قصة المسيح الدجال
عن انس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي الا وقد انذر امته
الاعور الكذاب .. الا انه اعور ، وان ربكم عز وجل ليس باعور ، مكتوب
بين عينيه : ” ك . ف . ر” متفق عليه .
وسمي الاعور الدجال او المسيح الدجال : لان عينة قد مسحت فهو اعور وقد كثرت
القصص والاقاويل والاحاديث عن قصه الاعور الدجال فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعييف
وبعضها من الاسرائيليات والاحاديث الموضوعه التى ليس لها اي سند وان افضل طريقه لقرائتها ما
كتب في صحيح مسلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام انه عندما كثر الحديث على لسان
النبي عليه الصلاة والسلام عن الاعودر الدجال
ساله الصحابة
فقال له اصحابه : يا رسول الله ؛ اكثرت الحديث عنه ، فخفنا ، حتى
ظنناه قريبا منا ، وكانه سيطلع علينا بعد قليل من ناحية هذا النخيل .
قال صلى الله عليه وسلم : غير الدجال اخوفني عليكم ، اذا خرج فيكم فانا
حجيجه دونكم – اكفيكم مؤونته – ، وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه –
فكل منكم مسؤول عن نفسه – ، والله خليفتي على كل مسلم .
قالوا : يا رسول الله صفه لنا .
قال : انه شاب شديد جعود الشعر ، عينه اليمنى بارزة ناتئة كانها عنبة ،
قد ذهب نورها ، اعور ، يدعي الالوهية ، مكتوب على جبينه : كافر …
يرى المؤمن ذلك واضحا .
قالوا : فمن اين يخرج يا رسول الله ؟. قال : يخرج من طريق بين
الشام والعراق ، فيعيث فسادا في الارض اينما ذهب . قالوا : فما لبثه في
الارض ؟ – كم يبقى في الارض – قال : اربعون يوما : يوم كسنة
، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر ايامه كايامكم .
قالوا : يا رسول الله ؛ فذلك اليوم الذي كسنة اتكفينا فيه صلاة يوم ؟
– فالصلاة للمسلم كالماء للحي ، لا يعيش دونها . قال : لا : اقدروا
له قدره … – فلا بد من تقسيم الوقت في هذا اليوم ، وكانه سنة
– .
قالوا : فمن يتبعه ؛ يا رسول الله ؟ .
قال : يتبع الدجال – من يهود اصفهان – سبعون الفا عليهم الطيالسة ” ثياب
اليهود المزركش بالاخضر ” .
قالوا : يا رسول الله ؛ كيف سرعته في الارض ؟.
قال : كالغيث استدبرته الريح – اسراع المطر الذي تسوقه الريح بشدة ، فيصل الى
كل بقاع الارض – .
قالوا : ايدخل كل البلاد ويفسدها؟! .
قال : ليس من بلد الا سيطؤه الدجال ، الا مكة والمدينة ، تحول الملائكة
بينه وبينهما صافين يحرسونهما . فان وصل المدينة نزل بالسبخة القريبة منها ، فترجف المدينة
ثلاث رجفات ، يخرج الله منها كل كافر ومنافق .
قالوا : فماذا نفعل ، ان ظهر ونحن احياء ؟
قال : انفروا في الجبال ، ولا تقفوا في طريقه ، فما بين خلق ادم
الى قيام الساعة امر اكبر من الدجال ، فمن ادركه منكم فليقرا عليه فواتح سورة
الكهف .
قالوا : فما الذي يفعله ؟!
قال : ياتي على القوم ، فيؤمنون به ، ويستجيبون له . فيامر السماء ،
فتمطر، والارض فتنبت، وتعود عليهم ابلهم وبقرهم واغنامهم ضخمة الاجسام ، ممتدة في الطول والعرض
سمنا ، ويكثر لبنها . – وهذا استدراج كبير نسال الله الثبات على دينه –
.
ويمر بالخربة التي هجرها اهلها منذ غابر الازمان ، فيقول لها : اخرجي كنوزك ،
فتتبعه كنوزها كذكور النحل المجتمعة ، فيزداد اتباعه به ضلالا .
وياتي على القوم ، فيدعوهم ، فيردون عليه قوله ، ويثبتهم الله على الايمان ،
فينصرف الدجال عنهم ، فيصبحون ممحلين ، ينقطع الغيث عنهم ، وتيبس الارض والكلا ،
ليس في ايديهم شيء من اموالهم ولا انعامهم ، نسال الله ان يثبتهم على دينهم
.
قالوا : يا رسول الله ؛ امعه شيء غير هذا ؟.
قال : نعم …. فمن ذلك ان الدجال يخرج ومعه ماء ونار . فاما الذي
يراه الناس ماء فنار تحرق ، واما الذي يراه الناس نارا فماء بارد وعذب .
فمن ادركه منكم فليقع في الذي يراه نارا ، فانه ماء عذب طيب .
قالوا : يا رسول الله ؛ افلا نحاجه ، ونكذبه ؟ .
قال : لا يظنن احدكم انه قادر على ذلك . فاذا ذهب اليه فتنه ،
فتبعه ، فضل وكفر .
قالوا : فمن اعظم شهادة عند رب العالمين اذ ذاك ؟.
