واسواق العرب اما ثابتة؛ وهي التي تكون في المدن والقرى واماكن السكن، واما موسمية؛ وهي
التي تعقد في مواسم معينة، وتقع في مواضع متناثرة من جزيرة العرب. وكان بعض هذه
الاسواق مقتصرا على مايجاوره من القرى كسوق هجر وحجر اليمامة والشحر وغيرها، ومنها ما كان
عاما تفد اليه الناس من اطراف الجزيرة كلها مثل سوق عكاظ.
اهدافها. يباع في هذه الاسواق كل شيء من عروض التجارة والسلع المختلفة الاصناف كالزبيب والتمر
والزيت والسمن والادم والورس والطيب والبرود والحيوان على اختلافه، كما كان الرقيق ايضا يباع فيها
ويشترى.
ولم تكن هذه الاسواق تقصد للتجارة وحدها، فقد كانت ملتقى ادبيا يتناشدون فيه الاشعار ويتفاخرون
ويتنافرون. وكان لهم حكام يفصلون بين المتنافسين، من اشهرهم النابغة الذبياني الذي كانت تضرب له
قبة حمراء من ادم فيحكم بين الشعراء. ومن الحكام ايضا اكثم بن صيفي وحاجب بن
زرارة والاقرع بن حابس وعامر بن الظرب وعبد المطلب وابو طالب وصفوان بن امية وغيرهم
اشهر الاسواق قديما
سوق ذي مجاز
من اسواق العرب الرئيسية المندثرة ويقع شمال شرق عرفات
ولا تزال اطلاله ماثلة للعيان حتى الان وقد قامت وكالة الاثار
والمتاحف بتسويرة
سوق مجنة
احد اسواق العرب التي اقترن ذكرها بسوق عكاظ
وذي مجاز اختلف في موقعه ولكن على الارجح
انه يقع ناحية بحرة على الطريق القديم بين مكة
وجدة
سوق عكاظ
اشهر ا سوق العرب في الجاهلية وصدر الاسلام
اختلف الباحثون قدماء ومحدثون في تعيين موضعة
وتعددت الاراء حول ذلك
فقيل شرق الحوية, وقيل في السيل الصغير , وقيل
في عشيرة , وقيل غير ذلك
دمرته الحرورية سنة (129ه), ومنذ ذلك الوقت توقف هذا السوق
الذي لم يقتصر فيه على البيع والشراء بل كان منتدى العرب
الادبي
سوق حباشة
اشهر اسواق تهامة في الجاهلية وصدر الاسلام وكانت للازد
وتقام لمدة ثلاثة ايام , وقيل ثمانية ايام من اول رجب
وصل اليها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في
تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها
توقفت سنة (197ه ), بعد ان خربت نتيجة الفتنة التي حدثت
من كتاب المعجم الاثري
سوق دومة الجندل كانت ملتقى طرق مهمة بين العراق والشام وجزيرة العرب، وموسمها شهر ربيع
الاول الى نصفه، وموقعها مدينة الجوف الحالية.
سوق المشقر حصن بالبحرين قريب من مدينة هجر وتعقد سوقه في جمادى الاخرة.
سوق هجر من ارض البحرين، وهي سوق التمر الذي يضرب به المثل وتعقد في ربيع
الاخر.
سوق عمان تقصدها العرب بعد الفراغ من هجر ويقيمون بها حتى اخر جمادى الاولى. وتجتمع
فيها تجارة الهند وفارس والحبشة مع تجارة العرب.
سوق صحار وهي اعمر مدينة على البحر بعمان وتعقد في رجب.
سوق الشحر والشحر هو الساحل الجنوبي بين عدن وعمان وهي مقصد تجار البحر والبر، وتعقد
في النصف من شعبان.
سوق عدن يرحل اليها العرب بعد سوق الشحر وتقام مدة العشر الاول من رمضان.
سوق صنعاء تستمر من منتصف رمضان الى اخره.
سوق حضرموت وتعقد في منتصف ذي القعدة، وربما اقيمت هي وعكاظ في يوم واحد فيتوجه
بعضهم الى هذه وبعضهم الى تلك.
سوق المربد. اشهر اسواق العرب بعد الاسلام، تقع في مدينة البصرة. والمربد: محبس الابل ومربطها،
والمربد ايضا بيدر التمر لانه يربد فيه فيشمس، والربدة لون الى الغبرة.
ومربد البصرة هذا متسع للابل تربد فيه للبيع، وكان في الاصل سوقا للابل منذ ايام
الخلفاء الراشدين حتى اذا كان عهد الامويين اتسع وصار سوقا عامة تتخذ فيه المجالس ويخرج
اليها الناس كل يوم وتتعدد فيه الحلقات يتوسطها الشعراء والرجاز ويؤمه الاشراف وسائر الناس، يتناشدون
ويتفاخرون ويتهاجون ويتشاورون وكان له شان كبير في ذلك العصر حتى قال جعفر بن سليمان
الهاشمي “العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة وداري عين المربد”. وظل على
مجده هذا حتى خربت البصرة وتقلص عمرانها فخرب وصار بينه وبين البصرة نحو ثلاثة اميال
على عهد ياقوت الحموي الذي ذكر هذا في معجم البلدان. وكان للمربد شان عظيم في
اللغة قريب من شان عكاظ لولا امتياز عكاظ بموقعه في وسط الجزيرة العربية، وبعده عن
مناطق العجمة. ومهما يكن من امر فقد كان له اثره الكبير في اللغة والادب، حيث
كان يعج بالفصحاء الاعراب، واعلام الرواة العلماء يجمعون الفصاحات ويتصيدون الشواهد التي اسس النحاة عليها
قواعدهم واصلحوها. كما كانت فيه حلقات الرجاز مثل رؤبة بن العجاج وابي النجم العجلي، والشعراء
مثل جرير والفرزدق وذي الرمة والراعي النميري. وكان المربد ايضا ساحة مشهورة لفن خطير من
فنون الشعر هو النقائض. .
واستمر المربد يؤدي رسالته وغرضه حتى العهد الاول من العصر العباسي. والمربد هو السوق الذي
ورث مكانة سوق عكاظ وحل محله، لان الاسلام لما حل بالجزيرة العربية ضعف شان الشعر
لانصراف الناس الى الفتوح وانشغالهم بالقران والسنة واحكام الدين، فتضاءل امر سوق عكاظ واخذ مربد
البصرة يتنامى، فكان قبلة العلماء والشعراء، ياخذون عن مرتاديه ويدونون ما يسمعون فكانت تلك ازهى
عصوره.
- شعراء بوسعارة قديما