مواضيع للرجال للنساء

انواع النظافة الشخصية

انواع النظافة الشخصية 20160817 4930 1

انواع النظافة الشخصية 20160817 4930
اهتمام الاسلام بالنظافة بانواعها والحض عليها:
اهتم ديننا الاسلامي الحنيف بنظافة الانسان وصحة جسمه، وحرص اشد الحرص على النظافة بشكل عام
وبين فضلها، وهذا ما نجده في السنة النبوية الشريفة؛ فمن يتصفح السنة النبوية والاحاديث الصحيحة
الواردة في ذلك سيجد احاديث كثيرة تدعو الى النظافة، ولا توجد امة على سطح الارض
اشد حرصا على نظافتها من امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالاسلام حض اتباعه
على النظافة وامر بها بشكل عام، من ذلك مثلا قوله صلى الله عليه وسلم: “ان
الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا
افنيتكم ولا تشبهوا باليهود”. سنن الترمذي. هذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم الى
ان يحرص الانسان المسلم على النظافة؛ لان الله سبحانه وتعالى يحب من كانت النظافة صفة
له، كذلك ورد في حديث سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه قال:
اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا، فراى رجلا شعثا قد تفرق
شعره، فقال عليه الصلاة والسلام: “اما كان يجد هذا ما يسكن به شعره؟!”. صحيح ابن
حبان. وراى رجلا اخر عليه ثياب وسخة، فقال عليه الصلاة والسلام: “اما كان هذا يجد
ما يغسل به ثوبه؟!”. صحيح ابن حبان. فلم يرض من الرجل ان يترك شعره هملا
من غير تنظيف او تسريح او عناية، ولا ان يلبس ثوبا وسخا.
*الطهارة شرط لكثير من العبادات:
اهتم الاسلام كثيرا بنظافة الانسان حسا ومعنى، لذلك جعل الطهارة شرطا لكثير من العبادات، كالصلاة،
والطواف بالبيت الحرام، وقراءة القران… فهذه امور لا تصح العبادة بها الا اذا كان المسلم
طاهرا، متوضئا، حريصا على نظافة جسمه وبدنه وثوبه ومكانه، ولاجل ذلك امر المسلم ان يتطهر
بعد قضاء الحاجة، وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان من اسباب عذاب
القبر عدم تنزه المرء من بوله. كذلك نقرا جيدا في كتب الفقهاء احكام الغسل من
الجنابة والحيض والنفاس، وكذلك الامر بالغسل كل يوم جمعة، حتى انه جاء في بعض الاحاديث
ان غسل الجمعة واجب على كل محتلم[1]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “حق لله
على كل مسلم ان يغتسل في كل سبعة ايام، يغسل راسه وجسده”. صحيح مسلم.
* طهارة البدن:
يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “طهروا هذه الاجساد طهركم الله”. مجمع الزوائد. والبدن
يعكس حقيقة ما عليه الانسان من طهارة معنوية كما يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله
تعالى: “اما البدن فليست الصورة داخلة تحت كف الادمي، بل يدخل تحت كفه تحسينها وتزيينها”.
اي ان الانسان الذي يزين من ظاهره ويزين من ثيابه فهذا يعكس زينة باطنه، ويعكس
صلاح قلبه ونقاءه وصفاءه.
ا- التطهر لاقامة الصلوات الخمس:
من ابرز ما يحرص عليه المسلم في طهارته انه يتطهر لاقامة الصلوات الخمس، وفي ذلك
فضل كبير؛ فالمسلم عندما يتوضا يحقق شرطا من شرائط صحة الصلاة، الا وهو طهارة البدن,
لكنه في الوقت نفسه يحقق امرا اعظم من ذلك بكثير، الا وهو مغفرة السيئات والذنوب
والمعاصي التي ارتكبها، فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم المتطهرين والمتوضئين بمغفرة الذنوب، فقال
عليه الصلاة والسلام: “ارايتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات،
هل يبقى من درنه شيء؟”. قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال: “فذلك مثل الصلوات
الخمس، يمحو الله بهن الخطايا”. صحيح مسلم. فاذا توضا الانسان وصلى يغفر له ما كان
بين الصلاتين من الذنوب الصغائر طالما انه اجتنب المعاصي الكبيرة والعياذ بالله تعالى. في رواية
اخرى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اذا توضا العبد المسلم او المؤمن فغسل وجهه
خرج من وجهه كل خطيئة نظر اليها بعينه مع الماء او مع اخر قطر الماء”.
