم التوازن النفسى
لدى احد الطرفين او كليهما خاصة فى حالة عدم النضج وعدم القدرة علبى التواؤم مع
النقص الشديد او الزيادة الشديدة فى المال .
:k:فشل او اضطراب العلاقة الجنسية :
وهذا هو السبب الخفى ( والاهم فى نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية
, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم اهميته , وانما ياتيان للعيادة الزوجية او
لمحاضر الصلح العائلى او لمحكمة الاسرة باسباب فرعية هامشية , ولكن السبب الاصلى للشقاق يكون
كامنا فى العلاقة الخاصة بينهما , وقد وجدت بعض الدراسات ان هذا السبب يكمن وراء
70-90% من حالات الطلاق , ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون , ومن
هنا نستطيع ان نقول دون مبالغة ان نجاح الحياة الزوجية يبدا من الفراش , وان
فشلها يبدا ايضا من الفراش
:k:العلامات المبكرة للفشل :
1- الاحساس السلبي بالاخر , وذلك يبدو فى صورة عدم الارتياح فى وجوده , وتمنى
البعد عنه قدر الامكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة او المستمرة , واختلافات وجهات النظر حول كل شئ , وكان
كل منهما يسير دائما عكس اتجاه الاخر
3- فقد او جفاف الاحساس بالاخر , فكانه غير موجود , حيث اصبحت المستقبلات النفسية
ترفض وتنكر وجوده .
الارتباطات الشرطية واثرها :نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معا وجودا مؤلما او على
الاقل غير مريح . وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة
, والتى تجعل ظهور اى طرف امام الاخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز
, مع ما يصاحب ذلك من الام جسمانية , او رغبة فى القئ او صداع
او دوار .
:k:محاولات الانقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا
ليتدبرا اسباب ذلك دون ان يلقى ايهما المسئولية على الاخر . وهذا الحل ينجح فى
حالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية واعادتها الى مسارها
الصحيح دون تدخل اطراف خارجية .
– دخول طرف ثالث : من احد الاسرتين او كليهما ، استشارة زواجية ، علاج
زواجي او عائلي . ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة اصرار او عناد احد
الطرفين او كليهما , وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى
الحياة الزوجية بعد احداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال اقناع او ضغط او ضمانات
خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الاخر .
2- تعلم مهارات حل الصراع : فالحياة عموما لا تخلو من اوجه خلاف , وحين
نفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت الى صراعات , ولهذا نحتاج ان نتعلم مهارات
اساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشا حتى لا يهدد حياتنا ةاستقرارنا , وهذه المهارات
تتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة .
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين : مثل : تغييرات في
البيئة المحيطة بهما كان ينتقلا من مكان لاخر اكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الاكبر
– تخفيف الضغوط المادية او الاجتماعية او ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء
اوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة ) ، تخفف من حدة الصراع
وتهئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره : وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة او
التهديد او كشف الاسرار الزوجية .
6- تجنب استخدام الابناء كادوات في الصراع للى الذراع او الضغط على الطرف الاخر .
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة او ذات المصلحة ( الشعورية او غير الشعورية ) في
الانفصال
8- اعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الاخربعيدا عن الاحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
9- الكف عن الانتقاد او اللوم المتبادل , فهما يقتلان اى عاطفة جميلة