فقد اجمع اهل السنة والجماعة على تحريم الخروج على الحكام الظلمة والائمة الفسقة بالثورات او
الانقلابات او غير ذلك للاحاديث الناهية عن الخروج ولما يترتب على ذلك من فتن ودماء
ونكبات وازراء …
سئل فقيه الزمان الامام ابن عثيمين – رحمه الله وطيب ثراه – ما نصه :
( ما حكم الاضراب عن العمل في بلد مسلم للمطالبة باسقاط النظام العلماني … )
فاجاب – رحمه الله – : ( هذا السؤال لا شك ان له خطورته بالنسبة
لتوجيه الشباب المسلم وذلك ان قضية الاضراب عن العمل سواء كان هذا العمل خاصا او
بالمجال الحكومي لا اعلم له اصلا من الشريعة يبنى عليه
ولا شك انه يترتب عليه اضرار كثيرة حسب حجم هذا الاضراب شمولا وحسب حجم هذا
الاضراب ضرورة ولا شك انه من اساليب الضغط على الحكومات والذي جاء في السؤال ان
المقصود به اسقاط النظام العلماني
وهنا يجب علينا اثبات ان النظام علماني اولا
ثم اذا كان الامر كذلك فليعلم ان الخروج على السلطة لا يجوز الا بشروط بينها
النبي- صلى الله عليه وسلم – كما في حديث عبادة بن الصامت – رضي الله
عنه – قال :
” بايعنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على السمع والطاعة في منشطنا
ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا وان لا ننازع الامر اهله قال : الا ان تروا
كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ”
الشرط الاول : ان تروا بمعنى ان تعلموا علما يقينيا بان السلطة ارتكبت كفرا .
الشرط الثاني : ان يكون الذي ارتكبه السلطة كفرا فاما الفسق فلا يجوز الخروج عليهم
بسببه مهما عظم
الشرط الثالث : بواحا اي معلنا صريحا لا يحتمل التاويل .
الشرط الرابع : عندكم فيه من الله برهان اي مبني على برهان قاطع من دلالة
الكتاب والسنة او اجماع الامة فهذه اربعة شروط .
والشرط الخامس : يؤخذ من الاصول العامة من الدين الاسلامي وهو قدرة هؤلاء المعارضين على
اسقاط السلطة لانه اذا لم يكن لديهم قدرة انقلب الامر عليهم لا لهم فصار الضرر
اكبر بكثير من الضرر المترتب على السكوت على هذه الولاية حتى تقوى الجبهة الاخرى المطالبة
لدين الاسلام .
فهذه الشروط الخمسة لا بد منها لاسقاط الحكم العلماني في البلاد فاذا تعين ان الاضراب
يكون سببا لاسقاط الدولة بعد او لاسقاط الحكم بعد الشروط التي ذكرناها فانه يكون لا
باس به واذا تخلف شرط من الشروط الاربعة التي ذكرها الرسول – صلى الله عليه
وسلم – والشرط الخامس الذي ذكرناه ان قواعد الشريعة تقتضيه فانه لا يجوز الاضراب ولا
يجوز التحرك لاسقاط نظام الحكم ) .
ثم سئل – رحمه الله – ما نصه : ( بعد الاضراب يقدم الذين اضربوا
مطالبهم وفي حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية ؟
) .
فاجاب – رحمه الله – :
( لا ارى ان تقام ثورة شعبية في هذه الحال لان القوة المادية بيد الحكومة
كما هو معروف والثورة الشعبية ليس بيدها الا سكين المطبخ وعصا الراعي وهذا لا يقاوم
الدبابات والاسلحة لكن يمكن ان يتوصل الى هذا من طريق اخر اذا تمت الشروط السابقة
.
ولا ينبغي ان نستعجل الامر لان اي بلد عاش سنين طويلة مع الاستعمار لا يمكن
ان يتحول بين عشية وضحاها الى بلد اسلامي بل لا بد ان نتخذ طول النفس
لنيل المارب والانسان اذا بنى قصرا فقد اسس سواء سكنه او فارق الدنيا قبل ان
يسكنه فالمهم ان يبني الصرح الاسلامي وان لم يتحقق المراد الا بعد سنوات فالذي ارى
الا نتعجل في مثل هذه الامور ولا ان نثير او نفجر ثورة شعبية لان المسالة
خطيرة وتعرفون ان الثورة الشعبية غالبها غوغائية لا تثبت على شئ لو تاتي القوات الى
حي من الاحياء وتقضي على بعضه لكان كل الاخرين يتراجعون عما هم عليه ) .
- حكم الخروج علي الحاكم
- أقوال السلف في الحاكم
- الخروج على الحاكم
- تحريم الخروج على الحاكم
- صور أحاديث و حإكم