قال : يتوجه اليه رجل من المؤمنين ، فيتلقاه مقدمة جنود الدجال … فيقولون له
: الى اين تذهب ايها الرجل ؟ فيقول : اعمد الى هذا الرجل الذي يزعم
انه اله … فيتعجبون من جوابه ، ويسالونه : او ما تؤمن بربنا ؟! فيقول
: هذا ليس ربا ، انما ربكم الذي خلق السموات والارض ، وما هذا الا
مارق كافر .
فيثورون فيه ، ويتنادون لقتله ، ويهمون بذلك ، لولا ان كبيرهم يذكرهم ان الدجال
امرهم ان لا يقتلوا احدا حتى يعلموه بذلك . فيقيدونه وينطلقون به الى الدجال .
فاذا راه المؤمن صاح باعلى صوته : ايها الناس ؛ لا يغرنكم هذا الشيطان ،
فانه افاك دجال ، يدعي ما ليس له ، هذا الذي حذركم منه رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
فيشتد غضب الدجال ، ويامر زبانيته ، فيوثقونه مشبوحا ، ويوسعون ظهره وبطنه ضربا .
فيقول الدجال مغضبا امرا رجاله ان يؤذوه ويشجوه ، فيزداد الرجل المؤمن ايمانا .
حينذاك يامر الدجال رجاله ان ينشروه بالمنشار من راسه الى ان يفرق بين رجليه ،
فيفعلون ، ويبعدون القسمين احدهما عن الاخر … فيمشي الدجال بينهما مستعرضا الوهيته ، فيخر
الناس ساجدين له فينتشي عظمة وخيلاء .
ثم يقول له : قم .. فيقترب النصفان ، فيلتحمان ، فيعود الرجل حيا ،
فيقول له الدجال : اتؤمن بي الها ؟ . فيتهلل وجه المؤمن قائلا : ما
ازددت فيك الا بصيرة ، وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم انك ستفعل بي
ذلك .
ينادي الرجل باعلى صوته : انتبهوا ايها الناس ، انه لن يستطيع ان يفعل بعدي
باحد من الناس شيئا ، لقد بطل سحره ، وعاد رجلا مسلوب الارادة كما كان
. فياخذه الدجال ليذبحه ، فلا يستطيع اليه سبيلا ، لان الله تعالى جعل ما
بين رقبته الى ترقوته نحاسا ، فياخذ الدجال بيديه ورجليه فيقذف به . فيحسب الناس
انما قذفه الى النار ، وانما القي في الجنة .
فهذا اعظم شهادة عند رب العالمين . قالوا : يا رسول الله ؛ كيف ينقذنا
الله من فتنة الدجال ؟
قال : في هذه اللحظة – حين يبلغ السيل الزبى – يرسل الله اخي عيسى
، ليكون السهم الذي يصم به عدو الله وعدوكم .
قالوا : واين يكون عيسى عليه السلام ، يا رسول الله ؟.
قال : انه في السماء ، رفعه الله تعالى اليه حين مكر اليهود به ،
وارادوا قتله . ورعاه هناك ليعود الى الارض في الوقت الذي قدره الله تعالى ،
وللامر الذي يريده سبحانه .
قالوا : صفه لنا ، يا رسول الله ؟ .
قال : ينزل عند المنارة البيضاء ، شرقي دمشق ، يلبس ثوبين جميلين ، واضعا
كفيه على اجنحة ملكين ، اذا طاطا راسه انحدر منه ماء الوضوء ، واذا رفع
راسه انحدر منه قطرات الماء كانها اللؤلؤ الصافي . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه
الا ان يموت ،وينتهي نفسه الى حيث ينتهي طرفه.
قالوا : اليس في ذلك الوقت جماعة للمسلمين ؟. قال : بلى ، انه المهدي
الذي يملا الارض قسطا وعدلا ، بعد ان ملئت جورا وظلما . ينصر الله المسلمين
على يديه ، انه من ال بيتي ، من ولد الحسن بن علي ، وهو
الذي يفتح روما عاصمة الروم ” الايطاليين ” ، يبيد جيوش اوربة الكافرة .
قالوا : ولم يجتاح الدجال البلاد ، والمسلمون اقوياء اذ ذاك ؟! . قال :
الم اقل لكم : انها الفتنة الكبرى ، حيث يرتد كثير من المسلمين على يد
المسيح الدجال .
قالوا : واين يكون المهدي ؛ يا رسول الله ؟
قال : في القدس يحاصره الدجال ، ويحاول اقتحامها ليجعلها عاصمته الابدية ، عاصمة اليهود
ودجالهم . والمهدي وجنوده يدافعون عنها ، ويقاتلون ما وسعهم القتال .
قالوا : وماذا يفعل المسيح عليه السلام حين ينزل في دمشق ؟.
قال : ينطلق الى القدس ، فيدخلها ، فيتعرف المهدي عليه والمسلمون ، ويفرحون لنزوله
، فيستلم قيادة المسلمين ، ويهاجم الدجال . قالوا: فماذا يفعل الدجال حين يسمع بعيسى
عليه السلام قادما ؟.
قال : يفر من بين يديه الى اللد ؛ وهي مدينة في فلسطين ، قريبة
من القدس ، لكن عيسى عليه السلام يتبعه ، ويطعنه برمحه ، فيذوب بين يديه
كما يذوب الملح في الماء … ويرفع الله الهم والغم عن المسلمين ، ويحدثهم عيسى
رسول الله بدرجاتهم في الجنة ، ويمسح عن وجوههم بيده الشريفة ، فما في الدنيا
اذ ذاك اعظم سعادة منهم .( رواه مسلم )