حين يذكر الابطال و الفرسان يطل علينا اسم لمع في سمائهم و اشتهر ، فمن
منا لا يعرف البطل المقدام و الفارس الهمام الذي تحدثت بسيرته الاجيال على امتداد العصور
و الاجال ، و ترنم الابطال و الفرسان بميادين النزال باشعاره التي كان يرتجزها في
معاركه مع الاعداء ، فقد كان عنترة بن شداد فارسا شجاعا و كان الى جانب
ذلك شاعرا فصيحا ، فكيف كانت نشاة عنترة و حياته ، و كيف مات ؟
ولد عنترة بن شداد في منطقة القصيباء من بلدة القصيم في الجزيرة العربية لاب عربي
حر ، و ام حبشية كانت من الاماء ، و قد لازم عار العبودية عنترة
فترة طويلة من الزمن ، حتى اصبحت تلك المسالة تشكل عقدة له في حياته ،
فقد جرت عادة العرب في الجاهلية على انكار نسبهم من امائهم او احتقاره و عدم
اعطائه حقوقه ، و قد سام شداد ابنه سوء العذاب و عامله معاملة العبد ،
حتى ان زوجة ابيه و اسمها سمية شاركت في ذلك ، و قد كان عنترة
بن شداد يشارك في معارك الدفاع عن قومه بني عبس و يبلي بلاءا حسنا ،
و قد كان قومه يظلمونه في توزيع الغنائم و يعطونه النصف من حظ غيره ،
فشعر عنترة بالغبن الشديد و قرر ان يقوم في المعارك مقام المدافع فقط ، و
في احدى معارك عبس مع قبيلة طيء ، واجهت القبيلة مقاومة شرسة عنيفة من قبل
طيء حتى كادوا يهزمون عبس ، و ما كان من شداد الا ان نادى ابنه
عنترة طالبا منه المشاركة في المعركة فابى عنترة الا المشاركة ان يكون حرا ، فمنحه
ابوه الحرية لينالها اخيرا من بعد طول سعي و عناء .
و قد احب عنترة بن شداد ابنة عمه عبلة حتى ذهبت قصة حبهم مثلا للمحبين
، و قد سعى للزواج منها الا ان عمه ماطل في ذلك و ابى ،
و يقال ان ابوها زوجها احد فرسان العرب حينئذ بعد ان ساومه على ان يكون
مهرها راس عنترة .
و ان اكثر الروايات ترجيحا حول مقتل عنترة تتحدث عن انه كان ينوي الهجوم على
بني نبهان من طيء و سلب طرائد لهم ، و قد كان عمره حينئذ تسعون
عاما ، فراه رجل يسمى زر بن جابر النبهاني فرماه بسهم فقتله ، لتنهي هذه
المقتلة فصلا من فصول البطولة التي سطرها عنترة بصولاته و جولاته .