ان الحب هو اسمى مشاعر البشر على الاطلاق ، وما النزاعات والاختلافات والضغائن التي بينهم
الا وسببها هو انعدام الحب والمحبة فيما بينهم ، ولن تجد انسانا يكره ان يحب
وان يحب ، لان فطرة الانسان مجبولة على التواصل السليم مع غيره من الناس ،
وهل هناك ما هو انقى واجمل من الحب كصورة من صور التواصل السليم ما بين
الناس ؟ ومن المالوف ان تجد انسانا يتبع الفطرة ويحب ، ولكنه يعجز بشكل او
باخر عن التعبير عن هذا الحب ، فما هو السلوك الامثل للتعبير عن الحب لشخص
ما ؟
ان لكم في الرسول عليه الصلاة وافضل السلام قدوة حسنة ، كان يقف الى جانبه
ذات يوم صحابي من الصحابة ، فمر من امامهما رجل ، فقال الصحابي للرسول بما
معناه : يا رسول الله ، والله اني احب فلان ، ويقصد بذلك الرجل الذي
مر من امامهما ، فقال له الرسول بما معناه : اذهب واخبره بما قلته لي
، فلحق الصحابي بذلك الرجل قائلا : والله اني احبك في الله ، فاجابه الرجل
فرحا وسعيدا ومبتسما : والله اني احبك في الله كذلك.
نفهم من هذا الخطاب ان المكاشفة والافصاح المباشر عن محبتنا لمن نحب هو اول طريق
صادق للتعبير عن هذا الحب .
ياتي بعد ذلك اسلوب التعبير عن الحب ، فالحب ليس مجرد كلمات فحسب ، بل
هو سلوك وممارسة وافعال ايضا ، ومن ضمنها هو الاهتمام بمن نحب ، والعمل على
فعل ما من شانه اسعاده ، وتجنب ما من شانه اغضابه واتعاسه ، ودوام السؤال
عنه والاطمئنان عليه ومتابعة شؤونه ، واهدائه الهدايا من وقت الى اخر ، فالهدايا وبغض
النظر عن قيمتها المادية فان لها قيمة معنوية وفعل كالسحر على من يتلقاها ، وتظل
الهدية كذكرى متجددة تقول لمتلقيها على لسانك : “ارايت ، انا احبك ، انت في
بالي وخاطري دوما “.
وان اجمل طريقة للتعبير عن الحب هو ما يكون صادقا وعفويا وخال من التنميق والتزوير
والتزييف ، فالطبيعة البشرية تمتلك قدرة فطرية خارقة على تمييز ما هو صادر من عمق
القلب عما لم يتجاوز لسان قائله ، فان لم يكن حبك حقيقيا وصادقا فاولى بك
ان تصمت ، لان الزيف لا يدوم .