فسر ابن سيرين حلم رؤيا الشعر:
شعر الراس هو مال وطول عمر والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا وان راها صاحب صلاح
على راسه فهو زيادة ووقاية وهيبة له ، وان راها غني فهو ماله ، وان
راها فقير فهي ذنوبه ، وحسن شعر الراس شرف وعز وان راى شعره جعدا وسبطا
فانه يشرف ويعز ، وان راه سبطا طويلا متفرقا فان مال رئيسه يتفرق ، وان
كان ناعما لينا فانه زيادة مال رئيس ، وقيل من راى كان له شعرا طويلا
وهو مسرور به فانه محمود وخاصة في النساء فانهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة ورؤيا
ضفر الشعر جيد للنساء ورديء لغيرهم ورؤيا طول الشعر محمود فمن راى كانه طال فانه
يزيد في علمه وماله ، وان كان صاحب الرؤيا سلطانا قوي سلطانه وكان حسن السيرة
فيه وان كان تاجرا ربحت تجارته لقوله تعالى { وزاده بسطة في العلم والجسم }.
ان كان صاحب الرؤيا امراة دلت رؤياها على الولادة وقيل اليتم وكان ابن سيرين يكره
بياض الشعر للشاب ويقول الشيب الافتقار والهم اذا طال الشعر ، وان راى ذلك فقير
اجتمع عليه مع فقره دين وربما حبس وان راى انه نتف شيبه فانه يخالف السنة
ويستخف بالمشايخ وان راى شاب في شعره بياض فانه قدوم غائب عليه ، وقيل ان
الشيب في التاويل زيادة وقار ودين ، وقيل هو زيادة عمر لقوله تعالى { ثم
لتكونوا شيوخا } وحكي ان الحجاج بن يوسف راى كان راسه ولحيته قد ابيضا فلقي
عبد الملك بن مروان هما وغما وتغير في امره ، واما المراة اذا رات شيب
جميع راسه دلت رؤياها على فسق زوجها ، فان كان زوجها صالحا فانه يغايرها بامراة
اخرى جارية وان لم يكن كذلك فانه يصيبه منها غم او حزن واما سواد شعر
المراة فيدل على شيئين : احدهما محبة زوجها لها والثاني استقامة احوال زوجها وان رات
امراة كانها كشفت شعرها فان زوجها يغيب عنها وان رات كانها لم تزل مكشوفة الراس
فان زوجها لا يرجع اليها وان لم يكن لها زوج لم تتزوج ابدا وان رات
شعرت كثيفا وابصر الناس ذلك منها ، فانها تفتضح في امر وان راى الرجل كان
على راسه قرونا فانه رجل منيع وان راى كان شعر مقدم راسه انتثر اصابه ذل
في الوقت وان راى كان شعر مؤخر راسه قد انتثر دل على هوان يصيبه في
حال شيبه وان راى كان شعر الجانب الايسر من راسه انتثر دل على انه يصاب
بالذكور ومن اقربائه ، فان كان شعر الجانب الايسر من راسه انتثر فاذ يصاب بالاناث
من اقربائه فان لم يكن له قرابة من الرجال والنساء رجع الضرر الى نفسه .