القول في تاويل قوله ( والمستغفرين بالاسحار ( 17 ) )
قال ابو جعفر : اختلف اهل التاويل في القوم الذين هذه الصفة صفتهم .
فقال بعضهم : هم المصلون بالاسحار .
ذكر من قال ذلك :
6753 – حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة :
” والمستغفرين بالاسحار ” هم اهل الصلاة .
6754 – حدثني المثنى قال : حدثنا اسحاق قال : حدثنا ابن ابي جعفر عن
ابيه ، عن قتادة : ” والمستغفرين بالاسحار ” قال : يصلون بالاسحار . [
ص: 266 ]
وقال اخرون : هم المستغفرون .
ذكر من قال ذلك :
6755 – حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابي ، عن حريث بن ابي مطر
عن ابراهيم بن حاطب عن ابيه قال : سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد
وهو يقول : رب امرتني فاطعتك ، وهذا سحر ، فاغفر لي . فنظرت فاذا
ابن مسعود .
6756 – حدثني المثنى قال : حدثنا اسحاق قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال
: سالت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله – عز وجل –
: ” والمستغفرين بالاسحار ” قال : حدثني سليمان بن موسى قال : حدثنا نافع
: ان ابن عمر كان يحيي الليل صلاة ثم يقول : يا نافع ، اسحرنا
؟ فيقول : لا . فيعاود الصلاة ، فاذا قلت : نعم ! قعد يستغفر
ويدعو حتى يصبح .
6757 – حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابي ، عن بعض البصريين ، عن
انس بن مالك قال : امرنا ان نستغفر بالاسحار سبعين استغفارة .
6758 – حدثني المثنى قال : حدثنا اسحاق قال : حدثنا زيد بن الحباب قال
: حدثنا ابو يعقوب الضبي قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : من صلى
من الليل ثم استغفر في اخر الليل سبعين مرة ، كتب من المستغفرين بالاسحار .
وقال اخرون : هم الذين يشهدون الصبح في جماعة . [ ص: 267 ]
ذكر من قال ذلك :
6759 – حدثني المثنى قال : حدثنا اسماعيل بن مسلمة اخو القعنبي قال حدثنا يعقوب
بن عبد الرحمن قال قلت لزيد بن اسلم : من ” المستغفرين بالاسحار ” ،
قال : هم الذين يشهدون الصبح .
قال ابو جعفر : واولى هذه الاقوال بتاويل قوله : ” والمستغفرين بالاسحار ” قول
من قال : هم السائلون ربهم ان يستر عليهم فضيحتهم بها .
” بالاسحار ” وهى جمع ” سحر ” .
واظهر معاني ذلك ان تكون مسالتهم اياه بالدعاء . وقد يحتمل ان يكون معناه :
تعرضهم لمغفرته بالعمل والصلاة ، غير ان اظهر معانيه ما ذكرنا من الدعاء .