السؤال
وبركاته,,,
انا متزوجة منذ سنة تقريبا, ومشكلتي اني لا اميل ولا احب ان امارس الجنس, مع
ان زوجي لم يدع طريقة الا وعملها لي، لكن لا امل, فانا اعاني من برودة
دائمة، ووقت اللذة اكون معه، ومستمتعة, لكن بعد الانزال احس اني ندمت, واتمنى ان لم
يحصل شيء, لدرجة اني صرت ارفض ان اعمل اي شيء يجعل زوجي يفكر بالجنس لرفضي
للممارسة.
اتعبتني هذه المشكلة كثيرا, وخصوصا لاجل زوجي، لانه ليس له ذنب.
الاجابة
الاخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
وبركاته وبعد،،،
بالفعل -يا عزيزتي ان ما تشتكين منه لا يعتبر برودا جنسيا, فانت تتجاوبين مع العلاقة
الجنسية مع زوجك, ولكن ينتابك شعور بالذنب والندم بعدها, وكانك ارتكبت خطا كبيرا جدا, وهذا
الشعور يحدث عند كثير من النساء, وحتى عند بعض الرجال, وهي حالة نفسية لا ارادية,
تنجم عن افكار ومفاهيم ورواسب قديمة قد تعود في جذورها الى ايام الطفولة كحوادث مر
بها الانسان, او سمع عنها, او شاهدها, او حتى تربى عليها, او حتى بدون اي
سبب, ولذلك قد تصيب اناسا لا يرون في ماضيهم اي شيء غير طبيعي, وهذه المفاهيم
تكون قد ترسخت في الذهن, ورسمت صورة سلبية جدا عن العلاقة الجنسية ومعناها .
في كثير من الحالات يترسخ في ذهن الانسان فكرة ان ممارسة الجنس هي خطيئة, وامر
غير لائق, فتتشكل عنده مشاعر سلبية نحو الجنس بشكل عام, تظهر على شكل رفض, او
قرف من ممارسة العلاقة, او الندم بعدها, وفي بعض الحالات النادرة قد ينظر الشخص الى
نفسه نظرة سلبية جدا, بل نظرة احتقار.
بالنسبة للنساء فان اكثر هذه الحالات سببها النشاة والبيئة، ونظرة المجتمع لهذه الاشياء, وكذلك الطريقة
والمصادر التي من خلالها تتعرف فيها الفتاة على هذه الامور.
الحل –يا عزيزتي- يبدا في تغيير نظرتك ومفهومك للعلاقة الجنسية بشكل عام, ويجب ان تدربي
تفكيرك على النظر لها على انها علاقة انسانية راقية وسامية, تهدف بالدرجة الاولى الى استمرار
وبقاء الجنس البشري على وجه الارض؛ ليؤدي الرسالة, والامانة التي اوكلت اليه من قبل رب
العالمين عز وجل, وبدون هذه العلاقة لا يمكن للبشرية ان تستمر, فهي لم توجد للمتعة,
او للتسلية اساسا.
للاسف ان الكثير مما نسمعه ونشاهده حاليا يهدف الى تجريد هذه العلاقة من هدفها، ووظيفتها
الاساسية، ويرسخ فكرة انها متعة فقط.
لو دققنا في كل مراحل هذه العلاقة, وما يحدث فيها من تغيرات في الجسم، سواء
عند الذكر او عند الانثى, ولو تمعنا في تفاصيل وتشريح الجهاز التناسلي الذكري والانثوي معا,
لوجدنا ان كل عضو, وكل منطقة, بل وكل خلية في هذين الجهازين قد خلقت ووظفت
بطريقة معجزة ليكون الهدف من العلاقة الجنسية في النهاية هو حدوث الحمل -باذن الله-.
اذن -يا عزيزتي- اؤكد لك بانه لا يوجد ادوية تحل المشكلة, وانما الحل هو بتغيير
نظرتك الى هذه العملية, ومعرفة الهدف منها.
قيامك بها هو عبادة وطاعة لرب العالمين عز وجل, وهي الطريقة التي من خلالها سيقوم
جسمك بمهمة الامومة العظيمة, ويحضرني هنا تشبيه لطبيب, وعالم معروف, ومؤلف لاشهر المراجع الطبية العالمية
في النساء والولادة, هذا العالم عندما يريد ان يشير الى العملية الجنسية بين الزوجين فهو
لا يسميها الجماع, او العلاقة الجنسية, بل يسميها (بعلاقة الحياة, او لحظة الحياة), وهي حقا
كذلك, فعن طريقها تبدا وتستمر حياة الانسان -باذن الله-.
انصحك بالاستمرار في مداهنة زوجك، وابداء الرغبة, والرضا عن كل ما يقوم به, واعملي على
ان تكون اوقات المتع والتقارب بينكما مستمرة, وليس بالضرورة ان تنتهي دائما بممارسة العلاقة الجنسية,
فهذا سيجعل الممارسة الجنسية عفوية, وتحصيل حاصل لحالة الود والوفاق، والتي نتمنى ان تدوم الى
الابد بينكما.
وبالله التوفيق.
- زوجي لايريدني ان انام معه