الانتحار (بالإنجليزية: suicide)، من الأصل sui caedere، أي “قتل النفس”) وهو الفعل الذي يتضمن تسبب
الشخص عمدا في موت نفسه. ترتكب جريمة الانتحار غالبا بسبب اليأس، والذي كثيرا ما يعزى
إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي
المخدرات.[1] وغالبا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات المالية أو المشكلات في العلاقات الشخصية دورا
في ذلك. وتشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض النفسية
وإساءة استعمال المخدرات، فضلا عن تحسين التنمية الاقتصادية.
تختلف الطريقة الأكثر شيوعا للانتحار حسب البلد، كما ترتبط جزئيا بمدى توافر الوسائل. وتشمل الطرق
الشائعة ما يلي: الشنق والتسمم بالمبيدات الحشرية والأسلحة النارية. هناك ما بين 800.000 إلى مليون
شخص تقريبا يموتون كل عام عن طريق الانتحار، مما يجعله عاشر الأسباب الرئيسية للوفاة في
العالم.[1] المعدلات أعلى في الرجال عنه في النساء، حيث إن الذكور أكثر عرضة لقتل أنفسهم
من الإناث بمقدار 3-4 مرات.[2] هناك ما يقدر بنحو من 10 إلى 20 مليون محاولة
انتحار فاشلة كل عام.[3] وهذه المحاولات أكثر شيوعا بين الشباب والإناث.
وقد تأثرت وجهات النظر حول الانتحار بالموضوعات الوجودية العامة مثل الدين والشرف ومعنى الحياة. تعتبر
الأديان الإبراهيمية تقليديا أن الانتحار معصية لله ويرجع ذلك إلى الاعتقاد في قدسية الحياة. وخلال
عهد الساموراي في اليابان، كانت طقوس السيبوكو تعتبر وسيلة محترمة للتكفير عن الفشل أو تعتبر
كشكل من أشكال الاحتجاج. الستي، وهي ممارسة جنائزية هندية يجرمها القانون الآن، كانت تستلزم أن
تقوم الأرملة بالتضحية بنفسها في المحرقة الجنائزية لزوجها، سواء برغبة أو تحت ضغط من الأسرة
والمجتمع.[4] الانتحار ومحاولة الانتحار، في حين كانت جريمة يعاقب عليها جنائيا في السابق، إلا أنها
لم تعد كذلك في معظم البلدان الغربية. وفي المقابل، فهي لا تزال تمثل جريمة جنائية
في معظم البلدان الإسلامية. في القرنين العشرين والحادي والعشرين، استخدم الانتحار في شكل التضحية بالنفس
كوسيلة للاعتراض واستخدمت الهجمات الفدائية والتفجيرات الانتحارية كتكتيك عسكري أو إرهابي.[5]