مواضيع للرجال للنساء

تفسير البسملة الحقيقي بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير البسملة الحقيقي بسم الله الرحمن الرحيم 20160818 5517 1

تفسير البسملة الحقيقي بسم الله الرحمن الرحيم 20160818 5517

المفردات
بسم: الاسم مشتق من السمة وهو العلامة الدالة على المسمى. او انه مشتق من السمو
بمعنى الرفعة.
الله: الله اصله الاله، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال
الرحمن: ذو الرحمة الشاملة العامة التي هي للمؤمن والكافر
الرحيم: ذو الرحمة الخاصة المخصصة للمؤمنين

التفسير
تفسير تقريب القران الى الاذهان
(()) اي استعين بالله، وانما لم يقل “بالله” تعظيما، فكان الاستعانة بالاسم، والله علم له
سبحانه، والرحمن والرحيم صفتان تدلان على كونه تعالى عين الرحمة. فلا يرهب جانبه كما يرهب
جانب الطغاة والسفاكين. وتكرير الصفة للتاكيد.

تفسير الميزان
(بيان) قوله تعالى: ((.)) الناس ربما يعملون عملا او يبتدئون في عمل ويقرنونه باسم عزيز
من اعزتهم او كبير من كبرائهم ليكون عملهم ذاك مباركا، بذلك متشرفا، او ليكون ذكرى
يذكرهم به. ومثل ذلك موجود ايضا في باب التسمية، فربما يسمون المولود الجديد من الانسان،
اوشيئا مما صنعوه او عملوه كدار بنوها او مؤسسة اسسوها باسم من يحبونه او يعظمونه،
ليبقى الاسم ببقاء المسمى الجديد، ويبقى المسمى الاول نوع بقاء ببقاء الاسم، كمن يسمي ولده
باسم والده ليحى بذلك ذكره فلا يزول ولا ينسى.

وقد جرى كلامه تعالى هذا المجرى، فابتدا الكلام باسمه، عز اسمه، ليكون ما يتضمنه من
المعنى معلما باسمه، مرتبطا به. وليكون ادبا يؤدب به العباد في الاعمال والافعال والاقوال، فيبتدئوا
باسمه ويعملوا به، فيكون ما يعملوه معلما باسمه، منعوتا بنعته تعالى، مقصودا لاجله سبحانه، فلا
يكون العمل هالكا باطلا مبترا، لانه باسم الله الذي لا سبيل للهلاك والبطلان اليه، وذلك
ان الله سبحانه بين في مواضع من كلامه: ان ما ليس لوجه الكريم هالك باطل،
وانه: سيقدم الى كل عمل عملوه مما ليس لوجهه الكريم فيجعله هباء منثورا، ويحبط ما
صنعوا ويبطل ما كانوا يعملون، وانه لا بقاء لشيء الا وجهه الكريم فما عمل لوجهه
الكريم وصنع باسمه هو الذي يبقى ولا يفنى، كل امر من الامور انما نصيبه من
البقاء بقدر ما لله فيه نصيب، وهذا هو الذي يفيده ما رواه الفريقان عن النبي
صلى الله عليه واله وسلم انه قال: “كل امر ذي بال لم يبدا فيه باسم
الله فهو ابتر الحديث.” والابتر هو المنقطع الاخر، فالانسب ان متعلق الباء في البسملة ابتدا
بالمعنى الذي ذكرناه وقد ابتدا بها الكلام بما انه فعل من الافعال، فلا محالة له
معنى ذا وحدة، وهو المعنى المقصود افهامه من القاء الكلام، والغرض المحصل منه، وقد ذكر
الله سبحانه الغرض المحصل من كلامه الذي هو جملة القران اذ قال تعالى: ((قد جاءكم
من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله.)) الاية المائدة – 16. الى غير ذلك
من الايات التي افاد فيها: ان الغاية من كتابه وكلامه هداية العباد.

فالهداية جمله هي المبتداة باسم الله الرحمن الرحيم، فهو الله الذي اليه مرجع العباد، وهو
الرحمن الرحيم يبين لعباده سبيل رحمته العامة للمؤمن والكافر مما فيه خيرهم في وجودهم وحياتهم،
وهو الرحيم يبين لهم سبيل رحمته الخاصة بالمؤمنين وهو سعادة اخرتهم ولقاء ربهم، وقد قال
تعالى: ((ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون.)) الاعراف – 156، فهذا بالنسبة الى جملة
القران.

