مواضيع للرجال للنساء

حب من طرف واحد

حب من طرف واحد 20160820 3335 1

حب من طرف واحد 20160820 3335

“الحب من طرف واحد” مشاعر واحاسيس تكتمل بعد دخول عش الزوجية

يشعر من يحب من طرف واحد، في بعض الاحيان، ان حبه يمثل قمة العطاء في
المشاعر والاحاسيس، لانه قد يدخل الى قلب الشريك مكتملا، فيما البعض من ذوي الحب “الاحادي”
يعيشون بانسجام مع انفسهم فيشعرون ان حبهم الضائع؛ على الاقل لا يجردهم من المشاعر، فاسعد
القلوب هي التي تنبض للاخرين.
وهذا لا يعني ان الحب من طرف واحد، لا يؤسس الى علاقة تكاملية، فهو قابل
لان يكتمل وينضج، لان الحب هو اللغة الوحيدة في هذا الزمن التي يكسبها طرفا المعادلة،
او يخسراها معا.
كان للثلاثيني عمر تجربة ناجحة في حبه الصامت، الذي ظل لمدة عام ونصف العام في
حالة غرام لزميلته التي احبها بصدق من طرف واحد، فظل هذا الحلم في مواجهة مع
الطرف الاخر مرة بالرفض او التمنع، ولكنها تلك الحبيبية “هبة”، لم تتردد بعد فترة من
منح ذلك “المتيم”، فرصة لان يسترد حبه، والموافقة على الزواج منه، رغم انها لم تكن
تبادله المحبة التي كان يعيشها باحاسيسه.
“توجت فترة الخطبة تلك العلاقة، فجعلت الحب ينمو بيننا، فلم تعد المشاعر مخفية، ولم تكن
المعاناة واحدة بل تشابكت بين حبيبين”، كما يصف بذلك عمر.
وتبادل هبة تلك العواطف لتشعر بجمال الحب وهي تعبر عن ذلك ..” لم يدر ببالي
ان الحب من طرف واحد يستطيع ان يكتمل، الا ان النظر الى الجوانب الايجابية للافراد،
ومع مرور الوقت يستطيع الانسان ادراك اهمية ان يتسلل الحب الى القلوب”.
ورغم وقوعها في هذا التحول، الذي كان من طرف واحد، ليصبح بين طرفين، فان هبة
ترفض مبدا التعاطف مع الحبيب، على اعتبار ان الحب يجب ان يكون نابعا من الطرفين،
وعليه ان يعطى الوقت المناسب للانسجام، وهي التي اخذت وقتها لتدرك انها تحب الشخص الذي
احبها.
ومن باب الاقتداء بالمثل القائل “خد اللي بيحبك، واترك اللي بتحبو” تصف العشرينية نادين تجربتها
حين احبت ابن خالتها لمدة ثلاثة اعوام من طرف واحد، ولم يكن يتجاوب معها، بالقدر
ذاته من الحب” كانت المعاناة بالنسبة لي اشبه بعذاب مرير، لاني لم ادرك حبي اليتيم،
الا بعد فوات الاوان، وحين اخبرني بانه يحب زميلته في الجامعة وقرر ان يرتبط بها”.