صحيح مسلم. فاذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطستها يداه مع الماء
او مع اخر قطر الماء، فاذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء
او مع اخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب.
فالوضوء الذي يغسل فيه المسلم وجهه ويديه، ويمسح راسه واذنيه، ويغسل رجليه كل يوم خمس
مرات – وهذا الوضوء هو شرط من شروط الصلاة – هذا الوضوء هو السبب في
مغفرة هذه الذنوب. لذلك كان كل مسلم ملزما بالطهارة والنظافة في كل يوم خمس مرات،
مع ما يتبع اركان الوضوء من سنن واداب؛ كالمضمضة، والاستنشاق، وتخليل اللحية وغسل الاصابع، حيث
تتجمع الاوساخ تحت الاظافر، ونحو ذلك.
ايها الاخوة القراء! الاسلام عني كثيرا بطهارة البدن، وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم
عن المؤمنين الذين يكثرون من الطهارة ويحرصون على الوضوء انهم بحرصهم على نقاء بدنهم ووضاءة
وجوههم ونظافة اعضائهم يبعثون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، اي تبدو عليهم علامة تميزهم
عن غيرهم ممن لا يتوضا ولا يتطهر، لذلك كرم الاسلام بدن الانسان، وجعل طهارته التامة
اساسا لا بد منه لكل صلاة. يقول الله سبحانه وتعالى:[]يا ايها الذين امنوا اذا قمتم
الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا
فاطهروا[] سورة المائدة (6).
ب- الحض على نظافة الفم والاسنان:
كذلك امر الاسلام بتنظيف الفم والعناية به، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يستخدم السواك ويقول:
“لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة”. صحيح البخاري. وينصح الاطباء باستخدام
معجون الاسنان قبل النوم، وبعد الاستيقاظ، وبعد تناول وجبات الطعام حرصا على الحفاظ على اسنان
الانسان، فالسواك يقوم بهذا العمل، بل ان فيه من الفوائد – وخاصة عود الاراك –
الشيء الكثير ما جمعها بعض الاطباء والمخبريين بفوائد تزيد على ستين من حيث النتائج الايجابية
التي تنعكس على الانسان الذي يستخدم السواك بشكل دائم، ومن هنا ندرك قول النبي صلى
الله عليه وسلم: “لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة”. لما في
السواك من هذه الفوائد العظيمة.
فالسواك فيه فوائد كثيرة، وفيه معان اخرى غير هذه الفوائد الصحية، لذلك قال عليه الصلاة
والسلام: “السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب”. صحيح ابن حبان. فبالاضافة الى ان السواك يطهر الفم،
وينظف الاسنان، ويقوي اللثة، ففيه رضا وطاعة لله سبحانه وتعالى.
وقس على ذلك ما جاء من احاديث تدعو الى ان يعنى الانسان بخصال الفطرة؛ كتقليم
الاظافر، وقص الشارب، ونتف الابط، وحلق العانة، وكل خصال الفطرة التي ورد النص بها في
كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
ج- الاعتناء بالنظافة عند تناول الطعام:
ايضا اوجب الاسلام الحرص على نظافة الطعام، فعلى الانسان ان يتخلص من كل الفضلات واثارها
وروائحها، وهذا يعد من باب النقاء والتطهير للمسلم. عن سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده”. سنن ابي
داود. والمقصود بالوضوء هنا غسل اليدين قبل الطعام وبعده، فالوضوء لغة هو مطلق الغسل.
ء- الاعتناء بصحة الجسم:
حتى العلاج والدواء الذي يتناوله الانسان هو جزء مما دعا اليه اسلامنا العظيم. فقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم امرا بالتداوي من باب العناية بالصحة: “ما انزل الله عز
وجل داء الا انزل له دواء”. مسند احمد. والتداوي جزء من حفظ المسلم لقوة بدنه
القوة المادية:[]واعدوا لهم ما استطعتم من قوة…[] سورة الانفال (60). ومن باب القوة الادبية ايضا.