ثم انه سبحانه كرر ذكر السورة في كلامه كثيرا كقوله تعالى: ((فاتوا بسورة مثله.)) يونس
– 38، وقوله: ((فاتوا بعشر سور مثله مفتريات.)) هود – 13، وقوله تعالى: ((اذا انزلت
سورة.)) التوبة – 86، وقوله: ((سورة انزلناها وفرضناها.)) النور – 1، فبان لنا من ذلك:
ان لكل طائفة من هذه الطوائف من كلامه التي فصلها قطعا قطعا، وسمى كل قطعة
سورة نوعا من وحدة التاليف والتمام، لا يوجد بين ابعاض من سورة ولا بين سورة
وسورة، ومن هنا نعلم: ان الاغراض والمقاصد المحصلة من السور مختلفة، وان كل واحدة منها
مسوقة لبيان معنى خاص ولغرض محصل لا تتم السورة الا بتمامه، وعلى هذا فالبسملة في
مبتدا كل سورة راجعة الى الغرض الخاص من تلك السورة.

فالبسملة في سورة الحمد راجعة الى غرض السورة والمعنى المحصل منه، والغرض الذي يدل عليه
سرد الكلام في هذه السورة هو حمد الله باظهار العبودية له سبحانه بالافصاح عن العبادة
والاستعانة وسؤال الهداية، فهو كلام يتكلم به الله سبحانه نيابة عن العبد، ليكون متادبا في
مقام اظهار العبودية بما ادبه الله به، واظهار العبودية من العبد هو العمل الذي يتلبس
به العبد، والامر ذو البال الذي يقدم عليه، فالابتداء باسم الله سبحانه الرحمن الرحيم راجع
اليه، فالمعنى باسمك اظهر لك العبودية.

فمتعلق الباء في بسملة الحمد الابتداء ويراد به تتميم الاخلاص في مقام العبودية بالتخاطب، وربما
يقال: انه الاستعانة ولا باس، ولكن الابتداء انسب لاشتمال السورة على الاستعانة صريحا في قوله
تعالى: ((واياك نستعين.))

واما الاسم، فهو اللفظ الدال على المسمى مشتق من السمة بمعنى العلامة، او من السمو
بمعنى الرفعة، وكيف كان فالذي يعرفه من اللغة والعرف هو اللفظ الدال. ويستلزم ذلك ان
يكون غير المسمى، واما الاسم بمعنى الذت ماخوذا بوصف من اوصافه فهو من الاعيان لا
من الالفاظ وهو مسمى الاسم بالمعنى الاول كما ان لفظ العالم (من اسماء الله تعالى)
اسم يدل على مسماه وهو الذات ماخوذة بوصف العلم وهو بعينه اسم بالنسبة الى الذات
الذي لا خبر عنه الا بوصف من اوصافه ونعت من نعوته والسبب في ذلك انهم
وجدوا لفظ الاسم موضوعا للدال على المسمى من الالفاظ، ثم وجدوا ان الاوصاف الماخوذة على
وجه تحكي عن الذات وتدل عليه حالها حال اللفظ المسمى بالاسم في انها تدل على
ذوات خارحية، فسموا هذه الاوصاف الدالة على الذوات ايضا اسماء فانتج ذلك ان الاسم كما
يكون امرا لفظيا كذلك يكون امرا عينيا، ثم وجدوا ان الدال على الذت القريب منه
هو الاسم بالمعنى الثاني الماخوذ بالتحليل، وان الاسم بالمعنى الاول انما يدل على الذت بواسطته،
وذلك سموا الذي بالمعنى الثاني اسما والذي بالمعنى الاول اسم الاسم، هذا ولكن هذا كله
امر ادى اليه التحليل النظري ولا ينبغي ان يحمل على اللغة، فالاسم بحسب ما ذكرناه.

وقد شاع النزاع بين المتكلمين في الصدر الاول من الاسلام في ان الاسم عين المسمى
او غيره، وطالت المشاجرات فيه، ولكن هذا النوع من المسائل قد اتضحت اليوم اتضاحا يبلغ
حد الضرورة، ولا يجوز الاشتغال بها بذكر ما قيل وما يقال فيها والعناية بابطال ما
هو الباطل واحقاق ما هو الحق فيها، فالصفح عن ذلك اولى.

