الوطن: هو بضع احرف تكون كلمة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في المعنى؛ فالوطن هو
بمثابة الام والاسرة، وهو الحضن الدافئ لكل مواطن على ارضه، وهو المكان الذي نترعرع على
ارضه، وناكل من ثماره، وناكل من خيراته؛ فمهما ابتعدنا عنه يبقى في قلوبنا دائما.
يولد حب الوطن مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يعتبر حب الوطن امرا فطريا ينشا عليه
الفرد؛ حيث يشعر بان هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الارض التي ينمو ويدفا في
حضنها.
وحب الوطن ليس حكرا على احد؛ حيث ان كل فرد يعشق ويحب وطنه، وان ديننا
الاسلامي يحثنا على حب الوطن والوفاء له، ولعل اكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين
اجبر رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- على فراق وطنه الغالي مكة، فعندما خرج منها
مجبورا قال: “ما اطيبك من بلد، واحبك الي، ولولا ان قومك اخرجوني منك ما سكنت
غيرك”؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبين لنا واجب الحب الذي يجب ان يكون مزروعا في
قلب كل شخص سواء كان صغيرا ام كبيرا.
ويعتبر حب الوطن رمزا وفخرا واعتزازا؛ لذلك يجب علينا ان ندافع عنه ونحميه بكل قوة،
وان نحفظه كما يحفظنا، وان نقدره لتوفيره الامن لنا؛ فلهذا الوطن حقوق يجب على كل
فرد ان يلتزم بها ما دام يعيش فيه، وياكل ويشرب من خيراته، ومن هذه الحقوق:
المحافظة عليه، وحمايته من كل شر، والارتقاء به الى اعلى المراتب، والمحافظة على نظافته، وحماية
ممتلكاته العامة، وان نفديه بارواحنا في حال تعرض لاي خطر؛ حيث قال الشاعر في حب
الوطن:
بدم الاحرار سارويه
وبماضي العزم سابنيه
واشيده وطنا نضرا
واقدمه لابني حرا
فيصون حماه ويفديه
بعزيمة ليث هجام
ومن واجب الدولة ايضا ان تحافظ على الوطن وتحميه، وان تعد له الجيل القوي المتين
عن طريق اعداد الشباب وتدريبهم وتعليمهم؛ فهم الحامي الاول والراعي له. وبالاضافة الى ذلك فان
للوطن حقوق على الاباء والامهات؛ حيث يتوجب عليهم ان يعلموا ابناءهم حب الوطن، وان يغرسوا
في قلوبهم القيم والمبادئ التي عليهم اتباعها، ويجب ان يحرصوا على بناء اولاد اقوياء اصحاء
جاهزين لخدمة الوطن في اي وقت كان.
ولو نظرنا الى تاريخنا لراينا الكثير من الابطال والمجاهدين الذين سقوا ارضهم بدمائهم للدفاع عنها
وتحريرها من الاستعمار؛ فكل هذا نابع من حب الوطن والتضحية من اجله بالدماء والارواح، فلا
يمكن التهاون مع من يسرق الاوطان ويستعمرها، وليس علينا ان نخاف اذا قمنا بانشاء جيل
يضحي بكل ما يملك من اجل الوطن، فهو تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا الذي سيصنع امجادنا ويسطرها
على مر الزمان.