فقد امرنا عليه الصلاة والسلام بالتداوي، وامرنا ان نعنى بصحة ابداننا من خلال العناية بنظافتها،
حتى ان الاسلام وصل الى امر ابعد من ذلك في تشريعاته ودعوت؛ فقد وضع لنا
قواعد في الحجر الصحي لمن اصابه مرض معد او سار او غير ذلك، فاذا ظهر
مرض معد في بلد ما منع الدخول فيه او الخروج منه حتى تذهب رقة الداء
الى اضيق نطاق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اذا سمعتم بالطاعون بارض فلا تدخلوها،
واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا منها”. مسند احمد. وذلك من باب الحرص على
الا ينتقل هذا المرض الى مكان اخر.
ه- الاعتناء بالزينة والتطيب:
عني ديننا العظيم عناية كبيرة بزينة الانسان وجماله. قال تعالى:[]يا بني ادم خذوا زينتكم عند
كل مسجد…[] سورة الاعراف (31). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان له شعر
فليكرمه”. سنن ابي داود. وقال ايضا عليه الصلاة والسلام: “ان الله جميل يجب الجمال”. صحيح
مسلم. وكان عليه الصلاة والسلام يعنى بنظافة ثوبه والطيب كذلك، وهو الذي يقول: “حبب الي
من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة”. مسند احمد.
ومن لطيف ما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تخبرنا به
السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدني اليها
راسه فتغسله، ثم ترجله[2] وهي في حجرتها والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وقد
ورد في روايات اخرى عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ان السيدة عائشة رضي
الله عنها كانت تطيب شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسرحه وترجله، حتى ان
الطيب كان يرى في مفرق شعره عليه الصلاة والسلام، وهذا دليل على جواز التطيب بالنسبة
للرجال، وان يحرص الرجل على هيئته الحسنة، والنبي صلى الله عليه وسلم اشار كما اسلفنا
انه “حق لله على كل مسلم ان يغتسل في كل سبعة ايام”. فطالما اننا مامورون
بالنظافة وبان ناخذ زينتنا عند الدخول الى المسجد، فالامر بزينة الثوب وزينة البدن هو جزء
من النظافة العامة التي يحلم بها كل انسان، فالحياة في هذا الكون من غير نظافة
لا تطاق، وحرص الانسان على نظافة كل ما يستخدمه جزء من هذا الدين، وجزء من
حب الانسان لشريعته السمحاء.
* طهارة الثوب:
ا- الاعتناء بنظافة الثياب:
الاسلام عني بنظافة الانسان بشكل عام؛ نظافة الطريق والبيت والثياب، فلا بد ان يعنى المسلم
بثيابه ونظافتها وطيبها، فقد اخبر سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه ان ذلك الرجل الذي
كان يلبس ثيابا وسخة لم تعجب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “اما كان هذا
يجد ما يغسل به ثوبه؟!”. صحيح ابن حبان. يحرص النبي عليه الصلاة والسلام بذلك على
ضرورة نظافة الثوب، وان يكون ثوبنا نظيفا وانيقا بشكل دائم. جاء في حديث اخر عن
رجل يقال له “ابو الاحوص” قال: اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون[3]
فقال: “الك مال؟”. فقلت: نعم. قال: “من اي المال؟”. قال قد اتاني الله تعالى من
الابل والغنم والخيل والرقيق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “فاذا اتاك الله مالا فلير
اثر نعمة الله عليك وكرامته، ان الله تعالى يحب من احدكم اذا انعم الله عليه
نعمة ان يرى اثر نعمته عليه”. قال تعالى:[]واما بنعمة ربك فحدث[] سورة الضحى (11). فطالما
ان الله سبحانه وتعالى قد اتاك مالا كثيرا ومتنوعا ومتعددا فالبس ثيابا جديدة ونظيفة حتى
تريه سبحانه وتعالى اثر نعمته عليك.