واما لفظ الجلالة، فالله اصله الاله، وحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، واله من اله الرجل ياله
بمعنى عبد، او من اله الرجل او وله الرجل اي تحير، فهو فعال بكسر الفاء
بمعنى المفعول ككتاب بمعنى المكتوب، سمي الها لانه معبودا ولانه مما تحيرت في ذاته العقول،
والظاهر انه علم بالغلبة، وقد كان مستعملا دائرا في الالسن قبل نزول القران يعرفه العرب
الجاهلي كما يشعر به قوله تعالى: ((ولان سالتهم من خلقهم ليقولن الله.)) زخرف – 87.
وقوله تعالى: ((فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا.)) انعام – 136. ومما يدل على كونه
علما انه يوصف بجميع الاسماء الحسنى وسائر افعاله الماخوذة من تلك الاسماء من غير عكس،
فيقال: الله الرحمن الرحيم، ويقال: رحم الله وعلم الله ورزق الله. ولا يقع لفظ الجلالة
صفة لشيء منها، ولا يؤخذ منه ما يوصف به شيء منها، ولما كان وجوده سبحانه
وهو اله كل شيء يهدي الى اتصافه بجميع الصفات الكمالية، كانت الجميع مدلولا عليه بالالتزام،
وصح ما قيل ان لفظ الجلالة اسم للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال والا
فهو علم بالغلبة لم تعمل فيه عناية غير ما يدل عليه مادة اله.

بحث روائي
في العيون والمعاني عن الرضا عليه السلام في معنى قوله تعالى: بسم الله، قال عليه
السلام: ((يعني اسم نفسي بسمة من سمات الله وهي العبادة.)) قيل له: ما السمة؟ قال
العلامة اقول وهذا المعنى كالمتولد من المعنى الذي اشرنا اليه في كون الباء للابتداء فان
العبد اذا وسم عبادته باسم الله لزم ذلك ان يسم نفسه التي ينسب العبادة اليها
بسمة سماته. وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام وفي العيون وتفسير العياشي عن الرضا عليه
السلام انها اقرب الى اسم الله الاعظم من ناظر العين الى بياضها. اقول: وسيجيء معنى
الرواية في الكلام على الاسم الاعظم. وفي العيون عن امير المؤمنين عليه السلام: ((انها من
الفاتحة وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان ياقراها ويعدها اية منها ويقول
فاتحة الكتاب هي السبع المثاني.)) اقول: وروي عن طرق اهل السنة والجماعة نظير هذا المعنى
فعن الدار قطنى عن ابي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
((اذا قراتم الحمد لله فاقراوا (())، فانها ام القران والسبع المثاني، واحدى اياتها.)) وفي الخصال
عن الصادق عليه السلام قال: ((ما لهم؟ عمدوا الى اعظم اية في كتاب الله فزعموا
انها بدعة اذا اظهروها.)) وعن الباقر عليه السلام: ((سرقوا اكرم اية في كتاب الله، (())،
وينبغي الاتيان به عند افتتاح كل امر عظيم او صغير ليبارك فيه.)) اقول: والروايات عن
ائمة اهل البيت في هذا المعنى كثيرة، وهي جميعا تدل على ان البسملة جزء من
كل سورة الى سورة البراءة، وفي روايات اهل السنة ما يدل على ذلك. ففيصحيح مسلم
عن انس قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ((انزل على انفا سورة فقرا:
(()).)) معن ابي داود عن ابن العباس (وقد صححوا سندها) قال: ان رسول الله صلى
الله عليه واله وسلم كان لا يعرف فصل السورة، (وفي رواية انقضاء السورة) حتى ينزل
عليه، . اقول: وروي هذا المعنى من طرق الخاصة عن الباقر عليه السلام.

من تفسير الامام الحسن العسكري (ع)
قال الامام عليه السلام: ((“الله” هو الذي يتاله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق (و)
عند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع الاسباب من جميع من سواه فيقول: “بسم
الله (الرحمن الرحيم)” اي استعين على اموري كلها بالله الذي الذي لا تحق العبادة الا
له، المغيث اذا استغيث، والمحيب اذا دعي.)) قال الامام عليه السلام وهو ما قال رجل
للصادق عليه السلام: ((يابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد اكثر المجادلون علي
وحيروني)) فقال (له): ((يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟)) فقال: ((بلى،)) فقال: ((هل كسرت
بك سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟)) فقال: ((بلى)) قال: ((فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئا
من الاشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟)) قال: (( بلى)) قال الصادق عليه السلام:
((فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حين لا منجي، وعلى الاغاثة حين لا مغيث.))

السابق
بنات حواء
التالي
ماسكات للعرايس