بعد أن تعرف الزوجة أنها حامل وتسعد جدا بهذا الخبر، تفكر كثيرا كيف تنقل هذا
الخبر السعيد لزوجها. تمر مرحلة الحمل على الرغم من صعوبتها، إلا أن الأم تكون متشوقة
للغاية وفي انتظار اليوم الذي تحمل فيه طفلها بين ذراعيها لتبدا حياتها بأمل جديد. في
الأشهر الأخيرة من الحمل يجهز الأبوان نفسهما لاستقبال المولود الجديد، وينتظران اليوم الموعود “يوم الولادة”.
إن عملية الولادة هي عملية خروج الجنين من رحم أمه بعد أن يكون قد اكتمل
نموه في الشهر التاسع. فبعد أن يكتمل نموه تفرز المشيمة هرمونات تعمل على تحفيز عملية
الولادة ليخرج الجنين من رحم أمه، بعد حدوث انقباضات في الرحم. ففي المرحلة الأخيرة من
الحمل ينزل الجنين إلى أسفل البطن، وعندما تبدا مرحلة خروج الجنين من الرحم بانقباض عضلاته،
تدفع الجنين رويدا رويدا إلى العالم الخارجي.
هذه الإنقباضات التي تحدث تسمى “عملية المخاض”، حيث أن المخاض يمر بثلاثة مراحل؛ أولها مرحلة
“المخاض الكاذب”، وهي إنقباضات تحدث خلال فترة الحمل كله، لكنها تزيد في المرحلة الأخيرة، ومع
ذلك فإنها لا تعني أن مرحلة الولادة قد بدأت. أما المرحلة الثانية من مراحل المخاض
فهي مرحلة “المخاض الحقيقي”، حيث تحدث إنقباضات حقيقية للرحم، وكلما زادت هذه الانقباضات وتقلص الوقت
بين كل انقباض وانقباض، هذا يعني أن موعد الولادة بات قريبا جدا، حتى تكون المدة
الزمنية بين كل واحد وآخر لا تزيد عن بضع دقائق ومن ثم بضع ثواني.
مرحلة المخاض هذه تبدا كما قلنا بالانقباضات التي تسمى “الطلق”، والذي يكون شيئا طبيعيا يحدث
عند الولادة، وعلى الرغم من ذلك فهناك حالات لا يحدث فيها طلق، وهنا يتم التدخل
الطبي لإعطاء الطلق الصناعي. من الحالات التي تستدعي طلقا صناعيا تأخر عملية الولادة بعد إنتهاء
فترة الحمل (تسعة أشهر وأسبوعين على موعد الولادة)، وفي حالة أيضا كان هناك طلقا طبيعيا
لكن لم تحدث أن توسعات أو تقلصات في عضلات الرحم، كما يعطى الطلق الصناعي في
حالة كان السائل الأمينوسي المحيط بالجنين ناقصا، أو إذا انفصلت المشيمة عن جدار الرحم، وحالات
أخرى يقررها الطبيب المختص بالحالة.
يعتمد الطلق الصناعي على الفحوصات المهبلية للحامل، ويعد أن يتم التأكد من إمكانية إعطاء الحامل
طلقا صناعيا وأنه لا يضر بها أو بجنينها، يتم عمل ذلك بثلاثة طرق؛ وهي: إما
عن طريق تحاميل مهبلية، وإما عن طريق فتح الغشاء الأمينوسي، أو عن طريق حقنة في
الوريد “دواء الأوكسيتوسين، وهو يساعد في تحفيز عضلات الرحم على الإنقباض.
للطلق الصناعي مخاطر عديدة، ولذلك يجب عدم الإستعجال في طلبه إلا بمشورة الطبيب المطلع على
الحالة. حيث أنه قد يؤدي على حاجة الأم لعملية قيصرية في حالة عدم استعداد الرحم
بعد للولادة. وقد يعرض الطفل فيما بعد لمشاكل في التنفس، أو تقليل نسبة الأوكسجين الواصل
للطفل، وما يتبعه من مشاكل خلقية بعد ذلك. وقد يعرض الأم للنزيف، أو حتى تمزق
الرحم، إضافة إلى مخاطر أخرى كثيرة على الأم وطفلها.
- هل التوسعه والطلق الصناعى تضر الجنين