ب- اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بنظافة ثيابه:
ايها الاخوة القراء! العناية بالثياب امر ضروري، وهو جزء من شخصية المسلم التي ينبغي على
كل مسلم ان يبرزها بصورة لائقة ومحببة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعنى
هو شخصيا بثيابه؛ فقد كان له جبة يمانية يلبسها يوم العيدين، ويلبسها يوم الجمعة، ويلبسها
اذا استقبل الوفود. وقد كان له ثياب اخرى يلبسها مع اهله وعياله، وثياب اخرى يلبسها
في الجهاد في سبيل الله تعالى.
ج- الحض على لبس البياض:
كان عليه الصلاة والسلام يحب لبس البياض، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم نص
صريح في فضل لبس الثياب البيضاء وخاصة في الصيف حيث قال: “البسوا البياض فانها اطهر
واطيب، وكفنوا فيها موتاكم”. سنن الترمذي. فالثياب البيضاء تعكس النظافة والجمال الذي يفترض ان يكون
عليه كل مسلم، وخاصة انها ايسر في التنظيف ولا تحمل الوسخ؛ لان الوسخ يظهر عليها
بشكل سريع. وقد ورد عن بعض الحكماء قولهم: “من نظف ثوبه قل همه، ومن طاب
ريحه زاد عقله”. وفي ذلك دعوة الى العناية بنظافة الثوب وطيب الرائحة وهو جزء من
توجيه النبي صلى الله عليه وسلم.
* طهارة المكان:
ا- الاعتناء بنظافة المسجد:
المساجد هي البيوت المعدة لاداء الصلاة، وهي الاماكن المعدة للقاء المسلمين، فيها يتلى كتاب الله
تعالى، ويدرس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها يتفقه بالدين، لذلك كانت العناية
بالمساجد مؤكدة اكثر من غيرها، فكما ان على الانسان ان ينظف بيته مؤكدة، فكذلك عليه
ان يحرص على طهارة بيت الله سبحانه وتعالى من ان يصيبه اذى، او ان يلحق
به شيء من الجراثيم، او الغبار، او الامراض التي يمكن ان تتجمع في الاماكن العامة.
من اجل ذلك نجد كثيرا من الوصايا من النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على
نظافة البيت والمسكن والمسجد بشكل عام.
ورد عن سيدنا ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اسود – او امراة سوداء
– كانت تقم المسجد فماتت، فسال النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقالوا: ماتت. فقال
عليه الصلاة والسلام: “افلا كنتم اذنتموني! دلوني على قبره”. متفق عليه. فاتى النبي صلى الله
عليه وسلم قبرها فصلى عليها. ان هذه العنايةة وهذا التكريم من الرسول صلى الله عليه
وسلم لامراة سوداء – او لرجل اسود – كان من شانهم كنس المسجد انما هو
دليل على حرصه عليه الصلاة والسلام على النظافة وعلى اعلاء شانها، فهذا الرجل – او
تلك المراة – الذي كان ينظف المسجد كان يقوم بعمل من صلب الدين، ومن صلب
هذه الشريعة السمحاء.
فالعناية بالمساجد مما امر به النبي صلى الله عليه وسلم، حتى انه نهانا عن امر
قد يعده بعض الناس يسيرا، الا وهو البصاق في المسجد. فقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم: “البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها”. متفق عليه.
ب- الاعتناء بنظافة المسكن:
ومن انواع النظافة التي ركز عليها الاسلام نظافة المسكن؛ فالنفس تنشرح عندما ترى مكانا نظيفا،
وتشمئز عندما ترى مكانا قذرا، وبيتنا الذي نقيم فيه هو بيت للعبادة والطاعة قبل ان
يكون بيتا للنوم والطعام والشراب، فالله سبحانه وتعالى قد طهر بيته (البيت الحرام) وعهد الى
سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهما السلام ان يحرصا على طهارة البيت الحرام، وان يظل مهيا
للراكعين والطائفين والساجدين، فقال الله سبحانه وتعالى:[]وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود[] سورة البقرة (125). فهذا التطهير يشمل التطهير من القذر، ومن مظاهر الشرك والوثنية،
فقد طهر الله سبحانه وتعالى البيت الحرام من الاصنام والاوثان التي كانت حوله، وقد اصبح
البيت من فضل الله تعالى نظيفا وطاهرا من حيث الظاهر والباطن.