“لم تكن ردة الفعل مدروسة”، كما تقول، حيث لجات الى والدتها، التي كانت تعلم بمشاعر
احد المقربين من العائلة تجاه ابنتها ، فقامت باخباره بالامر وطلبت اليه ان يسارع بالتقدم
لنادين.
وبدون سابق انذار تمت الخطبة والزواج سريعا،” ووجدت ان حب زوجي لي كاف الى الحد
الذي استطيع معه ان احبه”، مفضلة ان يقوم الافراد الذين يمرون بتجربة الحب من طرف
واحد بالتنازل عن هذا الحب، والبحث عن فرص افضل.
ويصف وسيم حمد (33 عاما) ان مرور الفرد بتجربة حب من طرف واحد، بانها من
اصعب حالات الحب، واشدها قسوة وايلاما، خصوصا اذا رفض الشخص ان يستسلم للاعتراف ان علاقته
لن تنجح، عدا عن الخجل من التصريح بذلك الحب.
لكنه بالمقابل يرفض العلاقة من طرف واحد، لانها تكون مبنية على مشاعر ناقصة، لا تكتمل
الا بوجود الطرف المقابل، مبينا ان هذا النوع من الحب قد يصل الى بر الامان
وينجح، اذا اقنع الطرف المحب الاخرين بحبه، ونجح في استعطاف الحبيب.
في حين يرى مؤيد عبد الرحمن، الطالب الجامعي ان الحب من طرف واحد، يعيشه صاحب
الشخصية غير الناضجة عاطفيا، او غير الناضجة في التفكير سواء كان رجلا ام امراة، معتبرا
ان التعميم ظالم، فهناك افراد يحسون بالحب من طرف واحد، ولا يصرحون به، وحين اظهار
مشاعرهم تنجح العلاقة، وهو ما يجعل الحب قائما لحين افشاء الحبيب لمشاعره، ومن ثم الحكم
عليه بانه حب من طرف واحد.
الباحث والمفكر في علم الطاقة حسام القطبيبين، يرى ان العلاقة بحد ذاتها تحتكم الى الذبذبات
الايجابية والسلبية بين الافراد، فاذا كان الحب من طرف واحد بين المتزوجين، فعلى احد الاطراف
ان يقوم بالمثل لكل ما يحبه الشخص المقابل، لجعل العلاقة قوية ومتينة.
ويقول “ان علاقة الحب بين الطرفين قد تكون اكثر تكاملية فيما اذا كان الطرفان زوجين،
وعمد احد اطراف العلاقة الى ترويض مشاعره اتجاه الاخر، وبث كل ما هو ايجابي لمن
يحبه، من خلال التحدث بطريقة جميلة، او عمل كل ما يحبه الطرف الاخر.
وعند حدوث اختلال في نسبة الحب، وعدم التوافق بين الزوجين، كما يقول القطبيبين، فعلى الطرفين
البحث عن الاسباب وعلاجها، عن طريق اشعار كل طرف للاخر باهميته وتوفير التعامل الايجابي بينهما،
ما يعمل على انجاح العلاقة، خصوصا اذا كان بين الزوجين اطفال.
بالمقابل يعتبر الشخص غير المرتبط والذي يقع في هذا الحب، اقل فرصة بالنجاح بعلاقته مع
الطرف الاخر، لان الفرد يسعى دوما الى الاكتمال، وفق القطب، مما يجعل الفرد العازب او
الفتاة العازبة عند تجربتها لحب من طرف واحد يستغني عن هذا الحب، ويبحث عن فرص
في الحياة لبناء علاقة ناجحة ومتكاملة.
وترى اختصاصية العلاقات الزوجية والاسرية الدكتورة نجوى عارف، ان الحب من طرف واحد في العموم
غير ناجح وغير صحي لكلا الطرفين، كونه يشعر طرفا دون اخر بالظلم، مبينة ان هذا
الحب قد يتسبب في التعب لدرجة كبيرة خصوصا بين الازواج، لان الحب مرتبط بالاهتمام الذي
قد يقدم كواجب وليس بحرارة بين الازواج، مما يشكل ارهاقا نفسيا وعاطفيا للطرف المحب.
وتعتبر مبادلة الحب اساسا في التكامل بالمشاعر والعواطف والانسجام، على الرغم من اختلاف درجات ذلك
الحب بين الطرفين، الا ان الطامة الكبرى هي في عدم مبادلة احد الاطرفين للحب.
وتجد ان المتزوجين الذين يعانون من علاقة حب من طرف واحد، عليهم المحاولة لايجاد سلوك
جيد يرضي الطرفين، والعمل على احترام كل فرد للاخر، مما قد يسهم في انجاح العلاقة
بشكل “خاص”.
تنصح عارف الافراد غير المتزوجين، الذين يمرون في علاقة حب من طرف واحد، ان يعملوا
على عدم اكمال المسيرة في تلك العلاقة، خوفا على الظلم الذي قد يتعرض اليه طرف
دون اخر، الى جانب الفرص التي قد يجدها في الحياة وتحقق له التوافق التكاملي في
الحب

السابق
قصيدة ليس الغريب mp3
التالي
كتب التوحيد pdf