مواضيع للرجال للنساء

تلخيص درس الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة

تلخيص درس الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة 20160819 5970 1

تلخيص درس الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة 20160819 5970

الهجرة من مكة الى المدينة المشرفة

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا،
من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا اله
الا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له، ولا ضد ولا ند له، سبحانك
اللهم انا نوحدك ولا نحدك. ونؤمن بك ولا نكيفك. ونعبدك ولا نشبهك. ونعتقد ان من
شبهك بخلقك ما عرفك. واشهد ان سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة اعيننا محمدا عبده ورسوله
وصفيه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول ارسله.

اما بعد عباد الله فاني اوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم التنزيل:
[الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار
اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم
تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم] {التوبة:40}

اخوة الايمان:

لما اشتد اذى المشركين في مكة المكرمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه،
وحين ظهر الاسلام وانتشر في المدينة المنورة، شكا اصحاب رسول الله ما وجدوه من الاذى،
واستاذنوه في الهجرة الى المدينة، فاذن، فهاجر اليها كل من يحافظ على دينه، فخرجوا افواجا،
فاواهم الانصار وواسوهم، ولم يبق بمكة الا المصطفى رسول الله، والصديق ابو بكر، والمرتضى علي
او محبوس او مريض.

ولما رات قريش خروج من اسلم الى المدينة، خافت خروج المصطفى، وعلمت انه قد صار
للمسلمين منعة وقوة، فاجتمعوا في دار الندوة للتشاور في امره، وحضرهم ابليس في صورة شيخ
نجدي، فاشار كل براي، وابليس يرده، الى ان قال ابو جهل: ناخذ من كل قبيلة
من قريش غلاما بسيف فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل فلا يقدر بنو
عبد مناف على حرب الكل، فقال النجدي: هذا هو الراي، فتفرقوا عليه، واخبر جبريل النبي
بذلك، فلم ينم في مضجعه تلك الليلة، فلما كانت عتمة من الليل، اجتمع المشركون على
بابه يرصدونه حتى ينام، فيثبون عليه، فقال لعلي: نم على فراشي وتسج ببردي فلن يخلص
اليك شيء تكرهه، واخذ حفنة تراب وخرج عليهم، فلم يروه، فجعل ينثر ذلك التراب على
رءوسهم، وهو يتلو سورة يس الى قوله تعالى: [وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم
سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون] {يس:9}.

وجاء المصطفى الى بيت الصديق ظهرا فقال: ان الله اذن لي في الهجرة، فقال: الصحبة،
فتجهزا، قالت عائشة: وصنعنا لهما سفرة ( طعام المسافر) في جراب (وعاء من جلد)، فقطعت
اسماء بنت ابي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات
النطاقين (النطاق: ثوب تشد بها المراة وسطها)، فخرجا ليلا، فترافقا الى غار في جبل ثور،
فدخلاه، وخيم العنكبوت على بابه وباضت حمامتان، وطلبت قريش المصطفى اشد الطلب، وجعلت لمن دل
عليه مائة ناقة، واتوا الى الغار فوجدوه كذلك، حتى قال ابو بكر: لو ان احدهم
نظر تحت قدميه لابصرنا، فقال رسول الله: ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما.
معناه: ثالثهما بالنصر والمعونة والحفظ والتسديد.

وبعد ثلاث ليال ارتحلا، فمرا على خيمة ام معبد، فراى النبي عندها شاة، قال: هل
بها من لبن، قالت: هي اجهد من ذلك، فمسح النبي ظهرها وضرعها، وسمى ودعا، فحلب
في اناء فملاه وسقى من معه، ثم حلب فيه ثانيا، وتركه عندها مملوءا، وسافر بعد
ان بايعها على الاسلام، واستمرت تلك البركة فيها.

اخوة الايمان:

كان المهاجرون والانصار يفدون الى قباء، وهو موضع بئر على ثلاثة اميال من المدينة، ينتظرون
قدوم رسول الله، فلما كان يوم قدومه، نزلها بالسعد والهناء في يوم الاثنين لثنتي عشرة
ليلة خلت من شهر ربيع الاول، وجاء المسلمون يسلمون عليه.

واقام المصطفى في قباء مدة، واسس فيها المسجد الذي قال الله فيه: [لمسجد اسس على
التقوى]{التوبة:108}، ولحقه علي بن ابي طالب، وكان تاخر ثلاث ليال، لرد الودائع التي كانت عند
المصطفى صلى الله عليه وسلم لاهلها، ثم طلع رسول الله من بين اظهرهم، فركب راحلته
ومشوا حولها، فادركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها، ثم ارتحل المصطفى قاصدا المدينة،
فاتاه بعضهم فاخذوا خطام ناقته، فقال: “خلوا سبيلها فانها مامورة” فخلوها حتى دانت دار بني
مالك بن النجار، فبركت ناقته المامورة، اي التي امرها الله تعالى ان تبرك بموضع مسجده
عليه السلام، فلما بركت وهو عليها لم ينزل، وثبت، فسارت غير بعيد، والمصطفى واضع لها
زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها، فرجعت الى مبركها الاول فبركت به، ثم تحلحلت
ووضعت جرانها، فنزل عنها، وذلك في وقت الظهيرة، فاحتمل ابو ايوب من بني النجار رحله،
وادخل ناقته داره، ونزل عنده لكونه من اخوال عبد المطلب، فاقام بدار ابي ايوب حتى
ابتنى مسجده الواسع بعد شرائه ارضه، ثم بنى حوله مساكن لاهله، وبنى اصحابه من المهاجرين
والانصار مساكنهم حواليه في كنفه.

عباد الله:

لما هاجر المصطفى، طابت به طيبة، بعدما كانت ردية، واضاء كل ما كان منها اسود،
منذ دخلها، وسرى السرور الى القلوب بحلوله بها، وكانت من اوبا الاراضي، فزال عنها وباؤها
ببركة هذا النبي العظيم الجاه، ودعا الله قائلا: اللهم حبب الينا المدينة كما حببت مكة
او اشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وحول حماها الى الجحفة. وقال: اللهم بارك
لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، واجعل مع البركة بركتين. وقال: على
انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.

اخوة الايمان:

لم تكن هجرة النبي طلبا للراحة ولا هربا من المشركين ولا تخليا عن الدعوة الى
الله ولكن تنفيذا لامر الله تعالى.

نسال الله تعالى ان يعيد علينا هذه الذكرى بالامن والامان.

 

السابق
اسماء مزخرفه
التالي
تردد قناة السعيدة