ج- الاعتناء بنظافة الطريق:
لقد اعلى النبي عليه الصلاة والسلام من شان النظافة، حتى انه مرة ذكر لاصحابه انه
راى رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس. فالله
تعالى اعطاه ثوابه عظيما واجرا كبيرا.
فما اروع ان يظل الطريق نظيفا بعيدا عن كل اذى، وعن كل انواع الاوساخ والاقذار
التي تلقى في الشوارع، لا بد ان نعنى بنظافة شوارعنا حرصا على الصحة والمظهر العام،
وان نذهب الاذى عنها، فقد عد النبي صلى الله عليه وسلم اماطة الاذى عن الطريق
شعبة من شعب الايمان، فقال عليه الصلاة والسلام: “الايمان بضع وسبعون، فافضلها قول ((لا اله
الا الله))، وادناها اماطة الاذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان”. متفق عليه.
ايها الاخوة القراء! سمعت احد مشايخنا – جزاهم الله عنا كل خير – يقول: “من
اراد ان يجمع بين اعلى شعبة من شعب الايمان وادنى شعبة من شعب الايمان، فاذا
اماط اذى عن الطريق (حجرا او شوكا او نحوه) فليقل: ((لا اله الا الله، محمد
رسول الله))”. هكذا يجمع بين اعلى وادنى شعب الايمان، وليس في الاسلام شيء دنيء او
وضيع، انما هذه رتب، فالانسان يدخل في الدين بقوله ((لا اله الا الله)). ومن اولى
واهم ما ينبغي ان يحرص عليه الانسان المتدين ان يزيل الاذى من طريق المسلمين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان فضل اماطة الاذى عن الطريق، وانها من
افضل اعمال الامة التي تلقى بها وجه الله سبحانه وتعالى: “عرضت علي اعمال امتي؛ حسنها
وسيئها، فوجدت في محاسن اعمالها الاذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ اعمالها النخامة تكون
في المسجد لا تدفن”. صحيح مسلم.
في الوقت نفسه انكر النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين والناس بشكل عام ان
يجعلوا الطريق مكانا لالقاء فضلاتهم. يقول عليه الصلاة والسلام: “اتقوا اللاعنين”. قالوا: وما اللاعنان يا
رسول الله؟! قال: “الذي يتخلى[4] في طريق الناس او ظلهم”. صحيح مسلم.
جاء في حديث اخر قوله صلى الله عليه وسلم: “بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن
شوك على الطريق فاخره، فشكر الله له فغفر له”. متفق عليه. فالله سبحانه وتعالى غفر
لهذا الرجل بعمل يسير.
هذه الامور ربما لا يبالي بها كثير من الناس؛ لانها من الامور الحساسة جدا، فلنتنبه
ايها الاخوة الى ان فعلنا لهذه الامور المخالفة يوجب علينا التوبة والاستغفار منها، وان عنايتنا
بنظافة البدن والثوب والمكان جزء من ديننا، ومن التجمل الذي امر به ربنا سبحانه وتعالى،
فالله تعالى جميل يحب الجمال، وطيب يحب الطيب.
* طهارة القلب:
لا شك ايها الاخوة ان عناية الاسلام بالبداية كانت بطهارة القلب؛ طهارة القلب من الشرك،
فقد امرنا ان تكون عقيدتنا سليمة, وقلوبنا طاهرة من الاحقاد والادران التي تكدر صفوها، فالقلب
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح
الجسد كله، واذا فسدت فسد الجسد كله، الا وهي القلب”. متفق عليه.
وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه ذات مرة عن نتائج سلامة القلب والصدر، وان
هذا النقاء هو احد الاسباب الموجبة لدخول الجنة ان شاء الله تعالى، فقال عليه الصلاة
والسلام: “يطلع عليكم رجل من اهل الجنة”. سنن الترمذي. فدخل رجل من الانصار, قد علق
نعله في شماله, وماء الوضوء يتقاطر من لحيته. في اليوم الثاني كرر النبي صلى الله
عليه وسلم قوله, فخرج الرجل نفسه. وفي اليوم الثالث كرر الرسول صلى الله عليه وسلم
بشارته لذلك الرجل, فقام عبد الله بن عمر – وفي رواية عبد الله بن عمرو
بن العاص رضي الله عنهم اجمعين – الى ذلك الرجل فقال له: اني لاحيت والدي[5],
فان رايت ان تضيفني جزاك الله خيرا. فقال له الرجل: نعم. ورحب به. فمكث عنده
عبد الله ثلاث ليال لم ير منه مزيد صلاة ولا مزيد عبادة, غير انه اذا
تعار في الليل[6] ذكر الله تعالى، واستيقظ الى صلاة الفجر. فلما انقضت الليالي الثلاث اخبره
عبد الله بما جاء به، وان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشره بالجنة ثلاث
مرات متتالية. فقال له: والله يا عبد الله! ما رايت منك مزيد عمل، فحدثني ماذا
تفعل؟ فقال الرجل: “والله ما هو الا ما رايت مني، غير اني لا اجد لاحد
من المسلمين في قلبي غشا، ولا حسدا على خير اعطاه الله اياه، ولم ابت ليلا
ضاغنا على مسلم”. وفي رواية اخرى: “فاني ابحت عرضي لجميع المسلمين”. هذا الرجل قد نال
هذه المنزلة العظيمة لانه سامح وعفا عن كل من اساء اليه، وطهر قلبه حسا ومعنى
من كل الانواع التي تبعده عن الله سبحانه وتعالى. هذه الطهارة المعنوية حرص عليها الاسلام
كما كان حريصا على الطهارة الحسية والجسدية.
* الطهور – ظاهرا وباطنا – شطر الايمان:
ايها الاخوة القراء! ان الله تعالى كمل المسلم للايمان، وكمال الايمان لا يتم الا بالطهور،
وهو النظافة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الايمان”. صحيح مسلم. اي
ان يجمع المسلم بين طهارة الظاهر بالوضوء والاغتسال ونظافة الثوب ونظافة البدن, وطهارة الباطن بالايمان
بالله سبحانه وتعالى، عند ذلك تفتح ابواب الجنة الثمانية للانسان بعد ان يتوضا ويقول: “اشهد
ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله”؛ لانه بذلك يكون قد جمع
بين طهارة الظاهر، وطهارة الباطن من كلمة الشرك، واعلانه لكلمة التوحيد.
* الاسلام هو دين النظافة باوسع معانيها:
ايها الاخوة القراء! الاسلام هو دين النظافة باوسع معانيها، نظافة العقيدة بلا شك من الخرافات،
نظافة الاخلاق من الرذائل والمنكرات، نظافة اللسان من الفحش والكفر والشتم، نظافة القلم من الكذب
والطغيان والفجور والضلال، نظافة الجسد والثياب من الاوساخ، نظافة المسجد، نظافة الطريق، نظافة البيت وفناء
الدار، نظافة سائر جوانب الحياة التي يستخدمها الانسان في ليله ونهاره؛ حتى يبدو المسلم كانه
شامة بين الناس. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “انكم قادمون على اخوانكم، فاصلحوا رحالكم
واصلحوا لباسكم؛ حتى تكونوا كانكم شامة في الناس، فان الله لا يحب الفحش ولا التفحش”.
رواه ابو داود باسناد حسن.
* دعوة الى النظافة:
ايها الاخوة القراء! الاسلام دين الطهارة والنظافة واللطافة والجمال والكمال، والطهارة امر وقائي، بل ركن
اساسي للابتعاد عن الامراض السارية والمعدية، فلنحرص جميعا على التخلق باخلاق الاسلام، وعلى تنظيف بيوتنا
من الظاهر والباطن، وعلى تنظيف ابداننا، وثيابنا، ومكان جلوسنا ونومنا، ومكان تناول طعامنا؛ لان ذلك
من تمام الايمان والاخلاق. فالنظافة والتجمل والصحة والطهارة اسس لا بد منها لكل مسلم؛ حتى
تنهض هذه الامة بواجباتها.
اللهم! اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى اله وصحبه
وسلم، والحمد لله رب العالمين.

 

  • انواع النظافة
  • انواع النظافة
  • انواع النظافة الشخصية
  • ما انواع النظافة
  • ماانواع النظافة
  • ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻆﺎﻓﻪ
السابق
اجدد الافلام الاجنبية
التالي
رسائل حب وغرام وعشق وجنون